وصح النوم يا أخينا عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية ، فالعالم ومنذ فترة قد ضاق ذرعاً بمدى تمادي طاغية اليمن علي عبد الله صالح في طغيانه وما ألحقه من دمار شامل وما تسبب فيه من إغراق مواطنيه في برك من الدماء في صعدة وحرف سفيان دون مبررات إنسانية دستورية وشرعية لحروبه الستة. واليوم يسلط عساكره ويهدر أموال الشعب لقمع حراك سلمي في المحافظات الجنوبية التي أعترف بها العالم كدولة مستقلة في 1967م قبل أن يلقي بها الحزب الاشتراكي لقمة صائغة في دولة الوحدة الواهية. ففي إحدى الحالتين نجد أهل صعدة قد اختاروا البندقية لكف أذي السلطة السنحانية الفاسدة وللسعي من أجل الحصول علي حقهم في المواطنة والفرص المتساوية في التنمية. وفي الحالة الأخرى تضافرت واتحدت القوى الوطنية في المحافظات الجنوبية وأنشأت الحراك السلمي المبارك تنشد الخلاص من سلطة فساد وطغيان وجهالة ، وبهذا تحقق لقاء عفوي بين مقاومة أهل صعدة وحراك أهل الجنوب للخلاص من عدو الشعب اليمني طاغية دموي ومن نظامه الفاشل والفاسد.لقد تورط الطاغية السنحاني وعصابة الإفك والقهر الغارقة معه في الفساد من أخمس القدم حتى شوشة الرأس وأرتكب العديد من جرائم ضد الإنسانية إلي جانب سجله الحافل ارتكاب قضايا فساد وخداع وسلب ونهب لم يعهدها اليمنيون شمالاً وجنوباً علي مر العصور والأزمان .فلا الاستعمار والسلاطين ولا الإمامة والسلال والقاضي الأرياني والحمدي أقدموا علي ارتكاب ما يماثلها من جرائم أو أقل وأخف بشاعة وانحرافات أو متاجرة بالسيادة والثروة. فمنذ واحد وثلاثون عاماً إستولي الشاويش علي عبد الله صالح وهذه الرتبة العسكرية المتدنية أطلقها عليه علناً الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات لمعرفته باليمنيين واليمن. وأما الرئيس المصري محمد حسني مبارك فيكفينا أن نعلم انه يصف طاغية اليمن في لقاءاته الخاصة بزواره العرب واليمنيين "بالكاذب المتطاول" وهذه الصفة غير اللائقة برئيس تتكرر علي أسماعنا في دوائر خليجية بدون استثناء.فالإمارات علي لسان الكبار تشكو من تفاهة "الدجال" ,وفي أوساط النخبة الكويتية نجدهم يتسلون ويمزحون حين يشيرون إلي أهل جنوب اليمن ويصفونهم بالصابرين الكاظمين الغيب من جبروت الرئيس "الدجال". وفي صنعاء وعدن وحضرموت وتعز لا يلقي العقلاء بالاً بجدوى الوساطة المصرية الأخيرة ويتضاءل اهتمام الرأي العام في اليمن بمصير بيان أحزاب المعارضة أو أحزاب اللقاء المشترك الذي تلاه منذ أسابيع نيابة عنهم مستشار الرئيس السابق الباسندوة ومعه زعيم الإصلاح حميد الأحمر اللذان حددا بوضوح الهدف الاسمي لأهل المعاناة في اليمن شمالاً وجنوباً وقالا بالصوت العالي انه لا خلاص للوطن إلا بتنحية علي عبدالله صالح. ولا جديد سمعناه منذئذ من الباسندوة والأحمر وياسين نعمان والصبري وعبد الوهاب الأنسي فقد وقف حمار الشيخ في العقبة. واليوم تكتظ سجون ومعتقلات المحافظات الشمالية والجنوبية بأكثر من خمسة ألاف معتقل جنوبي وشمالي وبمئات القتلى والجرحى من صعدة وحرف سفيان والضالع وأبين وردفان ويافع وعدن وحضرموت. وتتواصل جرائم الطاغية علي عبد الله صالح في إرتكاب أعمال خطف واعتقال وإغلاق صحف وتكميم أفواه .. فالأيام أوسع الصحف اليمنية انتشارا مغلقة بأمر هذا الرئيس الماجن منذ أشهر ورئيس تحريرها السيد هشام باشراحيل ممنوع من السفر وجواز سفره ملغي بقرار من الطاغية علي عبد الله. والكاتب محمد المقالح لا احد يعرف عن مصيره شيئاً منذ اختطافه من بيته, وصحيفة الشورى موقوفة ووزارة الإعلام تصدر صحيفة أسمتها زوراً "الشورى" بأمر من الطاغية.فالطاغية إذن يلهو في صعدة والمحافظات الجنوبية ويغرق في بحر الدماء ويستمتع باعتقال كل صاحب رأي أخر يندد بنظام حكم طال أمد فشله وإضراره بالوطن والمواطن. لقد فاض الكيل بالشعب اليمني وأخذت طلائعه بزمام المبادرة بعد صبر وانتظار. وكانت البداية في صورة مقاومة بطولية لأهل صعدة وحرف سفيان ولحقت بهم دون تنسيق أو تشاور المحافظات الجنوبية في حراك سلمي وغداً يلحق بالمقاومة والحراك السلمي أحرار الجوف ومأرب وحجة وصنعاء وتعز والحديدة وبينما تنكفي خولان وحاشد وبكيل ومدحج قبل أن تلحق وتنضم لاصطفاف وراء حركة مقاومة لفساد الرئيس وطغيانه.وتقف شبوة جنباً إلي جنب يافع وردفان والضالع والصبيحة ليكون للجميع شرف إنقاذ الوطن والشعب من خلال مشروع مقاومة متكاملة وفاعلة لإسقاط الطاغية ونظام حكمه الفاسد والفاشل العابث بالشعب والوطن. وفي هذا المضمار نقول للأشقاء في مصر والسعودية والبحرين نقول لهم بان الهرولة لتوفير دعم مادي ومعنوي لنظام علي عبد الله صالح تحت قرارات خاطئة لن يجدي نفعاً بعد اليوم. فالرئيس اليمني لا يتمتع بحق دستوري أو شرعي يبرر بقاءه ودعمه مصرياً وخليجياً وأمريكياً ولم يعد قادراً علي رد الأذى عن نفسه فالوقوف معه سيزيد من أعباء هذه الدول ويشوه صورتها أمام مواطنيها خاصة والشعب اليمني عامة وان خير ما تفعله حكومات مصر والسعودية والبحرين وجامعة الدول العربية هو الصمت الذي تجيده للتستر علي إنكفاء مفضوح لمواقفها حيال مشاكل أكثر إلحاحاً كانت قد سبق وأوكلت لنفسها توفير حلول مناسبة لها ولم تتوفق حتى تاريخه. فالقضية اليمنية كما يعرفها حكماء اليمن وعقلاؤها سهلة المعالجة و الحل وليست بحاجة لوسيط مصري ولا لأموال خليجية ودعم سخي تذهب عادة إلي جيب الطاغية اليمني تحت غطاء الإنفاق العسكري المحموم عوضاً عن إنفاقها لتنمية اليمن .فالرئيس اليمني كما هو معلوم كان قد توسل من العاهل السعودي أن يوفر له ملياري دولار ليحقق بها نصراً في صعدة الأمر الذي جعل الرياض تشعر بضيق شديد وتستنجد بالوساطة المصرية وبعمرو موسي.فالحل الصائب والمناسب للجميع خروجاً من الحرج وسوء الاستغلال هو بصريح العبارة أن يتنحي علي عبد الله صالح عن كرسي الرئاسة فوراً وان تتحلي مصر والسعودية ودول الخليج بالصبر و الصمت وعدم الانحياز لأنقاذ الطاغية وتتوقف عن التوسط والتدخل بالأموال لصالح حروب يشنها طاغية فاسد يعبث باليمن والشعب اليمني وبأمن المنطقة ويضع نفسه في خدمة من يدفع أكثر.ولا حل لأزمة الشعب اليمني مع الجلاد غير إقناعه أو إجباره علي التنحي وتأمين ملاذاً آمناً لخروجه من اليمن ليحل ضيفاً علي مصر أو السعودية. وللحقيقة نؤكد فأهل صعدة ليسوا في خدمة المذهب الجعفري الشيعي في إيران والرئيس ونظامه هم من يرعي عناصر القاعدة ويرسمون لهم خطط القيام بعمليات إرهابية وعمليات رديفة لتهريب الأسلحة والمخدرات التي لم تعد بخافية علي أجهزة الأمن الخليجية والعربية والانتربول . والحقيقة الأخرى التي لا ينكرها احد هي إن أهل الجنوب ليسوا من يوفر ملاذاً آمنا لعناصر القاعدة ولم يكن لأهل الجنوب أي دور في نسف المدمرة الأمريكية كول ولم يساعدوا في توفير معدات حفر النفق لتهريب عشرين معتقلاً من زعماء القاعدة من سجناء صنعاء ليعيثوا في اليمن والسعودية فساداً وإخلالاً بالأمن. وفي الحالتين يصح القول إن للحوثيين علاقة سابقة بالرئيس وبأجهزته وأنهم بعلمه وأوامره تلقوا أمولا وسلاحاً من صنعاء وليس من إيران وان قطعاً بحرية إيرانية تمخر عباب البحر الأحمر منذ شهرين بموافقة الرئيس علي عبد الله صالح وأعوانه في صنعاء. وان الحراك الجنوبي ابعد ما يكون من عناصر التطرف والغلو الذين ينشطون تحت شعار أسلمة الحياة السياسية في اليمن وشبه الجزيرة العربية والخليج ولن يلبس أهل الجنوب جلباب الزنداني والشيباني وبن حفيظ والشتري..

You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!

Join poetsofottawa3

Email me when people reply –
Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)