أحداث الكرة بين مصر والجزائر هل هي مجرد أحداث عفوية حدثت هكذا أم وراء الاكمة ما لم نكتشفه بعد؟ سؤال يخطر على بال كل مصري. لا بل كل عربي، عاصر هذه المرحلة أو قرأ تاريخها؟ ما ذا بين مصر والجزئر؟ من وراء كل هذه الارجوزة التي خبطت العلاقات الأخوية بين مصر التي بذلت كل ما في وسعها لنصرة الجزائر منذ ثورتها الخالدة ومدّتها بالمال وبالسلاح وبالمواقف الدولية الداعمة لتحرير ارضها وإعلاء شأنها؟ وهل يمكن أن يكون هناك حقد أكثر من الذي مورس ضد مصر والمصريين في السودان وفي الجزائر نفسها؟ ورغم أن العلاقات المصرية الجزائرية وصلت إلى هذا الحد من التأزم الذي يثير القلق، ويحزّ في قلب كل عربي مخلص، فإننا لم نسمع صوتا من مسؤول جزائري يعتذر فيه عما حدث، أو يشرح لنا أن الذي حدث لم يكن مشيئة سياسة مبرمجة لضرب مصر. لقد أظهر المصريون، رغم الغضب الذي ساد في أوساطهم جراء ما حصل، على انهم حافظوا على ممارساتهم الحضارية في التعامل مع الأزمة ومع الجزائريين المتواجدين في مصر. فعمدت الدولة إلى حمايتهم من غضب الجماهير، ومنعتهم من الاعتداء على سفارتهم في القاهرة، وأخذت كل الاحتياطات في الجامعات وفي الشارع العام لوقف أي عمل ناشز ضد الطلبة أو العمال الجزائريين، ولم نواجه الإساءة بإسائة أخرى، إنما عملت مصر على تهدئة الغضبة الشعبية واستدعت سفيرها في الجزائر للتشاور ولم توعز الى المستثمرين المصريين في الجزائر بوقف اعمالهم هناك، رغم ان اعتداءات كثيرة حصلت ضدهم. نحن نعرف أن هناك حملة مشينة ضد مصر، لا نعرف من هو وراءها، وقد تكون الجزائر قد استُعملت أداة من أدواتها، وفي مناسبة لا يمكن إلا أن تسود فيها الروح الرياضية؟ سؤال واحد إلى أخوتنا في الجزائر، إن مصر في تاريخها الطويل معكم، لم تقدم إلا ما فيه الخير للجزائر وللجزائريين، فهل تستأهل أن تعامل بالذي عاملتموها به؟ أنا أضع الجزائريين أمام ضمائرهم، وأتساءل ماذا سيكون موقف هؤلاء الرعاع الذين تعدوا كل الأصول الأخلاقية والإنسانية والرياضية، لو فاز فريق مصر في مبارات التأهيل الدولية؟ هل كانوا اكتفوا بالذي حصل، أم أنهم كانوا أقدموا على ذبح كل المصريين الذي يلتقونهم أمامهم بالخناجر والسكاكين التي علت أسعارها ونفذت من أسواق السودان . عيب ما جرى، وضربة موجهة ليست لمصر وحسب، إنما للقيم وللأخلاق ولوحدة الصف العربي. أرجو أن يتعظ هؤلاء، ويعودوا إلى حقيقتنا وإلى أن مجد وطننا العربي ووحدة صفه لا يحققه إلا وفاءنا وأخلاقنا ومصداقيتنا .

You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!

Join poetsofottawa3

Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)