عزيزي القارئ: بعد أن كتبت للرئيس في رسالتي الأولى عبر صحيفة الوسط بعنوان هل تعلم
وبعد أن ناشدت العلماء والأدباء والنقابات والمشايخ وضباط القوات المسلحة والأمن ولجان الوساطات في حرب صعدة. وبعد أن كتبت لأرواح الخمسة الكبار من شهداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر لعل الأحياء يعتبرون ولكن بعد كل هذه الرسائل والمقالات رأيت أن أكتب إليكم أعزائي القراء ومن خلالكم لأبناء وطني البالغ عددهم خمسة وعشرين مليون تقريباً فأنا وأنتم المعنيون بكل ما يدور في اليمن الذي أصبح للأسف تعيسا بعد أن كان سعيداً .
نحن الذين نعيش المعاناة والفقر والمهانة والتخلف ، نحن الذين نقتل ونذبح ونضحي. نحن الذين نشاهد كل المآسي بدون أن نحرك ساكناً . نحن الذين نتعذب بهذه المشاهد المروعة .نحن أبناء المناطق الوسطى .نحن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية . نحن أبناء صعدة وعمران وحجة والجوف . نحن أبناء اليمن بصفة عامة.
كل هذا يحصل ولا أحد يقول كفى وكأن الأمر لا يعنينا وكأن الآخرين يعيشون في الفردوس، نسكت على الباطل عندما يعذب به الآخرون وكانت عدالة السماء أن نذوق العذاب جميعاً جزاء لنا لتفرجنا على بعضنا البعض.
قتل أفضل حكامنا الحمدي وسالمين ومع ذلك سكتنا، لم تشكل لجان تحقيق في كيف قتلوه ولماذا وبتوجيهات من ،عرفنا القتلة ولم نتجرأ على أن نقول لهم أنتم قتلة بل صفقنا لهم وجعلناهم حكاما لنا فقتلوا بعدهم خيرة علمائنا وقتلوا بعدهم خيرة مفكرينا ومثقفينا. وقتلوا خيرة ضباطنا وقادتنا .
ثم وصلت الأمور إلى قتل آبائنا وأخوتنا بل وصلت بهم الوقاحة إلى قتل أطفالنا ونسائنا في حروبهم الجبانة والهمجية في حروب داخلية يسمونها بطولية وهي في الحقيقة حروب جبانة وتافهة إن دلت على شيء فإنما يدل على فرعنتهم ونحن شركاء في جعلهم فراعنة وظلمة ومجرمين.
عزيزي القارئ: قد يبدوا في لهجتي هذه نوع من الحدة ولكن عندما نعرف السبب سوف لاشك تعذرني السبب أن بعض الأصدقاء نصحني بأن أسافر إلى خولان بن عامر حيث الخضرة والمدرجات الجميلة ولكني فوجئت وصدمت عندما سافرت أما لماذا ؟ فلأنني رأيت وسمعت عن أبشع جرائم ضد الإنسانية و(إبادة جماعية) قصف جوي وبري عشوائي على مقاتلين ومدنيين ومنازل ومزارع وثروة حيوانية . قتل الأسرى، سحل الأسرى ، قتل الأسرى في داخل السجون على مرأى ومسمع السجان والسجين، قتل المدنيين شيوخاً ونساء وأطفالا . قنص البشر في ميدان ضرب ناري للتدريب على أهداف بشرية حية ـ مئات المفقودين أخذوا من ديارهم ومازالوا حتى الآن لا نعرف مصيرهم.
حقول ألغام ترفض وزارة الدفاع تسليم الخرائط رغم توقيع اتفاقية الهدنة لا زالت تقتل العشرات حتى الآن. نهب مزارع وبيوت وطرد ملاكها الأصليين أو قتلهم .
والأغرب من ذلك هو التعتيم الإعلامي الذي فاق كل وصف وكأن هناك ضوءا أخضر في ارتكاب هذه الجرائم.. نعم الإعلام الذي يبحث عن السبق الصحفي لا يتسابق هنا لماذا ؟ لا أدري . حتى الإعلام الخارجي؟ لا أدري. أين ذهبت الأقمار الصناعية، ولا أدري أين ذهبت ساعة قناة العربية التي تصور كل يوم منطقة أو جولة من جولات العواصم بدون إذن عبر القوقل ، كل هذه لا أثر لها في حرب صعدة .
بل الأغرب عزيزي القارئ أننا في عاصمة المحافظة لم ندر ما وقع في خولان بن عامر مع أنها لا تبعد حوالي خمسين كيلو مترا عن عاصمة المحافظة صعدة ونعلم ما يحصل في فنزويلا وهي تبعد آلاف الكيلوهات لما هذا التواطؤ .والأغرب أن القنوات جميعاً اتفقت علينا الدينية والعلمانية الغربية والتي كانت شرقية حتى الجزيرة التي كنا نظن أنها قناة الشعب العربي كله. والأغرب من ذلك أنك وأنت في خولان بن عامر يتكلم معك أي مواطن وكأنه يتكلم عن موضوع بسيط، وكأنه كان لابد أن يحصل من هذا الجيش البطل جداً على الشعب إلى درجة أن بعضهم يسمي تلك الحقبة بسنوات الاحتلال الوحشية .
حتى أن البعض الآخر يقول لم يحصل للفلسطينيين مثلما حصل لنا. مع أني أعرف ضباطا محترمين، ولكن اكتشفت أن هناك نقاوة خاصة نقاوة للألوية والجنرالات والضباط والجنود يشترط فيهم أن يكون لديهم نوازع إجرامية.
وعرفت لماذا إصدار قرارات العفو العام المتكررة . اكتشفت في خولان فقط أن الهدف منها العفو عن هؤلاء القتلة. لأن الشعب في صعدة لم يرتكب جرائم حرب.. المعتدى عليه دائماً يدافع، ولكن لماذا كل هذه القرارات خمسة حروب في خمس سنوات تخللها قرارات عفو لماذا؟! لماذا كل هذه الجرائم.. كل هذه حصلت من جيشنا البطل على الشعب نعم على الشعب فقط لأننا لم نجد أي بطولة ضد الأجنبي ضد من احتل حنيش وزقر، ضد من احتل نجران وأخواتها عسير وجيزان بل تم الخنوع لهم في اتفاقيات مهينة وتحكيم دولي على حنيش مذل.
لم يجنح للسلم أبداً مع الشعب ولا أدل على ذلك من اتفاقية وثيقة العهد والاتفاق الموقعة بعمان بالأردن 1994م والتي رميت عرض الحائط وشنت حرب ضروس تحت شعار الوحدة سالت دماء بالآلاف صحيح أن الوحدة تستحق ولكن الأصح أنها لم تكن لتصل الأمور إلى هذا الحد وكان بالإمكان احترام اتفاقية عمان دون أن نضطر إلى أن نتقاتل والدليل على عدم جدوى الحرب السابقة أننا نتقاتل اليوم التي هي امتداد لحرب الأمس واتفاقية الدوحة الخاصة بصعدة رمي بها عرض الحائط بعد إطلاق القائد المغوار جداً عبد العزيز الشهاري وأمثاله من الأسر الأول وشنت حرب في صعدة لم يشهد التاريخ اليمني مثيلاً لها؛ خمسة حروب في خمس سنوات تخللها أكثر من قرار عفو وأكثر من مناشدة وفتاوى ممن يسمون أنفسهم علماء تحتم القتل وتوجبه وتجعل منه فرض من فروض الصلاة تحت ما يسمى بمقاتلة الإمامة والمهدية وإعلان النبوة والملكية و...إلخ.
وبعدها ثبت كذب كل ما كان يردده الإعلام الرسمي بعد لقاء اللواء عبد العزيز الذهب مع السيد عبد الملك الحوثي عندما طلب الحوثي لنفسه الحياة بعزة وكرامة وحرية في ظل الجمهورية اليمنية والدستور والقانون اليمني. فلم نعد نعرف من هو المتمرد .. هل من يطالب بتطبيق القانون بموجب الدستور أو من يدعيه، وهنا لابد من كشف الحقائق .
فما رأيته في رحلتي إلى مران فيه الجواب الشافي . فبعد ثلاثة أشهر من اللجوء السياسي الداخلي نعم سيسجل التاريخ أنني أولاً لاجئ سياسي داخلي في بلادي. لم يلتفت لي أي من ولاة أمرنا الذين فقط عرفوا كيف يأمرون بحبسي كما أمروا من قبل بحبس المئات من أبناء محافظتي ورميهم في سجون أشبه بمعتقل جوانتناموا فلا محاكمة ولا حقوق سجناء ولا حتى علم بكثير من المفقودين والمساجين ، في الوقت الذي يقوم بما يسمى بالمتمردين بإعطاء الأسرى العسكريين تلفونات لكي يتواصلوا بأهلهم والذين فوجئوا بأن أبناءهم ما زالوا على قيد الحياة فهم ضباط وجنود ليسوا من الأسرة الحاكمة .
وبعد أن كنت أظن أن مظلوميتي عظيمة كون جريمتي أنني كنت منسق وساطة وهدفي نبيل وهو وقف الحرب في بلادي ، الحرب العبثية التي ليس لها أي مبرر ولكن فقط كنت وسيطا صادقا مع الله ومع بلدي ومع أبناء محافظتي بعد كل هذا رأيت أنني أسعد مظلوم مقارنة مع من ظلموا من محافظتي وبالتحديد في خولان بن عامر .
ففي ملاذي الآمن 27000كم ساحة محافظة صعدة ـ 2كم مساحة الحكم الرشيد جداً جداً تجولت وسافرت خولان بن عامر وفعلاً سافرت ووصلت إلى وادي الحبال حيث الحياة الصافية والنقية وحيث الطهر والعفة والفطرة .
استقبلت بحفاوة وتكريم وقالوا لي أهلاً بصاحب المقالات ، ففي قرية غيلان عند العم محسن الخولاني حيث أكرموني ورحبوا بي فقلت: من أين عرفتم المقالات حيث لا مكتبة ولا صحف؟ قالوا لي : نحن نتابع أي شيء حول صعدة وحول اليمن بشكل عام .ولكنك لم تعلم أننا قد ظلمنا أكثر منك. فقلت كيف؟ قالوا: بعدها ستعرف أنت الآن ضيف ولا يصح أن نزعجك بمشاكلنا السابقة والحمد لله نحن الآن ننعم بالحرية . قلت: كيف تنعمون بالحرية ومن قبل؟ ضحكوا وقالوا ألم نقل لك أنك لا تعرف عنا وعن أوضاعنا شيئا.
ونمنا مبكرين وأصبحنا وأصبح الملك لله حيث لا نوم بعد صلاة الفجر عندهم، ثم اقترح الزملاء أن نمشي إلى مران وفعلاً ذهبنا إلى مران وفي طريقي إليها رأيت بقايا الحرب ودلائلها بقايا دبابات وجنازيرها فرأيت ما أدهشني، نقاط تفتيش يقومون بعملهم بكل مصداقية وحزم وأدب وأخلاق رفيعة وبابتسامة تراها على وجوههم لم أرها في النقاط الأمنية العسكرية .
عندما تصل إليهم يقولون لك: حياكم الله ، وعندما تغادر يقولون : الله يرعاكم. سألت زملائي من هؤلاء؟ قالوا لي: هؤلاء ملائكة المسيرة . قلت: من أطلق عليهم هذه التسمية ؟ قالوا : نحن لأنهم يسهرون على أمننا بدون مقابل أو رواتب ، وعندما يفتشوننا لا يطلبون منا بقشيش ولا يأخذون القات من على السيارات المحملة بالقات أو البن . قلت: يعني حوثيين ؟ قالوا: لا تقل حوثيين وإنما قل : ملائكة المسيرة . فنحن أتباع المسيرة، والسيد قائد المسيرة .
وحينها وصلنا إلى مران وبالتحديد إلى الجميمة وبالتحديد إلى منزل ومجلس السيد حسين بدر الدين الحوثي. دخلنا المجلس الذي تم تحويله إلى مسجد . فقلت : لماذا تم تحويله إلى مسجد ؟ قالوا: لم يستطيع القادة والضباط والجنود أن يناموا فيه إلا بعد تحويله إلى جامع . فقلت: هل هذا الذي صلى فيه الرئيس بعد الحرب الأولى عندما حقق انتصاره العظيم على الشعب في مران وصلى ركعتين صلاة شكر كأنه أعاد المسجد الأقصى . قالوا : نعم .
ورأيت المكان الذي كان يجلس فيه السيد حسين بدر الدين الحوثي وتأملت لسقفه بأخشاب كبيرة الحجم كانوا يأتون بها من أماكن بعيدة وحجمها أكبر جداً . ونزلنا إلى مكان المبنى الذي بناه الشهاري والذي على هيئة مجمع من دورين لم يتبق إلا تشطيبه . وإذا بالقائد أبو حسين جالس فيه يحل قضايا المواطنين فرحب بي وقال أهلاً وسهلاً وأخذنا في جولة حتى وصلنا إلى جرف سلمان حيث كانت بمثابة كربلاء الثانية.
ويكفي أن أشير إلى أنني لم استطع أن أناقش فيه أحداً باعتبار انه أرتكب فيه أبشع جريمة ضد الإنسانية ووعدوني ممن يعرفون كل ما كان فيه أن يزودوني بمعلوماته فيما بعد .
وعند تجوالنا في الشرفة والتي رأيت فيها مدى حجم الميزانية من الذخيرة الفارغة؛ أكوام ضربت بها مران منازل ومزارع وبشار وثروة حيوانية بشكل لا يصدق لو حسبنا تكلفة ما رأيناه أنه كان سيوصل الأسفلت إلى كل منزل وكل منزل بني بدله قصر متوفر فيه الكهرباء والماء والأكل والشرب لسنوات مجاناً.
عدنا من الشرفة والتي هي أعلى قمة في مران وإذا ببعض الناس قد وصلوا يسألون عن صاحب المقالات حسب وصفهم فبدأوا يتكلمون بلهجة أهل خولان وفطرتهم المعهودة والممزوجة بإيمان وفرحة وصدق وبساطة فرأيت موقفاً يشكر عليه أبو حسين وهو يواسي طفلا يدعى سفير مجاهد أبو حايس (صديق أبيه) نعم هذا الطفل كان صديق أبيه لا يفترق الاثنان عن بعض حتى جاء "الشهاري" الذي أمر بقتل الوالد أمام ابنه . نعم صدمت عندما قيل لي ذلك فقمت إلى الطفل بعد تكريمه من أبو حسين قائد خولان بن عامر وأعطاه بندقية بدلاً من البندقية الخاصة بأبيه وهو مطلب الطفل البالغ من العمر أحد عشر عاما وكأن أبيه عاد إليه .
فقلت له : كيف نفسيتك؟ قال كان أبي صديقي قبل أن يكون أبي وكنا لا نفترق حتى النوم أنام في حضنه وبدأت العبرات تشدني وهو كذلك فلم أعد أتحمل كلام الطفل خشيت أن يتحول المجلس إلى مخيم عزاء لأن الكل من الحاضرين تأثر جداً .
فقام أحد الحاضرين وقال ما زال هناك جريمة أكبر. فقلت : ما هي؟ قال : جريمة قتل العجوزالذي عمره 80 عاماً بأمر من الشهاري شخصياً بعد أن أخذوا فلوسه مبلغ خمسة وعشرين ألف من جيبه وأمر الجنود أن يعذبوه فخلعوا ملابسه وضربوه بسيخ حديد ووزع المبلغ على الجنود وقال سأكافئ أي واحد يقتل هذا الكهل بفلوسه فتقدم أشقاهم وقتل هذا الكهل وأعطاه خمسة ألاف زيادة ورموا بجثته في الشارع على الإسفلت ولم يدفن إلا خفية واسمه الحاج أحمد صغير أبو غيدنة.
وقال آخر : مازل هناك جريمة ثالتة . قلت له : ما هي ؟ قال: قصف منزل صلاح الطيري وقتل زوجته وأولاده، تمزقوا بسلاح لا ندري ما هو . انفصل رأس زوجته عن جسدها وأخذ رأسها في يده وهو يصيح لم يبق من زوجتي إلا هذا ماسكاً لرأسها في يده وتوفي بعدها بأسبوع هذه الصورة موثقة بمقطع فيديو عبر الهاتف.
فقال آخر: ألا تعلم بجريمة الفتى صاروخ . (صاروخ عباس الطيري) قلت ماهي ؟ قالوا: تم قنصه وهو يقطف القات لأبيه فأسرع الوالد وشقيق صاروخ لإسعافه فذهبوا لضابط يدعى أمين قحطان؛ كان قائد ك2 في جمعة بن فاضل ليحصلوا على تصريح من النقاط لكي يسعفوه إلى مستشفى صعدة أو صنعاء وكانت الكارثة الكبرى وهي أن وفر هذا الضابط على صاروخ عناء السفر بأن أطلق عليه الرصاص بدم بارد.
تخيلوا هول الصدمة على الوالد والأخ المسعفين علماً بأن صاروخ وأسرته ليسوا مقاتلين أبداً حتى المقاتلين لا يجوز.
ثم بدأ الجميع يتكلمون عن هذه الأحداث قال أحدهم ببراءته : ألا تعلم بكارثة قتل المرأة فاطمة وهي تعلف لأغنامها تم قنصها من على قلة فاضل وحاول أحد الجيران إنقاذها فتم قنصه في يده فتمدد جنبها ثم محاولة انقاذها والمنقذ الأول فتم قنص المنقذ الثاني في ساقه وظلوا ينزفون ساعات من التاسعة صباحاً وحتى الثالثة عصراً لم يستطع أحد إنقاذهم حتى جاء الضباب ومن ثم تم إنقاذهم ولكن للأسف بعد موت المرأة التي نزفت ست ساعات حتى فارقت الحياة وعاش الاثنان ولكن بعاهات.
قال آخر من الشعف: هل علمت بالشاب البطل[ ].قلت ما حكايته؟ قال: قاتل حتى انتهت ذخيرته وعندما انتهت سلم نفسه للقائد الشيمري قال اقتلوني إن أردتم فأنا أصبحت أسيراً. قالوا لا عيب لا نقتل الأسرى وعندما سلم سلاحه وأدار ظهره أطلق الشيمري الرصاص عليه.
المقاتل عبد الله بعد أن سلم نفسه قتلوه وأخذوا سلاحه ودخلوا بيته ليروا أمه وزوجته أنهم قد قتلوه وأمروا بإخلاء البيت وفجروه وكل من يؤوي هذه الأسرة.
جريمة أخرى: أخذ مائة ألف سعودي من أحد المتعاونين مع الدولة وذهب زوجته وبنادق وسيارة وظل يتابع حتى الآن.
جريمة أخرى : فتح دعوى شرعية بين الملاك الجدد على مزارع القات والبن وإصدار حكم فيها والعجيب استعانتهم بالمالك الأصلي كشاهد بحكم من قائد عسكري يدعى خالد الحيدري.
أحد المواطنين خرج ليقطف من قاته فمنع من قبل الملاك الجدد وفتحوا دعوى والغريب أن عبد العزيز الشهاري أصدر أمراً بعد التظلم خطياً بأن يسمح للمالك الأصلي بتخزينه فقط يومياً بشرط أن تكون من والروس للمالك الجديد وهذه موثقة .
وأخيراً وليس آخرا فقد أمر عبد العزيز الشهاري بصلاة الجمعة في يوم السبت وعندما رفض بعض المواطنين سجنوا وما زالوا في سجون الحديدة.
(...)
لكن الأهم عزيزي القارئ أنني توقفت عن الحكم عن هؤلاء لسببين: الأول: أنني لم أقرأ قانونا يمنيا يتطرق لهذه الجرائم لكي يعاقب عليها في اعتقادي لأن المشرع اليمني لم يتصور أن جرائم مثل هذه سترتكب.
ثانياً: لأن الضحايا من محافظتي ولحمي ودمي وأخشى أن أتعصب وأغضب فلا يجوز للقاضي أن يحكم وهو غضبان. سأترك الحكم لكم لأنه لابد من أن يعاقب هؤلاء القادة العسكريون.ولا يحق للرئيس أن يصدر عنهم عفوا عاما إلا إذا كان شريكهم وهو الذي وجههم فعندها يجب أن يحاكم معهم.. هذه هي العدالة.
عزيزي القارئ: هنالك قصص وجرائم كبيرة وكثيرة ما زالت موجودة لم تتسن لي الفرصة لجمعها.. تخيلوا على مستوى كل بيت في مران وفي جمعة بن فاضل وفي فوط وفي الشعف . وفي كل مكان سأطلعكم عليها وسأظل أكتب عن هذه الجرائم والمآسي لكي يعرف كل يمني تفاصيل حرب صعدة التي يصورها الإعلام الرسمي بالبطولية .
أعاهدكم بعد أن رأيت أبشع الجرائم أن يظل قلمي صادقاً في كشف الحقائق وأن لا يتوقف حتى ولو تعرضت للغدر بعد أن تعرضت للترغيب اتصل بي أحد أزلام الحكم بأن أكتب رسالة اعتذار للرئيس فقلت عن ماذا اعتذر فأنا لم أرتكب جريمة قال اعتذر وستعاد إلى عملك وتعاد مرتباتك وتعاد حقوقك فقلت له لا وألف لا. ما دام هذا ما كلفوك به أبلغهم أني متنازل عن هذه الحقوق حتى يكون لوطني حقوق ولمحافظتي حقوق ولكل يمني حقوق وستعود هذه الحقوق قريباً إن شاء الله وكلما زاد البغي والظلم جاءت الحرية أسرع مما تتصورون:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة ** فلابد أن يستجيب القدر
ولابـد لليل أن ينجلي ** ولابد للقيد أن ينكسر
***
You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!
Replies