يقول المثل استراح من لا عقل له. الحاضر والماضي العربي والاسلامي حقيقة مؤلمان ومظلمان وجائران ويقودان الى مستقبل اكثر سوءا و ستكون اثارهما التخريبية أشد بكثير مقارنة بما نعيشه الآن نحن كأمة عربية أو اسلامية أو شرقية. ويرجع ذلك الى الموروثات الفكرية السلبية للكيانات الشرقية وسهولة تغذيتها والتحكم بها من مجاميع الداخل والخارج المستفيدة من محيط وبيئة القتل والاقتتال والخلافات لأن هذه البيئات هي المصادر المتجددة والتي تتدفق منها الطاقة التي تزود وتغذي انظمتهم وهي القوة التي يرغبون بها السيطرة على الثروة والسلطة والتحكم في مصيرهما ومصير الشعوب كذلك . وقبل أن أبدا في استشراف المستقبل ونقل بصيرتي ارغب في أعطاء لمحة عن واقع العرب والمسلمين والشرقيين . هناك دول تعيش في حالة حرب اهلية وعلاقات سيئة مع دول الجوار والعالم بأسره وهي العراق والصومال وافغانستان واليمن والسودان وفلسطين والجزائر وباكستان. و هناك دول الحرب الاهلية المسلحة فيها على وشك الانفجار وفي حالة طوارئ واستنفار بسبب انعدام الشعور بالمصلحة القومية والوطنية وغياب العدل والنظام الاجتماعي والانسلاخ من الواقع والاصل كما أنها استنسخت لنفسها عقول وارواح ووجدان جديدة لتسبدل ذاتها وروحها ونفسها الحقيقية وهي لبنان و الأردن ومصر وتركيا وجيبوتي وكذلك بقية الدول الاسلامية المستقلة من الاتحاد السوفيتي أو يوغسلافيا ودول جنوب شرق أسيا ماعدا ماليزيا. الصنف الثالث هو صنف الدول الكامنة والمستقرة ظاهريا والقابلة للانفجار في اي لحظة وهي السعودية و البحرين والكويت وموريتانيا والمغرب وتونس ويرجع ذلك لنفس الاسباب السابقة ولكن درجة المخاطر تخفض أو يسيطر عليها بالوسائل المالية أو بمعادلة التوازن الدولية الموقته المبنية على المصالح. أما أيران وسورية فهمامستهدفتان اقليميا وعالميا والسهام المسمومة موجهة اليهما لتفتت جسدهما المقاومان وهم في حالة كر وفر وكل شيئ قابل للتفكك والانفجار و لأسباب اجتماعية واقتصادية و اخرى. هناك ايضا دول مستقرة وتعمل من اجل البناء والتطور وهما دولة قطر وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة وموخرا ليبيا ولكنها ستكتوي بلهب المحيط و لأسباب داخلية وخارجية.
وبما أن لكل دولة وجماعة وافراد خصوصيات فدعني انقل للقراء والمفكرين المهتمون بالشئون العامة العربية والاسلامية وعلى وجه الخصوص السياسية منها مستقبل بعض الدول العربية وهي فلسطين والعراق واليمن.
مستقبل فلسطين
جرائم ومذابح ومحن الماضي والحاضر ستستمر لعقود طويلة قادمة ولن تختلف الا أدوات ووسائل وتكتيكات واستراتجيات العدو المحتل واعوانه في البيئة العربية والاسلامية والعالمية لكي يكاثرها ويقويها ويضمن أستمراريتها بحثها وعزمها الذاتيان.
الصف الفلسطيني مشروخ ويتعرض الى عملية تعرية شاملة أي انه في عملية تأكل, ونقطة البداية للبحث عن تقرير المصير مفقودة عمليا ومختلفين عليها نظريا وكما يقول المثل أذا ركض الشخص وراء ارنبين فلن يمسك بأي منهما. فالفلسطنيون قادة واتباع يركضون وراء مئات الارانب الهاربة والمارقة والمراوغة في قفر واسع وطويل وبه من الافاعي والثعابين الكثير والكثير.
اسرائيل تقوى وستستمر في عدوانيتها واحتلالها وتوسعها الافقي والعمودي في الارض والذهن وكذلك الفضاء الخارجي . فمثلا الجيل الاول الذي قدم الى فلسطين اثناء أو بعد أغتصابها لأيمانه بالاساطير ومنها الدينية أو لنزعاته الدنيوية المتمثلة بالحصول على المال والمساعدات والمزايا الأخرى قد صمد ونجح ولم يهاجر الى الدول الاخرى الأ القلة القليلة وان هاجر فهو عضو فعال ومساند لكيانه. والجيل المولود في فلسطين ( اسرائيل ) له أرتباطات نفسية وروحية وجسدية واخرى لذا صعب أقتلاعه من بيئته التي نشاء فيها اي أن هناك صلة ارتباط قوية بين الانسان وعناصر بيئته. بهذه الوقائع الروئ والافكار العربية القائلة أن الزمن كفيل بفك الارتباط بين البيئة والمحتل اي أن الزمن سيجبر الصهاينة للعودة الى من اين أتو .هذا المثال يوضح تفوق الصهاينة مغتصبي فلسطين وبعد نظرهم في التخطيط وفرضه بكل الوسائل كواقع . لأن الزمن متغير وكذلك القوانيين والعناصر الاخري في تغير مستمر وتلعب دورا هاما لصالحهم.
وفي الجانب الاخر نرى الفلسطنيين في الداخل وفي الشتات منقسمين وفي خلافات لاتحصى ولاتعد هذه الخلافات متمثلة بنزعات ونزوات ومصالح شخصية والفلسطينيين ايضا في حالة أقتتال دائم لأوهن الاسباب .
الدول العربية كذلك تتامر بل وتستغل القضية الفلسطنية للدعاية والهروب من مشاكلها الداخلية والعالم المساند للصهيونية والصهاينة في العالم كذلك يريدون أبعاد اللاجئيين والنازحين الفلسطنيين من لبنان لقربهم من فلسطين وانهاء الجيل الاول منهم ثم ضياع الاجيال الاخرى تلقائيا.
اللاجئيين في الشتات وفي المحيط العربياستغلوا واضطهدوا ايضا من قبل الانظمة العربية ومنها النظام العراقي السابق بسبب غطرسته وجبروته ومكره وموبقاته والنظام الليبي بسبب شدة الحرص والجهل بأبعاد القضية الفلسطنية وأنظمة بقية الدول الاخرى لنفس الاسباب السابقة فهم بالفعل في قبضة أيادي اقلمية وعالمية أثمة.
لذا اجزم بأن المستقبل قاتم ومخيف ففلسطين تمسح وتمحى من ذاكرة البشر ومن ادواتهم وموادهم ومواثيقهم. ففي المستقبل القريب سيتم تهديم مسجد الاقصي وعمليات واجرات هدمه اي قتل الغيره عليه والدفاع عنه قد بدات من زمان ليس بقريب وستستمر حتى تحقيق النتيجة وبناء الهيكل بديلا له.
اسرائيل ستقوي عسكريا وتقنيا لانها تمتلك حاليا مشاريع حديثة لتطوير صناعتها العسكرية فحربها القادمة في المستقبل الغير محدد ستكون حرب بجيوش واسلحة لاترى اي الحرب الغير مرئية " بجنود لم تروها" المعتمدة على التقانة النانوية أو تقنية المنمنمات Nanotechnology و هي دراسة ابتكار تقنيات ووسائل جديدة تقاس أبعادها بالنانومتر وهو جزء من الألف من الميكرومتر أي جزء من المليون من الميليمتر. يمكن من خلال تقنية النانو تكنولوجي صنع سفينة فضائية في حجم الذرة يمكنها الإبحار في جسد الإنسان لإجراء عملية جراحية والخروج من دون جراحة ، كما تستطيع الدخول في صناعات الموجات الكهرومغناطيسية التي تتمكن بمجرد تلامسها بالجسم على اخفائه مثل الطائرة أو السيارة ومن ثم لا يراها الرادار ويعلن اختفاءها . كما تتمكن من صنع سيارة في حجم الحشرة وطائرة في حجم البعوضة وأيضا صناعة خلايا اقوي 200 مرة من خلايا الدم والتي يمكن من خلالها حقن جسم الانسان بمقدار 10 % من دمه بهذه الخلايا فتمكنه من العدو لمدة 15 دقيقة بدون تنفس واشياء أخرى.
السلطة الفلسطنية ومشروع دولة الجيوب الانفية ( غزة والضفة الغربية) ستزول مستقبلا و سنرى كذلك زيادة في بناء الاسوار والحواجز المهلكة والحصارات بكافة أنواعها واشكالها وزيادة في القتل والاقتتال والاختلافات الفلسطنية ايضا.
وبما أن الحتمية التاريخية تقول أن فلسطين ستعود والحقيقة ستسود فاني اواكد للفلسطنين والعرب والمسلمين حتي هذه الحتمية ستسقط اذا لم يبداوا بالعمل الصحيح والسليم ولزمن ليس بقصير وعسير. وبما أن لانتيجة مرضية وسليمة الأ بألم ولا حلاوة بدون نار فأرى أن الحل هو قيام حرب عربية أسرئيلية جديدة في الوقت الحاضر وهي الحل الوحيد والسليم لهذه المعضلة بل والمعضلات الاقليمية والدولية الحالية والمستقبلية وعلى أن تكون الحرب طويلة وعلى أن يبداها العرب وبحكم عدد السكان والجغرافية والموارد وغيرها من ألاشياء سينتصر العرب .
الحرب لن تزيل اسرائيل ولكن ستنقلها الى مرحلة خضوع وانصياع واعتراف بالحقوق العربية والعالمية وستجلس جلسة طبيعية تحاور وتنفذ الاتفاقيات الدولية بزمنها ومكانها وبحذافيرها. وهذه الحرب ستجعل العرب محترمين في نظر أنفسهم ونظر العالم كذلك وستجعلهم ينعتقون من الحال المئوس والدرامي الذي يعيشونه ويورثوه الى الاجيال القادمة وسوف ينتقلون كذلك الى مرحلة الكرامة والابداع والوحدة الحقيقية .
Comments