من الضروري; عند التعامل مع العلوم السياسية , أن تأخذ في الاعتبار تأثير الاقتصاد و العلوم الإنسانية على قراراتك العامة والشخصية.
في يوم من أيام شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن على الرسول محمد صلى الله عليه و سلم بواسطة الملك جبريل عليه السلام. في هذا الوقت ينبغي على كل مسلم أن يتمتع بالصفاء و الفخر لانتصارنا في التاريخ القديم و نشر المسلمين لدينهم كدين رحمة وعدل وسلام!.
يوصف شهر رمضان بأنه وقت العبادة والرحمة والمغفرة. على أية حال أنا لم أرَ هذه المعاني عندما ذهبت للصلاة في مسجد أوتاوا, خاصة من الإمام و مساعديه و الذين كانوا يعاملون الأطفال بطريقة تفتقد للاحترام و يأمرونهم بالصلاة في الصفوف الخلفية.
عندما سمعت صراخ أحد مساعدي الإمام يهتف بالأطفال "اذهبوا إلى الخلف"، خطرت بذهني الكثير من الأسئلة. أولها كان: لماذا يعامل الأطفال بعدم احترام وعدوانية وقسوة ؟ و هل يفعلون ذلك من أجل الارتقاء بمعاني الإنسانية لوجه الله أم أنهم يخدمون مصالحهم الشخصية و قواهم؟
ثانياً; لم أكد أصدق حين رأيت الأرواح المقدسة "المخبرين- الوشاة" يهمسون في أذن الإمام ما ينبغي قوله و كتابته للناس، وهو غالبا غير حقيقي و ناتج عن خيالاتهم، أدركت حينها أنه لا توجد حرية حقيقية ولا احترام لأفكار الإمام أو لأي شيء آخر.
ثالثاً; الانعزال و التصنيف بين المسلمين في العبادة هو ما يخالف التعاليم الربانية التي تنادي بالمساواة و المعلنة بوضوح في القرآن الكريم و كل الأديان بالإضافة إلى حقوق الإنسان.
رابعاً; هي جودة الدرس الذي يلقيه الإمام, فهو أسلوبه قديم و لا يساعدنا على فهم مشكلات الحياة الواقعية.
خامساً ; طريقة ترك المصلين لسياراتهم بشكل يخالف القانون تماما. مما يثبت أننا لا نفهم و لا نعمل بقول الله تعالى و الذي نكرره دائما في صلواتنا " اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ " الفاتحة {6}" .
بالإضافة إلى هذه الحقائق نجد الوضع السياسي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر جعل الإمام و مساعدوه الأجلاء غير متأكدين من أنفسهم. لذا تجد الإمام في أوتاوا يقول أنه يشك في وكالة التجسس الكندية أنها عبثت بجهاز الفاكس الخاص بمكتبه.
و كنتيجة لدراساتي و خبرتي و ملاحظاتي للمخبرين و أعمالهم و استراتيجيات تحركاتهم، ليس فقط في مسجد أوتاوا بل أيضا في عدد من المعاهد الأخرى، اكتشفت أن وكالات التجسس العربية و الإسلامية و التي تتعامل مع الإمام عن قرب هي التي عبثت بالفاكس الخاص به.
أخيرا، أتمنى أن يدرك كل مسلم يؤمن بالله أهمية المأزق الذي أوضحته في هذا المقال. علما بأن هدفي هو تحسين مستوى المصلين أخلاقيا وإنسانيا و لكي يحصلوا على السعادة في الدنيا.
أشعر واعتقد أننا بحاجة لثورة من أجل حقوق و أفكار المرأة و الأطفال. كما أؤمن بجدية النقد الإيجابي كواحد من أفضل الطرق لتنظيم و إعادة ترتيب حياتنا وأفكارنا و معتقداتنا الروحية.
و في الختام، ينبغي على الناس أن تتعلم من أحداث الحادي عشر من سبتمبر الآتي:
أن يشعروا و يدركوا رأي العالم من حولهم و يتذكروا قول الله تعالى:
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "الحجرات {13}.
Comments