أعلنت أسرة القيادي في حركة فتح الشهيد أبو يوسف النجار الأربعاء أنها بصدد رفع دعوى ضد وزير الجيش الإسرائيلي إيهود باراك على خلفية عملية الاغتيال التي طالت والدهم ووالدتهم في بيروت عام 1973.
وكانت وحدة خاصة إسرائيلية على رأسها كان باراك، اغتالت ثلاثة من قيادات حركة فتح في شارع فردان بحي الفاكهاني في العاصمة اللبنانية بيروت في العاشر من شهر نيسان/ أبريل عام 1973، وهم أبو يوسف النجار (وزوجته) وكمال عدوان وكمال ناصر.
وقال أحد أبناء الشهيد في تصريح خاص لوكالة "صفا" إن تقرير "غولدستون" كان محفزاً للأسرة لكي تستكمل ملفها وترفع الدعوى، مؤكداً أنه تم تكليف محامين لتمثيل الأسرة أينما تسنى لها تقديم الدعوى في القارة الأوروبية أو أي مكان آخر وأمام أية محكمة لها اختصاص بالتعامل مع قضايا ملاحقة مجرمي الحرب.
وأوضح أن إجراءات الدعوى ما زالت في بداياتها وأن الأسرة محتفظة بحقها في محاكمة باراك أمام محكمة دولية لارتكابه جريمة اغتيال راح ضحيتها والداه، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل واصل جرائمه مفلتاً بشكل دائم من العقاب "وذلك أمر يجب أن يتوقف".
وأكد نجل الشهيد النجار أن "الجرائم لا تسقط بالتقادم، ولن نتنازل عن حقنا في محاكمة المجرم الذي ارتكب جريمة الاغتيال بحق والدي وأمي وأصاب أخي بجراح".
وقال: "فما حدث معنا ونحن أطفال لا يمكن أن يزول مهما كان، لقد شهدنا اغتيال الأب والأم بدم بارد، وكان الخوف يدفعنا للصراخ، ولن أنسى أبداً عندما صوب باراك مسدسه تجاهنا لإجبارنا على الصمت".
وأضاف "شاهدنا باراك رأي العين خلال عملية الاغتيال بنفس الوجه والملامح، وصورته وهو يوجه سلاحه نحونا ماثلة دائماً أمامي وأخوتي، هذه الذكرى ستعيش معنا إلى الأبد".
وأشار إلى أنه يشعر وأخوته وقت عملية الاغتيال بالرعب الشديد، قائلاً: إن "الله عز وجل قدر أن نعيش لنكون شهوداً على هذه الجريمة، رغم أننا توقعنا كأطفال أن يطلق هذا المجرم نيرانه باتجاهنا".
وتابع: "حرمنا الأب والأم ونحن أطفال، لم نعش حياة طبيعية، ولكننا على أمل أن نتمكن من أن يأخذ المجرم عقابه، وكلما شاهدت باراك على شاشة التلفزيون تراءى لي ذلك المشهد الرهيب".
وكان باراك نجح في الإفلات من الاعتقال في العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الماضي، وذلك على إثر تدخل من الحكومة البريطانية تفادياً لأي إحراج دبلوماسي، حيث ضغطت الحكومة على محكمة تقدم إليها نشطاء بدعوى لاستصدار مذكرة اعتقال ضده لارتكابه جرائم حرب، حسبما أفادت صحف إسرائيلية في حين.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة الدعاوى التي تقدم بها نشطاء وحقوقيون في أنحاء مختلفة من أوروبا ضد قادة وضباطاً عسكريين إسرائيليين على خلفية جرائم الحرب، خاصة تلك التي ارتكبت خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، زادت بالتزامن مع صدور تقرير "غولدستون".
وقال: "لا يمكن أن نخضع للضغوط ولن نتهاون بشأن الدعوى لأن ذلك حقنا، وهو أمر نأمل من جميع الجهات الرسمية والشعبية الفلسطينية أن تدعمه وتقف إلى جانبه نصرة للمظلومين من أبناء شعبنا في الماضي والحاضر".
وأضاف نجل الشهيد "أبو يوسف النجار" أن الأسرة تريد أن توصل رسالة إلى العالم مفادها أن يعرف أن المجرمين الحقيقيين ما يزالون يرتكبون الجرائم وبعيدين عن المحاسبة، لذلك فإنهم يجب أن يحاسبوا حتى يرد الحق إلى أصحابه".
Comments