كشفت مصادر سياسية في صنعاء بأن الزيارة الخاطفة التي قام بها أمس أحمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري قائد القوات الخاصة ، نجل الرئيس اليمني الى دولة الإمارات العربية المتحدة هدفها تقديم اعتذار رسمي للاتهامات التي أوردها موقع استخباري يمني رسمي يموله العميد يحي محمد عبدالله صالح ابن شقيق الرئيس صالح وقائد الأمن المركزي ، والذي أتهم من خلاله " مسئولون " ومواطنون يحملون الجنسية الإماراتية متورطون في عملية تصدير شحنة سفينة محملة بالأسلحة تم شحنها إلى منطقة ذباب الساحلية بمحافظة تعز ومنها إلى قيادات جنوبية في الداخل حسب تأكيدات الخبر.
وقالت المصادر أن خلافات عائلية بين الرئيس صالح وأبن شقيقه يحي قد بدأت تظهر في السطح ، وأن تسريب خبر الباخرة التي قيل أنها نقلت أسلحة من دولة الإمارات وتورط مسئولين إماراتيين في تمويلها هدفت الى إحراج صالح امام القيادة الإماراتية التي تقدم لليمن دعم سخي في الحرب الدائرة في صعدة ، وهو الامر الذي أثار حفيظة صالح وأرسل على الفور نجله أحمد بدلا من عمار الذي يتولى ادارة الامن القومي وهو شقيق يحي محمد عبدالله صالح .
و قد نقل على لسان محلل سياسي خليجي تعليقا على ما نشره موقع نبأ نيوز عن تورط الإمارات في تهريب الأسلحة الى الجنوبيين بأن: " الخبر واضح بأنه محاولة من صنعاء لابتزاز دولة الإمارات العربية ودفعها إلى تقديم مساعدات مالية لنظام الرئيس علي عبدالله صالح في حربه التي يخوضها ضد جماعة الحوثي في صعدة " ، وأضاف : " أن دولة الإمارات لا يمكنها التورط في عمل كهذا ، كما أنها غير ملزمة بأن تقدم له دعما ماليا خارج ما تعهدت به دولة الإمارات في مؤتمر الدول المانحة الذي عقد في لندن عام 2006 وعبر صندوق محدد من قبل دول مجلس التعاون الخليجي " .
وقال المصدر السياسي في صنعاء أن الخبر المنشور يفضح الخلافات داخل أسرة الرئيس اليمني ، ويكشف عن صراع بين نجله أحمد الذي يحظى بنفوذ واسع داخل المؤسسات العسكرية والأمنية ، وبين عمار ويحي نجلي شقيقه الراحل محمد عبدالله صالح اللذان يشعران بأنهما أكثر كفاءة ، وأضاف أن انتقادات يحي لعمه الرئيس صالح خرجت للعلن قبل بضعة أشهر عندما أنتقده في مقابلة مع إحدى الصحف المحلية قائلا بأن النظام يشجع مهربي السلاح في اليمن ويوفر لهم الحماية ، وأعطى يحي مثلا في تلك المقابلة تاجر السلاح الشهير فارس مناع كيف جرى تعيينه وسيطا بين السلطة وبين جماعة الحوثي في محافظة صعدة ، موضحا أن يحي اراد احراج عمه عبر موقعه "
نبأنيوز " في الكشف عن تخصصات المهربين والطريقة التي تتم فيها عمليات التهريب ، وكيف يتم انزال المهربات من السفن في عرض البحر الى داخل اليمن .
وكان الموقع ألاستخباري قد كشف وبكل سذاجة في صياغة الخبر الذي أريد منه توريط دولة الإمارات في قضايا هي تتجنب أن تكون طرفا فيها ، اذ لم يوضح الخبر كيف استطاعت الباخرة التي نقلت الشحنة " الوهمية " كما ادعت لقيادات الحراك السلمي في الجنوب من تخطي القوات الدولية التي تفتش منطقة البحر العربي وخليج عدن ، وايضا كيف لم تكشفها قوات خفر السواحل اليمنية وهي تقوم بعملية إنزال الشحنة الى قوارب في عرض البحر .
وأكدت المصادر أن الخبر اراد منه الإساءة الى دولة الإمارات العربية المتحدة اولا ، والى الكشف عن طرق التهريب التي يقوم بها تجار السلاح في اليمن والموانئ التي يستخدمونها ثانيا ، والى إثبات عدم كفاءة قوات خفر السواحل اليمنية التي أنشأتها واشنطن بمساعدة دول أوربية للمساهمة في الحرب على الإرهاب ثالثا .
وقالت المصادر أن السلطة في صنعاء شعرت بحرج بالغ من إقحام أسم دولة الإمارات في خبر هو للمكايدة السياسية بين أطراف الصراع المقربين من الرئيس اليمني ، وأن صالح أستعجل في إرسال ابنه شخصيا للاعتذار للقيادة الإماراتية مما بدر من بعض أقرباءه لتفادي أزمة سياسية بين صنعاء وابو ظبي التي كانت تستعد حسب الخبير الخليجي الى استدعاء سفير اليمن لديها لتقديم توضيحات حول الخبر الذي نشر في ذلك الموقع ألاستخباري .
كذلك أوفد القربي , وزير الخارجية لكلا من مصر وسورية وليبيا ينقل خلالها رسائل من الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك و الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن القربي أن الرسائل تتعلق بالعلاقات الثنائية بين اليمن والدول العربية الشقيقة وإطلاعها على آخر المستجدات التي تمر بها اليمن، والتعبير عن تقدير اليمن لقيادات وشعوب الدول العربية على مواقفها المتمسكة بوحدة اليمن وأمنه واستقراره.
يذكر ان نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والامن الدكتور رشاد العليمي قد سلم الاحد الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية رسالة من رئيس الجمهورية.
Comments