موفاز والتفاوض مع حماسشاؤول موفاز قائد الجيش الإسرائيلي السابق ووزير دفاع شارون المحب لسفك الدماء والعديم الذمة كزميله الروماني القديم كراسوس طلع علينا منذ يومين بكلام ليس غريبا عليه وعلى حساباته الشخصية الخسيسة أنه مستعد للتفاوض مع حماس في حال فوزها بالانتخابات القادمة تحت حذاء الإحتلال مقابل 60 بالمائة من الضفة الغربية، وأنه يرمي إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وأما القدس وحق العودة فسيرى في أمرهما فيما بعد. يعني الأسطوانة ذاتها منذ أوسلو، سلام بالتقسيط، وحقوق فلسطينية مهدورة، ومناورات من أجل كرسي كاديما الأول وأول وزير. هذا النوع من السياسيين الآتين من غاب الجيش الروماني القديم والمرتدين لثوب حمائم مزابل تل أبيب يعتقد أن القضية الفلسطينية قطعا من ذهب السامرة يقايض عليها، ودائما من موقع القوة، وفي الوقت الذي يدعو فيه إلى السلام لا يتأخر لحظة واحدة عن شن الحرب إذا ما دعته مطامعه الشخصية وأمراضه السلطوية إلى ذلك. وأخطر ما في كلامه وَضْعُ نفسه في مكان الفلسطينيين، فهو يقرر انتخابنا لحماس، وهو يقرر حدود دولتنا، وهو يقرر القدس عاصمة لنا في الأحلام وحق العودة، إنه يعرض لخطة سلام يحاور فيها نفسه، فهو الإسرائيلي، وهو الفلسطيني، وهذا منطق قد أتى أكله، لكن عقلية الجنرال الروماني التي له تغتصب القديم والجديد، ولا ترى المستقبل إلا من زاوية الإخضاع والتهديد بنوعيه الناعم والشديد، وكلامه الأخير هذا من النوع الناعم، لكنه يبقى تهديدا يرفضه كل مفاوض ذي شرف، ويبدو أن رد الفعل المستحسن لحماس هو لمفاوض بلا شرف، فهي فهمت من موفاز وكل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن الطريق فُتحت لها إلى سلطة رام الله بعد سلطة غزة، ونحن كفلسطينيين وكأسياد لأقدارنا أيننا؟ نحن نرفض أن تفرض إسرائيل برابرة الإخوان المسلمين علينا، ونرفض أن يُعطى لنا جزء من الضفة، كل الضفة مِيّة بالمِيّة والا بلاش، ونرفض أن لا تكون القدس الشرقية عاصمتنا، وأن لا يكون أول الاتفاق عليها، مش بعدين ونامي يا عين، سبق وجربناكم، ونرفض أن يُلقى حق العودة في إسطبلات دولة فلسطينية ستُحتل بطريقة أخرى حسب معايير كراسوس أو كاسيوس أخيه اللذين ذاق منهما اليهود القدامى الأمرين (أنقر على العنوان لقراءة باقي الإفتتاحية).شارون الحي الميت الذي لم يزل يتابع مشهد غزة بعد انسحابه منها لغاية واحدة فقط في صدره: تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية دينية أي قضية لا حل لها، يتناسى هذا موفاز تلميذه النجيب، ويعتقد أننا ننسى هذا الهدف الجهنمي، وكل ذلك من أجل شقفة كرسي وخزقة بلد.أما أنا أما خطتي للسلام فهي خطة الإنسان أيا كانت هويته وأيا كان دينه وأيا كان جنسه وأصله وفصله، الإنسان الذي يرى نفسه في أخيه الإنسان ويصل إلى جوهره وموقعه في التاريخ بعد أن يغدو الجوهر إثراء للآخر لا نفيا والتاريخ كلا يصنعه الجميع.نتنياهو المماطل منذ ستة شهور عليه أن يفهم هذا، وإذا كان فهمه لخطتي يصعب على إيديولوجيته، عليه أن يراوغ هذه الإيديولوجيا ليعرف أن الأمور لن تتم بالإستحمار السياسي أو بالإستثمار البنكي أو بالإسترخاء الفلسطيني، كل هذا أمر مؤقت أمام العاصفة القادمة، وهو لن يحتوي ما جاء في تقرير غولدستون بالاستعراضات المنفضحة ولكن بالإلتزام بخطة مشرفة للطرفين.
E-mail me when people leave their comments –

You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!

Join poetsofottawa3

Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)