كيف هبط آدم وحوّاء من الجنّة على الأرض ولم يتحطّما ؟!بينما أنا ما بين الـ ( كنت) و قبل الـ ( كنت) في الـ ( سأكون) والـ (لم أكن) تساءلت :كيف أرتكبني فأقدّمني إلى آكلي الضّمير على أطباق الجريمة ؟!هل أنا ارتكبت الجريمة أم الجريمة ارتكبتني وتجسّدتني ؟!أمّ أنّ الطّهر تزوّج البراءة فأنجباني والجريمةَ فكنت أخا لها ؟!لكنْ !ألا يُميّز الزّمان بين قابيل وهابيل ؟لكن أعتقد أنني قابيل وهابيل في نفْس واحدة وجسد واحدأردت الهروب منّي فانشققت اثنينففُجِعتُ وارتعبتُ وعدتُ راكضا إليّ فاصطدمت بيفتكوّنت أضواءٌ في الأفق من شرار الاصطدامفأبعدنا الاصطدام عن بعضنا حتّى اصطدمنا مرّةً ثانية في الجهة االأُخرىلقد كان مسير اصطدامنا ونفورنا حتّى اصطدامنا في الجهة الأُخرى التي هي نفسها ،يُشكّل خطّا منحنيا يلتقي طرفاهتكوّنت أضواء أُخرى ـ أيضا ـ من ذلك الاصطداموبقينا على هذه الحال نصطدم ببعضنا ثمّ نفترق ثمّ نصطدم ، وهكذا تكرّرتالعمليّة سبع مرّاتٍحتّى استقرّ وثبت كلّ منّا في نفس النقطة إنّما كلٌّ يدير ظهره للآخَر وبهذافإننا من البعيد من الجهة الثّانية كنّا متواجهَين وكنت أشعر به ولا أراه وكانيراني ولا يشعر بيأردت أن ألتفت إليّ لكن كم كان عصيّا عليّ ذلك فكدت أموت عرفت أنّ الموت يكتملباكتمال التفاتي أو قبلهوكنت أنا أمشي وكان ( هو أنا ) أو ( أنا الآخَر ) واقفاوتلك الأضواء التي كانت تنتشر في الأفق من شرار الاصطدامات تجمّعت عندمااستقرّينا واستقرّت في الأفق مشكّلة الشّمسلكن أنا وأنا الآخر تعاهدنا أن نلتقي كلّما غابت الشّمس أو غيّبناهاها أنا أمشي ، وقد مضت السّنوات ـهل حقّا تلك سنوات وأزمنة أم طرقاتٌ وأمكنة ؟!هل أقول مضى زمكان ؟!لكن كيف أقيس ذلك المكان بالسّاعة أم بالمتر ؟!هل سأقيسه بـِ ( السّاعتمتر )لكن هل حقّا أنا الذي أمشي أم أنا الآخر هو الذي يمشي إليّ وأنا واقف ؟!أظنّ أنّ الطّريق هي التي تمشي بيأذكر أنّي تساءلت مرّةً : كيف هبط آدم وحوّاء من الجنّة على هذه الأرض ولميتحطّما ؟!هل كان لهما جناحان ـ جنحٌ زمانيٌّ ، وجنحٌ مكانيّ ؟!أو جنحٌ مادّيٌ وجنحٌ معنويّ ؟!أم كانا ـ هناك ـ كلٌّ منهما جسدا معنويّا ولمّا وصلا إلى الأرض ترسّب الثّقيلعلى الأرضو بقي الخفيف في الأفق ؟!من وقتها ـ منذ تلك التساؤلات ـ توحّدت الشّياطين والملائكة فيَّجُعِلتُ برزخا بينهماألهذا هنالك من يقول عنّي شيطانا ، وهنالك من يقول عنّي ملاكا ؟!وهنالك من يقول عنّي : تارةً شيطانا ، وتارةً أُخرى ملاكا ؟!هل لي وجهان في وجه واحد ؟!الأنّ برجي الجوزاء ؟!هل أنا قاتلٌ وقتيلٌ في جسدٍ واحدٍوفي ساحة معركةٍ واحدةٍ ليس فيها سواي ؟!تتراكم الأسئلة تحت قدمَيْ مخيّلتي مشكّلة جبال دهشةٍ مُنشئةً بينها وديان ذهول:جبالٌ قمّتها حيرة تتحرّك بسرعة كضوء محبوس في غرفةٍ من مراياحتّى تبدو كأنّها ساكنةووديانٌ قعرها ثباتٌ ساكنٌ كمرآة انعكست عليها أضواء من كافّة الاتّجاهاتحتّى تبدو كأنّها مُتحرّكةأين أنا الآخَر ؟هل سأنتظر الشّمس حتّى تغيب كي ألقاه ؟!كلاّ ، سأُغيّبك أيّتها الشّمسأين أضعك حتّى لا أراك ولا ترينني ؟!هذه جهاتي السّتة : الأعلى والأسفل والأمام والخلف واليمين واليساركلّها ظاهرة ليفأنت أيّتها الشّمس قريبة منّي مع كلّ ذلك البعدفأنت أقرب نقطةٍ منك إليّإذن فأنا أبعد نقطةٍ منّي إليكسأخفيك فيّ فأنا الجهة السّابعة التي هي مرآة الجهاتها أنا ذا أمام الزّمكان وطبيعته ومعانيهوالشّمس في داخلي شهوةٌ تشتعل :أرى آدم ، وقد كانت الشّجرة بجمالها وسحرها وبهائها ونورها وعظمتهاتُخفي القبح والسّوء والشّر والظّلام الذي كان فيه من كتفيه حتّى آخر أظافرأصابع قدميّ الوجودوكانت تبعث في نفسه الطمأنينة والسّكينةكان آنذاك في مكانٍ نسمّيه في الدّنيا : زمن أو سنّ الطّفولةوكان مُحاطا بنظامٍ عظيمٍ منتظمٍ مُنظِّمنسمّيه في الدّنيا : الفطرةلكنّه لشدّة إعجابه بتلك الشّجرة بدأ يكثر النظر فيهافأفرط بالتّفكير فيها والنّظر إليها فغُيّب ـ بذلك ـ عنه جمالها ونورها وبهاؤهاوسحرها وعظمتها شيئا فشيئا ، وهذا غيّر النّظام فيه فبدأ السّكون يتحرّكاضطرابافصارت تجذبه الشّجرة فبدأ يسير إليها بعد أن تخلخل النّظام فيه حتّى وصل إلىمكانٍ مزلزلٍ و شديد الرّياح ، لقد اختلط ـ حينها ـ الجمال بالقبح ، والسّعادةبالحزن ، والخير بالشّر ، والمعنى بالمادّة . لقد كان يشعر بمعنى تلك الشّجرةالعظيمة ، أمّا الآن فقد تجسّد شعوره فصار المعنى مادّةً فلمسه : لقد لمسالشّجرة بيديه وفرك ثديها وبدأ ـ آنذاك ـ شعوره باللذّة المجسّدةإنّه الآن يبعد عن سنّ البلوغ عدّة سنتيمترات ومعه حوّاءلقد غاب المعنى وانكشف الجسد فانكشفت سوءاتهماوانتشيا إنّما كانت النّشوة هي هذه الأرض ـ الدُّنياواكتمل بلوغه فيهاأرى نيوتن عندما ركله أحمقٌ على بطنهكيف نفر منهوأراه الآن عندما تنهّدت فتاةٌ أمامه رافعةً فخافضةً صدرهاكيف رفعته إلى السّماء وأسقطته على الأرضوجذبته إليها ، فاكتشف الجاذبيّةأرى الآن هذه الجبال المنتصبة وأتساءل :كيف انتصبت هذه الجبال ؟!هل انتصبت عندما رأت الوديان ؟!أتأمّل البحر والغيوم فالأمطار فالبرأوه ! :هل البحر ذكرٌ ، والغيوم عضوه التّناسليّ ، والبرّ أنثاه ؟!تلك حالة زواجٍ مختلفةأجل إنّ الحبّ بالنسبة لهما معلّقٌ في الأُفق على شكل شمسفيتكوّن غيما فوقهما يتنزّه ، والشّهوة الرّياحأرى ـ الآن ـ الكرة الأرضيّة مندهشا :كيف تُمارس الحُبّ مع الجهات فتنجب الليل والنّهار ، وفي الوقت نفسهتمارس الحُبّ مع المدى فتنجب الفصول و الأيّام !إنّها تمارس الحبّ مع الجهات لتنجب المكان ، ومع المدى لتنجب الزّمانهل المكان والزّمان و الوجود كلّه ليس سوى حركات في سكون ينظّمها ؟!شرودي هذا جعلني أنتبه إلى هذا القلم وهذه الورقةكيف يُمارسان الحبّ فينجبان الكلماتلقد امتلأت بالرؤياأريد أن أرتاح .لكن ماذا سأفعل بعد ما رأيت ؟سأفتح التّلفاز ، ربّما أنا بحاجة الآن بعد تلك الرؤيا إلى رؤيةمضت ساعاتلقد امتلأت ـ الآن ـ بالإثارة سأغلق التلفازلكنْ تبّا !أين سأفرغ هذا الغضب الهائل الذي امتلأت به الآن وإنّي لا أستطيع الوصولإلى أيّ مسئول أو حاكم ؟!وأين سأفرغ هذا الحزن العميق الذي امتلأت به الآن وإنّي لا أستطيع اللحاقبأولئك الشّهداء ؟!ثمّ أيضا أخيرا كيف سأفرغ هذا الدّم الأبيض الذي صار يغلي ويفيض في جسميوإنّي مازلت أعزبا ؟!الشّمس في داخلي أُطفئ شعاعها وصارت جمراتحوّلتُ الآن إلى الحكمة :أرى آدم قد ضغط على زرّ الجاذبيّة أو سرّ الجاذبيّة الذي كان معلّقاعلى لوحة الأزرار أو لوحة الأسرارضغط على الزّر الذي يدير آلة الدّنيا وقد كانت مخفيّة بسكونهاإنّه زرّ المعرفة الذي يعرّف على النّور والظّلام ويفرّق بينهمافأوّل ما فرّق بينهما والجنّة وبين بعضهما بعضا مكانيّالقد وُجِد آدم على هذه الأرض في جهة منها ، و وُجدت حوّاء في الجهة المقابلةلها في الطّرف الآخَر من هذه الأرض حيث هوولئن كانا ـ من قَبل ـ يبعدان عن بعضيهما خطوة واحدة أو متراإلاّ أنّ تلك الخطوة كانت مسافة زمنيّة فتحوّلت إلى مسافة مكانيّة وكانت بذلكالمقداربعد ذلك الهبوط ـ التّحوّل ترسّبَ الثّقيل ـ الماديّ على الأرضوبقي الخفيف ـ المعنويّ في الآفاق مالئا الكون كلّهلقد كانت الدّنيا مخفيّة بسكونهاوعند هبوطهما بدأت الحركة ، وكان آدم شكّل النّهار ، وحوّاء شكّلت الليلألهذا فإنّ النّهار ذكريٌّ ، والليل أنثويّ ؟!أرى ـ الآن ـ لوحة الأزرار ـ تلك ـ كيف انطوت أمام نيوتن ـ رمزا ـ على شكللوحةٍ صغيرةكشجرة التّفّاح ، ومدّت له سرّا / زرّا على شكل تفّاحة ليضغط مرّة ثانية علىذلك الزّرليرينا آلة الكون والجاذبيّة كيف تعملوأنت أيّتها الجبال الشّامخة كيف تشمخين هكذا دون جذور ، ولا تهزّك أقوىالأعاصير ؟!هل جذرك الأرض كلّها ؟!أم يا تُرى أنت جذور الأرض ؟!سأتعلّم منك الشّموخ فأجعل جذوري الإنسانيّة لطالما أنا إنسانوالإيمان لطالما أنا مؤمنوأنت أيّتها الوديان !سأصرخ ـ الآن ـ وأنا على حافّتك :لن أسقط فيك كما سقط غيري حبّا بالسّقوط أو تهوّرابل حمقا أتى نتيجة النّفس التي تريد خفيةً أن ينظر إليها الآخرون معجبينبمغامرتهاولن أبتعد عنك كما ابتعد غيري خوفا منك أو خوفا من السّقوط جبناوبخلا أتى نتيجة النّفس التي لا تريد أن تخسر شيئاإنّما سأقف على حوافك متأمّلا أعماقك حبّا بالعمق :سأرمي فيك شِبَاك آفاقي لأصطاد أعماقكلأرى فيها أفقا آخروسأصرخ بأعلى صوتي : هِي~ي~ هـهي~ي~ي~ي~ي~ي~ي~...آه ما أجملك أيّتها الوديان :تأخذين صوتي القبيح إلى البعيد البعيدوتعيدينه إليّ موسيقى كأمواج البحر و أجنحة الرّياحتعلّمت منك الآن كيف أنّ النّظر إلى الأعلى والنّظر إلى الأسفل متشابهانإنّما الاختلاف يكمن في النّاظِرالبحر ! :كم هي رهيبة وجميلة تلك التّجاعيد على وجهه وجسدهكم هي الشّيخوخة بحرٌ ، وآه كم ننفر منها !وكم الطفولة بحريا ترى كم شاخ هذا حتّى صار بحرا ؟!مِن كم طفل وشيخٍ مكوّن أنت أيّها البحر ؟!كم هو شيخٌ طفل معا هذا البحريتبخّر البحر بهدوءٍ ليحلّق ويتنزّه بين أغصان السّماءالبحر الغيم المطر الأرض ! ـالبحر أمٌّ ، والأرض طفلها الرّضيعكم هي حنونة هذه الأم ـ البحر : تُدلّي أثداءها في السّماء غيومالتُرضع طفلتها الأرض .آه أينك يا أنا الآخَر ؟!من أخرجني من الحلم ؟!لم توقظني الشّمس فمن أيقظني إذن ؟!ربّما هو ضوء الواقع قد غمزنيتبّا إنّه ضوء التّلفازكم هو قبيحهل يا تُرى صُنّع هذا الجهاز في معمل السّياسة أم معمل الدّعارة ؟!لا أرى فيه سوى هذين .أعتقد أنّه صُنّع في معمل واحد ، وهذان هما أمرٌ واحد إنّما يختلف في اللون*سوريا ـ الفوعة2007 / مhttp://www.jehat.com/Jehaat/Template...ACHEHINT=Guest
E-mail me when people leave their comments –

You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!

Join poetsofottawa3

Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)