Posted by Jawdat Manna on December 23, 2009 at 3:31pm
بقلم: جودت مناعمرة أخرى يتصدر ملف اتجار الكيان الصهيوني بالأعضاء البشرية للوطنيين الفلسطينيين أجندة الأخبار العالمية، وهذه المرة باعتراف إسرائيلي صريح لكن مضمونه غيب الحقيقة.وبرغم أن الفضيحة الأخلاقية والسياسية كان أول من اكتشفها الوطنيون الفلسطينيون، إلا أن تحقيقاً نشرته جريدة "أفتون بلاديت" السويدية كتبه الصحفي دونالد بوستروم ذهب إلى أن إسرائيل متورطة في قتل الفلسطينيين بهدف الاستيلاء على أعضائهم البشرية.وظهرت تفاصيل عن هذا الموضوع لأول مرة بسبب نشر مقابلة مع الرئيس السابق لمعهد الطب الشرعي "أبو كبير"، الدكتور يهودا هيس أجرتها أكاديمية أمريكية عام 2000. واستناذا للقناة الثانية الإسرائيلية إن بعض خبراء الطب الشرعي انتزعوا أعضاء بشرية خلال التسعينيات من القرن الماضي من جثامين موتى شملت فلسطينيين دون إذن وخفية عن عائلاتهم.وقال الدكتور هيس في تلك المقابلة: "بدأنا في الحصول على القرنيات (الغشاء الخارجي للعيون) وقطع من الجلد وقرنيات وصمامات القلب وعظام غير رسمية إذ لم نحصل على إذن العائلة المعنية.غير أن كيان الفصل العنصري يحاول تضليل الرأي العام بادعائه أن ما تم اكتشافه لا يعدو كونه قضية جنائية وليس سياسية.كما أن الادعاء بأن من انتزعت أجزاء من أعضائهم ليس من الضحايا الفلسطينيين فحسب، وإنما من إسرائيليين وعمال أجانب وفلسطينيين عاديين في محاولة لغض النظر عن استهداف جثث الوطنيين الفلسطينيين.إن ما يثير الاستغراب هو أن هذه التفاصيل ساقتها القناة الثانية الإسرائيلية بعد اكتشاف عائلة يهودية للموضوع بعد مقتل ابنها الجندي، في أعقاب فتح نعشه وفحص الجثة من قبل طبيب ليتبين بعدها انه تم اخذ اعضاء من الجثة ورفعت قضية ضد الدولة والجيش وضد الدكتور هيس نفسه، وليس بعد الضجة التي أثارها تحقيق بوستروم الذي تبعه اتهامات له وللفلسطينيين ذوي الضحايا وصلت إلى وصف التقرير بالملفق.وبالإضافة لما سبق، فإن ما يفسر الادعاء الصهيوني بأن قضية الاتجار بالأعضاء هي قضية جنائية يبعث على السخرية لأن د. هيس ما زال واحدا من كبار المشتئارين في المعهد الطبي ولم تجر إدانته بل صدر عفوا بحقه .لقد سبق وأن اكتشفت عصابة تضم أميركيين ويهود بالولايات المتحدة عندما نشر بوستروم تحقيقه، ولازال أعضاؤها رهن التوقيف بسبب اتجارهم بالأعضاء البشرية وتبييض الأموال وتسربت معلومات عن صلة ما بين تلك العصابة والكيان الصهيوني.وبذلك فإن الاتجار بأعضاء الضحايا الوطنيين الفلسطينيين تجاوز الوصف السياسي أو الأخلاقي لمشاركة أطباء في هذه الفضيحة وحولت إلى تهمة جنائية وذلك لدرء تداعيات الفضيحة عن كاهل السياسيين والعسكريين والأطباء الصهاينة الذين يعانون هذه الأيام من إدانات عالمية من منظمات حقوق الإنسان والهيئات الدولية الأخرى إثر جرائم الخرب والعقاب الجماعي وسياسة التطهير العرقي التي تمارس يوميا بحق المدنيين الفلسطينيين.وعلى الرغم من تشكيل الكيان الصهيوني لجنة تحقيق في هذه القضية، فإن الوطنيين الفلسطينيين والداعمين لحقوقهم لا يوللون اللجنة الإسرائيلية الثقة نظرا لسوابق أخفقت بها اللجان الأخرى وكان أبرزها التحقيق في مذبحة صبرا وشاتيلا الذي برأ المسؤولين عن تلك الكارثة.أخيراً...ماذا لو كان القتلى الذين انتزعت أعضاء من جثامينهم يهودا؟ باعتقادي أن الأرض ستتزلزل تحت أقدام الجناة وسوف يلاحقون في كل مكان. فهل سيلاحق المجرمون الصهاينة لتنكيلهم العنصري بجثث الضحايا الفلسطينيين أم سيطوى هذا الملف كسابقاته من الملفات؟
Comments
من فضلك الغي اسمك
من جسد المقال. الاسم والصورة تلقائياً تنزل مع كل نشاط للكاتب
The editor-in-cheif