الرجل والكلب

 

 

 

 

 

تساءل حراس السجن عن سبب إقْحام كلب مع معتقل في زنزانة واحدة وعلموا بعد فضول عنيد أن الكلب لم يقبل بفراق صديقه الذي انهار على أرض قاعة المحكمة بعد سماعه قرار الإدانة بالسجن مَدَى الحياة مع الأشغال الشاقة.

 

عندما كان الحراس يدفعون بأرجلهم صحن الغداء وكسرة الخبز من تحت الباب للمُعْتَقَلَيْن، كانوا يحتفظون بعيونهم على شقة باب الزنزانة لمتابعة تَفاعُل الصديقين حول الصحن عن كثب.

 

في البداية، كان الرجل يأكل الخبز مغموسا في المرق ويترك العظم للكلب.

 

مع الأيام، عند بدء تقديم لحم الجاموس المملح للمعتقلين، صار الرجل يأكل اللحم ويترك العظم للكلب.

 

وعندما بدأت الإدارة تسمح بدخول الدجاج لمطبخ السجن، كان الرجل يأكل لحم الدجاج ويترك العظام للكلب.

 

وعندما هيأ مطبخ السجن الكفتة للأسرى، بمناسبة قدوم وفد أجنبي عن إحدى المنظمات الحقوقية الدولية؛ أكل الرجل الكفتة كلها ولم يترك شيئا للكلب الذي لم يصدق عينيه،

والذي صمت طويلا وهو يحدق في عيني صديقه،

والذي بدأ يئن ويتوجع،

والذي تملكه نباح مسعور،

والذي انقض على صديقه فََأَكَلَه.

E-mail me when people leave their comments –

You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!

Join poetsofottawa3

Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)