عشـاق الديك

أقصوصة عشاق الديك تجسد عدوانية وغدر وشراسة الأنظمة العسكرية في بلدان العالم الثالث الديكتاتورية كما تبين مكرهم ووعودهم الزائفة والمكرورة بالنسبة للرخاء الاجتماعي أو تبادل السلطة، وكذلك توضح أحوال الفقراء ومعاناتهم الشاملة .

حرية الصمت تمنع حرية الإختلاف

العاشق الأول: الذئب صار خليفة ويرعى الغنم. يمد يده مصافحا غنمه. انتُزعت يد الماعز الأول، وهدر دمه، وتقلب في الرمل. فيا ويل البقية الباقيةهربت بقية الأغنام، ووقف الذئب يأكل بقايا الجثة حتى طحن بأضراسه العظم ومضغ الجلد مع الشعر.
عادت الأغنام في الظلام مفزعة، منها من جُرح ومنها من فُقد ومنها من تاه أو عاش من غير أي حاسة من الحواس.
اعتلى الذئب تلاً وراح ينادي هل من مزيد! ولا صوت يعلو على صوت الذئب، وحيّ على العمل.

العاشق الثاني: جدتي تستعين بالكلب، فقد سُخّر لمعلمه الإنسان، جاء الثعلب ذو الفرو الجميل والناعم ورأسه يهتز وذيله يمسح آثار أقدامه مناديا أصدقائي، إخواني , أحبائي، أين انتم؟ أريد أن أسمع صوتكم الجميل مناديا ومبشرا بالفجر . إني اكره الظلام تعالوا نتخلص منه هيا اسرعوا, اعدكم للمرة الألف أن وعدي الجديد عهد أقطعه عليّ .تعالوا انظروا إليّ، وذيلي قد نظفَتْ شارع الحي!
أُعجبت الدجاجة وديكها الجميل وأفراخها بكلامه, فخرجت الدجاجة من الحظيرة مهللة ومزغردة، وصار الثعلب يتراقص حتي تفرقت الدجاجة وأفراخها. قال الثعلب للديك: صوتك جميل وريشك فاتن، ولكن صوتك ينادي على الصباح، والتهم رأس الديك مع الرقبة، وفر واعدا أفراخه برقصة جديدة من أجل الفجر الجديد.
أتت جدتي الى "الكوماندوز" كلبها، لتجده وقد مات من الجوع والعطش. حزنت جدتي على ديكها وكلبها وبكت حتى فقدت بصرها, وحضر الثعلب من جديد.

العاشق الثالث: دخل الفأر إلى المخزن, خرج الفأر من المخزن. دخل المخزن الكبير, إخترق الكيس الأول, أكل منه قليلا، خرج منه, إزدادت الفتحة, تدفقت الحبوب في المخزن, وثَقَبَ الكيس الآخر والآخر حتى صار كحبة من حبوب القمح في المخزن يأكل ويخرج ويتوالد وينادي على أبناء جلده من ذكور وإناث: تعالوا تعالوا قبل أن تأتي القطط. مرت الأيام, كبر حجم الفأر وسقطت أسنانه ولم يعد قادرا على مواصلة مسيرته الظافرة. مات الفأر. أتت القطط. هربت البقية الباقية ولم تحصل إلا على الميت ومصيدة جدتي الحديدية التي نسيت أن تضع فيها لقمة عيش كي تصطاد الفأر. تكاثرت الفئران, ازدادت القطط, وانعدمت الحبوب في المخزن, ولم تبق إلا رائحة عطنة.

E-mail me when people leave their comments –

You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!

Join poetsofottawa3

Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)