من قصائده :
تفاريـــــــق كــــــــــلام
زماني يؤرجحني بين ظمأين
سحابة ذكرى,
ونشوة في السراب
وتغيب القافله!
أيها الغريب لا تقف في طريقي
فأنا أبدد الغبارَ
والعمر
الأزقة محشوة بالنُّباح
وثوبي خَلَقٌ
من يسقيني ماء الشجاعه
لأولِّي الأدبار!
يمضي العمر كالسيل
في واد ظميء..
يصطدم بالصخور
ينحدر حتى يبلغ منتهاه
ليتبدد فوق الرمل
لذا أرسل البصر
في الفضاء المتناهي
علَّني أفوز بحلم آخر,
فأنام!
حينما ينهمر المطر
أطلق ساقي للريح
هارباً من الفرح
يتلقاني الوحل
وليل المدينه!
قالت حبيبتي:
أنا إلى جانبك
فلماذا تتوغل في الهم?
قلت: ليبقى الشوق
شاطئاً مفتوحاً
ينسينا مغبَّة الذكرى!
يحزنني أن ما بين لساني وعقلي
مسافة, لم تفتحها أوراق القات
ولم تبلغها تقارير المخبرين!
الضجة التي تلفُّنا
تغري بالصمت,
لكنني صحت مرحباً في وجه حبيبتي
ساعة اللقاء
أفزعتُها,
فهجرتني!
لُذت إلى نفسي محزُونا,
أعض على الكلمات ندماً
أستوجع السلطان
أودعني معتقله!
يرين بيننا الصمت.
وعناقيد العنب
حبات مبعثرة.
تبحث عن شفاه وأنامل!
بخار القهوة يتماوج في عيني
وكفّي باردة,
فهاك قبلة أخرى!
الحيِّز ضيق
فلنوسع الخطى...
مــــطـــــــــــــر
يغتسل المساءُ..
قبل الورد بالشفق,
ينساب هامساً إلى أعالي الفلك السيار
في هدوء,
يقف لحظة مراقباً:
ثمة غيمة وشرفه
تضّاحكان في عناق,
وغصنـان
ـ في ضوء نجمة تسرق فجوة في الغيم ـ
كانا يلمعان.
فيكشفان الريح تُرقِص الظلال,
والورد من لهف
يطيل عنقه مستطلعا!
أنامل مشتبكات,
همس يشد الشرفة الولْهى,
ومطر يهمي,
وفي المدى
أصداء رعد
ثم يد تمتد
تهوي كلمْح البرق
ينقصف الورد الغَيور
يجلل اللقاء بالحبور,
لكنما...
منكسراً, يؤوب الغصن
آهاته تهتز في الأرجاء.
.. من رعشة النجوى..
تـنـثـال قطرتان
تداعبان البُرعم النعسان
في الغصن المقرور.
والأفق يحضن المساءْ
يلتف بالمطْر!
نخلتنا القديمة
والنجم يوشك أن يغيب مع السحرْ,
ناجيت نخلتنا القديمة,
وسفحت عند جذوعها شوقي.. وأشجاني
أرْخت جدائلها الطويلة
طوَّقتني.. بالظلال وبالقبل
وحين أدركنا الهيام.. هوت على كتفى,
من الوصال
غفت.....
Comments
الله عليك عضمه