حكايتان لمحمد توفيق المنصوري بعد امتداح القراء لحكايته الأولى، يعود إلينا الدكتور محمد بحكايتين أخريين ينسج فيهما فكره وفلسفته متقمصا شخصية الراوي في القصص الشعبي، ومضيفا إلى هذا القصص من باعه قليل الكثير، هل نقول ثمين القليل؟ د. أفنان القاسم (1) الحمل وصديقي الحميم عندما كنت أقطن إحدى العواصم الأوربية، كان لي صديق أعتز به أسمر اللون وردي الطباع. رأيته ذات يوم يمشي مع الحمل، خفت عليه ولم أقترب منه، لأني أخاف الحمل، فقد كانت جدتي تخبرني عنه وعن موعد ظهوره، أنه يأتي في الظلام بعد وفاة الإنسان ليأخذه، ويحمله من قبره، ويذهب به إلى مالا نهاية، وهو يأتي فقط للأشقياء، لكنه أتى واقترب من صديقي الحميم، وفي عز النهار وعلى بساطه السحري في شوارع المدينة. ظللت حائرا طوال الوقت، هل خدعتني جدتي في حكايتها، فالحمل وديع، وله بساط، ويداعب صديقي بكلام حلو. فجأة رأيت صديقي يحمل صندوقا من الكرتون. فكرت انه دخل في صراع مع الحمل، فقطعه أوصالا، ووضعه في العلبة. اقتربت منه، وتحدثت معه، كان لونه مصفرا على غير العادة. سألته هل قتلت الحمل؟ أجابني بصوت خافت لا. ماذا جرى حدثني؟ قال صديقي: أراد الحمل أن أكون حملا. فسألته: ماذا في الصندوق؟ قال: إحدى خصال الحمل، فلقد اراد أن يعلمني حمل الأثقال، ولكني لم أقدر، فاصفرت عيني، وها أنذا يا صديقي القدير بين يديك. إن لجدتك عليك حق، فلا تقرب الحمل! ( 2)الضبع واليمامة بعد رحلة العمر الطويل وقضاء سـنوات عجاف في الغاب خلع الضبع ملابسه التقليدية وارتدى الملابس الحديثة. غسـل أنيابه الحمراء بالماء المعقم، وارتدى كل الحلي والأساور لإخفاء معالمه. أجاد لغات البشر، وصار يغازل الحمام، ويهدي الورد، ويراقص الضوء والظلام في مراقص المدينة المضيئة والملونة. كانت نوادره وأحلى لياليه في بيت العم سـام، موسيقاه ألمفضله السامبا، وكان يكره الكانتري ميوزيك. بعد مرور الأيام، أعزاء عمري، تضخم حجم الضبع، وصار اسطواني الجثة، بالإضافة إلى تمتعه بسيرة حياة بطوليه ( كم واكل؟ ). أهلته هذه المواصفات ليتمتع بالبطاقة الحمراء لضبع بعد حصوله على البطاقة الحمراء: عابرا حدود الغاب مازحا ضاحكا ومشهرا لهذا التمييز الممنوح في كل المناسبات الرسمية. وعندما يجوع كان يلتهم كل من حوله. وشاءت الأقدار للضبع أن يرتدي الثوب الأبيض، وكانت إحدى خدعه ثم رمى بشباكه على اليمامة مقامرا ومغامرا بكل العادات. كانت اليمامة ذكيه للغاية، عرفت أصل الضبع وأسراره، وعندما عرف الضبع جن جنونه، فما كان منه إلا ان اتهم اليمامة بالجنون، وتناسى أن اليمامة اليمانية هي بلقيس وأروى.
You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!
Comments