كشف مصدر يهودي يمني الجمعة أن تقصير الحكومة اليمنية في حماية أبناء الطائفة اليهودية اليمنية المستضعفين ساهم في إنجاح مساعي الوكالة اليهودية الإسرائيلية بترحيل الراغبين منهم إلى إسرائيل. وقال حاخام الطائفة اليهودية اليمنية في ريدة يحيى يعيش لـ'القدس العربي': 'إننا هنا حبيسو بيوتنا في ريدة خوفا على أنفسنا، ومنذ أكثر من شهرين ونحن ننتظر تحقيق وعود الحكومة اليمنية بنقلنا إلى مكان آمن في العاصمة صنعاء'. وأوضح أن 'الحكومة اليمنية أكدت لنا أن الرئيس علي عبد الله صالح أمر بصرف قطعة أرض مجانية وتوفير منزل للسكن بصنعاء لكل عائلة يهودية ترغب في الانتقال من منطقتي ريدة وخارف بمحافظة عمران إلى صنعاء، غير أننا ومنذ أكثر من شهرين ننتظر ذلك ولم تتحقق أي من تلك الوعود'. وذكر ان الحكومة اليمنية ممثلة بالسلطة المحلية بعمران طلبت منهم بيع ممتلكاتهم في عمران، ولكنهم اشترطوا قبل ذلك توفير السكن البديل في صنعاء وتسليمهم قطع الأرض، ولكن شيئا من ذلك لم يتم. وكشف أن الخوف والقلق يتزايدان يوما بعد يوم في أوساط أبناء الطائفة اليهودية بعمران، إثر تقصير الحكومة اليمنية في حمايتهم وتوفير الملاذ الآمن لهم، وأن ذلك شجع العديد من ابناء المنطقة القبلية في عمران على الشماتة بهم وعلى الاعتداء عليهم أو توجيه تهديدات لهم، لعلمهم المسبق بأن الحكومة اليمنية غير جادة في حمايتهم، وغير صارمة مع كل من يعتدي عليهم. ويعتقد محللون أن هذا التقصير أسهم في تنشيط جهود الوكالة اليهودية عبر مكتبها في السفارة الأمريكية بصنعاء، وهي المؤسسة الإسرائيلية الرسمية المسؤولة عن تنظيم هجرة اليهود إلى إسرائيل، ونجاحها في ترحيل أسرة يهودية يمنية مكونة من 9 أفراد إلى إسرائيل وهي عائلة سعيد بن إسرائيل التي تضم بالإضافة إليه زوجته وسبعة من أطفاله، حيث وصل كافة أفراد هذه العائلة اليهودية اليمنية إلى مطار بن غوريون في تل ابيب، وتقيم حالياً في مسكن مؤقت في منطقة بئر السبع، حتى يتم تأمين منزل دائم لها في بيت شيميش، الواقعة بالقرب من مدينة القدس، كما ذكرت وكالات الأنباء. وكان الكثير من أبناء الطائفة اليهودية في اليمن طلبوا تجديد جوازاتهم اليمنية أو استخراج جوازات جديدة لهم، غير أن مصلحة الهجرة والجوازات اليمنية قامت باحتجاز نحو 70 جوازا تابعا لأبناء الطائفة اليهودية بعمران، وفقا للحاخام يحيى يعيش، وأن مصلحة الهجرة والجوازات بررت احتجازها لتلك الجوازات بتعطّل أجهزة الكمبيوتر التي تتم طباعتها بها، على الرغم من أن المواطنين اليمنيين الآخرين استلموا جوازات جديدة في نفس الفترة التي قدموا فيها طلباتهم. وعلمت 'القدس العربي' أن سعيد بن إسرائيل كان تعرض لتهديد مباشر من قبل رجال قبائل مجهولين عبر إلقاء قنبلة يدوية على منزله الكائن في مديرية خارف بمحافظة عمران في 14 كانون أول كانون ثاني/ ديسمبر الماضي، أي بعد ثلاثة ايام من مقتل اليهودي اليمني ماشا يعيش النهاري، على يد أحد رجال قبائل عمران والذي كان يشغل منصب كابتن طيار حربي في القوات الجوية اليمنية حتى قبل أربع سنوات من الآن. وذكرت المصادر أن سعيد بن إسرائيل استجاب لطلب الحكومة اليمنية ببيع كافة ممتلكاته في عمران بما في ذلك منزله الذي يسكن فيه وعائلته، وانتقل إلى العاصمة صنعاء ليستقر فيها في المنزل الذي وعدت الحكومة بتوفيره لكل عائلة يهودية بالإضافة إلى قطعة الأرض، غير أنه وجد كل تلك الوعود سرعان ما تبخرت بمجرد إعلانها في وسائل الإعلام الرسمية. وأوضحت أنه واجه أزمة حقيقية في العاصمة صنعاء عندما لم يتمكن من استئجار أي بيت فيها، نظرا لرفض أصحاب البيوت في صنعاء تأجير منازلهم له عندما كانوا يكتشفون أنه يهودي الديانة، ما اضطره إلى طلب المساعدة من الوكالة اليهودية بترحيله إلى أي مكان آمن ولو إلى إسرائيل، وبالفعل نجحت مساعي الوكالة ونقلته سرا إلى إسرائيل كما كشفت عن ذلك وسائل الإعلام الإسرائيلية. وبسبب الأزمة والمشكلة التي واجهتها عائلة سعيد بن إسرائيل في صنعاء أحجمت الأسر اليهودية في محافظة ريدة عن البدء في بيع ممتلكاتها هناك حتى يتحقق استلام البدائل للسكن بصنعاء من الحكومة اليمنية وحتى يضمنوا بيعها بالثمن الحقيقي لقيمتها وليس بثمن بخس تحت ضغوط الرغبة في الفرار من عمران بسبب انعدام الأمان لهم فيها. وكان العديد من يهود محافظة عمران أكدوا تلقيهم تهديدات متكررة وبوسائل مختلفة عقب مقتل اليهودي ماشا يعيش النهاري ولكنهم حاولوا امتصاصها وعدم المبالاة بها، مع أنهم أخذوا تلك التهديدات على مأخذ الجد.
E-mail me when people leave their comments –

You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!

Join poetsofottawa3

Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)