اخلعوا وجوهكماخلعوا رؤوسكم...

كيف ننظر إلى آخر تصريحات ومواقف البيت الأبيض من القضية المحور القضية الفلسطينية؟ كيف نتعامل مع فريق من سياسيين ومنظرين يقولون عن أنفسهم أسياد العالم؟ كيف نحلل خطابهم السياسي من خلال العلاقات التي تربطهم بالعالم؟ هذه الأسئلة يمكن طرحها أيضا على مستوى آخر يخص كل الأشكال اللغوية تحت شرط ربطها بقيم الواقع لا كما يقول جاكوبسون، فالواقع جوهر لغوي، وشأن ألسني. لهذا عندما يقول أوباما بأنه أخطأ في الحكم على قدرة الفلسطينيين والإسرائيليين في التوصل إلى سلام ما بينهم، ومنذ يومين في القاهرة كان واثقا من قدرة كل الأطراف على تحقيق ذلك، اللغة هنا هي الحاكم وليس حاكم أميركا، واللغة هنا هي الانعكاس للشرط السياسي، والشرط السياسي في نظام الإشارات هو الشيء الأساسي. وما تشي به اللغة المتقلبة بين ليلة وضحاها أخطر بكثير من الفعل الذي تعبر عنه، فهي تضعنا في قلب صورة حسية لشيزوفرينيا الخطاب، لفُصام لغوي ليس من الضرورة أن يكون فُصاما لمريض، ولكن في أبعاده السياسية نميز الانطواء على النفس، وهذه هي الحال مع الأمريكان، والتحليق في عالم الخيال والوهم وعدم الاتساق بين المزاج والفكر، وهذه هي حال الإسرائيليين، والبلاهة المبكرة البلاهة الخُلقية والخِلقية، وهذه هي حال السعوديين والأردنيين والباقين من الحكام العرب. ولشيزوفرينيا الخطاب دلالات في غاية الخطورة عندما تذهب كلينتون مثلا إلى حد التهديد بقطع المساعدات الأمريكية عن الفلسطينيين، فهم المحتلون لإسرائيل، وهم المعتدون، أو عندما يصرح نتنياهو أنه لن ولن ولن ولن، فهو صاحب الحق في كل شيء، أو عندما يردد عبد الله بن الحسين ما ليس هو نفسه به مقتنعا عن الشراكة والمنافسة والتساوي بين الحظوظ، فهو يطل برأسه علينا من كوكب آخر، أو عندما يرفض عبد الله بن عبد العزيز ما تحاول أمريكا إملاءه عليه، وفي الوقت نفسه تصل البضائع الإسرائيلية إلى أسواق مكة والمدينة والطائف من دون جمارك، فهو يتقن دور النعامة تمام الإتقان خطة أفنان القاسم في أنظمة الإشارات لها لغة خاصة بها هذا صحيح ولكنها تشترك مع غيرها من لغات وتؤثر فيها لتصل إلى معاني عديدة يمكن تنفيذها لتعطي على الأرض:1) سياسة واضحة للأمريكان ليست متقلبة أو متوقفة على الظرف ومشروطة بحقها وبالحق العام.2) سياسة عقلانية للإسرائيليين ليست متعنتة أو متمنعة بظرف مؤقت اليوم هو في صالحها وغدا في طالحها وإن طال الزمان.3) سياسة واقعية للأردنيين والسعوديين (هم من نريد لتطبيق المرحلة الأولى من الإتحاد المشرقي) ليست متقوقعة أو متفرجة ورهينة بظرف هو غير ظرفها وشرط هو غير شرطها.خطة أفنان القاسم هي خطة للخطاب السالم والفعل السالم، وهي خطة قادرة على جمع كل الأطراف من أجل تحقيق السلام، وإنهاء مشاكل فلسطين الفعلية، ومشاكل الأردن الفعلية، ومشاكل السعودية الفعلية، ومشاكل إسرائيل الفعلية، ومشاكل أمريكا الفعلية، وأبسط ما فيها مد يد العون للجميع من أجل خلع وجوههم وإن أمكن رؤوسهم: الطريقة الوحيدة لوضع حد لشيزوفرينيا الخطاب.
E-mail me when people leave their comments –

You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!

Join poetsofottawa3

Comments

  • لم أر إلا تآمرا على دولة فلسطين، والغدر بحق الشعب الفلسطيني، لم أر إلا تجارة الحكام العرب بهذه القضية، وتآمر الغرب وأمريكا. أي لغة حوار سيرجع الأرض لأهلها، وأي ديموقراطية لمسناها حتى في دول الغرب. عندما انتخب محمود عباس قائد فتح رئيسا لفلسطين. وبسبب عدم الرضا عن الحكومة الفلسطينية التي تم إنشاؤها بواسطة اتفاقية أوسلو، طلبت ما تسمى بالرباعية والتي هي الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة وروسيا أن تجرى انتخابات جديدة بين الفلسطينيين. في 25 يناير 2006 اجريت انتخابات للمجلس التشريعي في فلسطين المحتلة. أرسل الغرب 600 مراقب للانتخابات ، والتي تمت دون ملاحظات.
    كانت حماس المنتصرة، حيث حصلت على 42.9 في المئة من الاصوات وعلى اغلبية نظيفة في البرلمان بمجموع 74 من 132 مقعد. شكلت حماس الحكومة الفلسطينية وعينت اسماعيل هنية رئيسا للوزراء . اعلنت الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل على الفور أنها لن تتعاون مع الحكومة الفلسطينية إذا شاركت فيها حماس. ووضعوا شرطا، لاستمرار الدعم الاقتصادي المباشر ، أن تعترف حماس بدولة اسرائيل وتوقف كلّ أعمال العنف. وافقت حماس أن تحترم الاتفاقيات الموقعة وبالاعتراف الغير المباشر بإسرائيل، وبالحدود ما قبل ، ووقف إطلاق النار (الهدنة) لمدة عشر سنوات. الدول المانحة بما فيهم النرويج ، قررت رغم ذلك بتوقيف الدعم لفلسطين.
  • أليست اللغة هي الفكر يا سيدي ؟؟ ،وأن شيزىفرينيا الخطاب هي لأمة تعاني من الفصام ، عندما تنجب الأمة القادرين على وضع السبابة على الخلل دونما خوف سنصبح بخير
    شكرا لصرختك القوية وعلها تكون ميلادا لحلحلة الوعي فينا
This reply was deleted.
Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)