أظهرت الأحداث الأخيرة خلال الحرب التي أعلنها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في صعدة بحجة القضاء على جماعة أنصار الحوثي ، بأن هناك انقسامات كبيرة بين قادة الجيش اليمني بسبب أهداف الحرب وأسلحة الحوثيين والزج بطيارين عراقيين للقيام بعملية القصف العشوائي إتباعا لسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها صالح لاستئصال الحوثيين حسب زعمه ، والذين وصفهم بـ" السرطان " ، فقد كشفت مصادر عسكرية في صنعاء لـ" عدن برس " أن الحوثيون يسيطرون على عدة مواقع هامه في الملاحيط وحرف سفيان وقد وقعت اشتباكات عنيفة في الملاحيط خلال اليومين الماضيين ، نافيا بذلك ادعاءات الحكومة اليمنية التي قالت قبل أيام بأنها على وشك ان تدك أخر أوكار الحوثيون . اذ تفيد المعلومات بأن الانقسام كشفته عملية سحب العميد ثابت جواس القائد الجنوبي قواته والعودة بمن تبقى منها الى معسكره في باجل ، اذ شعر جواس أن هناك من في القيادة العسكرية من يريد الدفع بالجنوبيين الى المحرقة ، في الوقت يفر الجنود والضباط الشماليين من ساحة المعركة او يستسلمون لأنصار الحوثي ، وكشفت المصادر لـ" عدن برس " بأن العميد جواس كان قد تلقى أوامر بمهاجمة مواقع للحوثيين ، وان المساندة سيجدها أمامه ، إلا ان جواس وعند الهجوم فوجئ بعناصر الحوثي وليس وبقوة المساندة التي وعد بها ، مما أدى إلى فقدانه لعدد من جنوده المهاجمين ، وقد شعر جواس بالغدر من قبل كبار القادة الشماليين له ، وبعدها غادر الملاحيط وسحب من تبقى معه من جنود الى معسكره في باجل. كما أن كتيبة جنوبية قد تم محاصرتها من جبهة بين صعدة وبين حرف سفيان خلال اليومين الماضيين، وبعد استغاثة الى وزارة الدفاع والى اللواء 119 الذي يقوده فيصل رجب لم يتم الاستجابة إليها فقد وقعت في أسر الحوثيين الذين استقبلهم عبدالملك الحوثي ، وحسب مصادر خاصة لـ" عدن برس " فقد قال الحوثي : " يجب ضيافتهم 4 أيام وبعدها نرجعهم إلى معسكرهم بعد تعهدهم بعدم محاربتنا، فهم جنوبيين وليس بيننا وبينهم شيء " ، وكان هذا دليل على الطريقة التي يعامل فيها الرئيس اليمني الجنوبيين في الجيش في جعلهم وقودا لمحرقة لا لهم فيها ناقة او جمل . ووصفت المصادر زيارة الرئيس اليمني لبعض جبهات القتال جاءت لرفع معنويات الجيش المنهارة بسبب الانقسامات الكبيرة بين قادته حول أهداف الحرب ، بعد هروب كبير للجنود من ساحات المعركة او استسلامهم للحوثيين ، ودللت المصادر اعتماد الرئيس اليمني على الاستخدام المفرط لسلاح الجو الذي يشارك فيه طيارين عراقيين من بقايا الجيش العراقي السابق ، لإخفاء التقهقر البري للجنود ، كما يعزز ذلك عملية التجييش لرجال القبائل والزج بهم تحت شعارات وطنية لتغطية هذا الفشل العسكري . وقالت المصادر أن الطيارين العراقيين يقصفون بعشوائية وارتكبوا جرائم ضد المدنيين ، كما أنهم لا يعرفون الخريطة الجغرافية للمناطق في اليمن ، حيث قال المصدر بأن طيارا عراقيا ضربا منطقة في محافظة شبوة الجنوبية تحمل نفس الاسم الذي تحمله منطقة في محافظة صعدة وهي مسرح العمليات العسكرية . وقالت المصادر أن هذا التورط لبقايا الجيش العراقي السابق في الحرب الدائرة في صعدة دفع بنواب في البرلماني العراقي الى الضغط على حكومة بلادهم والى المطالبة باستعادة العراقيين الموجودين في صنعاء من كبار الضباط العسكريين وقيادات في حزب البعث العراقي السابق ، وقالوا أن تورط بقايا جيش صدام في حرب داخلية في اليمن يسيء الى العراق والشعب العراقي الذي يرتكبون باسمه جرائم حرب نيابة عن نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح . وتأتي هذه التطورات بعد أعلن الحوثيين إحكام سيطرتهم على (موقع ذو صيفان) في (مديرية سفيان بمحافظة عمران) وتم أسر 80 جندي والاستيلاء على كل ما في الموقع من معدات ومؤن عسكرية . ويقول الحوثييون أن الطيران قصف اليوم ولليوم الثاني على التوالي ورغم التحذيرات الدولية من المجازر التي يرتكبونها (الحيرة وسفيان والمدينة)، وضرب الطيران (مناطق تهامة وغافرة غارب المسلم والملاحيط ) وتقصف طائرات الميج بقنابل متفجرة وقنابل سامة . كما انسحب الجيش من (مواقع الفرش ومحديدة والمفراخ والعروس)، في (مديرية سحار بمحافظة صعدة) بعد حصار لفترة طويلة، وبعدما أتت لجنة الوساطة للتفاوض من أجل إخراجهم. ورأت مصادر عسكرية في صنعاء أثناء حديثها لـ" عدن برس " بأن الموقف العسكري ضعيف ، وأن الرئيس صالح متناقض في تصريحاته ، ففي الوقت الذي يقول الرئيس اليمني أنه أقترب من دك أخر معاقل من وصفهم بـ " الشرذمة " من الحوثيين ، فأنه يعرض أمس عليهم مجددا الهدنة والشروط الستة التي كانوا قد رفضوها لتمسكهم بمبادرة الدوحة العام الماضي التي وقعها عن النظام اليمني كل من مستشار الرئيس صالح الدكتور عبدالكريم الارياني والعميد علي محسن الأحمر قائد الفرقة الاولى مدرع . وهذا التناقض يكشف حقيقة الاهتزاز والانهيار الذي يواجهه الجيش اليمني الذي أوقعه الرئيس في حروب ستة في صعدة هي للحفاظ على مقاليد حكمه لليمن والتي تجاوزت العقد الثالث ، وقد أستخدم صالح كل أساليب الكذب والخداع لجيرانه من أجل ابتزازهم ماليا وادعاءه انه يخوض حربا نيابة عنهم من اجل وقف المد الشيعي الذي تغذيه ايران ، فقد عين صالح منذ فترة ليست بطويلة تاجر السلاح اليمني المشهور فارس مناع شقيق محافظ محافظة صعدة حسين مناع ، عينه كوسيط بين السلطة والحوثيين ، ويرى مراقبين أن تعيين مناع وهو تاجر سلاح هدفه التعرف عن قرب على الحوثيين ، وأنه هو من قام بشراء الأسلحة الإيرانية عبر سماسرة في منطقة الشرق الأوسط ، وقام مناع بإدخالها وتخزينها في أماكن مختلفة في كهوف الجبال بصعدة ، حتى يأتي اليوم الذي يعلن فيه الرئيس اليمني نجاح الفيلم عن حصول الحوثيين على أسلحة من إيران ، ويعرضها كدليل لابتزاز جيرانه ماديا كما فعل صدام حسين في ابتزاز الكويت في حربه مع ايران ، ولتبرير استخدامه المفرط للقوة لأمريكا والغرب سياسيا . وتستغرب المصادر في تقبل دول الجوار لكل الأكاذيب التي يمررها رئيس النظام اليمني علي عبدالله صالح الذي يرتبط بعلاقات قوية مع ايران ، ففي الوقت الذي يتهم الحوثيين بأنهم ينفذون مهمة لايران ، فأن التساؤلات كثيرة ومن مراقبين غربيين عن المهمة التي يلعبها صالح نفسه في المنطقة لصالح إيران وضد جيرانه ، وأرجعت ذلك الى الزيارة التي قام بها رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الذي قدم هدايا للرئيس صالح أثناء زيارته لصنعاء في شهر مايو الماضي ( كما هو ظاهر في الصورة صالح يتسلم أجود أنواع السجاد الإيراني المعروف عالميا ) والتي وافق فيها صالح على قبول قوات إيرانية بحرية لمراقبة القرصنة ، هذا المعلن من الاتفاق ، اما المخفي من الإعلان فقد يكون هو سيناريو الحرب هذه التي يريد صالح ابتزاز جيرانه بعد أن غسلت قطر يدها من الوساطة التي كانت قد توصلت من خلالها الى اتفاق بين الحوثيين ونظام صالح ، وهو ما كشف عن أسباب انسحاب قطر من الوساطة عندما قال الشيخ حميد الاحمر في لقاء أجرته معه قناة الجزيرة مؤخرا ، بأن قطر رفضت دفع مبلغ 500 مليون دولار للرئيس اليمني مقابل تنفيذ الاتفاق لاعادة اعمار صعدة ووقف الحرب فيها . ويبقى مما ذكر سلفا أنها حرب عبثية يمارسها النظام الحاكم في صنعاء لجلب الدمار لبلاده ، والزج بالجنوبيين بها للتخلص منهم ومن ما تبقى من القيادات الميدانية الجنوبية مثل العميد ركن جواس والعميد ركن فيصل رجب والعميد ركن جهاد علي عنتر والعميد ركن عمر علي العيسي قائد اللواء 103 والعميد ركن أحمد عاطف من يافع قائد اللواء العاشر في الحرس الجمهوري الذي زجوا به في الحرب قبل أسبوع ، فستبقى هذه حرب رجل واحد عبث بكل مقدرات اليمن ، ويرتكب جرائم إبادة بحق الآلاف من أبرياء صعدة كمدنيين والآلاف من الأبرياء العسكريين الذين يزج بهم إلى حرب طاحنة مقابل حفنة دولارات يريد الحصول عليها من ابتزازه لأطراف إقليمية ودولية ، كما أنها حرب طاحنة أدخلته مأزقا جديدا ، يضاف إلى المأزق الذي يعيشه اليوم في الجنوب والذي يصر أبناءه اليوم أكثر من أي وقت مضى ، بأن الحل الوحيد هو فك ارتباط سلميا مثلما كانت الوحدة طواعية وسلمية أيضا ، فصالح يدرك أن الجنوب ليس صعدة ، وأن منطق القوة لن يكون حلا مقبولا لا إقليميا ولا دوليا في الجنوب ، وأعتقد هذا ما نقله له السيناتور الأمريكي جون ماكين ومبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي أيضا .
E-mail me when people leave their comments –

You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!

Join poetsofottawa3

Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)