جحافل العتمة

جحافل العتمة تداهمنا من كل مكانتحوط بالمجهول ملامحنا عند الأفنانوتنتزعنا من الأغصان المتورمة ومن حب الرمانريح صرصار كغيمة يائسة من كل الأزمانتحاول أن تقتلعنا عبثا من الصحف الأولى من زنازين الأوطانينبعث فجأة سؤال العدم فينالماذا يظل النحن فينا مجرد نص ؟لا يحتمل التأويللا يحتمل الفهمولا يحتمل حتى التفسيرلماذا يظل النحن فينا مجرد فلسفة هوامش؟لا تحتمل التأصيللا تحتمل التكوينلا تحتمل سؤال الانيةلماذا نبقى في خضم عاصفة هوجاء وحدنانتزوج من الموت المقتولنروج للموت المجنونلماذا نفصل الموت ثيابالنلبسها طيور الجنة أجيالا بعد أجياللماذا صار الموت في ديارناموضة أو ماركة عالميةيلبسها العصر لنا دون استحياء ؟ومنذ زمان داهمنا الليلفي لحظة صمت كونيداهمنا الليل في زمن صمته الكونيوكنا نظن في غفلةبأننا نسير في طرق انفلاق الصبح الأبديداهمنا الليل بوسادته القطبيةفولج كلام الليل في صمتهوولج صمت الليل في كلامهوفجأة.. غرقنا جميعا في ساحات اللاوعيوغرقنا جميعا في ساحات اللامعقولنطارد كل حصون العقلوكل حصون المعقولنتفنن في اغتيال العقلنتفنن في قتل الحكمةونقيم مقابر جماعية للحرية و للكلمةو في الأثناء كنا نهجعفي قلب الهاجرة كنا نهجعفوق أرض ظامئةللأمواج الصاخبةفوق ارض جائعةلصوت الإنسانومع ذلك كنا نهجعكنا ننام ...كنا نحلم ...بأشياء تجرفنا لضجيج أبديو كشر الحلم في منطقة لليقظةعن أنياب كابوس أكثر من وحشيهاهو المد يجرفنايجرفنا المدوقد التسع في ستة أياموفي ستة أيام مما نعدالتهم كل الأمانيوفي ستة أيام ابتلع المدكل الجو والبحرواجتاح قبب السماوات الملتهبة بالغدرواحتشدت حول موائد السماءآلهة محتشمة من عذابات الوليمة الكبرىواحتجت آلهة أخرىعلى وليمة النعي الأخيرولما داهمنا العهر عند الغسقلم نستيقظوحتى بعد فوات الوقتلم نستيقظوكاد الطريق أن يصل إلى اللامتناهيولم نستيقظودعنا مجد الماضي ونجمة المحرابولم نستيقظوحينما دعتنا الآلهةلنرتشف من رضاب كؤوسها المترعة بالخلودلم نستيقظفمتى نستيقظ ؟ومتى ندركبأننا نحيا في منطقةكل ما فيها محظور أو ممنوعو أن للكون أسرار لا تفهمإلا بحل مسألة المصيروأن هناك من في العالميتلاعب بخطوط الأرضيتلاعب بخطوط الطول والعرضوأن أيادي العنكبوتتتجدد في كل غفوة أو كبوةكالمتسلل إلى أعماقكتتسلل على حين غفلةتسرق كل مخططات الأرضلتخرج من قفا وجهك مؤامرة محبوكةوقصصا ملغمة بالتيهفي غياهب سراديب لا تؤدي إلى أي شيءأو تنسى أن القدر قصةوأن القصة قدر محتوم بنهايتهالهم البدايةولكم النهايةوالأمور تقدر بخواتمهاوما دون ذلك فهو هباء منثوراأدرت قفاك للهلتبحث عن شيء مفقودلتبحث عن كتاب يرقد في الأزلمسطوريحمل معجزة نهاية حتميةللمدن المقفرة من أهازيج التكبيروالكل ينظر إلى ما يحدثوأنت الشاهد على ما سوف يحصلفي عصر البأس واليأسفي زمن صار فيه كل فصول جهنم شيء مقررتمشي في دروب الحريةتستطلع سوء الطالعوقرارات الملاحقة الجاهزةتطارد صخب طيفكتطاردك كعتمة ليل هاربو خلف حدائق وجهك الخلفييعدون كل البشريةبحل مشاكلها الكبرىالفقر والجوع ومشاكل حقوق الإنسانوأن تستأصل كل أمواج الإرهابوفي مساحات وجهك الممنوعيعدون البشريةبالتفتيش في ذاكرتك المتواطئة عليهم بآمالكو هل أن أحلامك مجرد أحلام ليليةتذوب كجبال الثلج التالفبأشعة شمس حارقةوعدوا بالغوص في تلا فيف ذاتك المنسيةووعدوا بتدمير كل خطوطك الحمر والخضرواختراق حصون عالمك السريو صاحوا من بئر صقيع العالم :سنقوض كل جذوركو كل بذرة حب تنبت في حقلك أو فوق جفونكسننتزع منك حتى دوي الصمت المرعبسنطهرك بحرب إبادةونهيأ لك محرقة للحم المشويوسنقتلع من نطفتك أي مستقبلسننهش نقطة تكوينك منذ البدء إلى التكويرلتضيع عناوين وجهكبين أشلاء المصير المجهول
E-mail me when people leave their comments –

You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!

Join poetsofottawa3

Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)