البستاني (1)



أتى إلى حديقتنا لا ندري من أين وكيف؟
ليس لنا علم ومعرفة بذلك.
اغتصب واستولى على حديقتنا.
فدمرها وهدمها وحطمها وأحبطها.
بنى حولها جدارا كبيرا من الضغينة والحقد والخبث والوحشية.
وأحاطها بقطاع الطرق والعصابات والصعاليك والأشرار والكلاب.
وزرع الأشواك في جنباتها.
وأشاع الفوضى وا لفواحش والمنكرات والمكروهات.
ورسم وزين ونحت في جدرانها البؤس والموت وأدواتهما.
وسقى وغمر أشجارها بالدم.
و سمدها بالسموم.
وجعل من أفيون ومخدر القات أكلأ وشرابأ وملاذأ لها.
البستاني اليماني الخارق نشر ا لطوائف.
وروج الأكاذيب والشائعات.
ثم سلب ونهب ثروات الأرض والعرض.
بعدها لعب معنا وداعبنا بالخدع والتضليل حتى حجب عنا الشمس والقمر.
وأزال ودنس الأيمان وعرقل السلام والأمن .
بعدها أخذ دستوره وتلا منه قائلا "إن في حديقته حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبّا مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ.
فكانت كذبته الكبرى.
إنه مجرم وشرير وجالب للنحس.
إنه الحاصد والرابح من الخراب والدمار.
يا الهي! من يدخل حديقتنا سيرى ما يسر الروح والنفس.
هجم الجراد على ما تبقى من معالم الحديقة! وكانت النهاية المريرة.
في النهاية نهض الديك والهدهد من على جانب أشجار الصفصاف المتبقية في الحديقة وأيقظا أهلها ليؤسسوا مملكتهم الموعودة مملكة الديك والهدهد.



Read more…
Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)