وبعد مرور زمن ليس بقصير قررت زيارة أبينا حبيب في ديره ومأواه ومثواه الأخير فإذا به يسبح وينظر عاليا إلى السماء ويتلو: أنا أبوكم الحبيب. آكل التمر والخيار والزبيب. سأقص عليكم قصة يوسف وإخوانه والذئب. فاستمع القوم لقداسته: عندما كان بصري قويا كالحديد، كان لي أخ يدعى وديع يقتل الأفعى ويشدو كالعندليب. لكنه كان يحزن عندما يعود إلى المنزل في المساء، لأن أطفال جيرانه يبكون من الجوع ويشكون من نقص الحليب. فقرر بعدها أن يهاجر، فهاجر وطاف وتعبد ثم سعى ودعا فأرسل المال والدواء، ثم هوى وشدا مغنيا: أيها الليل الداكن كم ستطول في قرانا ومدننا والحقول! بعيد هناك أرى النجوم فوق سماء القدس الحزين هناك بجوار الأقصى توجد كنيسة مريم العذراء والحائط الحزين هناك أطفال إرادتهم وبأسهم من حديد من صفاء وقدرة المجيد، تؤمن بان لها حقا أصلب من كل المعادن فليفهم المستعمر وليوقف طبول حروبه التي طالت سنين والتي أدمت القلب واقتلعت أشجار التين والزيتون من مزارعنا وحتى الحنين إلى أنبياء العالمين. أما آن لتلكم الأطفال أن تعيش وتنام بسلام وأمان. هلل القوم بعد أبينا حبيب قائلين: أطال الله بعمرك المديد. ثم دعوه إلى حفلة أنشد فيها وديعنا الصافي الحزين: قائلا يا جار يا جار. علق مفتاحك... واحمل عكازك... واخبط على الأرض... قبل ما تنهار. فرددوا بعده منشدين: أنهار عسلية لا بصلية. فأسدلت ستارة المسرح فوق الصرصار. فظهر الفأر وحيدا. ثم سقط المفتاح من فوق المسمار
E-mail me when people leave their comments –

You need to be a member of poetsofottawa3 to add comments!

Join poetsofottawa3

Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)