أصلك لطيف،
وكنت تلعب حافياً ومقرعاً بجانب البركةِ والنهرِ والسدِ وكذلك في الكريفِ: المسبح,
وجارتيك ورد بنت محمد عثمان ومحصنة تشتكيان من مرض الجدري ومرض السل المخيف،
وحاجب علي الأعور يأنُ من المرض واحياناً يقهقهُ ضاحكاً ويسخر من ناعمة العمياء وعبد الله قرعد الكفيف،
ويقول يالطيف.
***
فبمن تستغيث اذاً؟
كيف؟
وهو الطويل والعريض والخارق والاجمل والظالم والقبيح والنحيف.
***
ذهب عبد الرقيب من قريته تاركاً المدرسة والحقل وكذلك المطرقة والعطيف : الفأس،
وذهب إلى صحراء النفط والى الساحل وزار الكعبة وكذلك القطيف،
يبحث عن عالم آخر يقال أنه راقٍ ورهيف.
***
لكنه عاد مليئا بالاحزان والامراض فاقداً لحقوقه في وطنه الاصلي وفي وطن اهل الكعبة والطائف والجوف والعفيف,
هكذا تهدر الحقوق, ويتاجر بالارواح وتسفك الدماء في بلدان الحاكم اللانظيف واللاشريف.
***
هل تذكر يا عبد الرقيب كلبنا الابيض خوروشوف وكذلك بوبي مرعب القط شكري واكل الرغيف؟
لقد فقدا بصرهما وصارا من الجوع يخافان من كل شيء ساكناً كان أم متحركا ويرتجفان من الخوف والجوع والعطش أشد الرجيف,
ولقد تساقط شعرهما الابيضِ والاسودِ في الصيف وفي الربيع وفي الشتاء وكذلك في الخريف.
***
حينها ارسلت الدولة فيلقاً من عساكرها المدربين على القنص والرماية من بعد, وفرقة مدربة لمكافحة الارهاب وفرقة خاصة برمي قنابل غاز الخردل القوي والضعيف,
لقتل الكلاب في الجوف وتعز وعدن وصعدة والرياض ودمشق وعمان وسيناء والهفوف.
***
لكن ذخيرتهم انتهت بلا جدوي من قتل خرشوف الابيض أو بوبي الاسود التوحيف,
لكنهم دمروا كل شيء ولوثوا الحقول ونهبوا مخازن الفلاح وصانع السفيف,
وحاولوا الانسحاب ليلاً متنكرين باقنعة و ملابس فصلت وطرزت بالسقيف,
ورتب منحت لهم من السخيف.
***
لكن الزعيم أرسل اسراب الطيران وحرسه الخاص بقيادة عبد الله عقلان والعقفية واحمد نائف وسلطان اللفيف,
فقتلوا الكلبان الوفيان ومازالت دمائهما تنزف نزفاً الى الرصيف.
***
لكن فيروسات دماء الكلبان أنتقلت من الرصيف الى القصر والمصيف ذو اللون الأخضر الخفيف,
فاصيب الزعيم وحاشيته واعوانه بداء الكلب ومن أعراضه الهلوسة وفقدان الحس وبطاقة التعريف,
وكذلك الخطابات العصبية, والاضطرابات في المؤسسات , والشلل في حركة الاصلاح ايام العيد وايام الجمعة وحتى في يوم الزفة عندما دعاهم الزفيف.
***
فعزلوا في حظائرهم وقصورهم عاجزين عن الدفاع عن اطفالهم, وارضهم و منها القدس الشريف,
واستبدلوا المعارك بقمم شرم الشيخ والدوحة واقاليم الموزات والتفافيح في لبنان أو في القطيف.
ما اروع زعماء الفنادق والحانات والمعابر القابعين تحت الظل الأبيض الرهيف,
وما أجمل لقاء القادة في كل متحف يقع في الخليج أو بجانب خط بارليف,
وما يدهش حقاً أن تمتد يد رجل الدين النباح والحاملة للمصحف,
ومؤذن المساء و الصباح, والقائل الله اكبر حي على الفلاح في قاهرة المعز أو في وطن السياف,
والذي يخشي من قول الحق في وقت الشدة واح الاح, والموت والجراح, مفتي زعيم المعبر الجبان والخواف,
لتصافح المجرم و العفن قاتل اطفال مدرسة بحر البقر وقانا بيريز السفاح المصاب بالخراف,
***
فلم ينفعهم اي لقاح فضلوا وسيضلوا متشنجين ومضطربين حتى تسقط وتدمر قلاعهم في لحظة العنف الأشد من الأعنف
***
ما اجمل يوم الفتح!
فلنعمل من أجل ذلك الصباح.
***
يقول الله تعالى في سورة الشُّعَرَاء 26 في الايات {224- 227}:
وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ .
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ .
وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ .
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ .