All Posts (2025)

Sort by

الإرجاء

آه من عادة الإرجاء الدائمة هذه!

بروست

 

كنت أذهب تحت السماء، يا ملهمتي! وكنت الوفي لك.

رامبو

 

هيغل على حق أن يقول إن الفكر والكون في تغيير دائم، ولكنه يخطئ حينما يؤكد أن التغييرات في الأفكار هي التي تحدد التغييرات في الأشياء. إنها، على العكس، الأشياء هي التي تعطينا الأفكار، وتتغير الأفكار لأن الأشياء تتغير.

ماركس وإنغلز

 

 

 

الجزائر 1962

منتصف الليل. أربع وعشرون دقة. عقرب الساعة الكبير يتقدم: منتصف الليل وثلاث دقائق. السماء ليلكية. معسكر جزائري يقوم على المرتفعات، وآخر، فرنسي، في السهل. الريح تحرك أغصان شجرة عارية. في وسط السفح، تعصف بخيمة تريد اقتلاعها. الأوتاد تقاوم بشدة. واوي يعوي مرتين. ثلاث طلقات تدوي.

في لباس الفهد الإفريقي، الوفي يفكر واقفًا في الخيمة، قرب فانوس. الملهمة تنبثق من الهالة، جسدها العاري يلفه ساري أزرق. تطفئ الفانوس. المدفأة ترسل لهبها من بابها الصغير المفتوح. الملهمة تذهب لتنظر في عيني الوفيّ المومضتين. للوفيّ نظرة شرسة.

الوفيّ يسأل الملهمة بصوت خافت:

- لماذا أطفأت الضوء؟

تجيب هامسة:

- إنهم على المرتفعات.

يصحهها:

- إنهم في السهل.

الملهمة تعيد:

- إنهم على المرتفعات.

- وماذا يعني ذلك؟

- إنهم على المرتفعات.

- الخيمة مغلقة تمام الإغلاق. لا ضوء يمكنه الهرب منها.

- صه! إنهم على المرتفعات.

- المرتفعات بعيدة.

- من الواجب الحذر، كل الحذر.

- ولكني... لا أراك، يا ملهمتي.

- لتقف الأفكار الاعتباطية!

- ولكنك لم تعودي تلهمينني.

- لتقف الأفكار الزائدة!

- لم أعد أستطيع رؤيتك.

- أما أنا، فأراك كما كنت أراك. لك عينان تومضان وميضًا شرسًا كالواوي الضائع في الظلام.

- أنت لن تفلتي مني.

- ستجد أفكارك بعيدًا عني.

- ستظلين لي دومًا.

- ستظل دومًا مستقلاً عني.

- سأظل دومًا متوقفًا عليك، ولكني سأتظاهر بفعل ما أشاء بحريتي، لأتغلب على كل صعوبة تعيق فعلي، تمامًا كمن يصحو بعد نوم طويل، ولما لا يجد سوى الحطام من حوله، يجمع ذاته، يجمع حريته، ويقرر إعادة خلق العالم. إلا أن في هذه اللحظات الكارثية، حريته ليست حقيقية. عندئذ، يفكر كما لو كان حرًا، ليجيد العمل المفروض عليه، ويستعيد بعد ذلك حريته، حريته الحقيقية.

- أن نفكر؟ ليس الشيء نفسه عندما لا نرى، عندما لا يكون عالم الحرية حرًا.

- بلى، الشيء نفسه، بالقياس إلى أن التغييرات في الأفكار هي التي تغير العالم.

- التغييرات في الأفكار هي التي تغير العالم أم التغييرات في العالم هي التي تغير الأفكار؟

- التغييرات في الأفكار.

- التغييرات في الأفكار، هذا، سنرى.

لحظة صمت. الملهمة تحس بجسد الوفيّ يلتصق بها. تسأل:

- أنت خائف؟

- لا، لماذا؟

- أنت ترتعش.

- أنت التي ترتعشين. أشعلي قليلاً.

- لا شيء يُرى، ما عدا الخوف الذي يلفك.

- الخوف؟

- لا ترتعش، أنا هنا.

- أقول لك أنت التي ترتعشين.

ينفخ، ويبدأ بالتصبب. تقول الملهمة:

- منذ قليل، أطلقوا ثلاث مرات.

- لم أسمع شيئًا. كنت ضائعًا في أفكاري. أنت متأكدة؟

- أنا متأكدة.

- هل هم الرفاق؟ الرصاصات الثلاث التي انطلقت منذ قليل، رصاصات الرفاق؟

- لا أظن.

- ما الذي يجعلك تعرفين؟

- أعرف.

- حقًا؟

- حقًا.

- حقًا، حقًا؟

- حقًا، حقًا.

- كيف تعرفين؟

- لم يكن لا الوقت ولا المكان.

- ربما اكتشفهم أعداؤنا الذين في السهل، وهم في الطريق، قبل الأوان.

- لا أظن.

- لا تظنين؟

- لا أظن.

- ولماذا لا تظنين؟

- لأن الرصاصات أطلقت من المرتفعات، والرفاق كان السهل وجهتهم، وهم لم ينطلقوا إلا منذ قليل.

- صحيح كلامك.

- إذا تم كل شيء على ما يرام، تجدهم يتجهون الآن إلى البئر.

- إذا تم كل شيء على ما يرام!

- إذا لم تحوّل الرصاصات الثلاث التي أطلقت من معسكرنا ثلاثة من رفاقنا إلى ثلاث جثث.

- كل شيء على ما يرام، لا تقلقي. من هم يعارضون خطتي ليسوا سوى قلة قليلة، ورفاقنا هم من القدرة على الدفاع عن أنفسهم. سيفجرون البئر، وينجزون مهمتهم على أكمل وجه: سيموت الجنود الفرنسيون من الظمأ.

الريح تزأر بوحشية. الملهمة تضع حجرًا على طرف الخيمة التي تهتز. الملهمة تقول دون أن تغادر مكانها:

- في الخارج، السماء ليلكية.

- هل ترين جيدًا حتى في الظلام؟

- نعم، أرى جيدًا.

- لماذا ترين جيدًا حتى في الظلام؟

- لأنني أعرف أنه ليس وقت الليلك، ومع ذلك، السماء ليلكية أقرب إلى زهرية.

- كيف تعرفين؟

- تسلل ضوء بنفسجي من هنا.

- لم ألاحظ شيئًا، وأنا دومًا لا أراك.

- بانتظار أن ترى من جديد وجيدًا كما يجب، يكفي أن أراك، أنا، ملهمتك، أن أراقبك، أن أكون هنا عند فكرتك القادمة.

- هذا غريب!

- ماذا؟

- أن تكوني الوحيدة التي ترى، التي تراني، في اللحظة التي لا أرغب فيها في التفكير.

- لا شيء غريب في هذا. أُظهر نفسي بدلاً من أن أخفيها، بانتظار فكرة جديدة، فكرة متماسكة، ملائمة، راسخة في الواقع. آه! عندما أفكر أنني خارج عقلك، وأنني أحس بكل ما هو مفروض أنك تحس به. هل تسمع زئير الريح؟

لأول مرة منذ بداية حديثهم، يتكلمان بصوت عادي. الوفيّ يصيح وكله دهشة:

- الريح تواصل الزئير؟

- تزأر... تزأر...

- عليّ الاعتراف بأنني لا أسمعه، أنا لا أسمع زئير الريح.

- إذن، أن تغرق في الفكر أو لا تغرق، تداوم على عدم سماع ما يجري في الخارج.

- لا، لا طلقات نارية، ولا زئير الريح، ولا شيء. لا أسمع سوى صوتك.

- تداوم على عدم رؤية ما يجري في الداخل.

- لا، لا ساريك الأزرق، ولا جسدك العاري، ولا شيء. لا أرى سوى صورتك السوداء.

- سأناديك إذن، سأرفعك من الهاوية.

تبتعد عنه، لكنه يأخذ بالصراخ:

- يا ملهمة! عودي إليّ! انبثقي كالنار، واحرقيني، احرقي الكون! لا تكوني عديمة الجدوى.

تعود بسرعة لتأخذه بين ذراعيها. الوفيّ يوضح:

- أنا إلى جانبك، صاحٍ أتم الصحو، ومع ذلك، يبدو لي أن كل أحاسيسي غافية.

- حتى هذه اللحظة.

- دعيني أنظر إلى السماء.

تذهب معه لتفتح الخيمة، يخرج رأسه. فوق رأسه السماء ترسل غيمًا قاتمًا، ليلكًا أسود. يلاحظ، وهو يغلق الخيمة، وهو يعتمد على الملهمة:

- أنا لا أرى شيئًا لا خارج الخيمة ولا داخلها، أنا لا أراك كما كنت لا أراك. بالنسبة لي، كل شيء يغرق في الظلام. ابتعدي عني!

الملهمة تقف أمامه، وتسمع صحن أسنانه. تسأله:

- ما لك؟

صمت. الملهمة تعود إلى القول:

- عندما يغدو العالم نارًا، سيكون كل حاضري مستقبلك، أنت، يا إله الحرب والحب.

- إله الحب، أنا! قلت لي إن نظرتي لهي من الرداءة كنظرة واوي ضائع.

- أيًا كان مظهرك، ستبقي على حضورك، ستبقى وفيي! ولكن وفيًا هو حقًا وفيّ.

- لأنني لست وفيًا؟

- حتى هذه اللحظة.

- ما يهمني في هذه اللحظة أن أراك لأراني. أحقًا أن نظراتي بشراسة نظرات الواوي الضائع؟

- حقًا.

- سأنقذف إذن في نظرتك. لكن هذا ليس كافيًا. اشتعلي!

السماء ترسل برقها ورعدها، ليلك النار.

- اشتعلي!

تعانقه.

- احترقي!

برق على برق، ورعد على رعد.

- احرقيني! تصحو أحاسيسي في محيط من الظلام...

برق ورعد وريح تزأر. يضيف الوفيّ:

- وللمرة الأولى أسمع زئير الريح ورعد البرق. أدرك كل ما يجري في الخارج، في عالم أسود.

- في عالم أسود، أسود كله؟

- نعم، عالم كله أسود.

- عدت إلى سماع كل شيء، لكنك لم تزل ترى أسود كل شيء؟

- نعم، أرى كل شيء أسود.

- عميق هو إذن الظلام؟

- نعم، هو ظلام عميق.

- بالنسبة لك، الظلام عميق دومًا، في اللحظة التي تدرك فيها كل شيء في الخارج. إذن لا فائدة من ذلك.

- لا أهمية لما أرى بالنسبة لما أدرك.

- لا أهمية، حقًا؟

- نعم، لا أهمية، حقًا.

- حقًا، حقًا؟

- حقًا، حقًا.

- حقًا يخيم الليل، ولكن أي ليل؟

- أي نهار؟

- والحق متى يبزغ الفجر؟

- لن يغير ذلك من الأمر شيئًا.

- بلى.

- لا أظن، لأن النهار سيتبعه الظلام.

- وأمرنا؟ حالتنا؟ ستتغير، حالتنا.

- لا أظن، لأن كل شيء يتوقف على أفكارنا، أفكار مجردة، في الظروف الحاضرة، من كل سلطة على الأشياء.

- مجردة من كل سلطة على الأشياء، حقًا؟

- نعم، مجردة من كل شيء على الأشياء، حقًا.

- حقًا، حقًا؟

- حقًا، حقًا.

- وأنا أقول لك إن كل شيء يتوقف على الحالة التي نوجد فيها، على حالة الأشياء التي تحيط بنا، كل شيء يتوقف على الضوء، على الظلام، على حدة الواحد والآخر. في البداية نتكيف، وبعد ذلك نفكر بشكل أفضل.

- الضوء والظلام هما شيء واحد.

- الضوء والظلام ليسا شيئًا واحدًا.

بما أن الوفيّ لم يعد يريد النقاش، يجلس، ويحتفظ بالصمت. الصمت يجتاح كل شيء: لم يعد هناك لا رعد يرعد ولا ريح تزأر. بعد قليل، تعود الملهمة إلى القول:

- الضوء والظلام ليسا شيئًا واحدًا. يمكن للاثنان أن يجتاحا كل شيء، لكن الضوء يبقى الضوء، والظلام الظلام. مع ذلك، هما يُدْرَكان بشكل مختلف، إنهما أصل فكرتين مختلفتين، من وراء سلوكين متميزين. إنهما حصيلة الحياة والموت، موتنا.

الوفيّ يبقى صامتًا. تعيد الملهمة:

- موتنا.

الوفيّ يبقى صامتًا. الملهمة تجلس إلى جانبه. تلح:

- موتنا.

يقول في الأخير:

- لا تقلقي نفسك. المهم هو أن تتحقق فكرتي عن مولد الفجر أولاً، وسنرى بعد ذلك ما يمكننا فعله في وجه الحياة، في وجه الموت، في وجه موتنا. بالمقابل، لحلكة الظلام، يمكن لليل أن يدوم، وللفجر ألا يجيء أبدًا.

الريح تهب من جديد، دعام الخيمة يئن. يقترب منها، ويلتصق بجسدها. تحس بلحمه ينفتح كشفة. يهمس الوفيّ في أذن الملهمة:

- ساعة العملية تقترب. هل هو الوقت؟ للتنبؤ...

الملهمة تقاطعه:

- لقول، يجب أن تقول "لقول".

- للتنبؤ بالأحداث...

- لقول الأحداث. دعني أقول لك هذه الأحداث على إيقاع الوقت، كما أفترض أنها ستقع.

ترفع عينيها إلى الساعة، وتنظر إلى الوقت، وتعلن:

- الساعة الواحدة إلا دقيقة واحدة.

- تبقى دقيقة واحدة.

- وسيحصل انفجار.

- وستُهدم البئر.

- وستهوي شجرة زيتون.

- وسيحترق حقل زيتون.

- وسيشب حريق هائل.

- وسيشتعل الليل. نار ضخمة ستصل المرتفعات.

- وستتساقط جدران المعسكر الفرنسي.

- وستعتم النار قلوبهم أكثر.

- وعلى الرغم من كل هذه النار، كل هذا الضوء، سيرون الليل أسود، مثلك.

- وسيشعلون الأضواء الكشافة.

- سيشعلون الأضواء الكشافة.

- وبعد ذلك؟

- سيشعلون الأضواء الكشافة.

- لكن وبعد ذلك؟

- سيشعلون الأضواء الكشافة.

- لكن وبعد ذلك، أسألك؟

- لست أدري ماذا سيحصل بعد ذلك. لا أستطيع أن أرى ما سيحصل في ضوء الكشافات. قل لي، أنت، ماذا سيحصل بعد ذلك.

- سيعود الرفاق بعد ذلك.

- على الرغم من ضوء الكشافات؟

- طز في الكشافات!

- طز في الكشافات!

- سيعود الرفاق، وكفى.

- وإذا لم يعودوا؟ إذا أعاقتهم الكشافات عن العودة؟

- طز في الكشافات!

- ألف طز في الكشافات!

- نعم، ألف طز!

شحنة حادة من الطلقات المتتالية، الريح تعود إلى الزئير بأقوى ما يكون. الوفيّ يهتف:

- إنه الوقت.

الملهمة لا تحرك ساكنًا. الوفيّ يعيد مُهَيَّجًا:

- إنه الوقت! إنه الوقت!

الملهمة تحس بلحم الوفيّ يسخن كالجمر. تزلق بين ذراعيه كالأفعى. لا يحتمل بعد الحرارة، فيدفعها عنه. يقول أيضًا:

- إنه الوقت!

الملهمة توبخه:

- اخرس!

- ما لك؟

- تم التخلي عن رفاقنا.

طلقات أخرى تدوي.

- ماذا تقولين؟

- اسمع جيدًا.

- أن أسمع ماذا؟ إنه الوقت.

- إنه الوقت، ولكن ليسوا هم الذين يطلقون.

طلقات النار تدوي في كل مكان.

- ماذا تعنين؟

- يطلقون عليهم النار من كل مكان. لو كانوا هم لسمعنا انفجار البئر.

طلقات النار تتوقف. الريح تهدأ. جسد الوفيّ يتجمد. الوفيّ يهمس:

- أشعر بالبرد.

- اسمح لي أن أدفئك.

- لا! ابتعدي!

- أنت تتألم لأجل رفاقنا! أنا لن أتخلى عنك!

- قلت لك لا!

- أرجوك!

- أنت التي تتألمين، أنت التي تحتاجين إلى عناقي.

- أرجوك!

- اتركيني بسلام!

صمت طويل. الوفيّ يأخذ بالارتعاش. لديه ارتعاشات مهولة، ويَغَصُّ.

- كل منا يتعذب عذابه الخاص به.

- كل منا يتعذب على طريقته، لكننا نشعر بذات المشاعر.

- كل منا يشعر بمشاعره الخاصة به. تعال، لنختلط فيما بيننا. أنت لست قِنّي، أنا لست سيدتك. اقترب! ضمني! قلت لك ضمني!

يضمها قليلاً، ثم قويًا جدًا. تقبله بملاسة، ثم بشراسة، حتى تكاد تخنقه.

 

منتصف الليل. أربع وعشرون دقة. عقرب الساعة الكبير يتقدم: منتصف الليل وثلاث دقائق. السماء فضية. القمر فانوس ياسمين. المعسكران يغرقان في بحر من الضوء. الأشجار العارية من زجاج. جثث الرفاق المقتولين هنا وهناك. الخيمة منحوتة في الليل. كل شيء مجمد. الملهمة والوفيّ يستيقظان. هما عاريان في سريرهما.

الوفيّ يقول:

- الظلام دومًا ها هنا.

الملهمة تقول:

- كيف استطعنا النوم كل النهار ونصف الليل؟

- وكأنني لم أنم. الظلام بالنسبة لي ها هنا دومًا. حالتي هي نفسها دومًا.

- ليس تمامًا، بما أن رفاقنا اغتيلوا. ومع ذلك، أصدرتَ أمرًا قبل النوم ليفجر رفاق آخرون البئر ولينتبهوا جيدًا على أنفسهم. العيارات النارية الثلاثة التي أطلقت من معسكرنا يمكن أن تكون شيئًا ككلمة سر.

- نعم، يمكن أن تكون.

- العيارات النارية الثلاثة أطلقت من معسكرنا، قبل تنفيذ العملية بكثير.

- ليس هذه المرة.

- ربما للتكتيك. لقد أعاقت تنفيذ العملية في الساعة المحددة.

- لم تعقها، وإنما أجلتها.

- بالطبع، أجلتها، ولكن...

- لن تعيق تنفيذ عملية يتوقف عليها مستقبل الثورة. الآن رفاقنا الآخرون في طريقهم إلى البئر.

- تريد القول إلى مجزرة أخرى.

- مجزرة أم غير مجزرة، أنا عازم على تفجير البئر.

- رغم واقع أن رفاقنا قد اغتيلوا؟

- رغم واقع أن رفاقنا قد اغتيلوا.

- رغم هذا الواقع الجديد؟

- رغم كل شيء. وعملية البئر بالأحرى سهلة.

- خطأ! عملية البئر صعبة، صعبة جدًا!

- أفي ظنك صعبة؟ صعبة جدًا؟

- نعم، صعبة جدًا.

صمت. ثم الوفيّ يسأل:

- لو دككنا البئر، هل تعرفين ماذا سيقع؟ سيموت من الظمأ، الجنود الفرنسيون. كما تعرفين، إنها وسيلة تزويدهم الوحيدة بالماء.

يخرج الوفيّ من السرير، والملهمة أيضًا. يصيح:

- يا للفرح! يا لمتعة النجاح!

يرقص معها كما لو كان يرى، يقهقه.

- نعم، يا لفرح الانتصار! يا للمتعة!

وفجأة:

- لكنّ المتواطئين مع الفرنسيين في معسكرنا يدركون ما سيقع.

- لقد فطنوا إلى ذلك منذ زمن طويل.

- إذن مرة أخرى لن يستطيع رفاقنا تنفيذ مهمتهم.

- أشك في ذلك.

- تشكين في ذلك؟

- أشك في ذلك.

- كنت تشكين أيضًا مع الأوائل، ومع ذلك، كنت ترين.

- هذا صحيح.

- لماذا إذن جازفت بحياتهم؟

- كان علينا، على كل حال، أن نحاول شيئًا. أما عن المجازفة بحياتهم، ظروف كهذه تبدل كل شيء.

- أعرف، لكني أخاف عليهم. أخاف عليهم من أن يمسهم سوء.

- وأنا أيضًا.

- وأنتِ أيضًا.

- أنت لا ترى، ومع ذلك قررت القرار نفسه.

- هذا صحيح.

- لماذا؟

- لأنني لا أرى.

- أنت تعترف.

- ليس تمامًا.

- إذن لماذا؟

- لأنني لا أرى سوى ما أريد أن أرى.

- ستدمرهم. ستدمرنا.

- عليّ أن أحاول شيئًا.

- على الرغم من هذه الحقيقة البالغة: موت رفاقنا خلال المهمة السابقة؟

- على الرغم من كل شيء.

الملهمة تلتف بساريها الأزرق، وتريد فتح الخيمة. الوفيّ يعود إلى السرير بسرعة، ويناديها. ينذرها. يصيح:

- عودي إلى السرير! حذار! لا تفتحي!

الملهمة تجيب:

- ولكني لا أعرض نفسنا لأي خطر، كل شيء منطفئ في الخيمة.

- بما أنني لا أرى دومًا، هذا لا يبدل شيئًا بالنسبة لي، ولكن بالنسبة لك...

- لا تقلق من أجلي، طالما كل شيء منطفئ في الخيمة.

الملهمة تريد الخروج. الوفيّ يقول في ظهرها:

- يريد الرفاق تنفيذ العملية بالقدر الذي أريده.

تتوقف ولا تجيب. يعيد:

- هل تسمعينني؟ يرغب الرفاق في تنفيذ العملية بكل جوارحهم، فلديهم الثقة بثورتنا.

- لديهم الثقة بثورتنا، ثقة عمياء، هكذا. كل شيء يتغير عندما يكون هناك واقع جديد، حتى الثورة.

- لا، ليس كل شيء، ليس قبل أن يتغير فينا. وإذا وجب على التغيير أن يقع، سيقع على كل حال. إذن هذا أمر محتوم، لا يمكن تفاديه.

تسأل الملهمة، وهي تدير ظهرها دومًا:

- ما هو هذا الأمر المحتوم؟

- أن يخاطروا بحياتهم.

- إنه الجنون بعينه.

- على العكس، إنها الحكمة بعينها.

- لست على اتفاق معك.

- هل أنت ملهمة أخلاقية أم إلهة مادية تعارض وفيّها دون توقف؟

تتردد. ثم:

- لست هذه ولا تلك، ولكن الحقيقة كما يجب عليها أن تكون.

يناديها وهي على وشك مغادرة الخيمة:

- هيه! يا ملهمة!

تتوقف دون أن تجيب.

- كم الساعة؟

لا تجيب.

- الساعة الواحدة إلا دقيقة واحدة، أليس كذلك؟

لا تجيب، وتخرج. يخاف، ويشعر بكونه وحيدًا. الحمى تجتاحه من جديد. القشعريرة لا تفارقه. يعرق، وأسنانه تصطك. ثلاثة عيارات نارية يتبعها صمت قصير، ثم عيارات نارية أخرى في رشقات متواترة. يصرخ، ويئن. يغلق أذنيه، ينهض، ويعتمد على دِعام الخيمة، كالمجنون. قنابل تتفجر. يضم الدِّعام بقوة. قنابل أخرى، طلقات أخرى، وأخرى. يلوي الدِّعام، يتخبط، ويعود إلى الصراخ. يواصل الصراخ، النداء، الصراخ...

 

منتصف الليل. أربع وعشرون دقة. عقرب الساعة الكبير يتقدم: منتصف الليل وثلاث دقائق. السماء كربونية. الغيوم ثقيلة. الأضواء خافتة على المرتفعات وغائبة في السهل. جثث الرفاق الذين وقعوا في كمين تضاعف عددها. يغرقون في بحر من الدم الأسود. على السفح الأعشاب سوداء. الملهمة تقتلع قبضة منها. تنشق الحزن الأسود. تنظر نحو المرتفعات، ثم تدخل الخيمة. تذهب نحو الوفيّ الذي ينطوي على نفسه.

الملهمة تسأل:

- هل أصدرت أوامرك من جديد؟

الوفيّ يجيب وهو ينهض نهوض الرجل الميكانيكي أمام الملهمة:

- نعم، أصدرتها.

- إذن رفاق آخرون هم في الطريق ليدمروا أنفسهم.

- ليدمروا البئر.

- إذن ليس هذا سوى إرجاء بالنسبة لك.

- جبريّ. يجب القول، إرجاء جبريّ. وإرجاء جبري يبقى إرجاء، يبقى طالما لم تنفذ العملية. آه! لو باستطاعتي تفادي أن يكون دائمًا.

- بما أنك لست متأكدًا من شيء، لماذا تخاطر مرة أخرى بحياتهم؟

- يجب ذلك. لن يكون هناك إرجاء هذه المرة. لن يعيقوا رفاقنا من إنجاز العملية هذه المرة. سننجح هذه المرة.

- لا أظن.

- سيكون الأمر حاسمًا هذه المرة. لا تنسي أنها المجموعة الأخيرة، الرفاق الأخيرون الذين بقوا.

- بعدهم، لن يبقى أحد سوانا.

- ماذا يمكننا أن نفعل، أنا وأنت؟ تعرفين جيدًا أنني كالأعمى، وأن الظلام بالنسبة لي حالك دومًا.

- سأقودك على الطريق الذي كان يجب عليك أخذها منذ اغتيال رفاقنا الأوائل.

- على طريق الموت؟

- على طريق الحرية. ولندافع عن أنفسنا، سنحمل سلاحين.

- كيف سأرى هدفي؟

- ستضرب كيفما تشاء، المهم أن تضرب.

- هل سأصيب؟

- على طريق الحرية، سيكون كل إخوتنا الأعداء هناك، سيهاجموننا من كل جانب.

- سنصعد إذن المرتفعات.

- كانت الطريق التي من اللازم أخذها منذ البداية: الإنهاء على الخونة المتواطئين شركاء العدو. كان من اللازم التفكير في هذا. كان من اللازم العمل بهذا الشكل لنحفظنا ونحفظ الثورة. كل شيء يبدأ بهذا التغيير الراديكالي في إستراتيجيتنا وكل الأفكار الجديدة تبنى عليها.

أمام صمته، الملهمة تمد يدها أمام عيني الوفيّ، وتلمس له وجنته. تقرص ذقنه، وتجس شفتيه. يتركها تفعل. تعتقد: هذا لأنه يؤيدها بشكل من الأشكال. تقول له:

- في الوقت الحاضر، هم الأكثر علينا، سيجيئون إلى قتالنا بعدد كبير، وستصيب أول هدف لك. ثم ستشن حربك في السهل، وتصيب هدفك الثاني.

- والبئر؟

- ستبقى البئر على حالها. سنجعل من نبعها حياتنا الأبدية بعد الموت.

- كم أنت متشائمة! لماذا أنت متشائمة إلى هذه الدرجة؟ لكن الرفاق سينجزون مهمتهم هذه المرة.

- لا أظن، ومع ذلك، اعتقدت منذ قليل أنك توافقني.

صمت. ثم الوفيّ يقول:

- أتدرين؟

- ماذا؟

- بدأت أعتاد هذا الظلام من حولي، أعتاد صورتك السوداء.

- ليس من اللازم.

تأخذ وجهه بين يديها، تضعه بين نهديها، وتقود فمه إلى حلمتها، فيمسها بشفتيه المرتعشتين مسًا خفيفًا... عيارات نارية تدوي. تأتي من المرتفعات ومن السهل. تسحبه من ذراعه، وتختبئ معه خلف السرير. تُهاجَم الخيمة في الوقت الذي يُهاجَم فيه الرفاق. كلاهما خائف. الطلقات تصفر في أذنيهما. ينحنيان حتى يلامسا بجبهتهما الأرض. طلقات أخرى تئز. ينامان على بطنهما. طلقات أخرى وأخرى. يصعد أحدهما على الآخر ولا يعودان يشكلان سوى جسد واحد مع الفضاء.

يقبلان بعضهما بقوة بالغة بينما تدوي الطلقات دون توقف. يتدحرجان على الأرض بعد أن توقفا عن تقبيل بعضهما، ولم يعودا يفكران في الخطر المحدق بهما. الطلقات لا تتوقف لحظة واحدة.

 

منتصف الليل. أربع وعشرون دقة. عقرب الساعة الكبير يتقدم: منتصف الليل وثلاث دقائق. لا سماء، لا معسكر، لا ضوء. لا شيء غير ليل ثقيل. كتل سوداء. من الخارج، الخيمة تشكل لطخة سوداء. الداخل ضاو. الملهمة تحاول رفع الدِّعام المعقوف خوفًا من سقوطه. الوفيّ يرتدي بزة الحرب بحركات عزومة.

الملهمة تقول:

- منتصف الليل وثلاث دقائق.

- أعرف.

- كيف تعرف؟ أنت لا يمكنك رؤية العقرب الكبير، ولا شيء حولك على الرغم من الضوء، في عينيك دومًا هذا الظلام المُعمي.

- أشعر به لدرجة حزره. أمس، معك، كنت المكان. اليوم، معك دومًا، أنا الزمان.

الوفيّ ينتهي من الارتداء. يتنهد:

- إرجاء آخر.

- نعم، إرجاء آخر. يوشك أن يغدو ذلك عادة مهينة.

تتأكد من أن الدعام لن يسقط. تسأل:

- هل تلح من أجل إنجاز العملية؟

- بالطبع ألح. إذا دمرنا البئر، مات الجنود الفرنسيين من الظمأ، وانتصرت الثورة.

- ولكن لا مخرج لذلك.

- تدمير البئر؟

- نعم. فانتازيا المقاوم، أمر شخصي حتى اليأس.

- أنا لا أفهم.

- إذا أردنا تدمير البئر، فمن الواجب أولاً الإنهاء على من يدافعون عنه في المعسكرين، الخونة من عندنا والجنود من عندهم. سبق لنا وتكلمنا في الأمر.

- ولكنه لمن الجنون.

- على العكس، الحكمة بعينها.

- لست متفقًا معك.

- تدمير البئر، لقد حاولنا ذلك عدة مرات، أليس كذلك؟

- نعم.

- وماذا كانت النتيجة؟

- إرجاء جبري في كل مرة.

- ثم، لماذا تدمير البئر؟ سنجعل من نبعه حياتنا الأبدية بعد الموت. هل نسيت؟

- لا، لم أنس.

الملهمة تسحب الوفيّ من ذراعه، وتنذره بدافع هذه الفكرة التي تخفق كالقلب:

- تعال نُصَفِّ هؤلاء المتواطئين والخونة أولاً.

- سيدعمهم الجنود الفرنسيون الواقفون في السهل.

- فلننزل إلى السهل إذن ولنبدأ بأولئك الشياطين من الجنود الفرنسيين.

- سيدعمهم الخونة والمتواطئون.

- أنا، سأُعنى بالخونة، وأنت، بالجنود الفرنسيين.

- إنه الجنون بعينه. سيكونون ألفًا ضد واحد.

- فلنلجأ إلى الحيلة.

- لم تبق حيلة هناك. هم الأكثر حيلة.

- لنتصل بقوة ثالثة.

- ستنبذنا الثورة، وسيكون كل الجبل ضدنا.

- لنخض إذن غمار القتال والذي يجري يجري.

- لن يكون قتالاً وإنما انتحار.

- قتال أم انتحار، أنا أسخر من الأول والثاني. لنهاجم، ولنغسل أرواحنا من العفونة.

- ملهمة ثورية مثلك، أنا لم أر واحدة في حياتي.

- لنخدع تيقظ الجنود الفرنسيين ولنصعد المرتفعات. الليل عميق، والظلام حالك، سيكون كلاهما معنا متواطئًا.

- أنا أرفض. اذهبي وحدك.

- اسمعني!

تأخذه من يديه قبل أن تتابع:

- إنه الحل الوحيد الذي يبقى لنا، الحل الأخير. لنصعد المرتفعات.

- فنخاطر بحياتنا؟

- أغلى لحظات الحياة لا تُنال إلا عند المخاطرة بحياتنا.

- أعرف أن المخاطرة شرط كل نجاح، ولكن...

تأخذه بين ذراعيها:

- ليس هناك من لكن. لنصعد المرتفعات، وإلا تركتك، نعم، تركتك، وإلا تركتك وحدك مقابل الموت! لا تنس أنك أعمى.

- كأعمى.

- أعمى أو كأعمى، الآن ولم تعد ترى، حتى في الضوء، الأمر سواء.

- ليس الأمر سواء ما بقي وقت يسيل.

- بما أنك تقوله، فلنذهب إذن.

تقترب بفمها من فمه قبل أن تضيف:

- لا تكن قاسيًا.

- اذهبي وحدك إذا كنت تصرين على ذلك.

- كنت سأذهب وحدي، لكني لا أستطيع دونك شيئًا. تعلم، في هذه اللحظات الصعبة، أنك قوتي.

- إذن القرار قراري، وعليك الإذعان.

الملهمة تتركه، وتعطيه ظهرها. تتجه إلى الدِّعام، وتعتمد عليه. صمت طويل. تبكي. الوفيّ يأخذها بين ذراعيه، وهو يتلمس طريقه كالأعمى، ويلعق دموعها. يقبلها من عنقها، ويأخذه الانخطاف والذهول. يصيح:

- لنصعد المرتفعات.

تردد:

- يا عزيزي! يا عزيزي!

- وقتي، أيامي، حياتي، لأجلك، ولأجل دمعك سأواجه الخطر، وأستخف بالموت، سأحتقره، لا شيء إلا لأجلك، لأجل دمعك! وبإرادة صماء أعطي فيها نفسي أفضل ما يكون العطاء وأكثر ما يكون العطاء، سأجرؤ على ما لم أعتقد أنه من الممكن لي أن أجرؤ عليه!

- يا عزيزي! يا عزيزي!

تقبله من فمه ثم من عنقه. تفتح قميصه، وتتناول حلمته بين أسنانها. تسقط بشفتيها حتى بطنه، لكنها لا تتمكن من فتح حزامه. يرفعها، ويعانقها. قبل أن يتركا الخيمة، تعطيه سلاحًا، وتأخذ آخر. يحملان عددًا وافرًا من القنابل والمتفجرات.

الملهمة ووفيّها يتركان الخيمة ويقومان بدورة كبيرة على طريق متعرجة قبل أن يطلعا المرتفعات بعناء. بروق ورعود. يضيعان في الظلام ثم يظهران كمن يلقي بهما البرق. عيارات نارية تدوي في ظهريهما وهما على بعد خطوتين من المعسكر الجزائري. تشتعل الأضواء الكشافة على المرتفعات.

الملهمة ووفيّها ينجحان في قذف بعض أصابع ديناميت. ثكنة تدق فيها النار. ثوار يصرخون ويطلقون. الملهمة والوفيّ يصيبان بعضهم، إلا أن الرصاص يمطر عليهما من كل صوب. يقاتلان بشجاعة مُثلى ثم يتركان نفسيهما يغرقان في هاوية، خرم أسود مفعم بالرعد والمطر. يعودان إلى قلب الأرض. الملهمة تتعلق بصخرة. الوفي بغصن. مطر وريح. عاصفة.

 

منتصف الليل. أربع وعشرون دقة. عقرب الساعة الكبير يتقدم: منتصف الليل وثلاث دقائق. المطر يهطل مدرارًا على المعسكرين. طين ثخين يتشكل. أثار بساطير على الأرض. تذهب حتى الخيمة. في الداخل، جنديان فرنسيان وكذلك ضابط يحمل الفانوس يحيطون بالملهمة الجالسة وراء طاولة تطوى.

الضابط يملي بنبرة تعسفية:

- وقعي!

الملهمة تطلب إلى الضابط الفرنسي:

- كيف تريد أن أوقع على هذه الوثيقة بينما على الوفيّ أن يوقعها؟

- أنت ملهمته. ضعي توقيعك، كما لو كان هو.

- لكني لا أستطيع التوقيع مكانه. أينه؟ هو، يمكنه التوقيع، وعيناه مغمضتان. بينما أنا، معه أو دونه، لم أصنع إلا للإلهام. هذا هو الدور الكبير المحدد لوجودي، وإن كان وهميًا.

- وإن كان حقيقيًا.

- الآن أعترف أن الأمر واحد سواء أكان وهميًا أم حقيقيًا. كان من اللازم أن أُلقى خارج الزمن لأفهم أن الحياة في هذا البلد معاناة تفوق كل خيال.

الضابط الفرنسي يضع قلمًا بين أصابع الملهمة:

- وقعي!

- على ماذا؟

- على هذه الوثيقة، يجيب الضابط الفرنسي ضاربًا على الطاولة.

- أعرف أن على هذه الوثيقة يجب التوقيع. قل لي بالأحرى ما فحوى هذه الوثيقة.

- وقعي أولاً، وسنقول لك فيما بعد.

- هل هذا بشأن البئر؟

الجنديان يريدان ضربها بعقب البندقية، فيوقفهما الضابط بحركة من يده. يصرخ:

- ستوقعين نعم أم لا، يا ماخور!

القلم يهتز بين أصابع الملهمة. تتركه يسقط. تقول بصوت متماسك:

- لن أوقع على هذه الورقة. طالما أن وفيّي لا يعطيني الإذن، لن أوقع.

الضابط الفرنسي يقترب بالفانوس أقرب ما يكون من وجه الملهمة. يهمهم:

- يا له من وجه جميل، وجهك! يا لها من متعة ما بعدها متعة أن يتمرّى المرء في عينيك! من الخسارة أن نحرمهما من الضوء. وقعي أو أترك جندييّ يفقآنهما لك بموسيهما. من اللازم التوقيع بالأحرف الأولى على هذه الوثيقة. لا خيار لك. يجب التوقيع.

الملهمة لم تعد تتردد. تأخذ القلم، وتخربش "الوفيّ". يختطف الضابط الفرنسي الورقة منها، ويصيح:

- الوفيّ!

- هو قائدي، لنقل، كان قائدي. حتى هذه اللحظة لا قائد لي غيره، رغم غيابه. هو أنا وأنا هو. حتى هذه اللحظة.

الجندي الفرنسي الأول يجذبها إليه.

- وأنا، ماذا أكون؟ شفتيك ربما!

يحاول تقبيلها. الجندي الثاني يأخذها بين ذراعيه.

- أنا، أنفك!

يحاول أن يعضه لها.

- هل تشمين ما أشم؟

يصرخ الضابط بجندييه:

- لا تكونا مضحكين!

الجندي لا يترك الملهمة. يحك أنفه بأنفها. يعود إلى السؤال:

- هل تشمين ما أشم؟

- أشم رائحة الحرب التي مع الأسف لا تشمها. رائحة كريهة، أسوأ من كل شيء.

يأخذ يدها، ويجبرها على لمس عضوه.

- وهذا، هل له رائحة الحرب أيضًا؟

تدفعه دفعة قوية، وتذهب للبكاء على كتف الضابط. الضابط يحذره:

- أمنعك من لمسها. هي تحت حمايتي.

الملهمة ترميه بنظرة خائفة. تهمس في أذنه:

- أحبك.

تقبله. يتراجع الجنديان إلى زاوية. تردد:

- أحبك، أحبك، أحبك، أحبك!

يهمهم:

- عيناك رائعتان! كما لو كنت أرى بهما!

- ابتداء من الآن أنت ترى بهما، ولكن كالآخر تفكر فيّ بشكل مختلف.

- لا تقولي لي إنك قد استبدلت وفيّك.

- أنا لا أبدل، أنا أختار.

- أنت اخترتني إذن.

تقبله من عنقه.

- نعم.

الملهمة تقول وتقبله مرة أخرى.

- لماذا؟

- بكل بساطة لأنني أخشاك.

تقبله مرة أخرى وأخرى.

الضابط يصيح وهو يلقي بالوثيقة:

- حبك بالنسبة لي ضماني. إنه أفضل من وثيقة استسلام.

الملهمة تقهقه. الضابط يسأل:

- لماذا تضحكين؟

- إنه ضحك الفرح!

الجندي الأول يتدخل:

- الفرح؟ لم يعد هناك فرح.

الضابط يقهقه بدوره:

- على العكس! هي كل الفرح!

ويقبلها بين نهديها. يقول الجندي الثاني:

- فرحك لا فرحنا.

عيارات نارية. الضابط لم يزل يقهقه. يلقي ساخرًا:

- الآخر، يواصل القتال ليفجر البئر.

الملهمة تقوده إلى السرير. تقول وهي تعانقه:

- البئر الآن هي شغله. تعال!

الجندي الأول يسأل الجندي الثاني:

- ونحن؟

- ونحن ماذا؟

- ماذا سنفعل؟

- ماذا سنفعل ماذا؟

- هو، وجد ملهمته، والآخر، يقاتل من أجل هدف، تدمير البئر.

- أنا، لا هدف لي، ولا ملهمة لي. تركت كل شيء هناك، في باريس.

عيارات نارية مختلطة بحشرجات الحب. الجندي الأول يوضح:

- عندما انخرطت، كان من أجل هذا، من أجل أن أجد شيئًا كهذا، ملهمة، هنا في الجزائر.

الجندي الثاني يصححه:

- تريد القول امرأة.

- شيء كهذا. ولقد قتلت من أجل هذا.

الجندي الثاني ينفجر ضاحكًا. يسأله الآخر:

- لماذا تضحك؟

- لأنك قتلت من أجل هذا. لأنك ذبحت سكان قرية بأكملها وأنت تحلم بفخذين مشرعتين. لأن "شيء كهذا" يشبه تمام الشبه طفلة مغتصبة، امرأة حبلى مبقورة البطن، امرأة تناولها من كل طرف هؤلاء الفيلقيون الشجعان الذين أنت واحد منهم تحت نظر زوجها الهالك.

الجندي الأول يأخذ الآخر من خناقه، ويشتم:

- أيها القذر!

- هيه! ماذا بك؟

- أيها القذر! أيها القذر!

ويضربه:

- لا تهزأ بي!

- أردت فقط أن أقول لك ما أفكر فيه، ما يشبه هذا "الشيء كهذا" الذي من أجله انخرطت في هذه الحرب القذرة.

- لا، أنت تكذب.

- إنها الحقيقة الخالصة.

الملهمة تبعد ما بينهما. تنظف دمهما، وتضع قبلة على خد كل واحد. الضابط يناديها. يقول لها:

- اتركيهما يتعاركان. الجندي صُنع لهذا.

لم تسمع له، فيطلق الرصاص في الهواء، ويصرخ قبل أن يخلّص الجنديين الملهمة:

- أنا وفيّك الأوحد!

الجندي الثاني يقول مشيرًا بإصبعه إلى الضابط:

- انخرطت من أجله. قتلت من أجله، لا شيء آخر.

الجندي الأول يقول:

- لا، أنت تكذب.

- إنها الحقيقة الخالصة.

- أنت تكذب، وأنا أيضًا أكذب، وكلنا. وإلا كيف باستطاعتنا أن نحتمل هذه الحرب؟

- حرب فظيعة كهذه.

- كما تقول، حرب فظيعة كهذه.

صمت. ثم:

- ولكن يجب عليّ أن أعترف أن هناك سببًا دائمًا ما يختفي خلف كل هذا، ونريد أن نحتفظ به لأنفسنا، لا غير سوى لأنفسنا.

- هذا طبيعي عندما يبحث الجميع عن الهرب من الحقيقة.

- الحقيقة أنني قتلت من أجل أمي.

- من أجل أمك؟ قتلت من أجل أمك! هي شريرة إلى هذه الدرجة؟

- لم تكن شريرة.

- هل ماتت، أمك؟

- نعم، ماتت من أجلي.

الضابط والملهمة يعملان الحب. طلقات حادة.

- انتحرت.

- انتحرت من أجلك!

- نعم، انتحرت من أجلي.

- لماذا؟

- لأنها كانت شديدة الطيبة، شديدة الرقة، مسالمة على أشد ما يكون.

- إذن بالنسبة لك، هذا البلد الهالك هو الذي دفعها إلى الانتحار، وأنت هنا للثأر من أجلها.

- الأمر أكثر تعقيدًا.

- ماذا؟

- من المستحيل شرحه.

- ومع ذلك كل شيء يشرح نفسه.

- الأمر أكثر تعقيدًا، من المستحيل شرحه، إنه الجحيم، هذا كل ما هنالك.

- هناك ملائكة سعداء في الجحيم.

- ليست هذه حالي.

- ولا أنا.

- ولا أنت؟

- ولا أنا.

- إذن قل لي، لماذا أنت هنا؟

- لأن كانت لي زوجة أب شيطانية خصتني.

الملهمة تقهقه. الجندي الأول متعجبًا:

- مخصي أنت!

الجندي الثاني يهمهم:

- مخصي أنا! خصتني عن حب، فقتلتها.

الملهمة تقهقه من جديد. الجندي الثاني يصرخ بالملهمة:

- ستغلقين فمك، وإلا! أو أقول لك اضحكي، يا ملهمة! تسلي! لديك الحق! لا تلهم حكايتي سوى القهقهة والسخرية.

الملهمة ترمي ساخرة:

- قبل قليل جعلتني أعتقد أن في سروالك الداخلي وحشًا استوائيًا ضخمًا!

الضابط يضيف:

- المخصيّ، هو جندي منهزم مسبقًا.

المعني يرد وهو ينزرع قرب الضابط:

- أستطيع أن أُثبت لك العكس.

الضابط يتهكم:

- تثبت لي العكس! وكيف ذلك؟

أجاب وهو يضغط رأس ضابطه بفوهة سلاحه:

- بنسف مخك.

الملهمة تصرخ مفرقة ما بينهما:

- توقفا! هناك علاج لهذا.

الجندي يلقي بسلاحه أرضًا، ويسقط على قدمي الملهمة:

- تقولين هناك علاج!

- أستطيع أن أبرئك.

- تستطيعين أن تبرئيني؟

- نعم. أستطيع أن أبرئك.

الجندي الأول يقترب منهما بخطوات بطيئة.

- وتستطيعين أن تبرئيني كيف؟

- تعال بين ذراعيّ.

الجندي الأول يمنع الملهمة من أن تأخذ رفيقه بين ذراعيها. يهدد:

- هو أو أنا.

الجنديان يتعاركان، الضابط يريد التدخل لكن الملهمة تمنعه. الملهمة توضح:

- ما هي سوى أفكار تتصارع، تُتَداول، تنتشر. أنا من وراء فكرة كل واحد، لكن من وراء كل واحد هناك قوة تجربته، ومن وراء تجربته هناك قوة الأشياء.

الأسلحة تصمت في الخارج. الملهمة تعود إلى عمل الحب مع الضابط عندما يدخل الوفيّ الخيمة فجأة، السلاح بيده. يأمر الضابط والجنديين بالوقوف في زاوية، ويريد أخذ الملهمة بين ذراعيه لكنها تبعده بعزم وإصرار، وتلتحق بالضابط. تقول:

- ألاحظ أنك استعدت النظر.

الوفيّ يقول مذهولاً:

- النظر والحياة. حاربت جيشًا بأكمله من أجلك، وتتركينني إليه!

- من الآن فصاعدًا أنا له. انتزعني منه إذا استطعت، إنه خصمك.

الوفيّ يقول وهو يمزق وثيقة الاستسلام:

- سأنتزع هذا أولاً، صك وقعته باسمي دون أن تطلبي مني الإذن.

الوفيّ يتابع:

- ولأنتزعك منه يجب أن أقتله.

الملهمة تقول وهي ترمي بنفسها بين ذراعي الضابط:

- لا أعتقد أنها فكرة حسنة، فعليك أن تقتلنا نحن الاثنين.

الجنديان يحيطان بالملهمة والضابط:

- أن تقتلنا نحن الأربعة.

الوفيّ يتهكم:

- آه! يا له من درس في التضامن. ولكن معي، هذا لا يمشي.

يطلق في الهواء. الشخصيات الأربع تتعانق لتشكل جسدًا واحدًا، ملتحمًا. ليفصلهم، الوفيّ يضربهما ضربات شديدة بعقب سلاحه. يجرحهم كلهم، ومع ذلك يبقون متحدين، كفكرة واحدة صعبة الفهم. الملهمة تختفي خلف الآخرين. لم نعد نرى سوى ذراع من ذراعيها ويد مفتوحة، جامدة.

 

منتصف الليل. أربع وعشرون دقة. عقرب الساعة الكبير يتقدم: منتصف الليل وثلاث دقائق. سماء فضية تغطي المعسكرين. البدر. الخيمة مضيئة. في الداخل، الشخصيات الأربع متحدة في جسد واحد. نصف الملهمة الأعلى مقلوب إلى الوراء. الوفيّ يأخذها بين ذراعيه لا لجمال الثديين وإنما لسلطة جمالهما عليه.

يقول:

- سأختطفك، سأخلّصك، سأفر معك. تدمير البئر الآن هو آخر ما يشغلني، أنت شغلي الشاغل.

يجذب الملهمة دون أن ينجح. يلح:

- ستعودين إليّ.

الوفيّ يجلس يائسًا على الأرض. يقول لنفسه:

- قبل، عندما كانت كلها لي، كانت تهدئ لي ألمي، كانت تديم متعتي، كانت تشعر بخوفي، بشجاعتي، كنا جسدًا واحدًا.

يبكي.

- قبل، كان لنا هدف مشترك نرمي إلى تحقيقه، كانت لنا الإرادة والسلطة. قبل، كنا نملك أنفسنا.

من جديد، الوفيّ يحاول جذب الملهمة من كتلة الأجساد المتحدة دون أن ينجح. يصرخ:

- لقد خنتني! أو ربما...

يلتقط الوثيقة الممزقة.

- خنت نفسي بنفسي. صك الاستسلام الموقع باسمي هذا هو كل الشرف الذي بقي لي، رمز إرادتي وسلطتي. مزقته بيدي هاتين!

ساقا الملهمة تتجاوزان كتلة الأجساد المتحدة بدورهما. الوفيّ يذهب ليأخذهما بين ذراعيه كمن يأخذ كل وجوده. يغرق وجهه بين فخذي الإلهة. يهمهم:

- لقد أضعت كل شيء، يا حبي، بحركة عمياء، حركة مجنونة! لقد أضعتك! كل شيء لخطأي!

يحاول انتزاعها عبثًا، ثم يذهب ليجلس على طرف السرير مستسلمًا. يقول لنفسه:

- لاستعادتها عليّ حذفهم، هم، وليس جنود المعسكر. في هذه اللحظة العصيبة، هذا هو سبب الفعل، فانتازيا المقاوم، الأمر الشخصي حتى اليأس.

الملهمة تأخذ الثلاثة الآخرين بين ذراعيها، تريد حمايتهم. الوفيّ يطلق النار في الهواء، ويصرخ كالمجنون:

- أنا هو وفيّك، عشيقك، دقائقك الثلاث بعد منتصف الليل! لكن الأزمان تغيرت، غدت صعبة أكثر فأكثر، إنها صعبة، صعبة جدًا!

يحاول إبعادها عنهم دون أن ينجح. يهدد:

- إذا كان الأمر كذلك، فعليك أن تموتي أنت.

الملهمة تقهقه. يهدد وهو يضع فوهة رشاشه على صدغ الملهمة:

- سأثبت لك أنني ما زلت قويًا وعازمًا. سأعد حتى ثلاثة، وسأطلق. واحد، اثنان...

الضابط يقول:

- لا، لا تطلق.

يقول الجندي الأول:

- لا تطلق عليها.

يقول الجندي الثاني:

- لا تقتلها.

الوفيّ يسحب الملهمة إليه. الضابط يهمهم:

- هي لي كل ما بقي من حروب سأربحها، هي لي أغلى من كل الأوطان.

الجندي الأول يهمهم:

- هي لي كل ما بقي من حروب سأخسرها، هي لي أغلى من كل الأمهات.

الجندي الثاني يهمهم:

- سيبدو ما سأقوله غريبًا، ومع ذلك سأقوله لكم. هي لي رجولتي الضائعة، قدرتي وخلاصي.

الوفيّ ساخرًا:

- قدرتك وخلاصك! برهن لي على ذلك!

يقول بتحدٍ:

- سأبرهن لك على ذلك.

يأخذ الملهمة بين ذراعيه. الوفيّ يطلق عليه مصيبًا إياه في ذراعه، وفي ساقه. الجندي الثاني ينهار. يصرخ ويبكي. يقول بصعوبة وهو يشير إلى دمه:

- هذا هو برهاني.

ينظر إلى الملهمة بهوى. تمزق ساريها الأزرق، وتضمد له جراحه. الوفيّ يهدد:

- برهان جبنك.

الملهمة تقول:

- هو لي أشجع منك.

الوفيّ دَهِشًا:

- أشجع مني!

- نعم، أشجع منك، وأكثر جدارة بالسلطة التي تركتك في اللحظة التي تركتني فيها.

- لم أتركك. لن أتركك. وسأبرهن لك على أن في يدي السلطة دومًا.

ينصب سلاحه في قلب الضابط. يقول الجندي الأول وهو يشم شعر الملهمة بلذة:

- اقتلني أنا أولاً.

يتابع:

- خلصني من رائحتها.

الوفيّ يسأل:

- هل هي رائحة أمك التي تشمها فيها؟

الجندي الأول كما لو كان يخاطب نفسه:

- قبل أن تنتحر أمي، نادتني. سمحت لي بالنوم إلى جانبها، لأنني كنت خائفًا، وشدتني بقوة إلى جسدها، فأحسست بلحمها. كانت رائحة لحمها كرائحة ينبوع البئر، باردة ونقية. في تلك الليلة، لم يغمض لي جفن حتى الصباح. كان هناك قمر فضي في السماء.

الضابط يقهقه:

- لماذا لا تقولها بصراحة؟ لماذا لا تقول إنك قمت بفعل ما هو مخز مع ماماك الصغيرة الغالية؟

الجندي الأول يقفز على عنق الضابط ليخنقه. الملهمة تجذبه ناحيتها بينما الوفيّ يعطيه سلاحًا ليقتل قائده. الجندي الأول يريد الضغط على الزناد ثم يتردد. الضابط ينزع السلاح من يده، ويطلق عليه. يصيبه في الذراع وفي الساق. الجندي الأول يسقط، ويمد يده إلى الملهمة التي تسارع إلى عونه.

 

منتصف الليل. أربع وعشرون دقة. عقرب الساعة الكبير يتقدم: منتصف الليل وثلاث دقائق. الوفيّ يحطم الساعة، ويسحقها بقدمه. يستيقظون كلهم. والسلاح بيده، يقوم بمحاولة ثانية ينتزع فيها الملهمة من بين ذراعي الضابط الفرنسي.

الوفي يقول للعساكر الثلاثة وهو يضغط سلاحه تحت ذقن الملهمة:

- هي رهينتي. حركة صغيرة وأضغط على الزناد.

الضابط يسأل:

- أنت الوفيّ، المخلص، باستطاعتك أن تفعل هذا؟

- ابتداء من الآن، لست سوى خائن.

الجندي الثاني يقول:

- اطلبني ما شئت، فقط حررها.

الجندي الأول:

- أنت، أيها العاجز، من الأفضل أن تخرس.

الجندي الثاني يتناول سلاحًا كان ملقيًا هناك ويصرعه. بعد ذلك يقف إلى جانب الوفيّ. يقول للوفيّ:

- سأمشي معك.

الوفيّ يقول:

- خونة كالحركية، أنا لا أريد.

ويصرعه.

الملهمة تصرخ وهي تضرب وفيّها:

- مجرم! دمويّ!

- لست مجرمًا ولا دمويًا، أنا خائن!

يفتح قبضة الملهمة، ويطلق رصاصة في كفها. تصرخ من الألم، والضابط معها الذي يريد أن يخلّصها. الوفيّ يقول للضابط بوجه محتقن:

- إذا حاولت الاقتراب منها، قتلتك في الحال.

الملهمة تسقط على الأرض، ويدها تغرق في الدم، على وشك أن يغمى عليها، لكن الوفيّ يرفعها، ويجعلها تقف. الضابط يهدد:

- حذار من ارتكاب الحماقات!

- تراجع!

يتراجع. الضابط يبتهل:

- سأفعل كل ما تشاء، ولكن لا تلحق بها الأذى.

- أفعل ما أشاء بملهمتي.

الضابط يصرخ:

- لم تعد ملهمتك.

ثم وكأنه يخاطب نفسه:

- هي لي، نعم، هذا هو، هي لي. إنها المرة الأولى منذ أن بدأت هذه الحرب الملعونة التي يكون لي شيء فيها.

طلقة أخرى تخترق كف الملهمة الثانية، فتسقط على الأرض غائبة عن الوعي تمامًا. الضابط يعوي:

- لا!

يحملها بين ذراعيه، يضعها على ركبتيه، وهو يجلس على طرف السرير، يقبل يديها المدماتين، ويبكي. الضابط يسأل باكيًا:

- لماذا فعلت هذا؟ لماذا؟

الوفي يجيب:

- لتنسحب من السهل.

الضابط يقول واقفًا:

- في الحال.

- واصطحب معك كل هذا الخراء من الخونة والمتواطئين.

- سأصطحب معي كل هذا الخراء من الخونة والمتواطئين.

- ودون إرجاء.

- ودون إرجاء.

- تنفيذ!

- لكني سأعود من أجلها.

- سأتركها لك كما لو كانت كلبة أو حذاء.

الضابط يمدد الملهمة على السرير، وبعد ذلك يتجه إلى باب الخيمة، ثم يستدير:

- اعتن بها، فهي تنزف.

الوفيّ يأمر:

- لا وقت لديك، أسرع!

الضابط يسارع إلى مغادرة الخيمة التي تسقط في صمت مطبق. الوفي يعوي فجأة كالمجنون. يأخذ الملهمة بين ذراعيه ويبكي. يقبل يديها الغارقتين في الدم ويبتهل إليها لتستيقظ. يخرج مسدسه من القِراب، ويطلق النار في كفه. يصرخ من الألم هذه المرة، ثم يفقد رشده على صدر الملهمة.

 

الملهمة تداعب بيدها المضمدة شعر الوفيّ الغافي. يستيقظ، ويريد تقبيلها، لكنها تمتنع عنه. يسمعان المعسكر الفرنسي، وهو يخلي السهل. الوفيّ يقول:

- ها هم ينسحبون.

الملهمة تقول:

- نعم، ها هم يخلون السهل. والبئر؟

- لا أهمية للبئر بعد. كل شيء قد تغير.

- نعم، كل شيء قد تغير.

- ربحت المعركة بفضلك.

- والحرب؟ من سيربحها؟

- سأربح الحرب بفضلك.

- هذا ما سنرى.

وتنهض. يسأل الوفي:

- إلى أين أنت ذاهبة؟

- أنا خارجة.

- هل استعدت قواك؟

- نعم.

الوفيّ يجاهد القيام:

- لم أستعد قواي.

- استعدت قواي، استعدت حريتي.

الملهمة تخرج كشلال الضوء. في الخارج، تقف في ضوء القمر. ترفع يدها نحو الكوكب المحتفل، وتصرخ:

- أنا حرة!

الوفيّ يلتحق بها. ينظر إلى السهل. المعسكر الفرنسي قد اختفى. الملهمة تصرخ من جديد:

- أنا حرة!

تقهقه. الوفيّ يقول:

- غير صحيح. أنت رهينتي. أنت ملكي.

الملهمة تقول وهي تدور من حوله:

- أنا لست ملك أحد. لست ملكك، ولست ملكه. أضعتماني أنتما الاثنان، هو بإخلاء السهل، وأنت بعدولك عن تدمير البئر.

تقهقه من جديد، وتهرب بأقصى سرعة للالتحاق بالمعسكر الآخر، المعسكر الجزائري. الملهمة تصرخ من فوق:

- أنا حرة!

الوفيّ يصرخ من تحت:

- سأمسك بك، وسأعيدك إليّ.

- عندما تموت، سأعود إليك كدودة من دود الأرض، لأقرض لك اللحم بدل الروح.

تضحك للمرة الأخيرة قبل الدخول في المعسكر الجزائري. الوفيّ يلقي نظرة نحو المرتفعات. يذهب إلى صخرة، ويقعد عليها بانتظار عودة الضابط الفرنسي. يربط يده بمنديل، وينظر إلى المرتفعات، ثم إلى القمر الذي ينحرف، والذي يغيب. تشرق الشمس. الضابط الفرنسي ينبثق من دم الشروق. يصعد السفح بصعوبة متجهًا نحو الوفيّ، ويصل إلى الصخرة التي يجلس عليها. الملهمة ليست هنا. العالم يسقط في الصمت. الضابط الفرنسي يدخل في الخيمة باحثًا عنها. الجنديان تغطيهما الديدان. الديدان تقرض لحمهما. الضابط مرتعب. يترك الخيمة بسرعة، ويقترب بخطوات سريعة من الوفيّ. يبقى هناك بانتظار أن يشرح له.

يقول الوفيّ:

- انتقلَتْ إلى المعسكر الآخر. أضعناها نحن الاثنان.

- أنت أضعتها، وليس أنا.

يعجل الصعود باتجاه المعسكر الجزائري. الوفيّ يتبعه، ويتجاوزه. يتوقف على باب المعسكر. الضابط الفرنسي يلحق به. جنديان جزائريان هناك، ينظران إليهما دون أن يتحركا. يقول الجندي الأول للوفيّ مشيرًا إلى الضابط الفرنسي:

- لقد أخطأ العنوان!

- يريد ملهمته.

- أريد امرأتي.

يسأل الجندي الثاني:

- امرأته تلك التي...

الوفيّ يجيب:

- هذا ما يقوله.

- أليست امرأتك؟

- لا تطرح أسئلة كثيرة.

الجندي الأول يقول للوفيّ وللضابط الفرنسي:

- اذهبا لرؤية ضابطنا.

الجنديان يرافقانهما حتى مدخل خيمة أشبه بخيمة السفح. سيارات عسكرية وأسلحة ثقيلة في كل مكان. الجندي الأول يدخل الخيمة وحده. لا يتأخر عن الرجوع، ويُدخل الرجال الثلاثة. ما أن تراهم، الملهمة تقبل الضابط الجزائري، وعيناها مفتوحتان. الضابط الفرنسي يقفز على عنق غريمه ليخنقه. الجنديان الجزائريان يدافعان عنه بينما الملهمة تقهقه.

يسأل الضابط الجزائري وهو يسعل:

- ماذا جرى لك؟ انتهت الثورة وكذلك الحرب.

الضابط الفرنسي يسأل غير مصدق:

- انتهت الثورة؟

- كما أقول لك.

- إذا انتهت الثورة، فهذا أمركم. لكن الحرب لم تنته بعد، وللعسكري الذي هو أنا، إنها حربي، حقي المطلق! وهذه المرأة، هي امرأتي! هي لي!

يسحبها من ذراعها.

يقول الضابط الجزائري ساحبًا إياها من الذراع الأخرى:

- لا، هي لي!

يقول الوفي لنفسه:

- ماذا أنتظر؟ يجب أن أتصرف، وإلا أضعتها إلى الأبد.

يأخذها بين ذراعيه. يصرخ:

- هي لي! ليست لأحد آخر سواي.

الضابط الجزائري يصرخ:

- يا جنود، اقضوا لي على هذا الوبش، وأعيدوا لي امرأتي!

الجنديان لا يتحركان.

- يا جنود، ماذا تنتظرون؟ الثورة انتهت، وهذه المرأة لي.

يرد الجندي الأول:

- انتهت الثورة، هذا ما تقوله أنت. أما هذه المرأة التي ليست كغيرها، من الممكن أن تكون لأي واحد فينا. ثورة أم لا، حرب أم لا، لا شيء أكيد. من الممكن أن تكون لي.

الجندي الثاني يحكي:

- عندما انخرطت في الثورة، لم أكن أعرف لماذا. الآن أعرف. لها. هذه المرأة لي.

يجذبها بين ذراعيه، والملهمة تقهقه. الوفيّ يحاول فهم هذه الحالة الجديدة. يقول:

- الثورة لم تنته بعد، والحرب كذلك. فقط نحن ندخل في مرحلة خاصة، وتتوقف إرادة العيش أو الموت لدينا على هذه المخلوقة.

يشير إلى الملهمة التي تدور حولهم. يتابع:

- سموها ملهمة أو زوجة كما شئتم. معها، لم نعد مُرجأين ولا أنداد، نحن أرقاء إلى الأبد.

ومن جديد، الملهمة تقهقه.

- يكفي أن نسمعها تضحك منا لنتأكد من أننا وقعنا تحت نيرها.

صمت، ثم الضابط الجزائري يحكي:

- لقد باعوني الثورة في سوق الصدفة، لأنني كنت أعرف فبركة القنابل. بعد ذلك، بفضل الصدفة دومًا، وجدتني أقود هذه الثورة الملعونة التي من أحلى أفكارها إخضاع الآخرين. وتأتي لتقول لي إننا نخضع لهذه المرأة التي أستطيع قتلها في الحال...

يلوح بمسدسه.

- ... ودون أي ندم.

الملهمة تضحك. يتابع:

- ولكن لديك الحق، أنا لا أستطيع فعل ذلك، فهي كل ما تركته الثورة لي من ورائها.

يصرخ الجندي الأول بضابطه:

- لم تنته الثورة بعد! هل تريدني أن أبرهن لك على ذلك؟

الملهمة تقبل الضابط الفرنسي لتثير غيرة الآخرين. الضابط الجزائري يصرخ:

- انتهت، كل شيء انتهى، نحن كلنا انتهينا! لم يعد هناك مكان للصدفة! انتهت الثورة بالفعل!

الجندي الأول يهمهم:

- هُراء!

يتقدم، ويفتح موساه.

- الثورة هنا دومًا!

فجأة، يبعد الضابط الفرنسي عن الملهمة، ويقطع له عنقه. الملهمة تطلق في الحال صرخة مختنقة، وتجمد. الجندي يمسح موساه بسترة الضابط الذبيح. يرمي الجثة على الأرض، ثم يضع أداته القاتلة في جيبه. يبدو عليهم الرزوح كلهم، وعلى الملهمة الضراوة. ظل الملهمة يجتاحهم جميعًا، ظل شيطاني، عندما تنفجر بغتة بالضحك. الجندي القاتل ينهار. ينوح:

- لم تنته الثورة، لم تزل هنا. هذا هو البرهان!

يشير بإصبعه إلى دم الضابط الفرنسي. الملهمة تكتب ثورة بحروف الدم. الوفيّ يدفع الملهمة بعيدًا عن الجثة، ويلقي عليها غطاء.

يعترف القاتل كما لو كان يخاطب نفسه:

- أجبروني على الصعود إلى الجبل. عذبوا أخي لأنه قال لهم لا، ثم ذبحوه. لم أكن أعتقد أن الأمر بمثل هذه السهولة.

يبتسم، ويواصل جهم السحنة:

- أخي الصغير المسكين! دومًا ما كنت أغير منه! كان المفضل عند أمي. لم أزل أغير منه. ذُبح، هو! لهذا أُعيد هذا الفعل الشنيع دون توقف، لهذا أريد أن تستمر الثورة.

ينفجر باكيًا. الملهمة تأخذه بين ذراعيها، متحدية الجندي الآخر بنظرتها. يبعدها هذا بعنف، فتضربه، وتجعله يصرخ من الألم. يصرخ بالأول مهددًا بسلاحه:

- أيها القذر! الثورة هي أجمل شيء في العالم! انخرطت فيها بمحض إرادتي.

يتوسل الآخر:

- لا تطلق! أحب الثورة، جلالة الثورة!

يقول للملهمة ذات العقود الصحراوية:

- هي مليكتي مثلما أنت ملهمتي! أحبها بقدر حبي لك!

الملهمة توافق بهزة من رأسها. تخلع عقودها واحدًا واحدًا، وتكشف عن صدرها. الجندي الأول يبدو مسحورًا بجمالها.

الجندي الثاني يصرخ:

- دموي مثلك لا مكان له في الثورة!

يطلق عليه. الجندي الأول يسقط، وعلى شفتيه ابتسامة مسحورة. الملهمة تأخذه بين ذراعيها، وتطبع شفتيها على شفتيه. تعضه بعد ذلك حتى يسيل دمه. الجندي الثاني يصعقه الذهول. يأمره الضابط:

- اترك سلاحك! أوقفك باسم الثورة!

يصرخ وهو يتكور على نفسه في زاوية:

- لا!

الوفيّ يدفع الملهمة بعيدًا عن الجثة، ويغطيها. تقفز الملهمة عليه، وتهاجمه بمخالبها. الجندي الثاني يترك نفسه يزلق حتى الأرض. يشد سلاحه إليه كما لو كان امرأة. يهمهم:

- إنه كل الحلم الذي بقي لي، لا تنزعه مني، وإلا لن يبقى لي سوى الموت.

يتوجه إلى رئيسه:

- نعم، سأنتحر.

صمت، ثم:

- عندما كنت صغيرًا، كانت أمي تقول لي: "في أحد الأيام، عندما تصبح كبيرًا، ستتزوج من فرنسية فائقة الجمال." هذا لأنني كنت جميلاً جدًا. لكنها لم تكن تعلم أنني سأتزوج من الثورة، أن كل الجزائر ستكون لي، أن كل نساء العالم سيقعن بين ذراعيّ.

الملهمة تذهب إليه، وتزلق بين ذراعيه. يعانقها معًا وسلاحه. تحاول أخذه منه. يدفعها بعنف، ويضع فوهته تحت ذقنه.

- إذا حاول أحدكم انتزاع سلاحي مني، فجرت مخي.

يهدد الضابط:

- على أي حال، أنت رجل ميت. هل نسيت جريمتك؟ أنت جندي ميت!

يتقدم منه، وهو يبدي حركات مهددة بيده:

- أصادره لك، هذا السلاح الملعون.

لكنه يتوقف في منتصف الطريق. الملهمة تدفعه إلى الأمام. يضغط الجندي الضائع على الزناد، ويتهاوى، والسلاح مشدود دومًا في يده. الملهمة تحاول أخذه منه دون أن تنجح.

الضابط يعترف للوفيّ:

- لقد بدأ كل شيء مع هذه الملهمة اللاوفية. كنت أريد استعادتها بأي ثمن، وجيش التحرير يريد التخلص منكم، أنتم الرفاق، فكلفتكم بتدمير البئر. لم تكن البئر سوى ذريعة. جعلتكم تعتقدون أن مستقبل الثورة يتوقف على هذا الفعل. كان الحل المشرف الوحيد لكم. لم يكن ماء البئر شرطًا لازمًا للفرنسيين، فقد كان بإمكانهم التزود بالماء من القرية المجاورة.

الملهمة تغفو بين ذراعي الجندي، ويدها على السلاح. يتابع الضابط الجزائري:

- تمامًا مثلنا.

يقول الوفيّ كمن يخاطب نفسه:

- كل الرفاق ماتوا، كل الرفاق إذن اغتيلوا من طرف جيش التحرير الخراء!

- لم أفعل سوى تنفيذ أمر الثورة.

- أمر قفاي، تريد القول!

- لم أفعل سوى الإذعان.

- دافعًا إلى قتلنا.

يهتاج:

- كان أمر قيادة الثورة، يا قحبة الخراء!

ويذهب ليريح نفسه بين ذراعي الملهمة. يهمهم:

- الآن وقد انتهت ثورتي، سأبحث عن النوم بين ذراعي ملهمتي اللاوفية. هذا كل ما تبقى لي من حرب العصابات، وهذه المرة لا شيء يمت الصلة بالصدفة. أن أرتاح، نعم، اليوم... غدًا، سنرى.

الوفي يهدد:

- لن تظفر أبدًا بالراحة. لن تتركك أرواح رفاقي أبدًا مطمئنًا.

الملهمة تتنزه بشفتيها على وجه الضابط.

- بلى، طالما بقيت تحت نيرها.

- إذن سيكون عليك ارتكاب جرائم أخرى.

- سأفعل، نعم، بكل سرور.

- باسم من؟

- باسم الثورة طبعًا.

- لكن الثورة انتهت بالنسبة لك.

- ومع ذلك سيكون ذلك باسم الثورة.

- ما أنت سوى وحش!

الضابط يصرخ فجأة، فالملهمة قد عضته من شفته. ثم يسأل:

- الآن فقط تعرف هذا؟

- لم أكن أثق بك، غير أنني كنت مستعدًا للموت من أجل الثورة.

تعود إلى عض شفة الضابط الذي يصرخ من جديد. ثم:

- من أجل الثورة أم من أجل الملهمة؟

ويتدحرج مع الملهمة على الأرض وهما يضحكان.

- من أجل الثورة.

- الثورة هي نحن.

- ما أنتم سوى وحوش.

ويعزم على قتلهما.

في اللحظة التي يريد فيها الضغط على الزناد، يجمد الوفيّ، لأن جندي ثالث يدخل. يتوجه إلى الضابط:

- منذ عرف القرويون أنك لم تعد تقوم بالثورة، يرفضون تزويد معسكرنا بما يحتاجه من ماء.

الضابط ينهض، ويقبض على سلاحه. يهتف:

- لنعد إلى القتال. واجبنا الثوري يأمرنا بذبحهم جميعًا.

يهتف الجندي مع غمزة عاشقة للملهمة:

- بأمرك، أيها القائمقام!

الملهمة تلقي عليه نظرة عاشقة أيضًا. يهتف الوفيّ ساخرًا:

- قم بواجبك، أيها القائمقام!

- نعم، واجبي.

الملهمة تقترب من الجندي بشفتيها.

- واجب قائمقام الله!

الضابط يجذب الملهمة التي بدأت بالتهام وجه الجندي. يسأل الوفيّ:

- أتظن نفسك ملكًا ساحرًا في الوقت الحاضر؟

الضابط يهتف قبل مغادرة الخيمة متبوعًا بكل الآخرين وبعد ذلك بكل فرقته:

- وسأصنع المعجزات!

السيارات العسكرية والأسلحة الثقيلة تغادر المعسكر. الضابط في سيارة مصفحة. إلى جانبه الملهمة والوفيّ. جيش التحرير يحاصر القرية. الأسلحة الثقيلة تنتصب. الملهمة تذهب لتقف على صخرة عالية. تسيطر على كل شيء. الوفيّ يبحث عنها بعينيه. ترفع يدها ببطء، ببطء شديد، وتشير بإصبعها إلى القرية.

الضابط يقول للوفيّ:

- انظر إليها! تلهمني كل ويلات الحروب الظلامية!

بحركة عصبية، يأمر بالقصف. المدافع والبنادق تزأر. القرية تدك. القرويون يبادون. الملهمة والوفيّ يدمران نفسيهما: يقومان بفعل الحب كما كانا يقومان بفعل الحرب. خلال حربه معها، يعود الوفيّ إلى فقدان بصره بالتدريج. قذيفة تُسقط الصخرة على الملهمة، فتموت في الحال.

الوفيّ يخلّص الملهمة من تحت الحجارة. يحاول حملها، ثم يجرها من قدميها إلى البئر. يائسًا ولكن عازمًا، يواصل جرها كما يقدر عليه، يدفعها من فوق صخرة، يسحبها من قدميها أو من يديها حتى البئر بينما رأسها ينط كالكرة. يرميها في البئر. شعاع آت من قعر البئر يعميه تمامًا. الملهمة تطفو على سطح الماء، يجرفها التيار. تخترق عالم البئر العجيب. الوفيّ أعمى يتجه نحو الصحراء تاركًا القرية من ورائه مخربة تمامًا. يقطع الصحراء بحالة من الهذيان والضياع.

نهار وليل يتعاقبان.

عند وصوله إلى واحة، الوفيّ يلقي بنفسه في الماء الذي منه تنبثق الملهمة. لحظة لقاء ورقة. ثم كلاهما يأخذ طريق الصحراء. تقوده على طريق الموت.

نهار وليل يتعاقبان.

في فضاء الحرية المطلقة الذي هو الصحراء، يتوقف الزمن: النهار والليل ما هما سوى شيء واحد. عقرب الساعة الكبير يتقدم: منتصف الليل دومًا.

لم يعد تغيير هناك، لم يعد إرجاء هناك.

كيف يرجأ الموت؟

الملهمة والوفيّ ينتحران.

 

 

* من "الأعشاش المهدومة" المجموعة القصصية الأولى لأفنان القاسم 1972 بمناسبة نشره للأعمال الكاملة.

 

 

 

 

 

Read more…

منح جائزة نوبل للسلام لليمنية توكل كرمان


October 07 2011 08:38

00009578.jpg

قررت لجنة نوبل في النرويج منح جائزة نوبل للسلام 2011 لثلاث نساء، هن الرئيسة الليبيرية إيلين جونسون سيرليف وداعية السلام الليبيرية ليما غبوي والكاتبة والصحافية والناشطة اليمنية توكّل كرمان التي أصبحت أول عربية تفوز بهذه الجائزة.وأصدرت لجنة "نوبل" بياناً الجمعة أعلنت فيه عن تقاسم 3 نساء هن الليبيريتان إيلين جونسون سيرليف وليما غبوي واليمنية توكّل كرمان جائزة نوبل للسلام تكريماً لهن على "نضالهن السلمي لسلامة النساء وحق المرأة في المشاركة بعمل بناء السلام".وأضاف البيان انه "لا يمكن تحقيق الديمقراطية والسلام الدائم في العالم ما لم تحصل النساء على الفرص عينها التي يحصل عليها الرجال في التأثير على التطورات في مختلف مستويات المجتمع".يشار إلى ان سيرليف هي أول رئيسة تنتخب ديمقراطياً في إفريقيا، ومنذ وصولها إلى الرئاسة في العام 2006 ساهمت في إحلال السلام في ليبيريا والترويج للتطور الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز وضع النساء

أما غبوي فقد عبأت ونظمت النساء لإنهاء الحرب الأهلية الطويلة في ليبيريا وضمان مشاركة المرأة في الانتخابات، وهي تعمل على تعزيز تأثير النساء في غرب إفريقيا خلال وبعد الحرب.أما اليمنية كرمان فهي ناشطة حقوقية بارزة في الحركة الاحتجاجية اليمنية، وقد لعبت دوراً رائداً في النضال من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية والسلام في اليمن.يذكر ان كرمان هي أول امرأة عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام

وكان الناشط في مجال حقوق الإنسان الصيني ليو شياوبو فاز بجائزة نوبل للسلام 2010 تكريماً له على "نضاله الطويل وغير العنيف في مجال حقوق الإنسان الرئيسية في الصين".يذكر ان جائزة نوبل للسلام هي إحدى جوائز نوبل الخمس التي أوصى بها ألفرد نوبل، وقد منحت في المرة الأولى في العام 1901، وتقدر قيمتها بعشرة ملايين كرونة سويدية أي ما يعادل 1.5 مليون دولار

Read more…
عجائب العبادات السبع العصرية (1) المنزل في منزله تُمارس الطقوس الدينية على أصولها سرا وعلنا ومن قرب ومن بعد ومن كل المحاور .أما أنا فكنت متعبدا بريئا أعشق الإله بمحبة وضمير مرهفين وعندما دخلت عقر منزله استنفر الشاويش الإمام القصير المعبئ كل قواه السحرية فرفسني في البطن رفستين، .فرددت عليه قائلا : ألا تخشى الله ملك الأرض والسماء والنار والجنتين .فقال : ما نحن إلا معذِّبون ومجرمون نقتل الفرحة في عيون الآباء والأمهات . فقلت له: إني أريد أطفالا يلعبون ويضحكون . فاستكبر وطعنني طعنتين فصرخت المرة تلو المرتين محاولا الوقوف على قدميّ المنهكتين، عندئذ سقطت على الأرض ثانية متألما كالحسنين .معلنا لا طغاة بعد اليوم أو اليومين وفي الليل هددني بشرخ الصدر، .فأجبته إني معجب بشرح الصدر فنطق وتلا من أسفاره: سنشرخ لك صدرك، وسنكسر لك عظام ظهرك، وسننزلك تنزيلا، ثم سنبصق عليك بصقا، لنسقط قدرك، ونحطم أمرك، ثم سنهزك هزا، !فإما أن تعصينا أو تطيعا فان أطعتنا فستسكن في وادي الملك وستصبح حاكما وخليلا، . وان عصيتنا فستسبح طويلا .هذا شأني. أطعم من أشاء وأحرم من أشاء .أذل العزيز وأرفع الذليل بعدها آمر أن يتاجر بأهله وضميره، ورفاق عمره، .وحتى الخليل ابن الوفيّ الجليلا. فسبحانك ربي أنت العليّ بكرة وأصيلا عجائب العبادات السبع العصرية (2) البيت بعدها قررت زيارة مولانا في بيته فرأيته يصول ويجول في شوارع المدينة وحاراتها العتيقة بخيله المصنوع من الحديد والخشب المستورد من جزيرة أبي لهب ليضيف للأرض تلوثا وقيحا وصديدا، بعدها يعود إلى بيته ليوازن روحه وفكره وجسده، وليفكر كذلك في الكون والبشرية على أنغام الأطرش وعبد الوهاب والعندليب الذهبية .ثم يزداد خشوعه عند مشاهدة فلم لراقصة حلوة كالكاريوكا أو مغريات الشاشة العربية .ثم يزداد نشوة وعزة بأحداث تلك الحقبة الدراماتيكية .حينها يتلو من أسفاره قائلا : أنا مولاكم الجديد . أنا من قبائل عيديد .أنا القادم لكم من العيد للعيد مرتديا الحلي والأساور والثوب الجديد أطبخ الطبخة واسمي باسم الطاغية المجرم العنيد .ثم أضيف للطبخة القديد لتناسب جاري الجديد ولكي يأتي باللحم والمكبوس والحنيد :ثم يتناول وجبته مع ضيوفه وبعدها يشكر ربه قائلا يا رب ارزقني بأميرة خصرها نحيل ومخضبة ولها سيقان كالنعامة وتمتلك النوق .والبعران استجاب الله عز وجل لطلبه فرزقه بالأبناء ووهبه المال، والفرس الحديدي والنمر أُعجب بحظه إلا بالنمر فقد ظل يصارعه حتى تنمر .ثم تذمر ثم استغفر ربه فهلل وكبر ثم تدبر عجائب العبادات السبع العصرية (3) البقالة وأثناء عودتي من زيارة مولانا في طريقي إلى البيت مررت بالبقالة فرأيت مولانا الآخر عائدا من المسلخ أينما تُذبح الخرفان والنوق والجواميس وفي بقالتة يبيع لنا اللحم الضاني ليهز عظامنا والأسنان ثم يتهجد قائلا: .آه من كياني القحطاني والعدناني فأنا ألوذ بالصمت لكي أصون لساني .لكني أنشد أحيانا عاشت بلدي حرة بكل حرقة وتفاني .أنظروا فهناك في مبخرتي وفي الرفوف عود وعطور وبخور .ورثت تجارتها من الأجداد مجلوبة هي من السند والهند على ظهر القعود .هكذا شدا مفتخرا في الوادي .فسمعه الهوادي فرددوا بعده ثم سألوه قائلين: متى ستفتح الدكان يا خالنا وجارنا نعمان؟ ومتى سنستنشق البخور الذي يدير العقول، ويجعلنا طول الليل نصول ونجول كالعبد المسحور، .نراقص الخلان، ونسعد الزعلان، ونعبد الرحمان لكنه لم يرد بل واصل إعطاء الوصفة تلو الأخرى فحدث عن: فائدة أكل الخبز والعسل في إزالة رائحة الثوم والبصل ثم أفتى فتوى .عن الكسل. حينها كُسفت الشمس وخُسف القمر ثم أتى الزبائن فتحدثوا. فبحديثهم وعدوا، . وبوعودهم خلفوا، فلمع حينها البرق ولم يأت المطر . ثم استدانوا واستلفوا فلم يقولوا شكرا يا للأسف .لكنهم قصفوا بمدافعهم وهربوا ثم عجنوا فوق عجنتهم الأولى وخبزوا فاختلفوا ثم مالوا وانحرفوا عجائب العبادات السبع العصرية (4) الدار الإسطبل وفي المساء قررت الذهاب إلى الدار الإسطبل لبنت جحش للتعبد والتأمل فدخلته في أمان وسلام رأيت هناك المخبر السري تارة يجلسُ وتارة يقفُ . هناك المخبر السري تارة يجلسُ وتارة يقفُ .فهناك في الإسطبل تصاغ التقارير وتدار العراقيل والمصائب والمتاعب عبّ المخبر روائح تبغه التي نسجها في داخله وفي طقوسه الدينية ثم طردها باستهزاء واشمئزاز كما تطرد الأجيال الجديدة من .بلداننا الشرق أوسطية .ثم سبح بعدها موهما نفسه بأنه حرر كل بلاد الشرق والغرب العربية ثم صرخ مناديا: عاشت القدس حرة عربية! .شعر بعدها بالعناء والتعب فاسترخى بجوار صوت اسطوانته المصنوعة في البصرة أو الجولان العربية .ثم نام وأبقى صوت مذياعه وشخيره ليزعج كل أطفال ونساء البشرية عجائب العبادات السبع العصرية (5) الدير وبعد مرور زمن ليس بقصير قررت زيارة أبينا حبيب في ديره ومأواه ومثواه الأخير فإذا به يسبح وينظر عاليا إلى السماء ويتلو: .أنا أبوكم الحبيب .آكل التمر والخيار والزبيب .سأقص عليكم قصة يوسف وإخوانه والذئب فاستمع القوم لقداسته: عندما كان بصري قويا كالحديد، .كان لي أخ يدعى وديع يقتل الأفعى ويشدو كالعندليب لكنه كان يحزن عندما يعود إلى المنزل في المساء، لأن أطفال جيرانه يبكون من الجوع ويشكون من نقص الحليب. فقرر بعدها أن يهاجر، :فهاجر وطاف وتعبد ثم سعى ودعا فأرسل المال والدواء، ثم هوى وشدا مغنيا أيها الليل الداكن كم ستطول في قرانا ومدننا والحقول! بعيد هناك أرى النجوم فوق سماء القدس الحزين هناك بجوار الأقصى توجد كنيسة مريم العذراء والحائط الحزين هناك أطفال إرادتهم وبأسهم من حديد من صفاء وقدرة المجيد، تؤمن بان لها حقا أصلب من كل المعادن فليفهم المستعمر وليوقف طبول حروبه التي طالت سنين والتي أدمت القلب واقتلعت أشجار التين والزيتون من .مزارعنا وحتى الحنين إلى أنبياء العالمين .أما آن لتلكم الأطفال أن تعيش وتنام بسلام وأمان .هلل القوم بعد أبينا حبيب قائلين: أطال الله بعمرك المديد :ثم دعوه إلى حفلة أنشد فيها وديعنا الصافي الحزين .قائلا يا جار يا جار. علق مفتاحك... واحمل عكازك... واخبط على الأرض... قبل ما تنهار .فرددوا بعده منشدين: أنهار عسلية لا بصلية فأسدلت ستارة المسرح فوق الصرصار. .فظهر الفأر وحيدا. ثم سقط المفتاح .. عجائب العبادات السبع العصرية (6) النهر لم يكن بوسعي حينها غير الذهاب إلى النهر وعلى ضفته وقفت متأملا في شئون الكون لكن سمكة نهر النيل حيرتني وبجواره .دوختني ثم ألبستني سروال سعد وبعدها قصقصتني .ثم سردت لي قصة شعب أرهقه الفأس حتى صدعتني ووعدتني برحلة خرافية على طائر مكسو بالحرائر والضفائر حتى جعلتني أرقص من الفرح وأغني ثم انتزعت الروح مني وأعادتني. .هنالك يا نيل لي صحبة ورفاق درب من شاعر وعالم كالفرزدق وجرير وابن سيناء والمتنبي .يا نيل عشقت هواك العليل ونسمات ضواحيك حتى الطيور غارت من وجودي فأزعجتني برقصها حتى أفزعتني .يا نيل بمائك وصفاك ستظل روحا ودما تهز مشاعري وكياني .في ظلك تنام آلاف العشائر . وفي هوائك العليل تستنشق العطر وترتدي الحرائر والخمائل .يا نيل أنت الوفاء والعطاء المدغدغ لمشاعر الفقراء المعذبين من الحر الشديد والجوع القاتل .يا نيل أسبغ علينا من سنابلك والجدائل عجائب العبادات السبع العصرية (7) القصر وأثناء عودتي من ضفاف النيل حدثتني النحل والقمل والبشر عن هروب الديك من حظيرة البقر للقصر قائلة: إنه أمسك بالأميرة من الخصر ثم قبلها ومد يده إلى كتفها والشعر وبعدها همس في أذنها مخبرا إياها عن الوصايا العشر وما فعل بها الدهر ثم راح ينادي سكان القصر ومَنْ على القبر لينهضوا ويعبدوا الله بحق في السر والجهر .فرددوا بعده: جهرا جهرا ضد الظلم والقهر . جهرا جهرا زاد الصبر . جهرا جهرا لا للفقر كان الوقت قبل الظهيرة حين تقدم الديك المسيرة ليسحق الرذيلة ولتنعم الناس بأكل الزاد وليسود السلام والخير والفضيلة .أتى المغرب وإذا بدجاج القصر والثعالب تنقر وتخدش في جسد وروح الديك .خرج الديك بعدها من القصر مبشرا بعذاب ما قبل الآخرة والقبر :تعالت الأصوات ورددت الهتافات مرة تلو المرة قائلة .جهرا جهرا ضد الظلم والقهر . جهرا جهرا زاد الصبر .لا لعبودية الماضي والحاضر .نعم للعصر .نعم لحقول خضراء نأكل من سنابلها الخبز ومن ثمارها التمر .نعم لأنهار وسدود نستقي منها لتروي عطشنا وعشقنا مدى الدهر . فلْيَزُلِ الفقرُ والظلمُ والقهر
Read more…

9270296093?profile=original
أنا السببْ

في كل ما جرى لكم
يا أيها العربْ
سلبتُكم أنهارَكم
والتينَ والزيتونَ والعنبْ
أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم
وعِرضَكم ، وكلَّ غالٍ عندكم
أنا الذي طردتُكم
من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ
والقدسُ ، في ضياعها ،
كنتُ أنا السببْ


نعم أنا.. أنا السببْ
أنا الذي لمَّا أتيتُ : المسجدُ الأقصى ذهبْ
أنا الذي أمرتُ جيشي ، في الحروب كلها
بالانسحاب فانسحبْ
أنا الذي هزمتُكم
أنا الذي شردتُكم
وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ
أنا الذي كنتُ أقول للذي
يفتح منكم فمَهُ
Shut up
**
* نعم أنا.. أنا السببْ.
في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ.
وكلُّ من قال لكم ، غير الذي أقولهُ
فقد كَذبْ
فمن لأرضكم سلبْ..؟
ومن لمالكم نَهبْ.؟
ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ..؟
أقولها
صريحةً
بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ
وقلةٍ في الذوق والأدبْ
أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ
ولا أخاف أحداً
ألستُ رغم أنفكم
أنا الزعيمُ المنتخَبْ..!؟
لم ينتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ منكم
في ذات يوم ، طلباً
هل يستطيعٌ واحدٌ منكم
أن يرفض لي الطلبْ..؟
أشنقهُ
أقتلهُ
أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ
فلتقبلوني ، هكذا كما أنا
أو فاشربوا
"من بحر العرب"
ما دام لم يعجبْكم العجبْ
ولا الصيامُ في رجبْ
فلتغضبوا إذا استطعتم
بعدما قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ
وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ
وبعدما أقنعتكم
أن المظاهراتِ فوضى ليس إلا وشَغَبْ
وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ
وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ
وبعدما أرهقتُكم
وبعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ
***
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ
نعم أنا.. أنا السببْ
في كل ما جرى لكم
فلتشتموني في الفضائياتِ
إن أردتم والخطبْ
وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا
' تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ '
قولوا بأني خائنٌ لكم
وكلبٌ وابن كلبْ
ماذا يضيرني أنا ؟!
ما دام كل واحدٍ في بيتهِ
يريد أن يسقطني بصوتهِ
وبالضجيج والصَخب
أنا هنا ، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها
وأحملُ الرتبْ.
أُطِلُّ ، كالثعبان ، من جحري عليكم فإذا
ما غاب رأسي لحظةً ، ظلَّ الذَنَبْ.!
هل عرفتم من أنا ؟؟؟؟
أنا رئيس دولة من دول العرب
Read more…
عبدالعزيز المقالح و الطفل الشهيد أنس ذو العشره أشهر
عبدالعزيز المقالح و الفطل الشهيد أنس ذو العشره أشهر - عبدالعزيز المقالح: ذهبت مثلما أتيت ملعون المساء والنهار .. يا قاتل الأطفال يا مهدم الحياة والديار

*يمن برس - متابعات

ذهبت مثلما أتيت ملعون المساء والنهار...
أيامك الطوال عار..
وعهدك القصير عار..
أكبر منك نملة..
أشهر منك ريشة على جدار..
يا أمسنا الذبيح..
يا فأرنا القبيح..
يا قاتل الأطفال يا مهدم الحياة والديار..
ظننت أنك الإله .. أننا العبيد..
تفعل ما تريد..

تعبث في مصائر العباد..
فخانك الظن وخانك الرشاد..
أصبحت كومة من الرماد..
تنام في انفراد..
تصحو على انفراد..
تسألك الريح ، يسألك الجماد..
ماذا صنعت قل ..
ماذا صنعت للبلاد؟,,
ماذا تركت من ذكرى على ضميرها ومن أمجاد؟..
لا شيء يا صغير..
لا شيء غير لعبة المزاد..
رفاقك القرًاد والقوًاد..
وعاصف الفساد..
ماذا تركت للذين يقرأون؟..
ماذا سيكتب الأطفال عنك حين يكبرون؟..
سيكتبون .. مر من هنا منتفخا..
فأر صغير يرتدي ثوب مغامر جلاد..

شعر:
د.عبدالعزيز المقالح



اقرأ المزيد: عبدالعزيز المقالح: ذهبت مثلما أتيت ملعون المساء والنهار .. يا قاتل الأطفال يا مهدم الحياة والديار - يمن برس http://www.yemen-press.com/news3209.html#ixzz1YrsXjPnY
Read more…

Freedom, with power for change

Freedom, with power for change

See what Freedom means

being in the presence of boundless curiosity,

to witness our spiritual intimidate

within that life offers us.

I believe that often we say the same thing

in different ways - in different forms,

 with a different tone –

For so is the life

one sees the colors of others-not

a thrush spreads wings over the orchid,

another was torn down with head injuries.

Fly like leaves

flying to save the freedom to live ...

I can give light where there is shadow

enter the orbit of momentum and hope

to never stopped driving force,

always in the marathon of life,

with power for change,

with freedom to remain in the illuminated compass

that never errs.

Read more…

A Deaf and Blind Lion

http://www.ahewar.org/m.asp?i=2559

I admit that I waited for Assad's speech for such a long time. I was convinced that his speech will be different this time, simply telling myself that before any presidential speech, addressing the nation, a massive amount of security intelligence information in order to determine the state of the nation. I believed as well that the presidents around the world try to stand on the opinions of writers and journalists, not to mention the consultants. But clearly, I got disappointed. Rather, everyone was. What a tough disappointment. Assad does not hear, see or read. Still, he is willing to give lessons to all nearby countries. The teaching profession was and still is the characteristic of my professional life, and through it and those who taught me I’ve realized that the teacher says the word after having read hundred ones about it. The Assad has spoken, but I hope he could keep silent.After all these months, Assad wants to give lessons. Does he really realize what he is willing to offer for the Arab world? If we review carefully the past few months, we will discover that it will be lessons in how to maintain the dictatorship and its benefits. Assad's can actually release a book in that. A book is titled as "the commandments of the survival with slavery". Such a book could hold several chapters:1. My father’s chair before he’s buried in his grave,2. A reform speech with rotten components,3. Opponents’ diversion into traitors,4. International media blackout,5. The use of security forces as thugs to terrify people,6. How to kill opponents as criminals,7. Death squads eliminate questionable loyalty soldiers,8. Making a non-valuable speech,9. Conclusion (he won’t be able to write it)The Content of the book has consumed the process steps, but a blind and deaf author won’t be able to write his own desired conclusion. The conclusion is being written by those who make today's actions for better tomorrow.It will all be about: a lion left the land after owning an inherited authority exercised oppression and humiliation for four long decades, against a folk has been always just a great civilization maker.

Read more…

في روايته الأولى "مريم ذاكرة وطن" الصادرة عن "دار فضاءات- عمان" يروي محمد حسين الأطرش على لسان مريم تجربتها المريرة مع أنظمة العهر. "مريم ذاكرة وطن" هي عمل إبداعي مميز ولكنها أيضا تراجيديا تؤرخ لمرحلة زمنية من تاريخ هذه الأمة الأسود، بكل صدق وموضوعية، وبكل أسى وحزن ومرارة مع التركيز على سياسات القهر والقمع العربية التي تسلط على المواطنين المناضلين منهم وغير المناضلين، الرجال منهم والنساء ... على حد سواء أساليب من القهر والتعذيب. وعن ذلك كتب الشاعر جهاد أبو حشيش، صاحب "دار فضاءات"، على غلاف الرواية قائلا:

" في زمن غابت فيه الذاكرة، وظن الطغاة أنهم قد اغتالوا ملامح الإنسانية داخل الإنسان العربي، ثمة من كان يرصد الألم ويصر أن يحتفظ بملامح الإنسان فيه، رغم تعهر آلة القمع العربية، ظل يحفر في لحمه ليكبر وسط خرائب القهر والوجع، وذات حقيقة كان له أن يشهر ذاكرته لغة قادرة على الوصول والفضح، فكانت روايته مريم، ذاكرة وطن، عمل  إبداعي مميّز، وتراجيديا تؤرخ لمرحلة زمنية من تاريخ هذه الأمّة الأسود، بكلّ صدق وموضوعية، وتفضح بلا تزاويق سياسات القهر والقمع التي تُسلَّط على المواطن العربي، أساليب من التعذيب رسموا بها فوق جسد المواطن "بطولاتٍ وأمجاداً فقدوها في ساحة المعارك بين الرجال وأفرغوا ثورات نقمتهم فوق جلد الياسمين". "في سجون التعذيب، يغتصب الرجل كما المرأة، لا فرق."

هي رواية المسكوت عنه، في وطن حاول أن يوهمنا أن نستر لحمنا المغتصب بالصمت،  فكانت مريم، ذاكرة الأمهات العربيات اللواتي علقن أبنائهن على مشاجب القهر، ووقفن كسنديانة عتيقة يحرسن الانتظار. وظللن يزرعن أبناءهن في الحدائق الخلفية للوطن، لكي لا تنمحي ذاكرة الحلم وتغيب الرؤيا."

قدمت الرواية الكاتبة الفلسطينية رجاء بكرية حيث جاءت المقدمة لتشكل لوحة تشكيلية تفتتح بها الرواية. المقدمة اللوحة حملت عنوان "مزرعة تبكي ورق" ومما جاء فيها:

" أعتقد أنّنا نبحث فيما نكتب عن الزّمن الّذي آلمنا، وزمن الميليشيات هو ما يؤلم في رواية مريم. ولعلّه من حظّ محمّد حسين الأطرش انحيازه لإنسانيته، لقلبه وطفولته دون أن يدع السّياسة تستحوذ عليها كما فعلت تلك العصابات المسلّحة بالحياة الّتي أحبّها. لقد منحته طفولته سحر الكتابة على الورق، ورق الورد أو ورق الحياة، فلا فرق بينهما هنا، وهذا تماما ما لا يملكه كلّ كتّاب الحبر كي يوقظوا حياة، وينبضوا بها، أو تنبضَ بهم فوق المساحات الجائعة لصراع من كلّ نوع.

حين كتب لم يسأل الرّاوي قلبه إذا كان يجوز أن يقف كي يخربش بالطّبشورة على باب مريم، لكنّه اختبر قدرة الغبار الأبيض الّذي يطير منها على استدراج عينيها إليه كي تمسكه بالجرم المشهود. من هذا الجرم تبدأ الحكاية، حين كتب ما لم تفهمه على البوّابة الحديديّة، وعنده تنتهي. ترحل مريم دون أن تعرف أنّ الطّفل الّذي كانَهُ يأتي كي يسجّل ما سنعرف لاحقا أنّه حكايتُها، وبالطبشورة أيضا... هذه الرّواية لا تحتاج لأكثر من جسر ضوء يلمع في العين خطفا كي يسحبك إلى مزرعة تبكي ورق." 

مريم تروي قصصنا جميعا مع أنظمة القمع العربية التي تهتز اليوم بفعل نسائم الربيع العربي.   

Read more…
9270296070?profile=original
سفرالتكوين :من اليمن مروراً بدمشق وحتى حطّين
به من الهوى والشوق والحنين
سفرالتكوين:من اليسار الى اليمين
حرائق وخراب وانين
سفرالتكوين: صوت الحق واصوت الضمير والرنين
سفرالتكوين:بالدم يسطرهُ اليقين
من اجلك يافلسطين
سفرالتكوين:مفتاح (سلام الدكاكين)
سفرالتكوين:بذورً وزهورً ورياحين
سفرالتكوين:ايقونات روما وبرلين
حتى يدور التاريخ ونقرأ سفر التكوين! بعيون العاشقين لأرض حطّين.
Read more…

9270295687?profile=original 

 

بسم الله الرَّحمــــــــــَن الرَّحــــــــــــــيم

الخميس 28 يوليو-تموز 2011 صنعاء – خاص:

احتفت ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء, مساء اليوم الخميس 28/7/2011, بالذكرى الثانية والسبعين لميلاد الرئيس اليمني الأسبق الراحل عبد الفتاح إسماعيل.

وفي الحفل الذي أقيم على منصة الساحة, ألقيت الأبيات الشعرية والنثرية التي عبرت جميعها عن فقدان القائد الراحل والإنسان العظيم.

ونضم الفعالية كلٌ من شباب التحديث وتحالف أبناء الجنوب في ساحة التغيير بصنعاء.

وألقى الشاعر الكبير الدكتور سلطان الصريمي قصيدة شعرية رثائية على روح الفقيد نالت استحسان الجماهير. ينشرها "مأرب برس" لاحقًا.


وتولى عبد الفتاح إسماعيل رئاسة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن سابقًا) في المدة ما بين 1978- 1980, كما كان في ذات الوقت الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني, الحزب الذي أسسه عبد الفتاح إسماعيل ذاته في العام 1978, وكان منظرًّا له.

عن الرئيس عبد الفتاح إسماعيل

ولد عبد الفتاح إسماعيل, الشهير بـ فتّاح, في الـ28 من يوليو "تموز" عام 1939, في قرية الأشعاب ناحية حيفان التابعة للواء تعز. إلا أنه انتقل لمدينة عدن في سن صغيرة؛ ليواصل دراسته التي كان ابتدأها في كتاب قرية الأشعاب الواقعة في عزلة الأغابرة بمديرية حيفان. وكانت عدن حينها تقبع تحت سيطرة الاستعمار البريطاني منذ العام 1839. وواصل فتاح دراسته حتى أكمل الابتدائية والمتوسطة في المدرسة الأهلية بحي التواهي قبل أن يلتحق بمدرسة تدريب العمال لمصافي الزيت البريطانية.


بدأ فتّاح, طبقًا لما تورده موسوعة الـ"ويكيبيديا", نشاطه السياسي عام 1959 حين انضم إلى حركة القوميين العرب التي كانت قبلة المثقفين والزعماء السياسيين المناهضين للاستعمار الأجنبي في كل البلدان العربية والمتطلعين. وشارك في إضراب نفذه عمال المصافي عام 1960 وخلال الإضراب، وزع منشوراً بمطالب العمال فتعرض للاعتقال والتحقيق وفصل من وظيفته، فعمل مدرسًا في عدد من مدارس مدينة عدن ثم نشط في نشاطاته السياسية حتى صار من أبرز قياديي حركة القوميين العرب في عدن. وأصبح, عام 1964, المسؤول العسكري والسياسي عن نشاطات الجبهة في عدن، واختير عضواً في اللجنة التنفيذية القومية عام 1965.

بعد استقلال جنوب اليمن عام 1967 - والذي كان يسمى بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, قبل تحوله إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1971 - عيّن فتّاح وزيراً للثقافة والإرشاد القومي ووزيراً مسؤولاً عن قضايا الوحدة مع الشطر الشمالي.

ويشار إلى أن عبد الفتاح إسماعيل لم يقم بأي زيارة للشمال اليمني (الجمهورية العربية اليمنية 1962 - 1990) طوال فترة وجوده على المسرح السياسي في جنوب اليمن.


انتخب عام 1969 أمينًا عامًا للجبهة القومية, وبقي في هذا المنصب حتى عام 1975, كما كان عام 1969 عضوًا في مجلس الرئاسة, قبل أن يتولى منصب الرئيس المؤقت لمجلس الشعب الأعلى عام 1971.

تولى عام 1978 منصب رئيس مجلس الرئاسة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, ثم عين في العام نفسه أميناً عاماً للحزب الاشتراكي اليمني الذي حل محل الجبهة القومية.

استقال الرئيس الراحل عبد الفتاح إسماعيل في أبريل "نيسان" 1980 من جميع مهامه بحجة أسباب صحية، إثر الخلافات التي عصفت بالرفاق في جنوب اليمن, ليعيش في منفاه بالاتحاد السوفيتي السابق في كييف, حتى عاد بطلب من الرفاق بعد خمس سنوات, مارس 1985, قبل أن تندلع أحداث 13 يناير "كانون الثاني" 1986, وهي الأحداث التي أدت إلى اختفائه في ظروف لا تزال غامضة إلى اليوم.

وقُتل في أحداث 13 يناير قادة بارزون في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, ومنهم: علي عنتر الذي كان نائب الرئيس علي ناصر محمد, إضافة إلى وزير الدفاع صالح مصالح, وعلي شايع هادي الذي كان يشغل منصبًا حزبيًا. كما قتل في الأحداث أكثر من 23 ألف من المدنيين وقيادات وكوادر وأعضاء الحزب الاشتراكي اليمني. فيما كان أبرز من نجا من الأحداث الدامية آنذاك علي سالم البيض الذي تولى منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمن في المدة ما بين 1986 – 1990, قبل أن يتولى منصب نائب رئيس دولة الوحدة حتى العام 1994.

وأدت أحداث يناير إلى خروج الرئيس علي ناصر محمد من السلطة في عدن, إثر انتصار الجناح الذي كان يقوده علي عنتر الذي كان أول قتيل في أحداث 13 يناير.

ويجمع الكثيرون على أن عبد الفتاح إسماعيل مثّل حالة نادرة في المنطقة العربية آنذاك وحتى الآن في أن يصعد إلى الموقع الأول في البلاد بإمكانيات مثقف، متجرداً من القبيلة والجيش والمال ويتخذ الأدباء والمثقفين جلساء قصره وندماء مجلسه. واشتهر بـ"ذو يزن" اسماً أدبياً له. وكان غزير المعرفة حتى أن أكثر من خمسة آلاف عنوان كانت تحويها مكتبته بعد استشهاده, إلا أنها, أي المكتبة, انتهت بعيد أحداث يناير. وجمع عبد الفتاح, وفقًا لما ورد في الـ"وكيبيديا", ما ندر أن يجمعه شخص في موقعه؛ رئاسة البلاد وثقافة الموسوعي وبراعة السياسي وأحاسيس الشاعر.

من مؤلفاته: "نجمة تقود البحر"، ديوان شعر، قدم له الشاعر السوري علي أحمد سعيد (أدونيس). صدر عن دار (ابن خلدون) في بيروت سنة 1988م. "مرحلة الثورة الديمقراطية", صدر عن دار الفارابي. "الثقافة الوطنية", صدر عن دار ابن خلدون.

وبمناسبة الذكرى الـ72 لمولده في 28 يوليو 1939, يعيد "مأرب برس" نشر قصيدته الغنائية الشهيرة "تاج النهار", التي قالها في ثمانينيات القرن المنصرم وهو في منفاه في الاتحاد السوفيتي, وغنّاها الفنان اليمني الكبير محمد مرشد ناجي الذي كان عضوا في مجلس الشعب الأعلى ممثلًا عن الفنانين في جمهوري اليمن الديمقراطية الشعبية:

بــــكـــرت غـبـش عـاد الصبــاح ما حنش

قـدام ضــبــاب نصــف الطريق ما بنش

فــوقــي نكاب جنبي ضــيــاح مــوهــنــش

عــاد الصــــبــاح يـــولـــد ونوره ما شنش

شــــوق الصـــبـــاح إشـــراقـــتـــه شجونك

يمـحي الغسق يمحي الضباب حنينك

تــــــاج الــنـــــهـــار ويــعـشــقــه جــبــيــنــك

إلــــهــــام أحـــــلامــــــي بـــــريـق عـيونـك

مخلف صعيــب لكن قليــبي ماهــنــش

مـــهــمـا تــــوجــــع في هـــواك مــــا أنــش

روحـي مـــعــــك مـا تخــذليـش متاعب

شـــتـظـــللـك في الســـوم في الشـواجـــب

طـبع الغــــرام قــــا ولــــد العـــجـــايـــــب

يـا قــبـلـتي شفــديـــك بــقـلـب راغــب

يـا قـبـوة الــكـاذي ريــحان قـلـبـي

يـا بنّـتــي وفـلّـتــي وجـمـر حـبـي

وغـنـوتـي ورقـصـتــي وشـهد شـربــي

أنـت الحياة خصيبـتي وشـمـس دربـي

أصـل الوصـال مـنـقـوش في خــيـالـي

قــلـبــي جـنــاح أســفــل جــنـاح عـالي

رفـرف عـليك هـيمان شـفـديك بـبـالي

شــوصــل إلــيــك مـهما الوصال غالي

 

Read more…

9270219059?profile=original


Poems translated into Arabic by M.T. Al-Mansouri,Ph.D. ترجمة د. محمد توفيق المنصوري


سوابق

ليس فقط احتيالا ولكنها الجريمة،
لم يقبض عليه على الإطلاق
حياة الإنسان تشبه حياة الشرنقة
(الطور الثالث لحياة الفراشة)
عاجلآ سيتم القبض عليه
عش الزنبور،
ورقة رمادية مهملة أطول من المألوف،
على ومضات النار
بعد اللهيب الذي يشبه الصمت،
بقع تأخذ شكلا حلزونيأ،
في الغد سيقال لنا إن رذاذ الأمطار
سوف يأتي من جهة غير مألوفة
هي الجهة الجنوبية الشرقية.


الرؤية الليلية


الهرمونيكا تدفأ من التنفس
تستبدل بعواء قطيع من الذئاب بالقرب من الأقاليم اللامحددة
تجاهل الحدود
ظلك
بالكاد يمكن إدراك الحرائر عبر الصخور
كالظلام الدامس
بالفعل ولا حتى في ظل اللاقمر.


أطباق وإشارات

أقداح الشاي ضد
صحون الخزف
الرنين
مقاومة المخاطر
في وقت متأخر من الحياة
فرويد أكد غيابيا غريزة الموت
التمارين العقلية
لنبقى- لنستمر - لنتحرك
قطرات المطر المخملية
أصوات المظلات.


الخفايا


حملي الوديع حمل عيون فاقدة الحس
تحتاج أنت لدم أكثر حرارة
أكثر برودة من الدقة والإتقان
اختف يا بهيمتي المسكينة
اذهب لمّعْ أنية المائدة الفضية أو السيارة من الأصباغ
لكن من الأفضل:
أن تقصد بيت لحم
أولَدْ
هذه المرة
حاول أن تتعلم شَيئا ما.


الشاعر رولاند بريفوست احد شعراء أوتاوا, حائز على جائزة الشعر لعام 2006م . أشعار رولاند بريفوست منشورة في مجلات وكتب عديدة .
يهوي ويعشق مشاهدة السماء الليلية من خلال مناظيرها المختلفة
Telescopes.



Precedents


Not just the crook but the crime, never apprehended
in human equivalent chrysalis years, sooner charges laid
a wasp’s nest, grey paper long abandoned, on embers flashes
after the flames, a silence as empty, flecks spiral up
tomorrow, we’re told, a slight drizzling rain will ride in on an unusual south-easter.


Night Vision

Harmonica warm from breath
Replaced in pack
Wolves near uncertain
Provinces howl
Ignore borders
Your shadow
Barely perceptive
Silks across rock
How total darkness
Is really neither
Ever under moonless.


Dishes and Signals

Teacups against
Porcelain plates
ting
Resist the tipping point
Late in life
Freud posited a death instinct
Mental exercises in absentia
We keep /to keep/ moving
Silk raindrops
Sound umbrellas.


Occultations


My numb-eyed lamb
You need much hotter blood
Colder precision
Hide, poor beast
Go polish silverware, or automotive chrome
Better yet:
Get to Bethlehem
Be born
This time
Try to learn something.

Roland Prevost : (freehand firebrand brigand) lives and works in Ottawa. His first chapbook, ‘Metafizz’ (Bywords 2007), was launched at the Ottawa International Writer’s Festival last fall. He was the recipient of the John Newlove Poetry Award for 2006 (judge: Erin Mouré). His poetry’s also published in Ottawater 3.0 & 5.0, the Variations Art Zine, the Bywords Quarterly Journal, and the Peter F. Yacht Club, as well as in Whack of Clouds, by Angel House Press. He is presently the managing editor for 17 seconds, an online journal of poetry & poetics. He’s kept an allsorts lifelong journal, and loves to observe the night sky through his various telescopes.
Read more…

9270210861?profile=original

Poems translated into Arabic by M.T. Al-Mansouri,Ph.D.
ترجمة د. محمد توفيق المنصوري





عيد الظهور تحت السحب الرعدية

كل ليلة أيآ كانت قضيتها
الله شكل الوجود الجوهري أثناء اليوم
أقضيه بحرية
على ورقة وهواء فارغ
قضيته لأن الله فقط شبيه نفسه
المنجمون يبنون خارج السديم والقمح
من خلال القليل من كبار السن من الرجال
العائشين في سكون سلوكهم وتفكيرهمالهاربين من المسئوليات والحقائق
أومن بالله بسبب هؤلاء الرجال المسنين
النائمين بين اللوحات الفنية
هم على الإطلاق غير مرئيين
لأنهم جزء من تلك اللوحات
لمسات ضعيفة للألوان
بعباسة الوجوه
وبوضع اليدين على الخصرين
عندما كان هولاء الرجال يقظين
ويمشون في أتجاه العالم
أجسادهم كانت سهلة التآكل
بسبب حركة سير الناس في الشارع
كانوا مرعوبين
كانوا ضعفاء أياديهم مرتعشة كأغطية الأذرع المتدلية
الله هو مانح مخلوقاته المؤمنة القوة والبناء والإرادة
لقد كان كعدة سواعد تمنحهم كل النفوذ
لا وجود لله
وهذه كانت أفضل فكرة له
لتحفظ بسهولة
ككل كاهن يعرف أن الحقيقة تنحسر في عز الظهر
لذا لا بد وأن نمتلك الحب والحنان على الدوام
لكوننا ابتكرنا لنكون كالعجلة التي تحمل الصمت داخل هيئة الأمة- أعضاء مجلس النواب-البرلمانيين
أبدد بكل ما صنعه الله
لأن لا وجود له
وعلى الإطلاق لن أفتقد وجوده
أومن بالله
لأني أكسب على نحو جيد
وفي أغلب الأحيان كذلك أومن بالله لأني حزين بسبب المعتقد
وحزين من صلاة الأيادي
من خلال آثار الأقدام الضئيلة
التي تتسارع ذهابا وإيابا
تحت العاصفة.

حديقة هاليفاكس العامة

في قطرة الماء المتدلية من على ورقة شجرة الجنكة
هناك ما يكفي من ضوء القمر
والبحارة
لجعل المرأة بائسة.


مكبح النسيان مفتاح مساعد للذاكرة

النسيان هو ثقل الحمامة الهابطة في المنتزه
النسيان هو التنهد الطفيف في طليعة خطوة الريح
عندما أمشي
أقيس الفراغات
بين النسيان
وتلك الفراغات
صفوف جميلة
كأعمدة الأنفاق
أسفل ترسبات الفحم الحجري
التي لها رائحة حانات آخر الليل
والنجاح الكامل
كالجلوس المنفرد
أتذكر النسيان
كان جزءا من الخضرة
ابتلع العناوين
أكل الفواكهة الزاهية
كان الفضاء
عند عودة الجميع
عاد
كان كصوت البوابة المغلقة
كان في اللوحات الفنية العتيقة
كان يمثل جمال الطفل
بورقة عريضة
لحضن ألأم
في يديه الغليظتين
يوجد هناك على الدوام المفتاح الأسود
المفتاح الذي يفتح الذاكرة المغلقة
لم أر ذلك المفتاح من قبل
هو مصنوع من اللحم والعظم
أدرك وجود قليل من الظلام هناك
سيتلاعب به المفتاح
دميتان منتظرتان
لتدور
كراسين نائمين
اللذين يستيقظان فجأة
يحدقان في عيون بعضهم البعض
ويرحلان.

البحث عن المصير

الطريق المجمدة
أشجار الصنوبر المبرقشة بالصدأ المريضة بالسمط
رياح في التلال
توازن كل مكان على المطولات -الركائز
نحن نقود هذه السيارة
هذا السرير الملوث بالشحم
هذه المغسلة مليئة بالأطباق على طول الساحل
ابحث عن المصير
مشاهدة ليالي الزفاف والمطر
بين الأشجار
نغني مع هيجان الحلزون
الذي ينام بين الكلاب في الساحة
ويشرب من صحونها
وفي حلمه النباح على السيارات المارة
ويتعارك مع رجله الوحيدة المذكرة
عاليا فوق رأسه محييآ الذئاب
نطوي نوافذنا
مكالمة للكلاب ......القواقع
لأي شيء بدم على شفافها
لتدلنا على الاتجاه الصحيح
ولتسلم لنا الرسم البياني ....الخارطة
السر الوحيد المصنوع والصادر من البشرة والظلال
الأسود الوحيد الذي يهمهم مع نفسه كالمحرك
كالسيارة المنتظرة في الليل على الطريق السريع لمتطفل للسفر عليها
هي فتاة مراهقة
ونهودها تلامس الماء
أسنانها تشير إلى الوراء من فمها
كالأفعى ..عيونها
شعرها من أعواد الثقاب والقش.

قرد الرب

وماذا لو كان الشر
صبغة القرنفل
في الواجهة المعاكسة للعظم
النجمة القرنفلية
الماء الوردي
نخب العالم
حولت العالم بالانقلاب - من الخير إلى الشر
ماذا لو كان الشر معجونا مصنوعا من جثمان مجيف التصق بحذائك الأزرق- الرمادي
وماذا لو كانت هذه النقطة الفارغة
تمثل العفريت الخارق
لمكافحة هذا الكاهن
هذا القرد الرباني
كان ببساطة شديد الصلة بك
يحلم بحياة أفضل
بشمس أفضل
بسحب أفضل
الحقول أكثر خضرة
والبحر أكثر زرقة
ماذا لو كان الشر كله بيدك
في أطراف أصابعك - مخالب النمر
في حافتها الغبار
هل أنت تحلم بفردوس الكازينو
ملفوفا تحت جلدك
ومكوما في العالي
في دمك
كغرفة مشرقة
وملائكة تتحرى
مثل هذا الأجش
وتكوم صفحات الحساب في شفتيك
لتقرأ الصفحات الدنيوية
لتفسر في الضوء القرنفلي
التابل القرنفلي
للنصف الأصغر لرغباتهم.

ترجمة د. محمد توفيق المنصوري

دون دومانسكي
Don Domanski ولد سنة 1950م في جزيرة كيب بريتون Cape Breton Islandالتابعة لمقاطعة نوفاسكوشا الكندية Nova Scotia of Canada.له ثمانية مؤلفات شعرية وأعماله منشورة في العديد من الأعمال الأدبية - الانثولوجية.



EPIPHANY UNDER THUNDERCLOUDS

each night I spend whatever
God made during the day
spend it freely
on paper and empty air
I spend because God is only
a resemblance of God
only a conjuring built out
of nebulas and wheat
by a few old men
asleep in their escapes
I believe in God
because those old men
sleep among paintings
they've never seen
because they're part
of the paintings
little dabs of colour
with stern faces
and arms akimbo
while these men were awake
and walked about in the world
their bodies were easily
corroded by any movement
of flesh in the street
they were terrified
they were weak as sleeves
and God knew He was
as many arms
that filled them
with a total weight
God doesn't exist
and that was His best idea
to keep it simple
as every priest knows
reality ebbs away by noon
so better to have
the rolling embrace
of being invented
like the wheel
which carries the silence
in baskets up the hill
I spend whatever God makes
because He doesn't exist
and will never miss it
I believe in God
because I'm paid so well
so often
also I believe because
I'm saddened by belief
saddened by praying hands
by the little footsteps
that hurry back and forth
beneath the storm.


HALIFAX PUBLIC GARDENS

in the waterdrop
hanging from the gingko leaf
there's just enough moonlight
and sailors
to make a woman miserable.


LETHEAN LOCK MNEMONIC KEY

forgetfulness is the weight
of a pigeon landing in the park
forgetfulness is a slight sobbing
just ahead of the wind
when I walk
I measure out the spaces
between forgetting
and those spaces
line up nicely
like mine shafts
down into coal deposits
which smell of late-night taverns
and complete success
at sitting alone
I remember forgetfulness
it was part of the greenery
it swallowed addresses
it ate the bright fruit
it was space
when everyone's back
was turned
it was the sound of a closing gate
soon after going to bed
in old paintings it was always
represented as the beautiful child
with a broad leaf
for a mother's lap
in its chubby hands
there was always a black key
a key that opened the lock of memory
I've never seen that lock
but I'm sure
it's made
of flesh and bone
I know there's a little darkness waiting there
to be manipulated by the key
two tumblers waiting
to be spun round
like two sleeping heads
who suddenly wake
stare into each other's eyes
and turn away.


LOOKING FOR A DESTINATION

the frozen road the scalded pines
wind in the hills
stars balancing everywhere on stilts
we are driving this car this greasy bed
this sink full of dishes along the coast
looking for a destination
watching wedding nights and rain
between the trees
we sing with the fury of a snail
who sleeps among dogs in the yard
drinks rain from their bowl
and in his dreams barks at passing cars
kicking up his one masculine foot
high above his head in a salute to wolves
we roll down our windows
call to dogs snails
to anything with blood on its lips
to point us in the right direction
to hand us a chart a map
the secret one made out of skin and shadows
the black one humming to itself like a motor
like a car waiting on a highway at night
for its hitchhiker its teenage girl
with her breasts edged in water
her teeth pointing backwards in her mouth
like a boa her eyes
her hair of matches and straw.

THE APE OF GOD

and what if evil
was a tint of pink
against the bone
pink star pink water
the pinks of a world
turned red by turning
what if the devil
was a cadaverous paste
stuck to your gun-blue shoe
and what if this point-blank demon
this anti-priest this ape of God
was simply and closely you
dreaming of a better life
a better sun better clouds
a greener field a bluer sea
what if all the evil
was in your hand
at its tiger-tips
at its dusty edge
would you suddenly dream
of heaven's casino
folded under your skin
huddled high
in your blood
such a bright room
on a bright night
and the angels
bringing such gruff
and crumpled pages
to your lips
to be read
earthly pages
to be explained
in the pink light
the pink spice
their half-small-desire.

Don Domanski was born in 1950 on Cape Breton Island, Nova Scotia, CanadaHe has published egiht books of poetry.His work has published in a number of anthologies.
Read more…

9270215492?profile=original


عند قرنة انقلاب الشمس

خشيةً من الصمت.. فكَّرْتَ أن يكون ما هو عجيب كالرَّوْسَم
كما يتعين عليه أم أكثر مما يمكن أن يحققه
(العجب أن يكون المجاز المبهم في أحسن أحواله)
الأول: سواء أكان الضوءُ أهليليجيّاً
أو بوجه آخر يفوق تحدي انحراف قوسها العالي؟
الثاني: كيف أقرأ خلال قاعة الظلال المقدسة المحيطية والضبابية والشعائرية,
لأقفز بعمى تجاه السلالة أينما يعيش السحر؟
الثالث : عندما تعرف أن هناك في الخارج
كانت الجنيات تتجول كالملائكة الصغيرة ,
التي تجس الظلام وتموه طريقها بواسطة بريقها المسحور والغاضب
في همس مؤامرة الخلاص الموصى عليه
التضرع , الطريق المُجمد للحاج , المغربل بطلبٍ أو بمنح النعمة
مَنْ أم ماذا ينقذنا في هذا الربّع الخاوي من التحطيم؟
الكليشة, الترويسَة, الفكرة النمطية المبتذلة التي فقدت الاصالة والإبداع

كلام في مسألة تافهة

دعني أدفع هذا بلطف في اتجاهك
كأي تجربة مأخوذة برفق وعناية
قد تفشل بطبيعة الأحوال
الانهيار , كما لو كان في تدفق الفكر
العلم المعروف حالياً
يدخل ضمن نطاق الناقوس الخاص بنكران الذات
لذا عندما يزلق هذا الفضاء الكوني المطاطي
منشور تقزحه الضوئي إلى أعلى من غير إبطاء
في شفافية الإلحاد المتذبذب والعائم
في مقابل الارتفاع الحالي للمشروع اينما تذهب الريح
لذا الكلمات تشبه الأغشية المكسوةِ بالفقاعات
تصعد عالياً مع أن العالم بأبعاده لم يختبر بعد
قد لا ينفجر أو ينحرف إلى اللا شيء - وهكذا.

يوم النسيان

ازدواجية : الكلمة
الرث المكررّ والمبتذل,
إذا أسي به للجندي الآخر والمجهول والجريح ,
الذي يكره حكاية التاريخ
وكذلك الوقت المبذر, بحلول هذا القرن
فالعودة إليه بالرغم من عدم المحادثة أو الاستماع
كالانطلاقة الخالدة من ساحة أرض المعركة الواسعة
لتغضب وتهزم عناء الشيخوخة
وحيرة الشباب التي اختلطت وشُوّشت بعدم المبالاة
(كلمة بالمناسبة)
اشتقاقية المجابهة لبديهية الشعور
رثاء لجوهرها وأصلها
كالثيران المربوطة بالقيود المتوسلة لإحساسها أو للمعاناة
دفن الشعور المتأخر, ولكن لا يجحد في أصله
لذا لا تزال اللامبالأة تشمل غياب الوجدان وغياب الألم.
بامكاننا أن نكون نقيضين, إذا كنت ستعاني منها
تلك اللامبالاة
مخافة أن ننسى
أعمق من ذكرى الأيام الكئيبة
فتروا من رسم ورود الخشخاش الأحمر المصنّع
القائم قرب الصفوف الخشنة ,
والتي تم إعدامها بواسطة رقصة المحاربين
في القبر الأجوف والكئيب
الانتظار بأمانة وبغير قابلية للتصديق
انتظار الزمار وعازف البوق
الحزم لعمل شيء لوضع حدٍ للصمت
قد لا تكون هناك رحمة... بلا ريب
لوضع كل هذا في المؤخرة


الشاعر دون أوفسير :من شعراء أوتاوا طالب ومعلم للشعر, حاصل على درجة الماجستير في أذاب اللغة الإنجليزية من جامعة كارلتون وكذلك حاصل على شهادة تفويض للتدريس في المدارس الثانوية من جامعة أوتاوا ..
عمل كإِداري في الخدمة العامة الإتحادية لمدة 20 سنة ومستشار وضابط اتصالات ومدرس للأدب والكتابة الإبداعية في مدارس أوتاوا الى أن تقاعد في عام 2007 حصل على شهادة التيسير من جامعة القديس بولس. في بداية الثمانينات شارك في تقديم واستضافة البرنامج الإذاعي الأسبوعي للشعر على قناة شيز اف. أم
Chez FM .
شغل كذلك وظيفة مدير تحرير مجلة القوس, وكتب مقالات متنوعة في مجلات وصحف كثيرة. خلال عمله الوظيفي قام بمراجعة الكتب والمطبوعات ذات المواضيع الواسعة لمواقع الاستعراضات. دون أوفسير يشغل حاليأ منصب المديرالمساعد للانتاج لمجلس واجتماعات قراءة النصوص الأدبية المتعاقبة في أوتاوا.


At solstice cusp


Lest you pause…

to wonder

as cliché

would have it

Or more likely release it:

(wonder being a trope of stealth at its best)

One, whether light will ever

elliptically or otherwise obliquely

transcend

the challenge

of its own high arch?

Two, how I read

Through hazy ambient empty ritual

of parlour Tenebrae

To lope blindly towards the lineage

where magic lives?

Three, when you knew

There were fairies wandering

Abroad like micro-angels

probing the dark,

beguiling their way

Through maddening gloss

in whispered conspiracy

of bespoke deliverance?

Pray, pilgrim of the frozen trail

riddle, proffer or grant a boon

who or what in this empty quarter

Might salvage us from

brokenness?


Talking in the Bubble

Let me blow this tenuously in

Your direction as if

Every experiment taken lightly

might naturally fail…

Collapse (as though in thoughtful flow)

Science being notoriously trapped

Within her own bell jar of studied denial

So when this rubbery sphere slides up

Its prism of iridescence

In transparent unbelief

Wobbles and floats

To the responsive rise of the current draft

Of whither goes the wind

Words so like membranes

Encasing bubbles

lift higher yet

That this world's still

untested dimensions

Might not burst or swerve

Into nothing - thus.


Forgetful Day

Ambivalence – the word

Threadbare, if thoughtfully abused

Another unknown soldier stricken

By the century

That hated history and devoured time.

– Returns notwithstanding

With neither harkening nor calling

Like the undead springing from the rich

Battlefield earth to spite

The fatigue of the old,

The bewilderment of the young

Confuse it not with apathy

(A word incidentally

Etymologically counter intuitive)

Pathos its root like oxen yoked

To invoke either feeling or suffering:

The latter sense, its buried but undeniable origin

So apathy comprises still

Absence of feeling, absence of pain.

We can be ambivalent

If you will suffer it

About apathy

Lest we forget.

Deeper than recollection then

Of dreary days flagged

By die-stamped poppies

Standing nearby the

Rough culled rows

Of shaking warriors

At the tearful cenotaph

Wait faithfully and implausibly

With the piper and the bugler

Resolute for the silences to end

Might it not be merciful

…surely

To put this all

Behind?

Don Officer: A poet and student of poetry himself, Don holds a Masters degree in English literature from Carleton University and Ontario secondary school teaching credentials from the University of Ottawa, and just last year completed his certificate in Facilitation at Saint Paul University. Don worked for almost two decades in the federal public service as an administrator, consultant and communications officer and later taught literature and creative writing in Ottawa's schools until his recent retirement. In the early 80s, Don co-hosted a weekly poetry radio show on Chez FM. He has been the managing editor of Arc Magazine and has written articles for newspapers and magazines throughout his career and continues to review books on a wide range of topics for In Site Reviews and other publications.
Don Officer is the Assistant Director-Production of The Tree Reading Series.

don.officer@treereadingseries.ca
Read more…

9270296057?profile=originalالمحلل السياسي سعيد ثابت: المجتمع الدولي والإقليمي طوى صفحة العهد الصالحي في اليمن، وغسل يديه من الاعتراف بحكمه كرئيس للبلاد

مأرب برس يعيد نشر الحوار الذي أجرته أسبوعية الناس الأهلية.

ـ من الواضح أن الثورة انتقلت منذ جمعة حادث مسجد الرئاسة إلى مربع آخر.. أولا ما قراءتك لما حدث في جامع الرئاسة؟

من المهم أن نقرأ مسار الثورة الشعبية السلمية حتى نستطيع استيعاب الأحداث التي وقعت في أكنافها.. في اعتقادي أن مقدمات الثورة الشعبية تبلورت في الانتخابات الرئاسية عام 2006، ويعد الأستاذ الفقيد المهندس فيصل بن شملان هو رائد التغيير السلمي، وهذه المرحلة الأولى التي اتسمت بالمعركة السياسية القوية انتهت مع المرحلة الثانية باندلاع الثورة في فبراير الماضي وجاءت على إيقاع الثورتين التونسية والمصرية، واستمرت حتى جمعة الكرامة، والمرحلة الثالثة بدأت مع جمعة الكرامة وحتى مذبحة وإحراق المعتصمين في ساحة التغيير بمدينة تعز، والمرحلة الرابعة بدأت من استهداف جامع النهدين بدار الرئاسة) ورحيل صالح وحتى الآن.

لكل مرحلة سماتها وخصائصها التي حملتها معها، ولعل أبرز سمة للمرحلة الأولى كان (تبهيت) الشرعية الزائفة للنظام التي اكتسبها بفعل تزييف نتائج الانتخابات الرئاسية، ودخول النظام بفعل ذلك في نفق طويل ومظلم من الأزمات السياسية والاقتصادية وصلت إلى ذروتها في اتفاق فبراير 2009.

أما المرحلة الثانية فقد اتسمت بكسر حاجز الخوف من نظام الحكم المختنق بأزماته، والمتباهي بسطوة القوة التي امتلكها وراهن عليها في تعامله مع المعارضة السياسية الممثلة في أحزاب اللقاء المشترك، ودفعته لأن يرفض كل دعوات الحوار للخروج من الأزمة التي وضع نفسه والوطن برمته على فوهتها، وعملية كسر حاجز الخوف مرت بمستويين: الأول: على صعيد النخبة السياسية والكوادر الحزبية وهذه تمت أبان الحملة الانتخابية الرئاسية في المرحلة الأولى، والثاني على صعيد القاعدة الجماهيرية العامة، وهذه تعاظمت مع اتساع حركة الاعتصامات والمسيرات الاحتجاجية التي شهدتها المحافظات على وقع نجاح الثورة التونسية والمصرية اللتين ساعدتها على اختزال الزمن في تسريع عملية كسر كل الحواجز النفسية والمخاوف تجاه النظام، ولذلك سارع النظام إلى تقديم تنازلات تكتيكية وتعهدات لفظية حملت مضامين عدم التوريث والتمديد وغيرها وهي تعهدات لمطالب تجاوزتها حركة الجماهير التي تتسم عادة بالبطء في الاستجابة لأي فعل ثوري لكنها عندما تستجيب فإنها تسبق كل النخب والأحزاب السياسية.. وعندما تتهاوى كل (التابوهات السياسية) في المجتمع فإن الحركة الثورية تكون قد بدأت بفرض وجودها على طريق نزع اعتراف الفاعلين السياسيين بها، وهو ما برز مع تصاعد وامتداد حركة الاحتجاجات الثورية في كل المحافظات بعد أن اتخذت قيادة أحزاب اللقاء المشترك قرارها بالالتحاق بالثورة الشعبية، ونزول القواعد والكوادر الحزبية إلى الشارع وبناء ساحات للحرية وميادين للتغيير في عموم البلاد، وكان النظام في المقابل يواجه الثورة بمزيد من الأخطاء، التي تكرس لا شرعيته أمام الجماهير.. فحل الحكومة وأعلنها حكومة تصريف أعمال، وأعلن حالة الطوارئ وهي سابقة لم تعرفها البلاد حتى أبان الحرب العاصفة لتثبيت النظام الجمهوري في العقد السادس من القرن الماضي، واعتمد على قانون شطري تمت صياغته عام 1963.

وفي المرحلة الثالثة التي بدأت بارتكاب النظام الحاكم مذبحة جمعة الكرامة اتسمت بعملية دءوبة لتفكيك هياكل وبنى النظام وأجهزته السلطوية القمعية، وكان من الضروري المرور على هذه المرحلة وتحقيق هذه العملية لإحباط مخطط النظام الرامي إلى إدخال البلاد في دوامة العنف والعنف المضاد على طريق إنضاج الحرب الأهلية التي راهن عليها، وسهر من أجل إشعالها، فكانت دماء شهداء الكرامة بمثابة سيل جارف جاء على بنيان النظام، وزلزالا هز أركانه، فبدأت مرحلة تفكك النظام بحركة الانضمام الواسعة في المؤسسة العسكرية والأمنية والمدنية إلى صفوف الثورة، وأيضا إعلان القبائل اليمنية المختلفة برموزها المشيخية الالتحاق في صفوف الثوار، ودعمهم، وبدت اليمن كما لو أنها تتشكل بصورة مغايرة تماما عما عرفه العالم عنها.. بدت اليمن شعبا في مواجهة حاكم وحيد...معزول.. مضطرب.. يدير البلاد بأدواته الأسرية والعائلية، وأدرك النظام حينها أنه أمام ثورة شعبية حقيقية لم يعرفها من قبل، وليس لديه أي سابقة في التعامل معها، وهو ما دفعه أكثر إلى التخبط والوقوع في سلسلة خطايا عمقت الشرخ، وكرست الانفصال بينه وبين الشعب وقواه المختلفة الحديثة والتقليدية على حد سواء، وفقد بوصلة العقل والرشد التي ينبغي أن تكون حاضرة في مثل هذه الظروف، فأمعن بارتكاب جرائم قصف المدنيين بالصواريخ والأسلحة الثقيلة، واستهداف منازل ومقرات قيادات سياسية واجتماعية تحظى باحترام ومكانة لدى جماهير الشعب، ومن بينها منزل الشيخ عبد الله الأحمر الذي يأخذ رمزيته من مكانة صاحبه المرتبط بتاريخ النظام ذاته، وأيضا لعلاقته بالبعد القبلي الذي لازال يتحكم في النسيج الاجتماعي ويشكل البؤرة العصبوية للنظام (عصبية الحكم حد تعبير ابن خلدون)..

أما المرحلة الرابعة التي بدأت بحادث الهجوم على مسجد النهدين في قلب دار الرئاسة، وأعلن الموالون للنظام عن إصابة صالح وعدد من أركان حكمه بينهم (رأس السلطة التنفيذية ورأس السلطة التشريعية)، لتكون هذه المرحلة خاتمة كتاب نظام حكم صالح، وتتسم بالبحث عن تأمين الغطاء الإقليمي والدولي للثورة، وهي سمة ذات ملمح سياسي أكثر بكثير من ملمحها الثوري التعبوي، وتحتاج إلى ثوار سياسيين، أو سياسيين ثوار قادرين على إدارة التفاوض لترتيب عملية نقل السلطة، على طريق إنجاز عملية بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة..

هنا أود التوضيح أن هذه المرحلة التي مر عليها نحو شهر كان يمكن اختزالها زمنيا لولا أن الرئيس المخلوع عندما كان يُحمل على (طائرة إخلاء سعودية) متأثرا بجراحه تاركا البلاد والشعب، أقول كان يمكن اختزالها زمنيا لو لم يكن قد وضع ألغاما أمام طريق نقل السلطة، وهذه الألغام التي زرعها تتمثل في تمكينه منذ فترة طويلة أبناءه وأقاربه من مفاصل بعض الوحدات العسكرية والأمنية، ومنحْهم صلاحيات الحاكم نفسه.. لذلك فإن طول فترة نقل السلطة فرضتها معالجة إزالة تلك الألغام وبحث الثوار السياسيون في هذه المرحلة على خبراء لنزع تلك الألغام بأقل الخسائر...

- ولماذا لا يزال الحادث يكتنفه الغموض حتى اللحظة؟ ولمصلحة من هذا الغموض؟ وهل ترى أن ثمة أطرافا دولية قد تقف وراء العملية؟

ما حدث في جامع النهدين لا نستطيع الخوض فيه تفصيلا لغياب المعلومة الدقيقة والكاملة، ولتكتم أركان بقايا النظام على ما جرى ورفضهم تقديم رواية رسمية عنها حتى الساعة، وتناقضات تصريحات خطابات رموز بقايا النظام حول الحادث، وتخبطهم في تحميل المسؤولية لجهات متعددة.. فمن توصيف تهويني للحادث كما برز في تصريحات نائب وزير الإعلام، الذي قال إن ما حدث لصالح مجرد خدوش بسيطة، إلى توصيف نافي للإصابة بالمرة، كما جاء على لسان مسؤول الخارجية الأمريكية الذي أكد أن صالح لم يصب بأي أذى..

وبقدر ما يثير حادث الهجوم على صالح كل هذا التخبط من الإرباك عند التحليل، ويسهم في إضفاء مزيد من الغموض، فإنه أيضا يكشف عن أن الحادث بالتأكيد جاء من داخل مربع النظام ومن المقربين لصالح، ولن يكون بالتأكيد من خارجه، لأسباب كثيرة؛ منها أن الحادث لم يقع في جامع الصالح حيث هو مكان مفتوح نسبيا للمواطنين، رغم أن ثمة إجراءات أمنية مشددة لكل من يرغب بالدخول إليه، إنما وقع الحادث في جامع وسط دار الرئاسة المحصن والمحمي من كل الجهات بقوات الحرس الخاص والحرس الجمهوري والقوات الخاصة، ومنها أيضا أن ارتباك بقايا النظام وتناقضات تصريحاتهم حول ما جرى وتحميل أكثر من جهة المسؤولية، ثم التراجع عنها لتحميل أخرى مسؤولية الهجوم، فمن اتهام للأحمر، ثم تراجعهم واتهام المخابرات المركزية الأمريكية، ثم تحميل تنظيم القاعدة المسؤولية، ثم أحزاب اللقاء المشترك، كل ذلك يبين أن بقايا النظام الذين كلفوا بالتصريح لوسائل الإعلام وقعوا هم ضحية معلومات مضللة ربما بقصد أو من غير قصد لكنهم في الأخير لم يقدموا الرواية الرسمية المتفق عليها ربما لتعدد مصادر القوة المتبقية في أركان نظام صالح المتهاوي..

هذا الغموض في نتائج الصراع السياسي، والجرائم السياسية في اليمن ليس جديدا على كل حال..وبالتحديد في الجريمة السياسية هنا.. فلازالت عملية اغتيال القاضي الحجري غامضة، واغتيال الأستاذ محمد النعمان، واغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي، ومقتل الرئيس أحمد الغشمي، ومقتل الرئيس عبد الفتاح إسماعيل...وغيرهم..

إن حادث الهجوم على جامع النهدين واستهداف صالح وبعض أركان نظامه يكشف عن علم مسبق للجناة بتحركات صالح، ومكان وجوده في هذا الوقت بالذات، وتسديد القذيفة أو الصاروخ أيا يكن يظهر معرفة الجناة أيضا بإحداثيات الموقع المستهدف، وبعد ذلك تكثر الإشاعات والتصورات حول مسار الأحداث بعد انفجار الصاروخ أو القذيفة أو العبوة، لكنها كلها تشير إلى أن الجاني لم يكن أبدا بعيدا عن الدائرة الضيقة والمقربة لصالح، بعد ذلك ليس مهما أن تكون ثمة أطراف إقليمية أو دولية أو كلاهما متورطتين في الحادث، فلا أستبعد أنا احتمالية أن تكون قوى خارجية أو مراكز نافذة في تلك القوى تعلم بالعملية إن لم تكن مساهمة في إنجاحها، بهدف إزاحة صالح من المشهد بعد أن أيقنت أن بقاءه يشكل تهديدا فعليا لمصالحها الحيوية في المنطقة عموما وفي اليمن على وجه أخص..فأنت تعرف أن زعماء ورؤساء غادروا دائرة الفعل السياسي في بلادنا بالتحديد اغتيالا أو موتا غامضا بمساعدة إقليمية أو دولية أو بهما معا، والغموض يعد أحد مؤشرات هذا الاحتمال..

طبعا الغموض حول الحادث يبدو للمراقب أنه مقصود لذاته.. فثمة أطراف إقليمية ودولية، كما فعلت الخارجية الأمريكية بعد وقوع الحادث، أو مراكز قوى محلية، وكلها تحرص على نسج مزيد من الغموض حول الحادث من خلال إطلاق تصريحات أو بث تسريبات عبر صحف موالية أو مقربة من أركان الحكم وإن بدت أنها معارضة في بعض أطروحاتها لاكتساب مزيد من القبول والمصداقية، والهدف من هذا الغموض هو اللعب بورقة الزمن لترتيب الأوضاع في اتجاه قد يكون، بل بالتأكيد، مناقض لخط الثورة، إنما ما ينبغي أن ندركه أن صالح كتب نهاية حكمه تماما مع إخراجه إلى الرياض، بغض النظر عن كل التصريحات التي تتحدث عن عودته أو (رجعته)، فصالح انتهى فسيولوجيا يوم جمعة النهدين، كما انتهى سياسيا يوم جمعة الكرامة..

الملفت هنا أن فور وقوع حادث الهجوم لم يصدر بيانات أو اتصالات من قادة الدول العربية أو الغربية لإدانة الحادث، ولزمت الصمت، بل ان الخارجية الأمريكية شككت بالحادث، ولم يصدر أي بيان رسمي من تلك الدول، وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع قرأنا عبر وسائل إعلام حكومة تصريف الأعمال تصريحات لسفراء بعض الدول تعبر عن إدانتها للحادث، ومع وصول جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى قالت وكالة سبأ إن وزيرة الخارجية الأمريكية بعثت رسالة لنظيرها الدكتور القربي وفي ثنايا الرسالة هناك تعبير عن إدانة للحادث، لكن كل هذه التعبيرات لا تتناسب مع حجم ما قيل من استهداف لرئيس مفترض!! فماذا يعني ذلك؟؟ أزعم أن هذا الموقف الفاتر إقليميا ودوليا وعدم اتصال الزعماء بالطمأنة على صالح ربما يكشف عن أن المجتمع الدولي والإقليمي قد طوى صفحة العهد الصالحي في اليمن، وغسل يديه من الاعتراف بحكمه كرئيس للبلاد...

ــ يقول البعض إن البوصلة ضاعت على أحزاب اللقاء المشترك خلال الفترة الأخيرة إذ بدت كالحيران لا تدري ما ذا تفعل، كيف تنظر إلى أدائها؟ وهل أضاعت بعض اللحظات التاريخية التي أفلتت منها في أكثر من مرة؟

لا أتفق مع من يقول إن البوصلة ضاعت عن قيادات أحزاب اللقاء المشترك خلال الفترة الأخيرة، بالعكس أدارت هذه القيادات بالمجمل الصراع الثوري بحنكة ومهارة سياسية ممتازة، ولم تكن في أي محطة من محطات المسار الثوري خارج الفعل، وصناعة الأحداث، كما ظلت وفية لاستراتيجياتها الرامية إلى التغيير.. المشكلة أن منطق الثوري يختلف تماما عن منطق السياسي، لذلك قلتُ سابقا إن هذه المرحلة نحتاج إلى (سياسي ثوري) أو (ثوري سياسي).. أما في المراحل السابقة كانت الساحة لا تقبل إلا الثوري الراديكالي.. والسياسي الثوري أو الثوري السياسي هو من يحافظ على وهج الثورة وألقها، في ذات الوقت يسعى لانتزاع اعتراف المحيط الإقليمي والدولي بالثورة، وهذا المسعى ساحته أو مجاله ليست ساحات التغيير وميادين الحرية إنما مجالها النشاط الدبلوماسي، ومن الطبيعي أن أي عملية ثورية تكملها وتكللها عملية سياسية.. يدعمها ويسندها الفعل الثوري في الساحات والميادين..

وبرغم هذه الرؤية فإن لديّ تحفظات ونقدا قد يكون في بعض جوانبه قاسيا لأداء قيادات المشترك الذين لا نشك بإخلاصهم للثورة وصدق توجههم لاستكمال مراحلها..ربما بسبب تركيبة الأحزاب في كل الدنيا التي تحمل وظيفة محافظة وليست ثورية، ثورية هنا بمعنى التغيير الجذري، فهي تتحرك في إطار النظام القائم وتتحرك وفق سقفه التشريعي والقانوني، ولما تبدأ بفعل ثوري يستهدف النظام تجد نفسها خارج مشروعية النظام.. على كل حال للأحزاب منطقها وظروفها التي ينبغي أن نتفهمها، وعلى تلك الأحزاب في المقابل أن تتفهم أن للثوار منطقهم الراديكالي الذي ينبغي أن يكون مساعدا ومكملا لإنجاز نجاح الثورة..

ــ فيما بين منادٍ بحل المؤتمر الشعبي الحاكم ومحاكمة رموزه على غرار ما فعله ثوار مصر وبين من يدعو إلى التسامح والتوافق السياسي بين مختلف الأطراف السياسية ومن بينها المؤتمر، ماذا ترى؟

أؤمن دائما بحق الآخرين في البقاء وتركههم للرأي العام ليحدد مصيرهم، فالحكم للجماهير الشعبية، وموضوع مصير المؤتمر الشعبي يجب أن يترك للإرادة الشعبية، والمؤتمر الشعبي بالمناسبة ليس حزبا بالمفهوم العلمي، هو تكتل مصالح، كالطفيلي، أو العليق، يقتات من دم الدولة، وعند فطامه وفصاله عن ثدي الدولة ستجده كأن لم يكن.. فباعتقادي لا داعي لطرح مثل هذه المسائل الآن..أنا لست مع حل أي حزب أو إقصاء أي تيار.. والمؤتمر يمكنه أن يعمل في عهد الثورة كغيره من الأحزاب والتيارات، لكن من المهم أيضا أن تقوم الثورة بعملية فصل دائمة بين الأحزاب وخاصة الحاكمة وبين أجهزة ومؤسسات الدولة..هذا هو المهم، وبعد ذلك فليتنافس المتنافسون.. لا يمنع ذلك من مبدأ محاكمة الجناة ومرتكبي جرائم قتل وتعذيب المعتصمين، فهذا المبدأ لا مساومة عليه، ولا تنازل عنه..

ــ يقول البعض إن التنافر السياسي بين مختلف مكونات الثورة سيلقي بظلاله ـ حتما ـ على مرحلة ما بعد الثورة وهو ما سيحول البلاد إلى فصل آخر من الحرب كما يقولون.. ما ذا ترى؟ وهل ترى أن هذه المكونات ستتجاوز خلافاتها السابقة؟

في اعتقادي.. التنافر السياسي هنا أمر طبيعي، فهذه الثورة شعبية بامتياز، ضمت في جوانبها كل فئات الشعب وقواه السياسية والاجتماعية، وهذه الثورة اليمنية هي الثورة الأولى التي طالما حلم بها آباؤنا الأوائل من الثوار، وهي ثورة تصحيحية أيضا لثورتي سبتمبر وأكتوبر، اللتين لم تنجزا كامل أهدافهما، ووقعتا فريسة الضباط والعسكر ومشيخ القبائل وكادر الحزب الواحد، اليوم هذه الثورة هي الأولى التي تنطلق شرارتها وسط الجماهير الشعبية البسيطة، ولحقتها بعد ذلك النخبة المشيخية والعسكرية والحزبية، بينما في الماضي عرفنا ثورات يخططها وينفذها نخبة؛ إما عسكرية أو مشيخية أو حزبية ثم تبحث عن مؤيد لها من الشعب، أما هذه الثورة العظيمة فقام شعب بكامل ألوانه وأطيافه واتجاهاته وانتماءاته السياسية والفكرية والجهوية والمذهبية..

وثورة بهكذا حجم وصورة من الطبيعي أن تشهد تباينات واختلافات وسجالات في صفوفها، فإذا كانت الثورات في الماضي التي تقوم بها نخبة متجانسة من العسكر أو المشيخ أو الحزبيين عانت من الاختلافات بل الصراعات والاحتراب، فما تشهده الساحات من جدال وسجال أمر طبيعي وصحي، ولا داعي لتضخيمها، ولننتبه أن بقايا النظام العائلي ينفخ في هذه الخلافات ويشيع المخاوف ويحاول تعميقها بهدف تفكيك الثورة وهو ما فشل به بسبب وعي أسطوري لشباب الثورة المخلصين.. ثمة مزايدون ركبوا موجة الثورة أو هم بالفعل من المخلصين للثورة لكن وعيهم محدود وقاصر ولديهم استجابة لإشاعات ودعايات الثورة المضادة، ويجب عليهم أن ينتبهوا أن الثورة الشعبية سجلت سابقة في حياة الشعب، وأن من يحلم بحرف مسار الثورة فإن الشعب جاهز لتنفيذ ثورة أخرى، وبالتالي لا داعي للتخوف من الاختلافات في حال أدركنا أن ذلك صحي إذا جرى في إطار الحرص على تصويب مسارها ووفق لغة الحوار الراشد..

ــ ما هي أبرز الأخطاء السياسية التي وقع فيها الرئيس صالح خلال الفترة الماضية؟

أبرز خطيئة استراتيجية قاتلة بنظري كان سعيه توريث الحكم لأبنائه وأقاربه، وتحويل الدولة الناشئة مجرد مزرعة خاصة يعبث بها هؤلاء كما يشاؤون، وهو ما نبهه كثيرون في الماضي، لكنه لم يستمع لنصيحة الناصحين، وهذا الخطأ كان الصاعق الذي أسهم في تفجير الثورة، ولذلك فإن أهم معلم للثورات الشعبية العربية الراهنة هو استهدافها قلع واجتثاث مبدأ التوريث من المنطقة، وهو ما تراه في مصر وسوريا واليمن وليبيا..

وهناك أخطاء أخرى منها اعتماده واكتفاؤه في إدارة البلاد على التكتيك، والمناورة بأوراق لا تقبل المناورة، وإغراق البلاد ومفاصل الدولة وأجهزة المؤسسات التشريعية والتنفيذية والعسكرية والأمنية بالفساد وجعله هو المتسيّد والمتحكم بهذه الأجهزة والمؤسسات، واعتماده سياسة التحريش بين القوى السياسية، والإفراط في توزيع الوعود على حساب إمكانات الدولة.

ــ حتى الآن يعتبر موضوع المجلس الانتقالي الذي نادى به الثوار أمرا عائما ومشهدا غامضا، ترى هل المجلس الانتقالي هو الخطوة الثانية في مسار الثورة بعد "هلاك" الرئيس؟

موضوع المجلس الانتقالي ربما يكون ضرورة لما بعد المرحلة التي نعيشها الآن.. لكن عملية بناء وتأسيس المجلس الانتقالي الذي يحمل طابعا مؤقتا يحتاج إلى أداء سياسي راشد وسوي ومتحرر من ثقالات النظام الهالك..

- ثمة بوادر انفراج للتوصل إلى حل بالتوافق وعلى الطريقة اليمنية بدا في اليومين الماضيين ماذا ترى؟ وهل لذلك من تأثير سلبي؟؟

من الضروري أن نعرف أن لا عملية ثورية من دون أداءات سياسية ترافقها وتتبعها، ومن الضروري أن نعلم أن الثورة لن تستمر ثورة تعبوية طوال عمرها، فهي بحاجة بعد أن تحقق هدفها الاستراتيجي المتمثل برحيل النظام أن تباشر بعمل سياسي هادئ بعيدا عن اللغة التعبوية لبناء الدولة الجديدة، دولة العدل والحرية والمساواة والشراكة، واليمن أبهرت الدنيا بحكمة ورجاحة عقول أبنائها الثوار والسياسيين المناهضين للعهد الصالحي البائد، ومن الطبيعي أن تجري عملية توافق مع كل المؤمنين بالثورة سواء كانوا داخل النظام المتساقط، أو من خارجه، ولنتذكر أن هناك كثيرا من أنصار الثورة موجودون داخل النظام البائد، وهؤلاء حكمهم يدخل في المقولة (أولئك ممن يخفون إيمانهم)، لكن متى تكون عملية التوافق لها آثار سلبية؟؟ عندما تبدأ الأحزاب أو السياسيون الثوار بالتنازل عن ثوابت ثورتهم المتمثلة بالاعتراف بالثورة، وترحيل كامل النظام الأسري من الحكم، ومحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب، وإعادة الأموال المنهوبة إلى حزينة الدولة..

ــ بم تعلل تعاطف المملكة العربية السعودية مع علي صالح ونظامه إلى هذا الحد؟ وكذا المجتمع الدولي؟ وكيف تنظر إلى اليمن بعد رحيل علي صالح؟

من الطبيعي أن تتعاطف الرياض مع صالح، ليس بسبب قناعتها به، ولكن تركيبة نظام الحكم السعودي وطبيعته المحافظة، فإنه يقوم على رفض كل النزعات الثورية، ولقد سبق أن وقف مع نظام الحكم الإمامي البائد رغم خلافاته وصراعاته وتناقضاته معه، ووقف ضد تطلعات ثورة استقلال جنوب اليمن رغم أنه كان لا يرغب ببقاء الاستعمار البريطاني في خاصرته الجنوبية لأسباب خاصة.. هو لم يقف أبدا مع التطلعات السياسية الثورية للشعوب في أي بلد عربي أو إسلامي لأنه يرى في ذلك تهديدا لمصالحه ولمشروعية بقائه وهي رؤية في نظري خاطئة، وتسحب نفسها من أيام الحرب الباردة التي تجاوزتها المنطقة.. على كل حال لدى الرياض أجندتها واستراتيجياتها التي تخصها، لكنها كلما أمعنت في تجاهل تطلعات وآمال الشعوب والبلدان لاسيما اليمن الواقع في خاصرتها الجنوبية، وكلما راهنت على الأشخاص والواجهات، تخسر الكثير وبأحجام مضاعفة عما كانت تخسره في الماضي...

ــ فيما بين النظام الفيدرالي التام ونظام الحكم المحلي الواسع الصلاحيات تعددت وجهات النظر في تعيين نمط الحكم القادم.. ما الذي تراه؟

هذه وسائل، الهدف هو إيجاد دولة مدنية حديثة ذات نظام يحقق العدالة والمساواة والكرامة والأمن والشراكة في السلطة والثروة والقرار، ويؤدي إلى بناء يمن قوي ومزدهر وفاعل في محيطه الإقليمي والدولي فإذا كانت الفيدرالية أو غيرها ستحقق الهدف فلا شيء يمنع اعتمادها من خلال الحوار الراشد والجاد بين كل مكونات المجتمع اليمني..

ومن المهم هنا التأكيد على تحييد مؤسسة الجيش بقياداتها، ومؤسسة القبيلة بمشيخها عن الإدارة السياسية للدولة الجديدة، فهاتان المؤسستان برموزها القيادية لهما وظائف خارج إطار الهيكل الجديد للدولة، فالمؤسسة العسكرية مجالها الحدود والثغور وحماية السيادة الوطنية، والمؤسسة القبلية برموزها المشيخية دورها يتحدد في الشأن الاجتماعي الخاضع للإدارة السياسية المتحررة... وهو ما تعهد به القائد لعسكري اللواء علي محسن صالح والشيخ صادق بن عبد الله الأحمر بالالتزام به، مما يشير إلى وعي متقدم لرموز هاتين المؤسستين، ولإدراكهم كوارث تماهي وتداخل العمل القبلي والعسكري بالعمل السياسي للدولة التي كرسهما وعمقهما النظام الهالك..

ــ قدم بعض المثقفين صورة شوهاء عن الأديب أو المثقف في المجتمع والدور المنوط به في خدمة قضايا الأمة والانتصار لمطالبها، كيف تقرأ ما أقدم عليه بعض الزملاء والساسة في هذا الجانب؟ وما انعكاساته السلبية؟

حتى لا أتجنى على أحد، فإن دور المثقفين والأدباء في مجتمعهم دون المستوى المأمول المتمثل في استلام قيادة الحراك الاجتماعي، فلازال هؤلاء يراوحون أماكنهم، ويرتهنون في حركتهم على الاستجابة لأفعال القوى الاجتماعية التقليدية، ويتحركون وفق المحددات التي يرسمها لهم الساسة المنقطعون عن المحيط الثقافي.. ولا أخفي أني كنت أنتظر من بعض القامات الثقافية والأدبية نصا أو موقفا واضحا ومؤيدا ومساندا للثورة، كما عودونا في الماضي بمواقفهم المؤيدة والداعمة لثورة سبتمبر وأكتوبر!!

بالطبع لا أعمم هنا، فثمة مثقفون وأدباء وصحفيون كانوا ولازالوا منارات في إحداث هذا التحول العظيم في حياة المجتمع وأسهموا في قيادة الثورة والحفاظ على مسارها بعيد عن المواقف العدمية، والرؤية المزاجية، والتحركات العبثية.

Read more…


مصادر في المعارضة تتحدث عن حملة لتهريب أموال مسئولين في نظام صالح، وضبط 45 مليون دولار بحوزة مضيفة يمنية في المغرب

9270227268?profile=original

 

تحدث حزب يمني معارض اليوم الجمعة عما وصفه بعملية تهريب 45 مليون دولار ضمن عمليات سابقة لتهريب أموال مسئولين إلى خارج البلاد.

ونقل الموقع الالكتروني للحزب الوحدوي الناصري عن مصادر وصفها بالمطلعة "أن السلطات المغربية أوقفت مضيفة تعمل في الخطوط الجوية اليمنية ومعها مبلغ 45 مليون دولار".

وأضافت المصادر أن المضيفة التي تدعى" نعمة" تم توقيفها قبل ذلك في مطار صنعاء من قبل الأمن القومي " المخابرات" لمدة ساعة قبل إطلاق سراحها مع المبلغ الذي كانت تحمله.

وأشار الحزب إلى أن المبلغ المهرب يعود لمسئول كبير في الخطوط الجوية اليمنية سبق وهرب أسرته إلى المغرب.

وأضاف بأن هذه الحادثة تأتي في إطار حملة تهريب للأموال إلى خارج اليمن من قبل مسئولين في نظام الرئيس علي عبد الله صالح وصلت إلى نحو مليار دولار حسب وسائل إعلام المعارضة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


Read more…

Taiz

excellent interview by a woman. Doctor speaks in english - child goes from the village to Taiz, shot in the head. The republican guard searched the bus coming from the village to taiz. Then republican guard told driver he can leave. The republican guard shoots the bus by 15 bullets. Bullet went to the back of the child's head, exited at the front, brain part fell out but child was half alive. He died 3 hours later.  Child injured in his hand. Field hospital received 61 deaths. Another civilian, young man had a bullet in the hand from that bus.


Sanaa - protests

Economic situation from Apex consulting


Aden

women interviewer- we are going to look at abyan refugees in Aden, a situation few ask about. Official sources say they are 40,000 refugees. We want to shed some light on our brothers from Abyan in Aden and many fled to live in schools in Aden. We are going to interview some of the families staying in the schools. In the Sa3da school in Khormakstar Aden,  we meet head of the school,  the number of refugees is more than places we have. Man at 6 o'clock on friday, we woke up to bullets on our house and more shelling. Woman, there were shooting at us with everything.  2 planes they were firing everything @us. Other woman: we had to flee, without our headcoverings. Other woman- we ran from Zinjibar into car &they kept firing, even 5 minutes the car had to swerve. Man we, left aden are in Khoormaksr school.  NGO representative (male) - many refugees are put in schools, there isn't enough medication for all refugees, the state did not give medication to all the schools to all refugees, diabetes and other illness have medical needs,... etc. (more interviews there).  Other man, there is a not enough medical so we can't give to one person and not the other so we collect medication until we have enough to all then distribute. Woman, problem with toilets and sanitation. Most toilets are blocked. Some families ask families of neighboring houses if they can use their house to wash clothes and toilets. 
Sanaa interview with elderly protester in English

Mukallah escapees and Al-Qaeyda

Our list of names is up earlier. Meanwhile, the head of the prison was replaced shortly before the prison break http://www.almasdaronline.com/index.php?page=news&article-section=1&news_id=20960

Defected soldiers claim the head of the prison was changed because he refused to release the Al-Qaeyda prisoners. Gregory Johnsen says that on Al-Qaeyda forums jihadists have been wondering why there is no statement from Al-Qaeyda on Abyan.

Finally, Aden residents claimed that soldiers left many city checkpoints at this time and are afraid the government is positioning the city for Al-Qaeyda take over, as the AQAP take over of Zinjibar started with soldiers leaving checkpoints.

Is Saleh playing the Al-Qaeyda card to bully the United States to bring him back? This we do not know
Read more…

 A Jordanian woman -married to a Hadrami man- in Yemen claims her son was killed and his body kept by Central Security Forces who shot him. She was asked to accuse Al-Ahmar supporters of shooting him where she denied doing that. After 10 days of refusing to "cooperate" with the security forces, the body of her child was still kept in a fridge.


Video Translation:
My name is Nisreen Ahmad Hussien Ali Al-Khaledi, I’m 25 years old married to a Hadrami, I have two sons, Omar and Ahmad. We were going out of the house, I was the one driving, I had two female friends with me and my sons heading to Al-Jomhori Hospital because my son only had a fever and a sore throat. We went towards Kentucky round, it was a small turn, I wasn’t speeding and there are no reasons to shoot, but we were directly shot. I told the people in the car to put their heads down, we laid down to the point that we crashed into something. I raised my hand telling them, we’re a family and they were still shooting, I opened the door and then they stopped. They came towards me and I told them to hospitalize my son, they said.. I said why are you shooting us? What’s the reasons for you to shoot us? They said we did not shoot; it was Sheikh Al-Ahmar supporters who shot you. It was central Security. 
From 1:00pm to 1:30pm, half an hour, my son was bleeding and they did not hospitalize him. They said, “Say it was Al-Ahmar Supporters and we will hospitalize him” I said I won’t say except that central security were the ones who shot. After I took the central security guard’s weapon, and aimed it directly and said, you either hospitalize my son or I will shoot you instead of him. He then had to take my son, but it wasn’t him who hospitalized my son, he put him in a taxi car, and they searched us all, me and my friends and my son and the car. I got to the hospital and they said, your son is in the operation room, and of course my son is already in the fridge because he had been bleeding for half an hour, he had three shots in his stomach and one in his shoulder. I’m wondering, why are they shooting without any reason? Why was my son killed without any reason? I’m demanding.. my son.. even in the fridge, I don’t think there is a body, we didn’t bury him, it’s been 10 days since last Monday until today and we demand to bury him and that’s all. I received a call from a private number, asking me to deny during the investigation in Nasr Police Station that I said Central Security were the ones that shot us. I saw death, I’m not scared of death, I will not deny and say that Al-Ahmar supporters did it, I didn’t see Al-Ahmar supporters, I saw central security aiming at us directly; they left my son bleeding for 30 minutes until he died, then brought us a taxi. 
I ask King Abdullah to help us, and I also ask the Yemeni people to stand by me because I am a mother of a martyr without knowing the reasons.
My dad and mom came from Dubai the third day, his dad and his uncles came the second day directly from Saudi. All we asked for is to bury him and it was normal, but also for the body to disappear, I will not stay quiet.
Father Speaks:
A child in the fridge, since last Monday, June 7th until now, June 14th, where is childhood? Childhood care? Where is the government? I direct my message, if the internal government, the Yemeni government does not give me equality, I demand international equality from America and Saudi Arabia because I live there. Because it knows Allah’s limits and Islam, and knows that this thing is not accepted by Allah the Almighty. 
 Message to Hadi: To give care to this situation and to realize and care for the hearts of the mothers, and to bury the child. If there is a right, we will demand it to know what the case is, what this story is, what happened and why it happened to the martyrs’ mother. We don’t know anything, the child is in the fridge and we’re not doing anything nor are we working or anything and trying to get an answer.
Read more…

 

9270227268?profile=original

 

An official document revealed hundreds of billions of riyals that have been withdrawn from Central Bank of Yemen as additional expenditures during the last three months (first quarter) this year.

The letter by Noman Al-Suhaibi, Minister of Finance confirmed that the amount of 135 billion riyals have been withdrawn on the overdraft from the Central Bank of Yemen.

The value of the government indebtedness of the Central Bank reached 609 billion riyals.

The excess in the actual budget implementation for January-March period reached 116.6 billion riyals;Oil derivatives support reached 159 billion riyals; government procurement of cooking gas during March-April reached 5.6 billion riyals.

The letter was addressed from Minister of Finance, Noman Al-Suhaibi to the Prime Minister, Ali Mujawar reveals the extent of tampering with the public money during the last period of time and the seriousness of the economical situation is because of these irresponsible practices. Al-Suhaibi assured in his letter that the shortage that is happening now cannot be dealt with or accepted; what is happening is a financial burden complicates the situation to its complexity.

- Withdrawal of 135 billion riyals overdraft from the Central Bank of Yemen.
- Total government debt of Central Bank of Yemen reached 609 billion riyals.
- Actual budget implementation for January-March period reached 116.6 billion riyals.
- Oil derivatives support reached 159 billion riyals.
- Government procurement of cooking gas during March- April reached 5.6 billion riyals.

Total: 866.2159 billion Yemeni riyals

F3F_1.JPG

 

f36B_22.jpg





Document Text:

Dated: 24/4/2011

Dr. Ali Mohammed Mujawar
Prime Minister

After greetings:
Subject: Report on the most important indicators of public finance

Referring to the above subject and to your guides regarding the raising allowances of the state officials and the economical units

I am pleased to introduce to you this summarized report that shows the most important financial indicators up to date which highlights the seriousness of the continuity of the situation but exacerbated in case of any additional financial burdens as indicated by the following numerical indicators:

1. The net cash budget deficit planned for this year is 316 billion riyals and by 4% of the gross domestic product.

2. The additional burdens as a result of the decisions on the implementation of the third phase of the strategy of wages and salaries and the implementation of the new cases of social welfare and employment rate 25% of the graduates and the allowances for the period of 2005-2010 will be as followed:

A. The impact of implementing the third phase of wages and salaries (for the months of February, March and April).
- Carried out to date (February, March, April months) amount of 29.6 billion riyals.
- Expected until the end of the year, amount of 108.7 billion riyals.

B. Estimated annual cost of social welfare cases (500 cases) amount 22 billion riyals.

C. Estimated cost to accomodate 25% of the graduates + direction to 60 thousands degrees, 36 billion riyals.

D. The cost of the annual bonuses for the state employers and ecnomical units for the period of 2005-2010 amount of 79.5 billion riyals.

3. Through the effective implementation of positions for  th period of January/March 2011, refelect the following:

A. Overdraft from Central Bank of Yemen to date reached 135 billion riyals.

B. Total government debt of Central Bank of Yemen to date reached 609 billion riyals.

C. Amount of 26 billion riyals was taken out of the treasury bills (withdrawn); this is the expense of new additives.

D. Amount of 18 billion riyals was settled in return to the benefits of a stage from last year, and this as well counts as an added expense.

E. The acutal balancing budget for January/March period reached 116.6 billion riyals; a net deficit of about 16 billion riyals.

4. Oil derivatives support until the end of March reached about 159 billion riyals.

5. Government procurement of cooking gas during March/April period reached 5.6 billion riyals.

6. On the resources side, the situation is as follows:
- The deficit in oil revenues as a result of the pipline bombing on March 14th 2011 around 2.5 million barrels, estimated 100 dollars per barrel. The deficit will be 250 million dollars equivalent of 53.5 billion riyals to date.
- The deficit in cooking gas revenues of 84 thousand tons, a rate of two thousands metric tons per day with an estimated value of 84 million dollars equivalent to 18 billion riyals.
- The deficit of fiscal resources, customs and the governments share in profits during January/March period reached 53.5 billion riyals.

From the above you can see that the deficit could reach 1,184,436 million riyals during the current year, at a rate of 14.1% from the gross domestic product as described in the attached table.

It is a deficit that can not be dealt with nor accepted.

Mr. Prime Minister,

The average monthly sales of the government from crude oil about 3 million barrels and on an average price of $100 per barrel in a cost of $300 millions which is 64 billion riyals. While the monthly average support of petroleum products reached 68 billion riyals, which means that the government needs to support all of the oil derivatives with the full amount of crude oil produced from the gas sector. In addition to four billions from the Central Bank of deficit. Whereas the income (non-oil) does not cover the salaries and wages in the current situation, how would it be in the case of bounces under these conditions?

Mr. President,

In terms of our commitment to reduce the seriousness of the growing budget deficit to the extend that it can not be said to their sustainability, it is necessary to put you in the picture to be aware of the matter and we are confident of your desired care on the city to maintain the sustainability of public finances and not be allowed to add any new financial burdens that could add complications to its complexity.

Please accept my sincere regards,

Noman Tahir Al-Suhaibi
Minister of Finance

Read more…

9270275453?profile=original

 

LONDON (Reuters Life!) - Britain's Queen Elizabeth awarded her husband Prince Philip a new title as a 90th birthday present on Friday as he announced he would be winding down his activities after decades of official engagements.

Philip, renowned for his blunt talk and unguarded off-the-cuff remarks, spent his birthday as he has much of life performing duties in his role as the queen's consort following their marriage in 1947.

"It's a normal working day for him. There's no celebration as such," his spokeswoman said, although a military band played Happy Birthday outside Buckingham Palace and there was a 62-gun salute at the Tower of London.

To mark the occasion, his wife conferred the office of Lord High Admiral, the titular head of the Royal Navy, to Philip who served in the navy during World War Two, took part in the Allied landings in Sicily and was in Tokyo Bay when the Japanese surrendered in 1945.

Despite being a near constant companion at the queen's side during her long reign, the still sprightly prince has rarely sought the limelight himself.

His birthday will be in keeping with that low-key style; he held a reception to mark the centenary of a charity for the deaf and in the evening he will chair a conference for senior British military figures followed by a dinner.

Philip is now the longest-serving consort and oldest-serving spouse of any British monarch and during those years he has supported hundreds of charities and causes.

However, in an interview with the BBC to mark his birthday, he said he would be stepping back from his official duties.

"I reckon I've done my bit so I want to enjoy myself a bit now, with less responsibility, less frantic rushing about, less preparation, less trying to think of something to say," he said.

"On top of that, your memory's going -- I can't remember names and things."

It is for such direct comments and gaffes that Philip is best-known.

He once told British students in China: "If you stay here much longer, you'll be slitty-eyed" and asked Aborigines in Australia if they still threw spears at each other.

Prime Minister David Cameron said Philip had always done things "in his own inimitable way, with a down-to-earth, no-nonsense approach that the British people I believe find endearing".

While Philip has spent his life in the shadow of the queen, there is one place where he outshines his wife -- on the south Pacific island of Tanna in the Vanuatu group, where the locals worship him as a god.

(Editing by Paul Casciato)

Read more…
9270227268?profile=original

June 07 2011 02:30

 

 كشفت مصادر أميركية مسؤولة الثلاثاء عن ان 40% من جسم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أصيبت بحروق فضلاً عن توقف إحدى رئتيه عن العمل جراء إصابات لحقت به في هجوم استهدف المسجد الرئاسي، يوم الجمعة الماضي.ونقبت شبكة "سي ان ان" الأميركية عن المصادر قولها ان 40% من جسم صالح محروق فضلاً عن توقف إحدى رئتيه عن العمل جراء إصاباته في الهجوم، الذي قال دبلوماسيون غربيون ان قنبلة تسببت به وليس هجوماً من الخارج

وأوضح الدبلوماسيون ان التحقيقات اليمنية الراهنة "تركز على ان ما حدث وقع داخل المسجد" وليس بسبب هجوم بواسطة صاروخ أو قذيفة.وقال مصدر دبلوماسي عربي مطلع على الحالة الصحية لصالح ان إحدى الشظايا تسببت بجرح عمقه سبع سنتمترات.يشار إلى ان الغموض يكتنف الحالة الصحية للرئيس اليمني، الذي خضع لعمليتين جراحيتين في السعودية، التي قصدها للعلاج من الهجوم الذي اشتبه بوقوف أنصار زعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، خلفه، وقتل فيه 10 أشخاص

وكانت مصادر دبلوماسية غريبة كشفت لل"سي ان ان" ان صالح خضع لجراحة في الرأس بينما قال مسؤول أميركي كبير للشبكة طلب عدم الكشف عن اسمه ان الرئيس اليمني أصيب بشظية وأصيب بحروق بالغة في الوجه والصدر، إلاّ أن مدى تلك الإصابات ما يزال غير معروف.ولفت مصدر أميركي آخر إلى ان الرئيس اليمني يعاني من إصابات بالغة، موضحاً "إنها ليست بالإصابة الطفيفة... أصيب بشدة".وعقب المسؤول، الذي لفت إلى انه لم يتلقى آخر مستجدات الحالة الصحية للرئيس اليمني، قائلاً "لم يتضح بعد إذا ما كان سيعود لليمن ومتى.. انه تحت ضغوط سياسة كبيرة".وذكر المصدر بأن القائم بأعمال الرئيس في اليمن عبد ربه منصور هادي، "ليس لاعباً على المدى الأبعد.. بل يسير أعمال النظام بالرغم من انه قد يكون مرشحاً في أي انتخابات مستقبلية في فترة ما بعد صالح".وأفاد بأن الجيش اليمني يقف خلف الحكومة اليمنية إلا أنه رفض التكهن باستمراره على موقفه هذا.

Read more…
Ottawa International Poets and Writers for human Rights (OIPWHR)