Un oiseau perdu entre Ramallah et la merIl cherche l’adresse d’un chasseurPour qu’il soit tuéAmour fatalJe veux que tu sois licite et illicite tout à la foisAmour fatalJe veux que les amoureux disent qu’on aime sans fin !Il en trouve un puis deuxMais les deux chasseurs pour luiSe sont entretuésAmour fatalJe veux me donner en offrande que personne n’a jamais faite à part moiAmour fatalJe veux me sombrer dans un lac pour une balade avec toiAlors il décide de continuerSa rechercheDans la contrée la plus éloignéeAmour fatalJe veux que tu pénètres les cœurs de bon aloiAmour fatalJe veux que tu effaces tout autre amour en tout endroitIl en trouve un puis deux puis troisMais pour lui les trois chasseursEux aussi se sont entretuésAmour fatalJe veux croire à ton impossible exploitAmour fatalJe veux ne pas croire à ton possible « pourquoi »Il ne trouve pas de chasseurs ni chassésSeul dans le monde et le monde n’est pas à luiTout le monde l’a abandonnéAmour fatalJe veux que tu sois d’un autre temps parfoisAmour fatalJe veux que le temps ne soit pas le temps pour toi.Read more…
APRAXIEأبراكسي مفردة تعني العمه الحركي، والعمه الحركي يعني فقدان القدرة على الحركة المتسقة، وهذا ما يصاب به اليوم الإنسان العربي، يريد أن يتحرك، فيتحرك دون اتساق، ولا يعرف إلى أين يذهب، ولا كيف يذهب، ومن لا يتحرك دون اتساق يتعرض للسقوط في أية لحظة، فهو إذن في وضع غير طبيعي، كل عالمه غير طبيعي، البيت والعمل والمؤسسة، وكل عمره غير طبيعي، الطفل والمراهق والبالغ، والأخطر من كل شيء الوعي غير الطبيعي كجزء من التمثل، وكانعكاس للواقع، لأن العمه الحركي في مثل هذه الشروط يمكن له أن يصبح عمها حركيا للرؤية وللحكم على الأشياء وللتعامل مع الغير، ويمكن له أن يؤثر في الوقت، وفي التاريخ، وفي الحضارة، فيفقد الزمان حركته المتسقة، ويغدو المكان كتلة صماء أو مساحة من المساحات وقد انسلخت عنه صفاته المرتبطة باللغة والهوية والقيم التي هي وعود دوما لا تتحقق. هذا الوضع الكارثي كما أصفه لأنه من وراء ما يدعى بالتخلف عندنا وبالدكتاتورية وبالاحتلال تحت كل أشكاله ليس جوهريا وإنما ثانويا وإن اتخذ أو عُمل على أن يتخذ صفة الجوهر لتأبيد دعس الشعوب العربية، هذا الوضع الكارثي هو وضع مؤقت على الرغم من شراسة مظاهره ثقافيا وسياسيا وإعلاميا، وفيما يخص مشروعي مؤتمر بال للعقل الفلسطيني من أجل تأسيس الدولة الفلسطينية كما نريدها نحن قد عبر عن تخلخل ركائزه، لأن من يتهجم على وطنيتي أو على طاقاتي أو شهاداتي (آخر المتهجمين عليّ الثري صاحب البنك التجاري الأردني ورجل الأعمال المعروف ميشيل الصايغ)، من يهزأ من تحرير فلسطين في مؤتمر، من يشيع استحالة عقده، وإن عقد استحالة تحقيقه لما يرمي إليه، من يقاطع الحملة من أجله، ومن الذين يعانون من عباس أو يعانون من الإخوان المسلمين، من يهاجمه من الذين يهاجمون في الوقت ذاته عباس أو الإخوان المسلمين، من ينظر إليه وكأنه أمر يهم أهل القمر أو المريخ، ومن لا ينظر إليه على الإطلاق لأنه في ظنه جزء من الساخر العام أو من غث الكلام والشطارة في الكلام دون عمل... كل هذا تأكيد للعمه الحركي العام الذي يجرف الإنسان العربي والعالم العربي، ليحمل هذا المؤتمر على عاتقه فجأة مهمة أخرى إضافة إلى مهمته الأساسية ألا وهي تمكين الناس وخاصة ناس البنى الفوقية من التحرك باتساق ووضع حد للعمه الحركي الحالي.كل بداية صعبة دوما، وعلى كل بداية لمشروع يرمي إلى التغيير الجذري والشامل ألا تبقى بانتظار رد فعل الدول العظمى عليها لا ولا الدول الصغرى، لهذا على الأقلام أن تسير في عكس حركتها الآن، أن تسير في حركتها الطبيعية، وأن تأخذ بالكتابة عن مشروع بال وعن خطتي للسلام، فكل ما يكتب اليوم لا طعم له ولا فائدة منه، كل ما يكتب عبارة عن تعبير للعمه الفكري، وكل ما يكتب عبارة عن تأكيد للسائد الرسمي، الصائح مما يكتب أو المنافق، كل ما يكتب يسارا –ما أجمل هذه الكلمة في وضع صحي- هو يمين وتثبيت للصولجانات العربية تثبيت للقائم، تأبيد لوضع مصطنع يراد له أن يكون على أكتافنا صخرة سيزيف وضفة تعبيد وقطاع تركيع وقاهرة كل الشعوب العربية.Read more…
Then Almitra spoke again and said, 'And what of Marriage, master?'
And he answered saying:
You were born together, and together you shall be forevermore.
You shall be together when white wings of death scatter your days.
Aye, you shall be together even in the silent memory of God.
But let there be spaces in your togetherness,
And let the winds of the heavens dance between you.
Love one another but make not a bond of love:
Let it rather be a moving sea between the shores of your souls.
Fill each other's cup but drink not from one cup.
Give one another of your bread but eat not from the same loaf.
Sing and dance together and be joyous, but let each one of you be alone,
Even as the strings of a lute are alone though they quiver with the same music.
Give your hearts, but not into each other's keeping.
For only the hand of Life can contain your hearts.
And stand together, yet not too near together:
For the pillars of the temple stand apart,
And the oak tree and the cypress grow not in each other's shadow.
Read more…
قديماً قال كعب بن زهير:
ما أرانا نقول إلا رجيعاً
ومعاداً من قولنا مكروراً
وقبله قال عنترة العبسي في مطلع معلقته الجاهلية:
هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم
وفي البيتين إشارة إلى التشابه في المعاني، وأحياناً الألفاظ، الذي نصادفه من حين إلى آخر بين أبيات وقصائد شعراء مختلفين.. وكان أسلافنا أحياناً يتحدثون عن “سرقات أدبية” لم يسلم من التهم بها حتى أمثال المتنبي، وأصبح المعاصرون يفضلون أن يتحدثوا عن “التناص” بدلاً من تهمة “السرقة”.
وقد نشرت لي عام 2004 دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة كتاباً بعنوان “بين قصيدتين” يتناول التشابه بين بعض القصائد العربية وأيضاً بين بعض القصائد العربية والأجنبية ربما من دون معرفة سابقة للشاعر المتأخر بالنص المتقدم. والصديق الشاعر محمد بن مسعود دأب منذ فترة طويلة على المقارنة في مجلة “جواهر” التي تصدر بدبي على المقارنة بين نص شعري فصيح ونص شعري نبطي في كل عدد من المجلة الشهرية.
ومؤخراً اطلعت على ترجمة إنكليزية لقصيدة بعنوان “عربة الحياة” للشاعر الروسي الأشهر الاسكندر بوشكين المولود بموسكو عام 1799. وقد قتل بوشكين في مبارزة للدفاع عن سمعة زوجته عام 1837 وعلى الرغم من أنه لم يعش سوى 37 سنة فما زال أشهر شعراء روسيا حتى اليوم.
والقصيدة من ترجمة أي برجز ونشرت في كتاب في عام 1997. تقول القصيدة:
عربة الحياة
على الرغم من أن لها صريراً أحياناً بسبب الحمولة،
تظل عربة الحياة تجري من دون اهتزاز يذكر
يجري بنا الوقت الرمادي طوال الطريق
فهذا السائس لا يبرح كرسي القيادة أبداً
نصعد إلى العربة عند الفجر
مليئين بالشيطنة وصرخات الابتهاج
رافسين الحياة الخاملة بازدراء
ونحن نهتف: “هيا تحرك، هيا اسرع”!
ولكن عند منتصف النهار نكون قد فقدنا الحماسة
وشعرنا بالعربة تهتز وترتجف
المرتفعات مخيفة، والوديان السحيقة تصيب المرء بالدوار
فنهتف: “هدئ السرعة، أيها الأحمق”.
وتمضي العربة حول المنعطف
وبحلول المساء نكون قد تعودنا على وتيرة السير
وبرأس محني من الشعور بالنعاس نمضي إلى آخر الرحلة
وعربة الحياة تساق من دون توقف.
وهناك قصيدة بعنوان “المرتقى” أو صعود الطريق للشاعرة الإنكليزية من أصل إيطالي كريستينا روزتي المولودة بلندن عام 1830 والمتوفية فيها عام 1894 تتناول موضوعاً مشابهاً.
وروزتي تنتمي إلى عائلة شهيرة في عالم الأدب والفن وأخوها الأكبر دانتي جبرائيل كان من مؤسسي حركة “أخوة ما قبل رفائيل”.
والقصيدة تتكون من ثمانية أسئلة وأجوبة وتقول:
المرتقى
هل تلتوي الطريق في صعود كل المسافة؟
نعم، حتى أقصى نهايتها
هل ستستغرق رحلة اليوم، اليوم بكامله؟
نعم، من الصبح إلى الليل
ولكن هل يوجد مكان للاستراحة في الليل؟
نعم، سقف عندما تهبط ساعات الظلام ببطء
هل يمكن للعتمة أن تحجبه عن ناظري؟
كلا، لا يمكنك أن تخطئ ذلك النُّزُل
هل سألتقي فيه بمسافرين آخرين في جنح الليل؟
نعم، أولئك الذين سبقوك
هل عليَّ أن أطرق أو أنادي عندما أصبح بمقربة منه؟
لن يتركوك تنتظر خارج الباب
هل سأجد راحة، أم أسافر في مشقة وضعف؟
سوف يكون المجموع حصيلة الجهد
هل ستكون هناك سُرُرٌ لي ولكل من يطلب؟
بالتأكيد، سرر لكل الذين يصلون.
فالشاعرة تتحدث عن رحلة الحياة والنزل ليس سوى الموت الذي ترى الشاعرة أنه يجمع بين الموتى ويكون الحساب حسب حصيلة الجهد، أي العمل في الدنيا أو رحلة الحياة.
وبعد القصيدتين الروسية والإنكليزية دعنا ننتقل إلى قصيدة عربية معاصرة بعنوان “في المركبة” للشاعر اليمني الدكتور محمد عبده غانم المولود في عدن عام 1912 والمتوفي بصنعاء عام 1994 وهناك مثواه الأخير رحمه الله. وهي قصيدة أشاد بها عدد من النقاد منهم الدكتور عبدالعزيز المقالح وترجمها إلى الإنكليزية الدكتور غازي القصيبي وآن فيربانك. وتقول القصيدة:
في المركبة
قفي بي قليلاً، قفي بي قليلاً
قفي بي فإني أريد النزولا
مُرِي عجلاتك ألا تدور
وأن تتوقف حيناً ضئيلاً
ولو ساعة في الزمان الطويل
وإن أوشكت ساعهُ أن تزولا
قفي بي فإني أريد المسير
علي قدميَّ أشق السبيلا
لقد سئمت قدماي الركوب
فما أن تسيران دونك ميلا
ولِمْ نتلازم طوال الطريق
ألا نتفارق حتى قليلا
أما من رحيل بدونك حولي
كرهت لأجلك هذا الرحيلا
أمركبة أنت حتى أقول
قفي بي أم ليس لي أن أقولا
أمركبة أنت أم أنت سجن
أعاد الرحيل ضياعاً طويلاً
قفي بي أفكر في رحلتي
وأطلب إن شئتُ عنها بديلا
تقولين فكر خلال الرحيل
وهل شلَّ إلا الرحيل العقولا
قفي بي قفي بي ولو لحظة
لأرتاد في القفر ركناً ظليلا
وأسأل إن شئت إما الطيور
وإما الزهور وإما المسيلا
وإن لم أجدها فكانت سرابا
وكان البديل يباباً وبيلا
أو ارتدتها فوجدت الجواب
لديها، وإن أسعفت، مستحيلا
نواصلْ مسيرتنا ـ إن أردتِ
وإن عدتِ سجناً وعدتُ النزيلا
فالقصائد الثلاث تُشبِّه الحياة برحلة في عربة تواصل مسيرتها على الرغم من إرادة الراكب، وهو هنا الشاعر أو الشاعرة. وأغلب ظني أن (دورتي( لم تطلع على قصيدة بوشكين ولا اطلع غانم حسب علمي على القصيدتين السابقتين ولن أستغرب إذا اكتشفت أن هناك قصائد أخرى ومن لغات مختلفة تتحدث عن الحياة كرحلة في عربة لا تتوقف.Read more…
Quebec and New Brunswick have reached a proposed deal that would see Hydro-Québec buy the majority of NB Power's assets for $4.8 billion.
New Brunswick Premier Shawn Graham and Quebec Premier Jean Charest announced the historic deal in Fredericton on Thursday, concluding a week of speculation.
The deal is contingent on legislative approval in New Brunswick.
It stipulates that Hydro-Québec would take over the majority of New Brunswick's generating stations for $4.8 billion, which represents the equivalent of NB Power's debt.
Additionally Hydro-Québec would freeze residential power rates in New Brunswick for five years. During the same time, large industrial rates would be lowered to the power prices offered to the same customers in Quebec but they would not be frozen. That component of the deal is worth an estimated $5 billion to NB Power customers.
'Big winners'
"Taxpayers and ratepayers are the big winners today. NB Power's $4.8-billion debt will no longer be a risk for our future generations," Graham said in a prepared statement.
"And ratepayers would see reduced rates to an extent that would have been impossible for NB Power as a stand-alone entity."
Charest said at the news conference that the region's geography made the deal make sense considering the desire to tap into the power-starved U.S. market.
Both premiers used the news conference to address the criticism of Newfoundland and Labrador Premier Danny Williams, who said the deal could hinder his province's ability to transmit its hydro power into the United States.
Charest said he supports open markets and Quebec is eager to work with other provinces.
"The real question for Canadians is this, it isn't whether or not one [province] is succeeding better than the other. The real issue, if we have our eyes on the ball, is to the south of us, that is where things are going to happen," Charest said.
"The Americans need clean, renewable energy and they need a lot of it. And guess what, we in Canada are the ones that can supply it. And by doing that, we can make our environment better and we can enrich our respective societies by doing so. There is a condition though, we have to learn to work together."
Now that the proposed deal with New Brunswick has been struck, Charest said his province is negotiating with Prince Edward Island to sign a similar agreement.
Charest said there is no timeline on obtaining a similar deal with P.E.I.
No impact on Quebec power rates
After the five-year rate freeze is lifted, rates would rise based on New Brunswick's consumer price index. However, the price of any new generation needed in the province could be added by Hydro-Quebec.
Under the agreement, Hydro-Québec gains access to more than 370,000 customers and expects a return on equity of more than 10 per cent starting in the first year. The proposed deal will not have any impact on Quebec's power rates.
The proposed deal will wipe out NB Power's $4.8 debt, which is 40 per cent of the province's total debt. That debt will stand at $8.2 billion after the deal is approved.
New Brunswick will have to make legislative changes early in the new year as the agreement is designed to take effect on March 31, 2010.
3 stations retained by NB Power
Hydro-Québec will not take possession of three thermal generation stations: Coleson Cove, Dalhousie and Belledune.
The Dalhousie Generating Station will be shut down next year under the agreement, a decision that will be another blow to the northern town that has been reeling after a series of other closures in recent years.
"It's also very important for me to speak to the community of Dalhousie, which will see its generating station phased out," Graham said.
"We will stand by your community and we are already hard at work to find a variety of new opportunities for you."
David Hay, the president and chief executive officer, is expected to be in Dalhousie later on Thursday to discuss the impact of the deal with workers in the northern community.
New Brunswick will retain control of Coleson Cove and Belledune and will sell the power back to Hydro-Québec.
Also under the proposed agreement, New Brunswick's Independent System Operation will be rolled into Hydro-Québec. That will give control over the transmission lines in New Brunswick to Hydro-Quebec.
However, any utility or company that wants to use the transmission lines must bid for it in an open auction.
Source: CBC NEWS
Read more…
قدم للحوار: د. أفنان القاسم أجرت الحوار: أسماء الغوليخلط هذا النويقد بين تاريخ وتاريخ سلطة، التاريخ الذي هو عبارة عن دينامية بهزائمه وانتصاراته، وبين رواية ورواية سلطة، الرواية التي تتجاوز البنية الفكرية للكاتب وتستقل ببنيتها، ويجد له كرسيا مريحا في صالون النقد! يقول أحسن رواية وأحسن روائي وأحسن ناقد، فينصب نفسه حاكما فوق الجميع باحتقار لا مثيل له بينما لا يوجد الأحسن في كل هذا، توجد رواية جيدة أو لا، نقد جيد أو لا، لست أدري ماذا جيد أو لا، والدليل على هذا أمثلته: لقد انتقى "المتشائل" مثلا لأحسن رواية، وباقي أعمال حبيبي؟ والحكم، أليسه نسبيا؟ لماذا أنا أرى في هذه الرواية أسوأ ما كتب حبيبي؟ الدمج على أحسن وجه في المجتمع الإسرائيلي وليس المقاومة حسب دراج، ومن العنوان، فلا هو متشائم ولا هو متفائل، هو نصف الواحد والآخر في وحدة سيميائية وسياسية. وباقي الأعمال الفلسطينية التي لم يقرأها أين مكانها في كل هذا؟ روايتي عن ابن طفيل "أبو بكر الآشي" مثلا الصادرة بالفرنسية –هو يعرف الفرنسية- أقول هذا ليس ليقرأني هذا النويقد، ولكن مجرد عدم قراءته لهذا العمل أمر يزعزع حكمه بل محاكمته، فهو في كل نقده يُسْقِطُ كالقاضي حكمه دون استقراء لا للرواية ولا للتاريخ بل إسقاط، وإسقاط أيضا نموذجه النقدي جابر عصفور أو كمال أبو ديب لنظرته العربية إلى الرواية –لا أريد أن أقول نظريته فهو ينفيها- بينما هذا أو ذاك نموذج للنسخ الغربي والمسخ الغربي دون أن يدري أنه لا توجد نظرية عربية، ليس لأننا بلا تاريخ روائي كما يقول، ولا نظرية غربية أو غيره، هذا ما يعترف به الغرب صاحب التاريخ الروائي في الوقت الحالي، وهو يعيد النظر في كل شيء بعد أن استهلك كل شيء، واستنفد كل شيء، فيما يخص الخطاب بشكل عام، فلسفي، اجتماعي، نفسي... وليس الخطاب النقدي فقط. هناك نظرية تحبل بها كل رواية، بمعنى أن لكل رواية نظريتها، وأعني بذلك استيعابها لأدوات النقد مهما تعددت، مما يؤدي إلى نقض كل نظرية. الكليشيهات الجاهزة لفيصل دراج في كل حديثه وكأنه يحفظ نصا مدرسيا عن ظهر قلب دليل آخر على ابن الصالون وابن النظام، لهذا تفتح له الجرائد العربية صفحاتها دون رقابة، ويذهب إلى المؤتمرات العربية دون عقدة، ويُحتفى به كأي ناقد من نقاد الأنظمة العربية الرسميين، ويأتي هنا ليتكلم عن مقموعين وصوت مضطهدين. لنقرأ بتمعن وحذر ما يقول...الرواية جنس أدبي كوني يجمعه النثر والتمرد على الواقع والخيال، انطلاقاً من الايمان بالانسان دون حصره بدين أو هوية، فكيف قادك إليه النقد، وتورطت فيه، خاصة أنه يعتبر من الدراسات غير المشجعة والمتطورة في العالم العربي؟اخترت المجالاخترت المجال لأني درست الفلسفة، ولكن دراسة فلسفية في مجتمع ما تحتاج إلى قارئ مهتم فعلاً بالفلسفة، وهذا القارئ غير متوفر، إضافة إلى أن الرواية نوع من الكتابة التي تتضمن جميع أشكال النقد، وتتيح للناقد معالجة جميع المواضيع بما فيها السياسة، انطلاقا من الكتابة.وأعتبر أن كتابة الرواية تجاوز للرقابة، وأنا أسميه المكر الروائي الذي يتيح للروائي التحدث عن وجوه الحياة المختلفة، وتختصر فيها جملة من المعارف كعلم الاجتماع والفلسفة، وهذه العلوم صعب جمعها في النماذج النقدية المقدمة من قبل العالم العربي، لأنهم يعتقدون أن النقد ينطلق من الرواية ذاتها، إلا أن النقد ينطلق من فلسفة شاملة وبنية ثقافية كاملة.النقد بين المحاكاة والقديمكنت دائماً تقول إن خلق نظرية نقدية للرواية العربية هو مجرد شغف مدرسي يدرك مسبقاً أنه غير قابل للتحقق، ذلك أن الإبداع يفيض على موت الثابت، فكيف ترى الإرث النقدي العربي في ظل تلك المحاولات الدائمة من الشغف المدرسي؟النقد الأدبي العربي الحديث بدا متأثرا جدا بالاتجاهات النقدية الأوروبية بدليل أن الفلسطيني 'روحي الخالدي' حين وضع كتابه 'علم الأدب بين هوغو والعرب' بدأ مباشرة بالافصاح عن ثقافته الفرنسية، ولاحقا ميخائيل نعيمة في كتابه 'الغربال' كان متأثرا بالثقافتين الأميركية والروسية، وأقام طه حسين منهجه على فلسفة ديكارت وصولا الى ماركسية لويس عوض ومحمد مندور وغيرهما.فالتفاعل مع الثقافة الأوروبية كان خصيبا ومخصبا، وكان تأثر النقد العربي بالثقافة الأوروبية ايجابيا، وأصبح هذا النقد عبئاً، ابتداء من أوائل سبعينيات القرن الماضي، حيث تحول التعلم من الغرب إلى محاكاة صماء تأخذ بقشور المناهج الأوروبية دون أن تنفذ الى العلوم الاجتماعية، ودون أن يكون هؤلاء النقاد 'المتأوربون' على معرفة حقيقية باللغة الشعرية والنصوص العربية.طبعا كانت هناك تطبيقات إيجابية بارعة لنقاد مثل جابر عصفور وكمال أبو ديب، لكن كثيرين حولوا هذا النقد إلى شكل من الكاريكاتير ومن الكلمات المعقدة الصعبة التي لا يدرك القارئ معناها، وهؤلاء النقاد لم يكونوا يدركون معناها الحقيقي.في حين في الاتجاه الآخر يعتبر النقد العربي القديم لا يفيد في مقاربة العالم الروائي ولا يمت بصلة له من قريب أو بعيد، وما هو قائم نوع من امتدادات النقد القائم على مدارس فلسفية تنتج من اتجاهات فلسفية وتحليل نفسي يستفيد من فرويد، وعلم لغة يستفيد من كتب علم اللغة ويطبقها، فهي نظريات جاهزة نستوردها بشك ميكانيكي دون الرجوع إلى جذور هذه النظريات والاستفادة منها.النظريات عالميةلو فرضنا أن النقاد تدارسوا الرواية ضمن سياقها الثقافي الخاص بها، وربطوا تحولات الرواية العربية بالتحولات السوسيولوجية العربية، في هذه الحالة هل من الصعب الخروج بنظرية نقد عربية أصيلة؟هذا السؤال يتضمن فكرة فيها نوع من الحصار، لأن النظريات تنتمي للعالمية وكل ما له علاقة بالإبداعات الحديثة مثل القصة والشعر الحديث له نظرياته وأنواعه الوافدة والمستقاة من الغرب، وحتى يكون عندنا نظرية، يجب دراسة الأشكال الأدبية الحديثة في علاقاتها بالتاريخ الثقافي الاجتماعي العربي الحديث، ويفترض معرفة حقيقة وجدية بالمدارس الاوروبية الفكرية في خصوصيتها ثم محاولة جدية لتطبيق هذه النظريات بشكل مبدع على الأعمال العربية، وقد يدفع هذا التطبيق المبدع الأديب العربي إلى الانزياح عن المعايير الاوروبية ويقترب من معايير مختلفة كثيراً لها علاقة بخصوصية عربية، لا علاقة لهذا على الاطلاق بامكانيات النقاد العرب بل بشكل الجامعات والمدارس والتربية المسيطرة، ففي بعض البلدان العربية التي فيها نوع من احترام المؤسسة الجامعية استطاعوا أن يقدموا شيئا متقدما مثل بعض النقاد المغاربة، وهناك من قدم دراسات مهمة مثل جابر عصفور وكمال أبو أديب، ويجب قراءة الأدب والنقد الأوروبي والعلاقات الثقافية الخاصة به، والاستفادة من المناهج الاجنبية في التطبيق دون تبنيها.هناك ناقد عنده ذاتية مبدعة ويتعامل مع الثقافة الاوروبية بشكل حر وطليق ولا ينقل إنما يستفيد، ويوصل إلى أشكال نقدية خاصة به، وهذا بالفعل يحتاج إلى ذاتية مبدعة دون عملية إظهار وتكرار وتطبيق ميكانيكي.لا يمكن استقاء نظرية تطبق على جميع أشكال الإبداع الروائي، كما أنه لا يمكن العثور على نظرية أوروبية قادرة على استنفاد جميع الأشكال الروائية العربية والنظريات، لكن من الممكن عبر قراءة رصينة لتاريخ الرواية العربية والنظريات الوصول إلى نوع من المنظور النقدي الذي يمكن أن يطبق على الرواية العربية.لا توجد نظرية جاهزة في الغرب، والأمر كله نوع من الحوار مع الرواية العربية التي لها خصوصيات غير موجودة في الرواية الأوروبية.إنها نوع من حوار مع الذات والذات الاوروبية والوصول إلى المعرفة النسبية والمتطورة والمتغيرة لأن الابداع الادبي يفيض على النظريات جميعها، ولا يبدأ الابداع من نظريات وإنما من تاريخ الابداع.وعلى المقاربات النقدية أن تقرأ هذا الابداع وأفضل كلمة المقاربة وليس النظرية لأنه لا توجد نظرية كاملة ومتكاملة ومستمرة إلا إذا كانت ميتة.رواية المقموعينيقال أن الرواية صوت المضطهدين والمقموعين، وأن عليها أن تجابه الاستبداد، وأنت ذاتك في كتابك'ذاكرة المغلوبين: الواقع والمثال' وضعته شرطاً روائياً بنيوياً وليس أخلاقياً عند الكاتب؟بالفعل التزام الرواية بقضايا المضطهدين لا يفسر أخلاقياً، كما لو كان الروائي واعظاً مختلفاً، إنما يفسر بنيوياً، ذلك أن التنوع والتعدد وحوارية العلاقات المختلفة هي قوام البنية الروائية، التي تختلف عن نصوص نقيضة، أحادية الفكر واللغة.الرواية شكل نقدي مغاير للعالم، وحين لا يكون النقد جزءا منها لا تكون رواية، وإذا كانت السلطة تبحث عن الثبات وتسعى إلى الركود وتجميد الواقع فإن الرواية تبحث عن الواقع المتنوع والمختلف والمتطور الأمر الذي يقيم تناقضا أساسيا بين المنظور السلطوي للعالم والمنظور الروائي له.الرواية تقوم على التعدد مثل اللغة والحوار والشخصيات بينما السلطة العربية تقوم على الأحادية وهو ما يجعل الرواية بالضرورة تخالف السلطة القائمة وتنتقدها وتنقضها، فإن التصور الروائي للعالم تصور ديمقراطي بامتياز، وكل رواية لا تنقض وتنتقد واقعا معينا لا بد أن تحيل على واقع آخر متخيل ومرغوب فيه أو تحيل إلى مدينة فاضلة غائبة أو معلقة في الأفق، ترى ولا ترى. وعلى هذا فإن منطق الرواية يقوم على الاحتمال في حين أن منطق السلطة يقوم على اليقين واليقين الثابت في هذه الحالة.وفي هذه الحالة تكون الرواية هي رواية المغلوبين أو الذين يتطلعون إلى واقع آخر بعيد عن واقعهم القائم على الحرمان والاكراه، أكثر من ذلك إن الرواية العربية بالمعنى النبيل هي التي ترى الوطن العربي في نزوعه التاريخي أي تنظر إلى المجتمع اللازم وجوده وهذا ما يقيم العلاقة بين الرواية واليوتوبيا.هناك أشكال حاليا من الاعمال الروائية العربية وخاصة منذ عقدين من الزمان تذيب كل مشاكل المجتمع المقموع في قضايا ذاتية بالغة الضيق وبالتالي لا تعبر عن تطور بل أزمة واضحة في الرواية، خاصة عند الجيل الجديد الذي لا يسمح له تعقد الواقع العربي أن يرى الحاضر بوضوح ولا أن يرى المستقبل بوضوح إلا بغرائبية، ولا تستمر هذه الرواية العربية إلا بجهود جيل الستينيات بمصر أو بعض المبدعين القلائل من لبنان وغيرها.على ذكر كتبك هناك من اعتبر كتابك: 'نظرية الرواية، والرواية العربية' مغامرة؟هو ليس مغامرة، الكتاب عبارة عن جزأين: الجزء الأول يعرض النظريات الكبرى في الرواية مثل نظريات لوكاش وجولدمان وبختين وفرويد، والجزء الآخر يدرس إبداعات روائية عربية مهمة، مثل إبداعات إميل حبيبي، وجمال الغيطاني، وصنع الله ابراهيم وادوارد الخراط.ويبين أن الإبداع يفيض على النظريات، وأن هذه النظريات الأوروبية الشهيرة لا يمكن أن تفسر الإبداع الروائي العربي، وبالتالي هي محاولة لبناء العام والخاص في الكتابة الروائية العربية، النظرية هي البحث المستمر عن نظرية لا توجد إلا بشكل نسبي وتقريبي.الرواية والسلطةالرواية العربية ولدت في أجواء صراع مع السلطة، واستمر صراعها حتى الآن، فكيف ترى هذا الصراع الذي شابه نوع آخر من التنافس بين الحداثة والتقليد؟تاريخيا لا يمكن وجود رواية دون ديمقراطية، فهي عمل قائم على بنية حوارية، فلا يمكن أن تتطور في مجتمع لا يعرف الحوار ولا الديمقراطية ولا توجد إمكانية تطور الرواية دون فضاء حر ومشاركة سياسية، وبالتالي لا تعنى الرواية بفرد مبدع هنا وفرد مبدع هناك، إذ تعنى بمجموعة من العوامل الاجتماعية المختلفة كالمتخيل الطليق واللغة المتحررة والبعد الحواري والابتعاد عن اليقين والقبول بالاحتمال واليقين والمعرفة الاجتماعية.ذلك أن الرواية بالمعنى النظري العميق تعيش على علاقتها بين الفلسفة والفنون وعلم الاجتماع وعلم النفس والأخلاق والحياة السياسية، وحين تكون هذه العناصر غائبة لا يمكن أن يكون صعود وازدهار للرواية، وبالتأكيد على الناقد أن ينظر باحترام إلى جهود المبدعين في المغرب العربي ودمشق وبيروت والقاهرة والخليج العربي، والرواية نتاج علاقات ثقافية، ولا توجد بشكل مفرد دائماً بل تعايش جملة من العلاقات الأخرى.لا أعني أنه لا يوجد أدباء قادرون على كتابة الرواية بل يعني أن الذين يكتبونها تعلموا معنى الرواية من تاريخ الرواية العربية من ناحية ثم من الرواية المترجمة من ناحية أخرى، لكن النقطة الأساسية هي التالية إذا كان كل إنتاج لا يتحقق إلا باستهلاكه فإن السؤال لا يكون فقط بالإبداع الروائي، بل في القارئ الذي لديه استعداد لقراءة الرواية والتعامل معها بشكل جدي، ويقاسم الروائي منظوره وهواجسه، وعلى هذا فإن العلاقة بين الرواية والديمقراطية وثيقة.أقصد بذلك أنها لم تتحول إلى جزء من الثقافة العربية المسيطرة بالطبع، هناك كتاب من غزة والقاهرة والعالم العربي، لكن تجــاربهم لم تتحول إلى جزء حقيقي من الثقافة المسيطرة، لأن استهلاك الانتاج يلعب دورا أساسيا في تطوير وتحديث الرواية.هل من الممكن القول أن ما يميز الرواية العربية التأريخ للماضي؟الرواية هويتها اللغة، ومن غير المقبول أن تكون هويتها هي الافتخار بالماضي، والخصوصية متحققة في اللغة، واللغة فقط إضافة إلى نزوع الروائي إلى عالم عربي يعيش الديمقراطية وحقوق الإنسان كبقية الشعوب في العالم.العربي هو الذي يدرك اليوم أن مجتمعه مهزوم وعاجز ويعيش على هامش الكون، وعلى بلاغة قومية متوارثة ومعايير عقيمة لا معنى لها، هو الذي يدرك ذاته كذاتية معطوبة ومهانة، وبالتالي يحلم بمجتمع عربي حديث ومتحاور ثقافياً وقادر على الحوار مع الآخرين، وعلى مواجهة الذين يرغبون في السيطرة عليه ووراثته.الكذب حرامانتقالاً إلى غزة. كيف ترى الانتاج الروائي هناك؟أنا لا أنكر إمكانية وجود روائيين في غزة، لكن النسبة المئوية التي تتعامل مع الرواية كفن جاد للحياة ليست كثيفة، وبالمقابل فإن بعض القوى الدينية ترى فيه فناً مشبوهاً مستورداً غريباً عن الثقافة العربية الموجودة وذلك للأسباب التالية:أولاً اعتبار أن الخيال جزء من الكذب والكذب حرام، وثانياً رفض اللغة العامية التي يدرجها الروائي في نصه على اعتبار أنها لغة مسيئة للغة العربية، ويجب استخدام الفصحى، وثالثاً العمل الروائي قائم على فكرة النقد، تلك الفكرة التي تحث القارئ على المساءلة ورفض الثبات والقبول بالنسبي والحواري والابتعاد عن الأحكام المطلقة، وهذا مرفوض عند تلك القوى، ورابعاً فإن كل فكر وثوقي وإيماني بشكل مطلق يرى مرجعه بالماضي ويتطلع إلى استرجاع ماض بعيد مشتهى، بينما الروائي يتحدث باستمرار عن المستقبل وعن مدينة غائبة مشتهاة ولا تعرف عنها الكثير باستثناء فكرة الحرية.تذكر في كتابك: 'الرواية وتأويل التاريخ' أن القرن الثامن عشر الأوروبي عرف صعود الرواية وعلم التاريخ معاً، معترفاً بهما كحقلين متمايزين من حقول المعرفة، لكل منهما مواضيعه، وأدواته، على خلاف التاريخ العربي الحديث الذي سمح بظهور الرواية، وربط ظهور التاريخ بأحادية الرؤية السلطوية، فجاء الروائي ليكشف الوجه الحقيقي للتاريخ..إلى أي مدى ترى أن هذه الحقيقة لا تزال ممتدة؟يقر المثقف العربي باغترابه في وطنه بمعنى أنه يوقن بتخلف الوطن العربي عن الأجزاء الأخرى في العالم، السؤال بذاته يتضمن مفهوم الهوية لماذا أنا كعربي بعيد كل البعد عن الماضي القديم وحاضر الشعوب الأخرى. وهذا نظرياً سؤال تاريخي، إذا كان موضوع التاريخ يندرج في الرواية انطلاقاً من سؤال الهوية والاغتراب أو من سؤال الهوية المغتربة فإن القمع التي تعيشه البلاد العربية بأشكال متفاوتة يستدعي التاريخ بشكل آخر، ذلك أن الروائي هو الوحيد المتاح له أن يسجل وقائع العالم العربي بأشكال مختلفة، ذاهباً مرة إلى الماضي أو مخترعاً مكاناً متخيلاً أو لاجئاً إلى الأسطورة.باختصار إن ما لا يستطيع أن يقوله المؤرخ الذي تقمعه الرقابة يستطيع أن يقوله الروائي معتمداً على العناصر الفنية، وهو ما أدعوه بالمكر الروائي، فقد كان الروائي دائماً، عربيا أو غير عربي، يتعامل مع الواقع ويرفضه، يكتب التاريخ ويندد به متطلعاً إلى تاريخ آخر لم يأتِ، وربما لن يأتي أبداً وهذا هو المفهوم التاريخي عندي.ولأن التاريخ العربي منذ ثورة أحمد عرابي عام 1882 إلى احتلال العراق مؤخراً هو تاريخ هزائم متلاحقة فقد أملى على الروائي المشغول بهويته المغتربة أن يجعل منها مادة أساسية في رواياته، فقد كتب نجيب محفوظ عن ثورة 1969 وجمال الغيطاني عن احتلال العثمانيين في مصر، وكتب ربيع جابر عن الحروب الطائفية في لبنان في القرن التاسع عشر، وكتب الطاهر وطار عن الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وعن الجزائر قدم واسيني الأعرج عمله الكبير 'الأمير'، وكتب ممدوح عزام عن الاستعمار الفرنسي لسورية في عمله 'قصر المطر'.الأمر له علاقة بالسياق المعيشي وليس بالمعيار النظري الذي يحدد مدى تداخل الرواية بالمواد التاريخية، والسياق العربي المعاش مهزوم ومحبط وتراجيدي، وعاجز، ومن الطبيعي في هذه الحالة ذهاب الروائي إلى الماضي مفتشاً عن الأسباب التي أنتجت عجز الحاضر، وله علاقة بالهوية والاغتراب والسياق وليس بشكل مجرد يدعى الإبداع.الروائياتكيف ترى اصطلاح البعض تسمية الأدب الذي تكتبه المرأة بالنسوي؟كتبت أكثر من دراسة عن سحر خليفة كما كتبت دراساتي عن باقي الكتاب والروائيين العرب، وحتى عندما تناولت النماذج الإيجابية في كتابي 'بؤس الثقافة في المؤسسة الفلسطينية' تحدثت عن ناجي العلي وسحر خليفة وغسان كنفاني، وكما أن كتاب 'الرواية وتأويل تاريخ' يضم دراسة واسعة عن هدى بركات، وقد اعتبرت رواية 'الميراث' لسحر خليفة أهم رواية وعمل فلسطيني منذ رواية 'المتشائل'، كذلك فإن الروائيتين اللبنانيتين هدى بركات وعلوية صبح قدمتا شيئاً جديداً ومتميزاً وشديد التميز في الكتابة الروائية العربية في الفترة الأخيرة، وهناك أيضاً رواية رضوى عاشور 'قطعة من أوروبا'.الروائي ينطلق من فكرة الإبداع وليس الإبداع الذكوري والأنوثي وهناك جمع غفير من أدعياء كتابة لم يأتوا بشيء.هل استطاعت الرواية الفلسطينية أن تحمل هموم القضية الفلسطينية، أم أن الأخيرة كانت تتجاوزها وتثقل عليها باستمرار؟هناك ثلاث روايات كثفت وببصيرة كبرى القضية، وكشفت تحولاتها: 'رجال في الشمس' لغسان كنفاني الذي طرح سؤال الوعي الزائف والوعي الحقيقي، وهزيمة الثاني أمام الأول، الثاني الذي يفضي غالباً إلى الموت، وأعتقد أن الصراع لا يزال قائماً داخل الشعب الفلسطيني حتى الآن ولا يزال التقدم الزائف في كثير من الأحيان يجر الشعب الفلسطيني من موت إلى آخر، وهناك رواية 'المتشائل' لإميل حبيبي التي لا تتحدث عن الانتصار أو الهزيمة، وإنما تأملت تاريخاً ساخراً وضع الإنسان الفلسطيني البسيط أمام آلة صهيونية هائلة يستطيع أن يلفظها ويقاومها دون رؤية شيء حقيقي في الأفق، ولعل بصيرة حبيبي الذي عاش الاحتلال بشكل مشخص بعيداً عن البلاغة العربية هي التي جعلته يقرأ الواقع الفلسطيني دون أية لغة انتصارية التي سادت في سبعينيات القرن الماضي. ورواية 'الميراث' التي تضمنت وجهين، رثاء وشبه رثاء لكفاح فلسطيني طويل لم يفض إلى الوطن ولا ما هو قريب منه، وتضمنت أيضاً سخرية سوداء فادحة، لذلك إن الميراث الكفاحي الطويل اختزلته السياسة البائسة إلى نوع من القيم لا علاقة له بالتحرر ولا فلسطين، كما لو كان الفلسطيني قد خسر بعد كل تضحياته أمرين أساسيين، كفاحه الوطني من أجل فلسطين، وخسر القيم الأخلاقية الكبرى التي هي الشرط الأول لكل كفاح تحرري ينتظر أفقاً أو شيئا قريبا من الأفقRead more…
لندن ـ العرب أونلاين- ذكرت صحيفة "الغارديان" الأربعاء أن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود أولمرت يواجه احتمال التعرض للاعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب في حال قام بزيارة بريطانيا.
وقالت الصحيفة إن محامين بريطانيين، من بينهم دانيال ماكوفر، يعملون حالياً على توسيع نطاق الملاحقة القضائية بحق مرتكبي الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في أي مكان في العالم وبشكل لن يجعل أولمرت أو تسيبي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل السابقة أو أي مسؤول اسرائيلي آخر يتمتعون بالحصانة ضد محاكمتهم بانتهاك معاهدات جنيف على خلفية عملية "الرصاص المسكوب"، الذي شنته القوات الاسرائيلية ضد قطاع غزة.
واشارت إلى أن هذا التوجه تلقى دفعة قوية بعد صدور "تقرير غولدستون"، الذي اتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة، التي بدأت في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2008 واستمرت 22 يوماً، ودعاها إلى فتح تحقيق مستقل حولها.
واضافت الصحيفة أن مقاضاة المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين أمام المحاكم البريطانية ما تزال قائمة رغم عدم نجاح محامين بريطانيين وفلسطينيين من الحصول على مذكرة اعتقال من محكمة بريطانية بحق وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك حين زار المملكة المتحدة الشهر الماضي، بعد تلقي المحكمة نصيحة من وزارة الخارجية البريطانية بأن باراك يتمتع بالحصانة.
ونسبت الصحيفة إلى المحامي ماكوفر قوله "هذا التوجه يحتاج إلى اختبار في الوقت الصحيح والمكان الصحيح، وذات يوم سيرتكب أحد هؤلاء خطيئة ويذهب إلى البلد الخاطئ ويواجه عملية جنائية، عندها ستتحول القضية إلى محاكم هذا البلد لمحاكمتهم بصورة نزيهة، وهذا ما يريده الضحايا الفسطينيون".
وأكد ماكوفر أنه "يعمل حالياً مع محامين آخرين وبطريقة منظمة في الإتحاد الأوروبي وأماكن أخرى لتوسيع نطاق الملاحقة القضائية بحق مرتكبي الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، والتي لن تقتصر على فلسطين ويمكن أن تشمل رواندا أو افغانستان".
وقالت الغارديان إن مصادر في الشرطة البريطانية نفت بأن تكون الأخيرة وضعت لائحة مراقبة للمسؤولين الاسرائيليين الذين يواجهون الاعتقال إذا ما حاولوا دخول المملكة المتحدة.
واشارت إلى أن الجنرال دورون ألموغ القائد السابق للقوات الاسرائيلية في قطاع غزة تلقى تحذيراً من التعرض للاعتقال في حال غادر الطائرة بعد وصولها إلى مطار هيثرو في العام 2005، كما ألغى الجنرال موشي يعلون زيارة مقررة له إلى بريطانيا خوفاً من الاعتقال.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر اسرائيلية قولها إن ضباط الجيش الاسرائيلي الذين شاركوا في الهجوم على قطاع غزة طُلب منهم الحصول على استشارات من الخبراء القانونيين في وزارة الخارجية الاسرائيلية بشأن طرق التصرف في الخارج، وتجنب السفر إلى دول محددة.
Read more…
* صالح السيلي زودنا بأجهزة لكشف التنصت على اتصالاتنا، والبيض كشف للمكتب السياسي عملية تنصت على اجتماعاتنا
* عرض الرئيس عليَّ عضوية اللجنة العامة فقلت له إذا بقي شخص واحد في الاشتراكي فسيكون مسدوس
* تيار إصلاح مسار الوحدة ذاب في الحراك، وحسن باعوم صاحب خبرة ميدانية ويشبه علي سالم البيض!
في الجزء الثاني من هذا الحوار المطول يتطرق محمد حيدرة مسدوس إلى علاقتة بالرئيس علي عبدالله صالح، وتصوره لمستقبل العلاقة بين مكونات الحراك الجنوبي واللقاء المشترك والأدوار التي يقوم بها من أجل توحيد مكونات الحراك.
ولأسباب فنية تم تقسيم هذا الجزء إلى جزئين بحيث ينشر الجزء الثالث والاخير الاسبوع المقبل.
* حوار سـامي غـالب
> لنعد مجدداً إلى وثيقة اللقاء المشترك (رؤية الإنقاذ)، أنت لم يصدر عنك قبل هذا الحوار موقف من هذه الرؤية والدعوة التي وجهها المشترك للحوار حولها. على أنني أود سؤالك ما إذا كنت قدمت نصحاً لمكونات الحراك بشأن الموقف الذي يتوجب اتخاذه حيال الوثيقة ودعوة الحوار؟
- نعم. بعد إعلان الوثيقة تسرع شخص أو شخصان وأصدرا بيانات ضد الوثيقة، وقد نصحتهم ألا يكونوا مع الوثيقة ولا ضدها، لأنهم إذا أيدوا الوثيقة ستكون وثيقتهم، وهي لا تحمل حلاً للقضية الجنوبية.
> هي تتضمن مقترحات حل؟
- والأكثر من هذا إذا ما فشلت الوثيقة وهم معها تسقط شرعية قضيتهم.
> هذه نقطة غامضة، كيف ستسقط شرعية قضيتهم؟
- إذا أصبحت وثيقتهم وفشلت.
> يعني إذا لم تتجسد واقعاً، ولم يستجب لدعوة الحوار الوطني؟
- أما إذا وقفوا ضدها فإنهم سيظهرون وكأنهم واقفون في صف النظام وسيقوون شوكته.
> السلطة من اللحظة الأولى أعلنت رفضها المطلق للوثيقة؟
- ولذلك نصحتهم ألا يقفوا معها وألا يقفوا ضدها.
> في انتظار ماذا؟
- إذا ما استطاع أصحاب الوثيقة إقناع السلطة بقبولها، أو يفرضوها عليه بالعصيان المدني، حينها يمكن للحراك أن يبدي رأيه فيها. هذا ما نصحتهم به، وهم استجابوا تقريباً.
> بالنسبة لقيادات الخارج، وحسبما أسمع وأتابع، تصدر عن بعضها مواقف قريبة من مواقف المشترك. وعقب ما حدث في زنجبار من صدامات في 23 يوليو 2009، طلع بيان لعلي ناصر وحيدر العطاس يحمل مضامين مشابهة لما يصدر عن المشترك، سواءً في الوثيقة أو من شروط يضعها المشترك على السلطة لاستئناف الحوار. وفي المحصلة هناك مؤشرات قوية على تفاهم بين لجنة الحوار الوطني وقيادات في الخارج، وتتم ترتيبات حالياً للقاء في الخارج يضم المشترك وعلي ناصر محمد وحيدر العطاس وآخرين؟
- على حد علمي يوجد اتصالات بين الأخوين علي ناصر والعطاس من جهة واللقاء المشترك، وبالذات (الشيخ) حميد (الأحمر) من جهة ثانية. الاتصالات كلها تستهدف البحث عن حلول لمشكلات البلد، لكن الإخوان في اللقاء المشترك ولجنة الحوار أخرجوا الوثيقة (رؤية الإنقاذ) برؤيتهم، لكن رؤية علي ناصر والعطاس ليست موجودة.
> لا أتفق معك في هذا، العطاس على سبيل المثال، قبل عام، وفي حوار أجريته معه، كان يقول بأن الفدرالية على أساس إقليمين، شمالي وجنوبي، قد تكون مخرجاً.
- مع ذلك المشترك ولجنة الحوار لم يتبنيا هذه الفكرة.
> حسب معلوماتي فإن المشترك (ولجنة الحوار) وضعوا الفدرالية كخيار للحوار، ولكنهم لم يتبنوه، وكان هناك نص أولي قبل الإعلان النهائي للوثيقة، يقول بالفدرالية على أساس تقسيم اليمن إلى وحدات تتراوح بين 2 إلى 5 أقاليم (أو ولايات). في نهاية المطاف فإن هناك اقتراباً من رؤية العطاس ومحاولة لاستيعاب مطالب الحراك؟
- في تقديري أن البدائل التي وضعوها لم تحدد قناعتهم بالضبط.
> لعلهم يريدون تجنب أزمة داخلية في ما بينهم، ولذلك تركوا الأمور معلقة.
- كما تحدثنا قبل قليل فإن على أحزاب المشترك أن يحددوا هويتهم، وإذا تحقق ذلك فإنهم سيتمكنون من التعاطي بشكل واضح مع مختلف الأطراف، ما لم فإن القضية الجنوبية ستكون بين السلطة والجنوبيين، ومشكلة صعدة ستكون بين السلطة والحوثيين، ويخرج المشترك نهائياً.
> يتحول إلى معلق أو مراقب يبدي رأياً في التطورات. من ناحية إجرائية ومنطقية أيضاً، لا تستطيع كحركة سياسية، وفي اللحظة الراهنة في
اليمن، أن تقول أنا أريد إما فدرالية وإما حكماً محلياً وإما نظاماً مركزياً، إما أن تطلب فدرالية أو تطلب حكماً محلياً. ويبدو أن الخلافات داخل المشترك حول الفدرالية، وبالذات على أساس إقليمين، مثلت عائقاً، ولذلك تجاوزوا الخلاف حول هذه النقطة وتركوا الأمور معلقة.
- إذا أرادوا أن يتجنبوا هذا المأزق كان يتوجب عليهم أن يجلسوا أولاً مع الأطراف الجنوبية في الداخل والخارج، ويأخذوا وجهة نظرهم، ويجلسوا مع الحوثيين ويأخذوا وجهة نظرهم، وبعد ذلك يقدموا رؤية تستوعب وجهات نظر الأطراف المعنية بالمشكلات. لكنهم يقدمون أنفسهم الآن كوسيط يحاول إرضاء هذا الطرف أو ذاك الطرف.
> لننتقل إلى موقعك أنت من هذا الذي يجري في الجنوب، الحراك جاء من مقدمات ورؤى كانت مطروحة منذ أكثر من عقد، بالذات من تيار "إصلاح مسار الوحدة"، وأنت أحد أقطاب هذا التيار. كصحفي أتابع مجريات الحراك منذ البداية وحتى الآن، لا أراك ظاهراً في واجهة المشهد الجنوبي؟
- كل التيارات الجنوبية ذابت في الحراك؛ تيار إصلاح مسار الوحدة ذاب فيه، وحركة تاج ذابت في الحراك.
> ربما بالنسبة لتيار إصلاح مسار الوحدة، لكن بالنسبة لتاج فإنها ما تزال تصدر بيانات بشكل منفرد، وأحياناً توجه نقداً حاداً لمكونات أخرى
وشخصيات جنوبية؟
- هذا كله بسبب الفراغ القيادي الذي تحدثنا عنه، لكن كل هذا سينتهي عندما يتبلور إطار سياسي واحد وقيادة واحدة وخطاب سياسي واحد وشعار واحد. من الطبيعي أن يحصل هذا كله لأن الشارع انفجر وسبق الوعاء السياسي.
> لأن الحراك بدأ كحركة احتجاجية شعبية من الشارع؟
- نعم، وهذه الهيئات التي طلعت جميعها يبحث عن حامل سياسي لهذا الحراك.
> وبالنسبة لك، أين موقعك؟
- كتيار أم كشخص؟
> كشخص؟
- كشخص لدي ظروفي الصحية، فلدي بداية تضخم في القلب، وطبعاً تقدمت في السن. لكنني أسعى مع غيري لتحقيق هدف وحدة الحراك في إطار سياسي واحد وقيادة موحدة وشعار سياسي واحد ورؤية موحدة.
> يعني باختصار أنت تقوم بتأثير روحي، وتلعب دوراً في سبيل تحقيق وحدة الحراك؟
- نعم، لأن الواحد عندما يكون في هيئة صعب يتوافر على لغة مشتركة مع هيئة أخرى.
> هذا المسعى لبلورة قيادة موحدة بدأ، على ما أظن، في لقاء العسكرية (أكتوبر 2008)، وأنت شاركت في هذا اللقاء؟
- أنا من دعوت إلى اللقاء في العسكرية. كان الناس مشحونين، ولاحظت أن أمر بلورة قيادة موحدة ما يزال غير ممكن وسابقاً لأوانه، فاتفقنا على بعض القضايا العامة، وتركنا الأمر حتى تتفرغ الشحنات.
> ومع ذلك أعلن يومها تشكيل لجنة برئاسة حسن باعوم.
- (ضاحكاً ( بعد اللقاء مباشرة.
> أكان متفقاً على هذا في اللقاء؟
- لا. لم يكن متفقاً عليه.
> كيف فسرت هذا الإعلان؟
- شحنة اندفاعية، وليس من مصلحة الحراك أو القضية خلق مشكلة بسببه. شباب عندهم اندفاع، وهم في حاجة إلى وقت وشيء من الخبرة. الاندفاعية لا يمكن مواجهتها بالكبح، بل دعها تأخذ مداها، وسيأتي العقل لاحقاً.
> لكن هؤلاء ليسوا شباباً، فحسن باعوم هو من مجايليك ورفيقك منذ زمن طويل؟
- حسن باعوم مناضل ورجل صلب وصاحب أدوار كبيرة، ومن مؤسسي تيار إصلاح مسار الوحدة. هو دائماً يتمتع بروح الشباب وروح الاندفاع، طبعاً لديه خبرة طويلة، وكان من فدائيي الجبهة القومية، وهو طيب وصادق ومافيش عنده دبلوماسية، وهو رجل ممتاز ميدانياً.
> هل أصابك إحباط بعد لقاء العسكرية؟
- نعم، وقد أحسست بأننا في حاجة إلى وقت قبل أن تتبلور صيغة قيادية موحدة. هذا الوقت قد يكون غير مرغوب، لكنه أمر واقع. الآن يوجد إجماع على التوحيد، وهناك ضغط من أسفل على المكونات.
> يوجد ضغط، ولكن أيضاً هناك مؤشرات على تشرذم. أمس وأول أمس تابعت مضامين الكلمات والبيانات الصادر عن مختلف الأطراف والمكونات والقيادات، ولاحظت أن الأمور تسوء. وما كان يجري الحديث عنه من خلافات بشكل هادئ ولغة ديبلوماسية يجري التعبير عنه راهناً بطريقة حادة وإقصائية. ناصر النوبة قال أول أمس في ردفان
إنه ضد تجيير القضية الجنوبية لصالح الإرهاب أو حسابات إقليمية، لكأنه كان يشير إلى طارق الفضلي وعلي سالم البيض؟
- أحياناً في شبكة الانترنت يتم تحريف الأقوال، وتحدث تسريبات أمنية.
> صحيح، ولكن ما أقوله الآن أنا متأكد منه.
- بالتأكيد تحصل تسريبات أمنية لإحداث الفرقة بين الناس، وأحياناً تحصل انفعالات، وفي المطاف الأخير سيسير الناس في طريق واحد بشكل حتمي.
> تتحدث عن حتميات؟
- أتحدث عن أشياء أعرف أنها ستتحقق.
> أشرت إلى أن تيار إصلاح مسار الوحدة ذاب في الحراك. أتريد أن تقول إنه لا يوجد قرب نفسي أو ذهني بينك وبين حسن باعوم أو عبدالرحمن الوالي أو غيرهما؟ ألا تمثلون كتلة داخل هذا البحر الجنوبي الهائج؟
- هذا كان زمان في الثقافة الاشتراكية والثقافة القومية العربية. لا. الآن الواقع مختلف، وقد تعلمنا كثيراً من الماضي. التيار ذاب في الحراك، وأنا متأكد تماماً أن كل التيارات الجنوبية ذابت في الحراك بما في ذلك فروع الأحزاب.
لنناقش هاجس الدمج القسري، كنتُ كتبتُ ناقداً أصحاب هذا الهاجس الذين يستدعون تجربة الدمج القسري بين الجبهتين القومية والتحرير، لافتاً إلى غياب فاعل إقليمي يؤدي الدور المصري الذي كانت كلمته نافذة على الجبهتين، علاوة على أن الجبهتين القومية والتحرير وكذلك الرابطة نشأت جميعها على أساس "وطني جنوبي"، في حين أن مكونات الحراك أقرب إلى أن تكون محلية. ومع ذلك هناك اتهامات لمجلس قيادة الثورة بأنه يريد احتكار التمثيل. وبعد إنشاء هذا المجلس بأسابيع ظهر أنه أثار حساسيات لدى أطراف أخرى تشعر بأنها عرضة للتهميش وربما الابتلاع.
- الوضع مختلف فعلاً. في السابق كان السائد هو الرأي الواحد. اليوم أصبحت الديمقراطية أرضية خصبة للسياسة في مختلف أنحاء العالم. هذا عصر الديمقراطية وليس عصر الإرادوية. يمكن يختلف الناس في الآراء، والتطورات هي من ستقول من هو صح ومن هو خطأ.
> وماذا نقول عن هذه اللغة الاتهامية للنوبة وآخرين، وفي المقابل فإن مجلس قيادة الثورة السلمية يقدم نفسه كممثل شرعي ووحيد، وكذلك يفعل علي سالم البيض؟
ناك من يرى أن الظروف الراهنة تتطلب الالتفاف حول قيادة واحدة هي قيادة علي سالم البيض باعتباره حامل الشرعية، وهو من وقع اتفاقية الوحدة، وهو من كان طرفاً خلال الأزمة والحرب، وهو من أعلن فك الارتباط في 21 مايو 1994، وهذه ورقة لابد من الاستفادة منها. ويوجد آخرون يرون أنه لابد من التعود على التعددية من الآن. وتوجد أيضاً (النزعات) الذاتية، وهذه ينبغي أن تتفهمها. البعض يفكر بشكل ذاتي، ويتساءل من الآن: وأنا أين موقعي؟
> تقصد من القيادات القديمة أم الجديدة؟
- الجديدة. القيادات القديمة هذا ليس وارداً عندهم.
> ألا تتوقع أن يحصل انقسام بينهم؟
- لا. لا.
> ولا أن يحصل تسابق بسبب صلات إقليمية. لعلك قرأت ما قاله البيض لجريدة "الأخبار" البيروتية عندما امتدح إيران وانتقد ضمناً السعودية وبلدان الخليج؟
قرأت ما قاله. لكن القيادات الجنوبية علمتهم التجارب القديمة أن الخلاف فيه ضرر كبير. الشباب يمكن أن يحصل عندهم هذا، على أن الديمقراطية هي ضمان للتفاهم، وعلينا أن نتفهم النزعة الذاتية لدى بعض الشباب، ونستوعب طموحاتهم، ومتى حُلت المشكلة فإن الوطن سيتسع للجميع.
> أي وطن تقصد: الوطن الجنوبي أم الوطن اليمني؟
- (ضاحكاً) الوطن اليمني كله إذا ربنا سيهدي السلطة وسيهدي المعارضة إلى تفهم القضية الجنوبية. الشيء الأكيد أنه لا يمكن أن تقوم خلافات تصادمية بين هذه الأطراف والمكونات.
> ما أسمعه يشير إلى إمكانية حدوث ارتطامات وصدامات، حتى في ما بين القيادات التاريخية، وعلى سبيل المثال فإن اللقاء المزمع عقده في الخارج بين
معارضة الداخل والخارج، قد يستثنى منه البيض بسبب رغبة بعض الأطراف.
- بالنسبة لمن يوصف بـــ"الحرس القديم"، نحن متفقون مبدئياً أنه "إذا لم نتفق لن نختلف"، وهذا مبدأ جميعنا يلتزمه.
> ربما أنت تلتزم به، لكن غيرك لا.
- لا،لا. أنا واثق من هذا.
> أين تصنف حسن باعوم، هو من الحرس القديم؟
- (باسماً(هو طبعاً من الحرس القديم.
> ومع ذلك تصدر عنه تعبيرات حادة ضد قيادات من الحرس القديم، وكنا نشرنا في "النداء" في أبريل الماضي، حواراً معه هاجم فيه قيادات الخارج بقسوة، واتهمهم بالتخلي عن القضية الجنوبية طيلة 15 عاماً، والآن ظهروا ليركبوا موجة الاحتجاجات. ما أقصده أن أفراد الحرس القديم متفاوتون في التزام هذا المبدأ؟
- بعض الإخوان قد يقول شيئاً ولا يقصده.
> ربما بغرض توجيه العتاب.
- صح.
> جميل حرصك على التخفيف من حدة ما يقوله باعوم.
- أنا أعرف باعوم، ويجمعه قاسم مشترك بعلي سالم البيض. إن وثق يسلم نفسه، وإن شك لا يعود يصدق أحداً.
> لنأخذ الخلفية الثقافية والاجتماعية للحراك وناشطيه. نحن في "النداء" نتابع الحراك منذ وقت مبكر، وحينها كان التجانس بادياً بين ناشطيه، خصوصاً مع انطلاق حركة الاحتجاجات، لكن رويداً رويداً بدت هذه الميزة تتلاشى مع دخول فئات أخرى بينها من يتم وصفهم بالسلاطين، وهناك مدنيون وريفيون، ويلاحظ تفاوت في القيم المدنية والسياسية لهؤلاء؟
- من الطبيعي أن يدخل أبناء السلاطين، ونحن نرحب بهم.
> هل التقيت بعضهم؟
- نعم. التقيت طارق الفضلي، والتقيت فيصل جعبل، والتقيت عدداً آخر، ومستعدون للالتقاء بغيرهم، لا مشكلة في هذا. القضية الآن قضية وطنية. وسبق أن قلت في الصحافة إن حرب 1994 جعلت القضية الجنوبية قضية جنوبية تخص كل الجنوبيين من السلاطين إلى المساكين. وهذا حاصل في الواقع، الحراك فيه أبناء السلاطين، وفيه أبناء الكادحين. التناقضات الاجتماعية لن يكون لها فاعلية في الواقع إلا بعد حل القضية الجنوبية.
> أحياناً تظهر مبكراً، كما حدث قبل الاستقلال بين الجبهة القومية وجبهة التحرير والرابطة؟
- لا، مش ممكن.
> أتحدث عن تجانس قيمي وطبقي اجتماعي. النوبة على سبيل المثال حذر أول من أمس (الثلاثاء، 13 أكتوبر) وكذلك في بيان له قبل نحو شهرين، من محاولة اختراق الحراك، لافتاً إلى الإرهاب، وكذا من مخططات إقليمية، وينبه إلى مخاطر الدمج القسري، ويرفض علانية الربط بين مشكلة صعدة والقضية الجنوبية. كصحفي أقرأ في ما يقوله أنه يقصد طارق الفضلي، وينتقد مجلس قيادة الثورة السلمية، ويشير إلى البيض في ما يخص الأبعاد الإقليمية؟
- بعض هذه النقاط التي تشير إليها صحيحة نظرياً، لكن من الناحية العملية غير ممكنة، وبعضها قد لا يكون دقيقاً من الأساس. مثلاً الربط بين القضية الجنوبية وصعدة غير قائم.
> يظهر شكل من التنسيق بين علي سالم البيض والحوثيين، أقله تنسيق سياسي وإعلامي، سواء ما يصدر عن البيض من بيانات ومواقف ونداءات أو من خلال المواقع المقربة من البيض، والمكرسة تماماً لترويج وجهة نظر الحوثي مما يجري في صعدة.
- هذا ليس ربطاً بين القضيتين. الربط يعني أن القضيتين هما قضية واحدة. مسألة التعاطف موجودة. أنا أشعر أن البيض والإخوان في الخارج، وحتى في الداخل، متعاطفون مع الحوثي من زاوية احترام المذهب الزيدي وتاريخ الزيدية. ليس من مصلحة البلد استهداف هذا المذهب الذي هو من نسيج المجتمع، وهم من جانبهم يشعرون أننا مظلومون، فيتعاطفون معنا، وهذا واجبهم.
> فضلاً على الوشائج القديمة بين علي سالم البيض وحسين بدر الدين الحوثي، فمعروف أن علاقة قامت بين الاشتراكي وحزب الحق قبل حرب 1994.
- هذا صحيح، ولكن كيف قامت هذه العلاقة؟ عندما أعلنا الوحدة نصح الرئيس علي عبدالله صالح جار الله عمر بأن يربط الاشتراكي بعلاقة مع حزب الحق. وجار الله عمر قبل هذه النصيحة.
> ألم تكن العلاقة مخططة أصلاً من الاشتراكي؟
- لا. الرئيس هو من نصح بذلك.
> حزب الحق تأسس لاحقاً على بيان لعلماء الزيدية يؤيد الوحدة ضداً على بيان من علماء محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين، أليس لهذا البيان أيضاً صلة بتطور العلاقة؟
- أعتقد أن الرئيس نصح الاشتراكي بعلاقة طيبة مع حزب الحق حتى لا يقفوا ضد الوحدة. وما أنا متأكد منه أن العلاقة نشأت بناء على نصيحة من الرئيس.
> القرار كان قراراً من قيادة الحزب وليس قرار جار الله عمر؟
- لم نناقش هذا الأمر في الهيئات. لكن من البديهي أن يكون جار الله عمر تشاور بشأنه مع البيض.
> وبحسب معلوماتي فإن الاشتراكي قدم دعماً لحزب الحق، تماماً كما فعل مع أحزاب ورجال قبائل في الشمال؟
- ربما، لكني لست على علم بذلك.
> وعلى أية حال فإن علاقة قديمة وجدت بين البيض والحوثيين الذين كانوا حينها في حزب الحق، بل إن بدر الدين الحوثي تم قصف منزله في صعدة، وغادر لاحقاً بعد حرب 1994 إلى إيران؟
- ما أعرفه أن حسين كان في حزب الحق ثم التحق بالمؤتمر الشعبي.
> حسين لم ينضم إلى المؤتمر الشعبي بل أسقط في انتخابات 1997. يحيى بدر الدين هو الذي فاز كمستقل في انتخابات 2003، ثم انضم إلى كتلة المؤتمر في البرلمان. وعلى أية حال فإننا لن نذهب بعيداً نحو تفسيرات بدائية كالقول بأن الحوثيين والبيض والعطاس عدنانيون، ومن هنا تطورت العلاقة بينهم؟
- (ضاحكاً(هذه مش موجودة عندنا.
> أعرف، ولكن وسائل إعلام المؤتمر والإصلاح في المرحلة الانتقالية وبعد حرب 1994، كانت تلمح إلى هذا وهي تتحدث عن تحالف اشتراكي -ملكي. وعلى أية حال تعلم أن القضية الجنوبية تحظى بتعاطف وتأييد ليس في الجنوب فحسب، بل في المحافظات الشمالية، وكذا في المحيط العربي، وكذا من قبل منظمات حقوقية وإنسانية في المجتمع الدولي، وأحياناً يصدر خطاب عن بعض مكونات الحراك أو ناشطيه أو وسائله الإعلامية مصبوغ بالعدائية والحدة، ما مدى ملاءمة هذا الخطاب لقضية عادلة؟
- مثلما قلت في الجزء الأول فإن انفجار الشارع في الجنوب، والذي أخذ لاحقاً اسم الحراك، وفي نفس الوقت غياب حامل سياسي يحصل مثل هذا. والأمر الآخر فإن بعض ما يصدر في هذا الخطاب هو رد فعل على فظاعة العبث الذي تمارسه السلطة في الجنوب.
> ومع ذلك يبدو لي أن بعض هذا الخطاب يصدر عن سابق تخطيط، ولغرض تصفية حسابات مع فترة حكم الحزب الاشتراكي بعد الاستقلال، كما تصدر أحياناً تعبيرات عدائية، وأحياناً مسفة، تجاه أبناء الشمال.
- أحياناً يحدث هذا لأن الطرف الآخر سواء كان سلطة أو معارضة (في الشمال)، لا يعترف أساساً بالوحدة. عندما يقولون وحدة وطنية، وعندما يقولون اليمن الواحد، وعندما يقولون الثورة الواحدة، هذه الواحدية المكرسة في ذهن السلطة وبعض أطراف المعارضة في الشمال، هي إنكار للوحدة، لأن الوحدة لا يمكن موضوعياً ومنطقياً أن تكون وحدة الواحد.
> أذكرك هنا بما كان يقوله البردوني حول هذه النقطة. كان يقول إذا كانت الوحدة هي وحدة الواحد فهذا يعني أنه لم تقم وحدة، فالوحدة تقوم بين اثنين أو أكثر.
- صحيح تماما، هم ينطقون بكلمة وحدة، لكنهم يقولون لا يوجد جنوب. عندما يقول الإخوة في صنعاء هكذا فماذا تتوقع أن تكون ردة الفعل في الجنوب.
> هذا مفهوم. لكن خلاف موقفك وآرائك المتسقة، وأنا أتابعك منذ أكثر من عقد، والمتماسكة بصرف النظر عن موقفي منها، في حين يتم الآن محاولة لاصطناع هوية جديدة باسم الجنوب العربي، ويتم نفي الهوية اليمنية كليةً عن الشعب في الجنوب، أو حتى الدولة المستقلة التي نشأت عام 1967. وما أقصده أن هناك نوعاً من الارتجال والعشوائية في التعاطي مع هذه المسائل دون بحث أو تدقيق، كما أن هناك بالتأكيد مقاصد سياسية وراء هذا.
- لو عدنا إلى الماضي قليلاً. قبل الاحتلال البريطاني كان الجنوب سلطنات، كل سلطنة تنسب إلى السلطان. وعندما جاءت بريطانيا لم تأخذ الجنوب من يد الأتراك ولا من يد صنعاء، وإنما من يد السلاطين.
> لأنه كان هناك كيانات محلية قائمة؟
- أخذت الجنوب من يد السلاطين، وكانت السلطنات كيانات محلية، ولكن بمثابة دويلات، وهذا كان قبل ظهور اليمن السياسي الذي لم يظهر إلا في عام 1917. أما اليمن الجغرافي فكان موجوداً طبعاً، واليمن هو اتجاه جغرافي مثل الشام.
> هذا نقاش موضعه في التاريخ، لكن ما أعرفه أن اليمن كان يمناً على الدوام. أنا اطلعت على التقسيم التركي لليمن خلال الاحتلالين الأول والثاني. بالنسبة للاحتلال الأول كان لحضرموت وضع خاص خارج ولاية اليمن. عدا حضرموت كانت كل المناطق تدخل في نطاق ولاية اليمن. وفي الاحتلال التركي الثاني في القرن الـ19 كانت ولاية اليمن هي ما تسميه أنت اليمن السياسي، أي مملكة الإمام يحيى بن حميد الدين التي ورثتها الجمهورية العربية اليمنية في سبتمبر 1962.
- لكن في ذلك الوقت لم تكن هناك دول عربية. كما أن عدد البشر قليل، وبالتأكيد زاد هذا العدد واحتاجوا لأكثر من دولة. ومفهوم الدولة اليمنية لم يظهر إلا في 1917.
> في التاريخ يمكن لمن يريد أن يذهب إلى ما يعزِّز موقفه سواء كان مع اليمن كهوية أو ضدها. ورغم ذلك فإنه مع قيام الدولة الوطنية في الشمال والدولة الوطنية في الجنوب كانت مسألة الهوية اليمنية محسومة وليست مثار خلاف.
- لنعد إلى النقطة الأصلية. كانت هناك سلطنات، وعندما جاء الإنجليز بدأوا يفكرون في وحدة هذه السلطنات، وما كان يمكن أن يوحدوها تحت أسماء هذه السلطنات مجتمعة، بل جمعوها كلها وأسموها "اتحاد الجنوب العربي"، وظلت هذه التسمية موجودة إلى يوم الاستقلال في 30 نوفمبر 1967. قبل الاستقلال كان يوجد مشروعان: مشروع الجنوب العربي، ومشروع الجنوب اليمني. الثورة (ضد الاحتلال البريطاني) تبنت مشروع الجنوب اليمني، والإنجليز والسلاطين تبنوا المشروع الآخر. وسقط هذا المشروع مع سقوط الإنجليز والسلاطين، ونشأت دولة اليمن الجنوبية الشعبية. ولحظتها صار اليمن يمنين: يمناً شمالياً تعترف به عدن والمجتمع الدولي، ويمناً جنوبياً تعترف به صنعاء والمجتمع الدولي. الحديث الآن عن يمن واحد هو نفي للحقيقة والواقع.
> هذا صحيح، إذا كان المقصود يمناً واحداً في كيان سياسي، لكن في ما يخص الهوية المسألة تتطلب تدقيقاً.
- من الناحية الجغرافية الجنوب يمني ولكن في المفهوم السياسي كان قبل الثورة "جنوب عربي" وبعدها "جنوب يمني". وهذا يعني أن اليمن يمنان باعتراف صنعاء والعالم. إذا صنعاء الآن تريد أن تتنكر لليمنين فهي عملياً تثبت هوية الجنوب العربي.
> تقصد تحفزها؟
- نعم. المسألة طبيعية، أنا شخصياً إذا لم تعترف صنعاء بأن اليمن يمنان لا يعود أمامي إلا الجنوب العربي.
> وكيف تعرّف نفسك في اللحظة الراهنة: يمني، يمني جنوبي، جنوبي عربي؟
- أنا جئت إلى صنعاء كيمني جنوبي. كنا يمنين. حصلت الحرب وما تلاها، ومن الصعب أن نرى القضية بوضوح ونُمسك بحلها إلا إذا اعترفنا بأن اليمن يمنان وليس يمناً واحداً. إذا نظرنا إلى القضية من زاوية اليمن الواحد لا يمكن أن نرى القضية الجنوبية، ولا يمكن أن نرى الحل لها. وسيكون باختصار ما يقوله الحراك وما نقوله نحن خطأ وليس له معنى. وإذا انطلقنا من أن اليمن يمنان يكون ما تقوله السلطة وما تقوله المعارضة خطأ وليس له معنى. نحسم هذه القضية وهنا نكون قد قطعنا نصف الطريق إلى الحل.
> كنت أتابع ما يصدر عنك أو ما يصدر عن تيار إصلاح مسار الوحدة أو حتى عن مثقفين. كنتم تتحدثون عن شعب يمني، ولكن هذا الشعب عرضة للخطر بسبب هذه الواحدية التي يتم تسويقها. لم يتضمن خطابكم نفياً للهوية في المفهوم السيسيولوجي (الاجتماعي)، بل نفي لواحدية اليمن. بينما الوضع يأخذ منحى باتجاه نفي الهوية اليمنية الواحدة؟
- في مسألة الهوية بالمفهوم الذي تقصده، فإن هويتنا عرب كلنا من المحيط إلى الخليج، لكننا موجودون في كم دولة!
> والهوية اليمنية تكون واحدة، ولكن وجدت أكثر من دولة أو عدة كيانات حتى في الشمال نفسه؟
- بالتأكيد. القضية قضية حقوق، قضية عدل ومساواة. لو الشعب في الجنوب له مصلحة في الوضع الحالي وجئنا نحن وشياطين العالم كله نحرضه على كراهية صنعاء، هل سيقبلون كراهية صنعاء، لن يقبلوا منا. والعكس صحيح، الناس في الجنوب فقدوا مصالحهم ونهبت أراضيهم وثروتهم ولن يقبلوا بأي حل إلا بإعادة ما نهب. الرئيس قبل يومين كان يتحدث في تجمع عسكري قائلاً: من فوض هؤلاء الحديث باسم الجنوب، لا أحد وصي على الجنوب. هل يعقل هذا الكلام؟ وهل يعقل أن شخصاً يقهر الناس يكون وصياً عليهم؟
> كما ذكرت سابقاً، عندما كنت أتتتبع تيار إصلاح مسار الوحدة كنت ألحظ اتساقاً وتماسكاً حتى وإن اختلفت مع بعض مضامين ما يُطرح. في ما يخص الوحدة فإن تياركم كان يقول بأن الوحدة الحقة يمكن إنقاذها أو استعادتها إذا تم إصلاح مسارها الذي انحرف بالحرب. لم يكن لديكم مشكلة مع مفردات اللغة، أما الآن فإن الحراك صار حبيس اللغة، مهجوساً بها. يعني البيض عندما يتكلم عن الجنوب أشعر بأنه متوتر كلما جاء على ذكر الجنوب أو الشمال، هناك خوف من اللغة والمفردات المستخدمة، لكأنه يخشى أن تفلت منه صفة جنوب يمني أو جنوب عربي، وكذلك حال الآخرين.
- هذه الأمور كلها تحددها تصرفات وسلوك صنعاء وليس نحن.
> لكن صنعاء قد يريحها هذا الاضطراب؟
- في تقديري الشخصي، هذا كله تحدده صنعاء. فكلما تصلبت وتشنجت، دفعت الناس إلى التشدد أكثر. عندما تنكر الجنوب يزداد تمسك الجنوبيين بجنوبيتهم. عندما تصر على واحدية اليمن وواحدية الثورة، يحصل النقيض.
> بعيداً عن صنعاء، توجد مشكلة بين الشخصيات السياسية الجنوبية والمكونات حول العنوان؟
- صحيح. عندما تنكر صنعاء الجنوب وتصر على الواحدية، تدفع الجنوبيين نحو التشدد أكثر، ودرجات التشدد تتفاوت من شخص إلى آخر. عندما عدت من لندن (بعد رحلة علاجية) في أغسطس 2007، زارني مسؤول جنوبي في السلطة، ووقتها كان الحراك قد انطلق في 7 يوليو 2007. قال لي: الوضع صعب، والسلطة في مأزق. سألته: هل أتكلم معك كجنوبي أم كسلطة؟ قال: تكلم معي كسلطة. قلت له، وكنت متأكداً أنه سيوصل الكلام للرئيس: الحل في يدكم. أقنعوا الرئيس أن يدعو الجنوبيين للحوار لحل القضية في إطار وحدة. استبعدت أل التعريف لانه يدل وكأنها موجودة. قال لي: في إطار الوحدة. قلت لا. قال: ما الفرق؟ قلت: الوحدة يعني كأنها موجودة وهي مش موجودة. وأضفت: وفي الحوار يسمع من الجنوبيين الرد. ولا أعتقد أنهم سيرفضون هذه الدعوة، والحل لن يكون كما يريده علي عبدالله صالح، ولا كما يريده الجنوبيون. والحلول دائماً تنبع من الحوار. قال لي: هل ترى هذا ممكنا؟ قلت: أنا أرى الفرصة الآن، وإذا تأخرتم ربما تضيع. غادرني ثم زارني لاحقاً وسألني: لو فرضنا أن الرئيس قبل هذا المقترح، فمع من سيكون الحوار؟ قلت له: اتركوا هذا الموضوع. أنتم ادعوا الجنوبيين، لا تحددوا مع فلان أو علان. وجهوا الدعوة، وأنتم سترون من سيجيكم.
> من كان سيأتي في حال وجه الرئيس الدعوة، يعني الاشتراكي ما يزال يعتبر نفسه معنياً بأي حل؟
- هو سألني فعلاً: هل سيأتي الاشتراكي؟ قلت له لا أعتقد الاشتراكي.
> إلى جانب الاشتراكي يوجد حينها علي سالم البيض وحيدر العطاس وعلي ناصر محمد والقيادات الميدانية للحراك، وكذلك أنتم كتيار إصلاح مسار الوحدة؟
- الواحد يسأل عمن عندما يريد تحديده مسبقاً. المفروض يوجه الدعوة ثم يرى من سيأتيه.
> قد يتصدى مثلاً نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي وأحمد مساعد حسين ومحمد البطاني وغيرهم، ويقولون للرئيس لماذا لا تدعونا نحن، نحن أيضاً جنوبيون. ليس منطقياً أن يوجه أحد دعوة للحوار لطرف مبهم. إذا افترضنا اتفاق مكونات الحراك على ممثل سياسي متفق عليه، يمكن أن يحدث حوار.
- هذا الموضوع متروك لنا كجنوبيين. ونحن ليس لدينا حساسية لا من سلاطين يحاورهم الرئيس حول حل القضية ولا من الإخوة الجنوبيين في السلطة. المهم أن تُحل هذه القضية.
> لكن قد ينزلق البعض نحو لغة تخوينية. عندما جرى حديث في الصحافة (مايو 2009) عن تحضيرات لحوار في القاهرة بين علي ناصر وحيدر العطاس وربما آخرين والسلطة، لاحظت ردات فعل عنيفة جداً من بعض مكونات الحراك.
- هذا يمكن أن يحصل من بعض الأشخاص الذين يعوزهم العمق في الأمور. الشيء البديهي أن أي طرف جنوبي يحاور السلطة على القضية الجنوبية سيتشاور مع كل الأطراف الجنوبية، ولا يستطيع أي طرف جنوبي أن يتحرك بدون التشاور مع كل الأطراف.
> الرئيس علق في لقاء موسع قبل عدة أشهر على أولئك الذين يرددون بأن الجنوبيين الموجودين في السلطة مهمشون ومجرد موظفين، مؤكداً أن زملاءه في السلطة من أبناء المحافظات الجنوبية فاعلون ويمارسون صلاحياتهم كاملة، حتى إنه أشار إلى أحدهم قائلاً: "هذا هو أمامكم مسبع مربع"!
- سمعت هذا الكلام، وسبق أن أوضحت رأيي فيه في الجزء الأول من الحوار.
> بافتراض أن الرئيس قرَّر أن هؤلاء الذين معه في السلطة هم الأجدر، وقال لهم تعالوا نفكر معاً كيف نحل القضية الجنوبية، هل تعتقد أن هؤلاء سيأتون إليكم لمناقشتكم حول الحل؟
- من حيث المبدأ لا توجد لدينا حساسية تجاه أي جنوبي، لكن على أي طرف جنوبي يدخل في حوار مع السلطة إذا أراد النجاح، التشاور مع جميع الأطراف.
> في التراتبية الحكومية، يوجد مدير مديرية ومحافظ ومجالس محلية، ألا ترى أن الحراك انعكس إيجاباً على هؤلاء، وصاروا يمارسون صلاحيات أوسع، وأنا أسمع أن نائب الرئيس يمارس سلطات أوسع في المحافظات الجنوبية، أو لنقل يمارس سلطاته في إطار أوسع من محافظة في الواقع؟
- توجد ترقيعات ومحاولات من هذا القبيل، لكنها غير مجدية. بيت القصيد أن يعترف علي عبدالله صالح بالقضية الجنوبية وبالهوية الجنوبية، ويعترف بممثلين للجنوب، وحينها يمكن أن يكون للكلام جدوى.
> أحصل بينك وبين الرئيس علي عبدالله أي شكل من التواصل حول هذا الموضوع مؤخراً، حتى بطريقة غير مباشرة؟
- لا. حتى الآن لا. عندما عدت من لندن اتصل بي يسأل عن صحتي ويهنئني على نجاح العملية الجراحية.
> ولا حتى عبر رُسل؟
- لا.
> ما أعرفه أن علاقة شخصية طيبة جمعت بينكما في السابق؟
- العلاقة الشخصية كانت طيبة عندما كنا في السلطة. عندما كنت نائب رئيس وزراء لشؤون القوى العاملة والإصلاح الإداري، في الحكومة الأولى وفي الحكومة الثانية (حكومة مايو 1990، وحكومة مايو 1993). العلاقة الشخصية تقوت (بيننا) بسبب أجهزة التنصت على اجتماعات المكتب السياسي للحزب الاشتراكي. كنت أختلف مع المكتب السياسي بالكامل في ما يخص الوضع الجديد الذي نحن فيه، والعلاقة بالرئيس. لم أكن أرغب في الدخول في عداء مع علي عبدالله صالح بعد أن أعلنا الوحدة وسلمنا الأرض والثروة. هذا ليس معقولاً. كنت مختلفاً مع المكتب السياسي، المكتب السياسي كان في وادٍ وأنا كنت في وادٍ. الرئيس كان يسمع ما يدور في اجتماعاتنا، وأذكر أنه أتصل بي مرة، وطلب مني أن أذهب إليه. ذهبت إليه في العاشرة صباحاً. قال لي أريدك أن تنضم إلى المؤتمر الشعبي، وسأعطيك عضو لجنة عامة. هذا طبعاً بعد إعلان الوحدة بأشهر. قلت له شوف إذا قالوا لك إن الاشتراكي انتهى وباقي فقط واحد سأكون أنا. قال: إلى هذا الحد؟ قلت نعم، قال: ليش؟ قلت له: نحن عشنا في هذا الحزب وهو امتداد لثورة الجنوب، خطأنا وصوابنا فيه، والخروج عنه إلى حزب آخر ليس له معنى، لأن الخارج من الحزب سيكون مجرد ضيف.
> وهو تقبل منك هذا الكلام؟
- لا. هو قال أيش لكم من تاريخ، أنتم قتلتم قحطان وسالمين ومطيع وعلي عنتر وصالح مصلح، وقال أيضاً شيئاً من هذا الكلام. قلت له: على كل حال، في تاريخنا شيء من السواد وشيء من البياض، لكن هذا تاريخنا ونحن نعتز به. وبعدين رحت من عنده.
كنا في المكتب السياسي مختلفين لأنهم كانوا يقولون إن الرئيس وعلي محسن الأحمر لهما علاقة بتنظيم القاعدة والجهاديين.
> المقصود الجهاديين لأن تنظيم القاعدة لم يكن قد أعلن وقتها؟
- نعم. وأن لهما علاقة بالاغتيالات والأحداث الأمنية في البلد. كنت ضد هذا الكلام، لأنه لا يعقل وجود ناس مسؤولين على بلد يخربون أمنه.
> ألا تزال على هذا الرأي الآن؟
- لا. أنا اقتنعت بأن كلامهم صحيح، ولكن للأسف لاحقاً. كنت وقتها ضد هذا الكلام، في حين أن الآخرين في المكتب السياسي، جميعاً وبدون استثناء، مقتنعون بهذا الكلام.
> كيف عرفتم بوجود عملية تنصت عليكم؟
- البيض حصل على تأكيدات بذلك، ولا أدري كيف حصل عليها.
> كنتم تجتمعون في مقر الحزب الاشتراكي، فهل يعقل أن الاشتراكي بقدراته الأمنية وبخبرته في السلطة لا يتحوط لهذا الاختراق الأمني؟
- هم وفروا لنا هذا المبنى. واستلمناه منهم.
> سمعت أيضاً أن بيوت بعض المسؤولين في الحزب كان يتم التنصت عليها. ماذا عن بيتك؟
- حتى بيتي. لم أكن أصدقهم في الحقيقة. صالح السيلي جلب أجهزة لكشف التنصت على اتصالاتنا. كانت أجهزة صغيرة يتم ربطها بالهاتف وتم توزيعها علينا. وكنت عندما اتكلم ألحظ دخول الطرف المتنصت فاختصر الكلام.
> هذا بالنسبة للاتصالات، لكن ماذا عن المقر؟
- البيض جاء بأشرطة تسجيل حصل عليها من داخل الرئاسة تبيِّن أن اجتماعاتنا مسجلة. ومع هذا لم اقتنع لانني خشيت من وجود لعبة بيننا (داخل الحزب) لخلق صدام مع علي عبدالله صالح. كان هذا تقديري فأنا لم أكن اتوقع أن يحصل هذا، لم أكن اتصور أن يتم العبث بمشروع الوحدة ومشروع أمنها من المسؤول الأول.
> متى كان هذا يحدث بالضبط؟
- في 1991.
> ومتى اتضح لك تماماً صدقية هذا الكلام؟
- في 1993. بعد الانتخابات البرلمانية بالضبط. لم أكن مقتنعاً بإمكانية حدوث هذا، حتى أن البيض بنفسه اعطاني شريط تسجيل فيديو، وقال لي: اتفضل شوف. رأيت (في الشريط) أشخاص مقربين لعلي عبدالله صالح (...) في جلسة مع جهاديين، وهم يوزعون عليهم المهام والمتفجرات. غير معقول أن يكون هناك مسؤولون في الدولة ويقومون بتخريب أمنها.
> وبصرف النظر عن التنصت على اجتماعاتكم، لكني ومن خلال تتبعي لآرائك ومواقفك، لاحظت انك تجنبت دوماً النيل من شخص الرئيس، قد تهاجم النظام أو موقع الرئاسة دون التجريح في شخص الرئيس، أيمكن أن يكون هذا سبباً إضافياً لمودة الرئيس تجاهك؟
- في السياسة لا يجوز التجريح الشخصي لأن القضية تتحول حينها إلى قضية شخصية. نحن نختلف مع سياسة الرئيس.
> خلال فترة المشاكل داخل الحزب الاشتراكي بسبب مواقفك من «وحدة حرب 1994»، كان يُقال إنك برغم هذه المواقف الراديكالية فإن علاقة جيدة تجمعك بالرئيس. كان يُقال هذا من بعض المختلفين معك في الرأي؟
- المختلفون معي، الله يسامحهم، اتهموني باتهامات كثيرة. كأن يقال إنني عميل مع السعودية، أو مع المخابرات البريطانية، أو انني أريد مغادرة الحزب الاشتراكي والالتحاق بالجفري في الرابطة، وإنني اشتغل لصالح السلطة لشق الحزب الاشتراكي، كلام كثير من هذا القبيل. لكن أنا لم أكن اهتم بهذا لثقتي بأن الحياة كفيلة بإقناعهم بصحة مواقفي.
> وانت الآن لا تحمل ضد هؤلاء أية مشاعر عداء أو بغض؟
- لا.Read more…
New YorkTu es ma vieFroidTu es ma vieBrouillardTu es ma viePluieTu es ma vieGelTu es ma vieGangTu es ma vieGangueTu es ma vieBanqueTu es ma mortSupérioritéBlack-outMortalitéSaint-TropezTu es ma mortAzurTu es ma mortSoleilTu es ma mortSableTu es ma mortAbricotTu es ma mortMerTu es ma mortMèreTu es ma mortMerdeTu es ma vieInférioritéBlack-outImmortalitéNew YorkTu es ma vieBarTu es ma vieBoulevardTu es ma viePontTu es ma vieChien vagabondTu es ma vieMétalTu es ma vieHaut malTu es ma vieTant bien que malTu es ma mortSupérioritéBlack-outMortalitéSaint-tropezTu es ma mortFerdinand de SaussureTu es ma mortMerveilleTu es ma mortEtableTu es ma mortVaginTu es ma mortChampagneTu es ma mortCharlemagneTu es ma mortMéridienneTu es ma vieInférioritéBlack-outImmortalitéNew York et Saint-TropezChacun de vous estLa moitié d’un portLa moitié d’une mortLa moitié d’un parcLa moitié d’un cracLa moitié d’un feu d’artificeLa moitié d’un viceLa moitié d’un baiserLa moitié d’une nauséeLa moitié d’un barilLa moitié d’un terrilLa moitié d’un platLa moitié d’un bourgeoisLa moitié d’une gifleLa moitié d’un cribleLa moitié d’un couteauLa moitié d’un FoucaultLa moitié d’un conLa moitié d’un percheronLa moitié d’une routeLa moitié d’une dérouteLa moitié d’un criLa moitié d’une vieD’un sursisD’une sourisCharcutée par la technologieLa moitié d’un songeLa moitié d’un mensongeLa moitié d’une extrémitéLa moitié d’une exclusivitéD’un sein maltraitéD’un voyageD’une imageD’un reportageTruqué à la téléLa moitié d’un espaceD’une carapaceLa moitié d’un bateauD’un frigoD’un chapeauD’un chameauPerdu .Read more…
فلماذا لا يقولون للرأي العام المحلي والخارجي بأنهم قد طرحوا المشكلات على السلطة، وطلبوا منها الاعتراف بها وإيجاد حلول لها والسلطة رفضت
في البدء كان تيار «إصلاح مسار الوحدة ». لكن محمد حيدره مسدوس لم يرد في هذا الحوار الذي تنشره «النداء» على جزئين أن يتحدث كثيراً عن معارك الماضي التي خاضها داخل الحزب الاشتراكي لإقناع الأغلبية في هيئاته بضرورة التمترس في الجنوب من أجل القضية الجنوبية والوحدة معاً. الماضي لا يحضر في هذا الحوار إلا متى أدى وظيفة كاشفة للحاضر والمستقبل. وعبر ساعات هذا الحوار اعتمد أحد أبرز مؤسسي تيار إصلاح مسار الوحدة نبرة هادئة حتى وهو يخوض في مسائل الحاضر المحمولة بالصخب والهياج، وأسئلة المستقبل المسوَّرة بالنار، وتجارب الماضي المغمسة بالأحزان والمرارات.
كان هادئاً، تماماً كما هو في اللحظة الراهنة، اللحظة التي توارى فيها عن سبق وإصرار -كما قال لي- عن واجهة المشهد الجنوبي بسبب قلبه الذي يقاسي التضخم، ولكن أيضاً بسبب عقله الذي يقدِّر أن الأيام الجنوبية المقبلة تحتاج إلى دوره في ظلال المشهد بأكثر مما تتطلب حضوره في أضواء الواجهة حيث يتسابق كثيرون على حجز موقع لهم في الصدر! والحاصل أن محمد حيدرة مسدوس، الرجل الذي اختار أن يتوارى، حاضرٌ، كما يبرهن في هذا الحوار، بأكثر مما يتصوره أشد الممسوسين به، داخل الحزب الاشتراكي أو في السلطة أو في الحراك. وبالنظر إلى حساسية موقعه الريادي في الحراك، فقد تقرر أن يتم هذا الحوار طبق اتفاق مبادئ بيننا.
يقضي المبدأ الأول بأن نتجنب الإشارة إلى الخلافات بينه وبين رفاقه في الحزب، الأحياء قبل الأموات، حول قرارات الأغلبية الحزبية بشأن الانتخابات ومصير الوحدة بعد حرب 1994.
وقد تم الالتزام من قبلي بهذا المبدأ إلا متى وجبت الإشارة إلى مواقف سابقة تعين على قراءة تطورات راهنة.
المبدأ الثاني كان بشأن رأيه في التطورات المتسارعة في الجنوب والتقلبات الدرامية في المواقف والاصطفافات جنوباً وشمالاً. وكان الاتفاق على أن يتم الحوار بالمسجل كي يكون نابضاً بالحياة على أن يتم نشره بعد حذف كل ما قد يتسبب في جرح أشخاص، أياً تكن مواقعهم ومواقفهم.
والحق انني لم أجد وأنا أحرِّر هذه المادة ما يستوجب الحذف، فقد بدا مؤسس « تيار إصلاح مسار الوحدة» يقظاً ومتحوطاً عبر مسار هذا الحوار. وقد سد -كما أزعم هنا- كل منفذ من شأنه أن يحرف مسار علاقته بالصحيفة حتى لا يضطر لتأسيس تيار إصلاح مسار الصحافة المستقلة.
وقضى المبدأ الثالث بأن يطلع على نسخة من الجزء الأول من هذا الحوار قبل نشره، على أن لا يجري أي تعديلات أو تصويبات إلا بالتفاهم معي، ومتى قدِّر أن في ما حُرِّر تجاوزاً للمبدأين الأولين. واعترف هنا أنني خرقت هذا المبدأ، إذ أن مشاغل عدة حالت دون إرسال نسخة من الحوار في التوقيت المتفق عليه (مساء الخميس أو نهار الجمعة).
وفي هذا الحوار يعرض محمد حيدرة مسدوس مواقفه من التطورات التي حدثت خلال العامين الماضيين. ومن موقعه الأصيل داخل الحياة السياسية، وبخاصة في قلب الحراك الجنوبي -رغم وجوده في العاصمة -يقدِّم للقارئ زوايا جديدة للنظر في أعماق الحراك الجنوبي ومقدماته ومساره الذي بدوره قد يحتاج إلى تيار إصلاح -ليس علنياً بالضرورة- يحول دون انزلاق مكوناته نحو العنف والإقصاء والانعزالية.
* لجنة الحوار الوطني أطلقت مشروعاً، ودعت مكونات الحراك والقوى السياسية في الداخل والخارج إلى الحوار. هل يمكن أن يستجاب لها؟
- لابد لأي حوار أن تكون له موجبات موضوعية، هذه الموجبات هي أصلاً موجودة، لكن الإخوة في المشترك ولجنة الحوار الوطني ابتعدوا كثيراً عن هذه الموجبات. ولأنهم ابتعدوا عنها فأعتقد ألا تكون هناك استجابة من المعارضة في الخارج.
القضية الجنوبية لها طرفان: الطرف الجنوبي والسلطة. الجنوبيون في 1994، كانوا طرفاً في الأزمة، وطرفاً في الحرب، ومن البديهي أن يكونوا الآن طرفاً في الحوار، وطرفاً في الحل، سواءً كان الطرف المقابل لهم هو السلطة أو المعارضة.
هذه القضية (الجنوبية) تتطلب بالفعل حواراً، الوثيقة للأسف ذهبت بعيداً عنها. نفس الشيء بالنسبة لمشكلة صعدة، الوثيقة لم تتناولها بشيء من الحلول. كنت أفضل أن يوجه الإخوة في المشترك ولجنة الحوار دعوة للجنوبيين، ودعوة للحوثيين، كلٍّ على حدة. يبحثوا مع الجنوبيين القضية الجنوبية وكيفية حلها، ويبحثوا مع الحوثيين مشكلة صعدة وكيفية حلها، وبعد أن يتفقوا على حل القضية الجنوبية مع الجنوبيين، ويتفقوا مع الحوثيين على حل لمشكلة صعدة، كان بالإمكان إيجاد وثيقة يتحقق إجماع عليها، وتتشكل جبهة وطنية تضم هذه الأطراف.
> على حد علمي فإن ترتيبات تجري حالياً مع شخصيات لها وزن في الخارج مثل علي ناصر محمد وحيدر العطاس لبحث هذا الموضوع.
- إن كانت الدعوة للجنوبيين كجنوبيين لبحث القضية الجنوبية والاتفاق على حلها، هذا ممكن. لكن الدعوة إلى الحوار أو إلى مؤتمر وطني على أساس الوثيقة التي اطلعنا عليها فأنا لا أعتقد أنها ستكون دعوة مجدية، ولا أعتقد أنها ستلقى استجابة.
>
علاوة على هذا النقد للآليات، ما هي ملاحظاتك الأخرى على هذه الوثيقة؟
- المشاريع تكون في العادة خلاصة للحوار مع أطراف المشكلة، لا أن يصممها طرف واحد، وهو لا يدرك كيف يفكر الطرف الآخر حيالها. في تقديري الشخصي أنها لن تكون مجدية، وأقترح على أصحابها تجاوز هذه الوثيقة، وأن يدعوا الجنوبيين للحوار حول كيفية حل القضية الجنوبية.
> أي أنك تعتقد أن هذا المشروع لا يصلح لأن يكون ركيزة، أو منطلقاً، لحوار مع مختلف الأطراف، وبخاصة الحراك الجنوبي.
- نعم. المفروض تكون الدعوة للحوار على أساس مبادئ، وتترك التفاصيل للحوار. الوثيقة جاءت بكل التفاصيل بصورة غير واضحة، ولا تؤدي الغرض، وكان من الأفضل للإخوة الذين دعوا للحوار وفق هذه الوثيقة، أن يذهبوا للرئيس ويقنعوه بالمشكلات.
> هم يقولون إنهم دائماً في لقاءاتهم مع الرئيس يطرحون عليه هذه المشكلات وأهمية الاعتراف بها كمدخل لمعالجتها، لكن دون جدوى. حتى إن أحد هذه القيادات قال لي إنهم يائسون تماماً من الرئيس، وما من بديل سوى الذهاب للتفاهم مع الحراك والحوثيين.
- إنْ كان هذا صحيحاً فلماذا لا يقولون للرأي العام المحلي والخارجي بأنهم قد طرحوا المشكلات على السلطة، وطلبوا منها الاعتراف بها وإيجاد حلول لها والسلطة رفضت. إذا يريدون معالجة المشكلات بشكل عملي وجدي ممكن يقومون هم بوظيفة السلطة.
> تقصد أي وظيفة، هل تقصد أن يذهبوا مباشرة للحوار مع الأطراف الأخرى؟
- التعامل مع القضية الجنوبية والتعامل مع مشكلة صعدة. يعقدون مؤتمراً صحفياً، ويعلنون اعترافهم بالقضية الجنوبية، ويدعون الجنوبيين للحوار من أجل إيجاد حل لها، والأمر نفسه بالنسبة للحوثيين. بعد أن يتفقوا مع الجنوبيين حول كيفية حل القضية الجنوبية، وبعد أن يتفقوا مع الحوثيين حول كيفية حل مشكلة صعدة، يمكن هنا أن تتشكل جبهة موحدة ويفرضوا الحل الذي يتفقون عليه عبر عصيان مدني.
> أيمكن في الوقت الراهن أن ينفتح الحراك الجنوبي على أحزاب المشترك؟ تعلم أنه في الفترة الماضية وجدت أزمة ثقة ومصداقية. قياديون في المشترك يشيرون إلى أن الحراك يتعامل مع أي بيان للمشترك يؤيد مطالبهم باعتباره محاولة للالتفاف على الحراك أو اختراقه.
- هذه موجودة فعلاً. وتجاوز أزمة الثقة هو في يد اللقاء المشترك والمعارضة. ويمكن للمعارضة أن تزيل أسباب هذه الأزمة، وتثبت للآخرين مصداقيتها. اللقاء المشترك، والمعارضة عموماً، لم يكن موقفه من القضية الجنوبية إيجابياً منذ البداية، تم اعتماد أسلوب التجاهل تجاه القضية الجنوبية، وهذا أعطى انطباعاً لدى الشعب في الجنوب بأن الكل تخلى عن قضيته. معالجة أزمة الثقة الآن في يد المعارضة (المشترك) بأن تبرهن للجنوبيين أنها صادقة ومستعدة للعمل من أجل معالجتها.
> قيادات وناشطون في الحراك يكررون دوماً بأن الحراك يخرج في مسيرات واعتصامات في المحافظات الجنوبية، ويسقط جراء ذلك شهداء وجرحى ويُقتل العشرات، فيما الشارع في العاصمة ومدن أخرى في الشمال هادئ، وكأن ما يجري في الجنوب لا يعنيه، وهم يحملون المشترك مسؤولية هذا التراخي. ويحضرني الآن ما قاله لـــ"النداء" ناشط في الحراك قبل نحو عام ونصف العام، رأى أن المشترك غير مطالب بالمشاركة في فعاليات الحراك في الجنوب بقدر ما هو مطالب بإثبات صدقيته في معارضة السلطة في الشمال، وتحريك مسيرات واحتجاجات ضد
المظالم التي يكابدها أبناء الشمال، وسيتم اللقاء بين الحراك والمشترك تلقائياً. ما يعني أن قيادات الحراك يريدون من المشترك توكيد مصداقيته أولاً قبل إطلاق أية دعوات أو مبادرات.
- هذا كلام صحيح من الناحية النظرية، لكن من الناحية العملية في صعوبة. أنا شخصياً لا أعتقد أن المشترك والمعارضة ليست لديهما رغبة في تحريك الشارع الشمالي. أنا مقتنع أن لديهم رغبة، لكن يشعرون بصعوبة تنفيذ ذلك.
> تقصد أن المسألة مسألة قدرات؟
- لا. الصعوبة قد لا تكون موجودة في أذهان الناس، أو أنهم لا يريدون لهذه الصعوبة أن تظهر، لكنها موجودة في الواقع. أذكر أنني ناقشت الشهيد جار الله عمر حولها قبل استشهاده بعدة سنوات، تقريباً في أواخر 1997، بعد الانتخابات النيابية. جرى ذلك في بيتي، وبحضور عبدالواحد المرادي. كنا مختلفين حول موقف الحزب من القضية الجنوبية، وبادر المرادي واقترح أن نجلس، جار الله عمر وأنا، لنتفق أولاً، وبعد أن نتفق يمكن أن نوسع نطاق النقاش ليشمل أعضاء المكتب السياسي. جاء إلى بيتي (السابق في منطقة حدة) جار الله عمر وعبدالواحد المرادي. قلت لجار الله عمر خلونا نقرأ الواقع بشكل سليم إذا نريد الحفاظ على وحدة الحزب، وكي يبقى قائداً في الجنوب. أنا متأكد أن الواقع في الشمال أفضل، ولو نسبياً، عما كان عليه قبل الوحدة. سألني: من أي ناحية أفضل؟ قلت من الناحية السياسية، الناس كانوا مقموعين ولا يستطيعون النقد، ولا يوجد هامش لحرية الصحافة أو حرية العمل الحزبي، وكان الدستور الشمالي يقول من تحزب خان، هذا قبل الوحدة، أما الآن فهذا ليس موجوداً، ما يعني أن الوضع من الناحية السياسية أفضل مما كان عليه قبل الوحدة. صحيح أن الديمقراطية شكلية، لكن بالمقارنة مع ما كان قبل الوحدة، الوضع أفضل نسبياً. وكذلك الحال من الناحية السيكولوجية، ومن الناحية الاقتصادية أيضاً، فالمظلومون في الشمال تمكنوا من الحركة، سعياً وراء الرزق، في الجنوب، وتحسن وضعهم. لكن في الجنوب الوضع أسوأ من كل النواحي عما كان عليه قبل الوحدة، إذن، كيف أنا في الجنوب أستطيع إقناع السكان بقبول الأسوأ، وكيف أنت في الشمال تستطيع إقناع السكان برفض الأفضل؟ يوجد اختلال في الواقع، وواجبنا أن نستوعبه في السياسة.
جار الله عمر قال: ألا يوجد قاسم مشترك في نظرك؟ قلت له هناك قاسم مشترك وهو "وثيقة العهد والاتفاق". رد: ومن قال إننا تخلينا عنها؟ أوضحت: المشاركة في الانتخابات،
فعندما تشاركون في الانتخابات، فهذا يعني عملياً تخليكم عن الوثيقة.
> لأن الوثيقة في هذه الحالة أعلى من الدستور؟
- نعم. كان ينبغي على المعارضة كلها أن تشترط للمشاركة في الانتخابات تنفيذ وثيقة العهد والاتفاق التي وقع عليها الرئيس علي عبدالله صالح، وأجمعت عليها القوى السياسية كلها.
> لنعد إلى النقطة الأساسية، أنت ترى أن المعارضة لديها الرغبة في تحريك الشارع، لكن إمكانية تجسيد هذه الرغبة غير ممكنة، لأن الوضع في الشمال تحسن عما كان عليه قبل الوحدة، وبكلمة أخرى، يصعب تحريك الشارع في المحافظات الشمالية في قضية لها علاقة بالوحدة؟
- بالضبط. لن تكون الاستجابة في الشمال كما هي في الجنوب. وهذه المسألة ينبغي على السياسيين أخذها في الاعتبار، لا أن يأتوا لــــ"يكعفوا" الناس، إما أن يكعفوا الجنوب لما هو في صالح الشمال أو العكس، وهذا ما يحصل الآن.
> ماذا بوسع المشترك، إذن، أن يفعل حيال القضية الجنوبية؟ الشارع في الجنوب لا يتحرك إلا بناء على أجندة الحراك بعد أن انحسر دور المشترك تدريجياً، وبات الآن كما كتبت يوماً مجرد معلق سياسي. وفي الشمال يمكن للمشترك أن يحرك الشارع نسبياً، لكن ليس في قضية ذات صلة بالوحدة.
- المطلوب ليس إعداد وثيقة. هذه الوثيقة تعكس رؤيتهم هم (المشترك). المشترك حتى الآن لم يقرر هويته ولا وجوده في ما يخص القضية الجنوبية: هل هو طرف مصطف مع الحراك أم طرف مصطف مع السلطة، ليس واضحاً أين موقعهم. والحال كذلك في ما يخص مشكلة صعدة.
> تقصد أن على المشترك أن يقرر موقعه حيال هاتين الأزمتين قبل أن يبادر لدعوة هذا الطرف أو ذاك للحوار؟
- بالضبط.
> لعلك لاحظت غياب التوازن في رؤية المشترك من حيث الأهمية. فهي استغرقت في التاريخ والتشخيص، وتقشفت في ما يخص الآليات. ومع ذلك، في ما يخص القضية الجنوبية، أفسحت الوثيقة مساحة كبيرة لها، وقد لمست أن ما ورد فيها قريب مما كان ينبه إليه تيار إصلاح مسار الوحدة منذ أكثر من عقد، وحتى إن هذا القرب ظاهر في تصريحات وأحاديث قيادات المشترك؟.
- (باسماً) هي المسائل كلها لها علاقة بالكيمياء حتى في السياسة. عندما تطرأ ظروف معينة تتطلب شيئاً معيناً، وهو تركيب كيماوي صحيح، يضيع الوقت وتفوت الفرصة، يصبح الأمر عبثياً.
أريد هنا أن أعلق على تشخيص الأزمة الوارد في الوثيقة. الوثيقة حصرت المشكلة في رأس شخص (قاصداً الرئيس). ولو كانت المسألة في
تكمن في أشخاص كانت قد حلت خلال هذا التبدل الذي حصل في الشمال. الأمر نفسه في الجنوب، جاء قحطان، ثم سالمين، فعبدالفتاح، فعلي ناصر، فالعطاس. المشكلة ليست في الأشخاص، بل تكمن في النظام.
> تقصد بنية النظام السياسي والقيم السياسية الحاكمة؟
- تكمن في النظام، والنظام يعني الدستور. مثلاً في الجنوب قبل الوحدة النظام السياسي والدستور لم يكن يسمح للسرق بأن يمارسوا السرقة، وللمرتشين بممارسة الرشوة، ولم نسمع بالسرقة والرشوة على مدى 23 عاماً حكمنا فيها الجنوب، ليس لأننا ملائكة، بل لأن النظام لا يسمح بذلك. عندما جئنا إلى صنعاء وجد جنوبيون يمارسون السرقة والرشوة أكثر من الشماليين، وكانوا قبل ذلك في الجنوب ملائكة. النظام يمكن أن يصلح قيم الناس ويمكن أن يفسدها.
في الشمال توجد مناطق قبلية لا تقبل الدولة، ولديها قناعة كاملة بأن العرف القبلي أفضل من القانون، وبعض أبناء هذه المناطق مثل المشائخ لهم مصلحة في تكريس هذه القناعة، لأنهم يؤدون وظائف الدولة، مثل القضاء، ويدر عليهم ذلك مصالح وأموالاً. مناطق اليمن الأسفل فيها مجتمع غير قبلي ويريد دولة النظام والقانون. المنطقتان كلاهما في دولة واحدة محكومة بنظام مركزي محتكر بيد القبائل. وهذا الواقع المتناقض لا يمكن موضوعياً -فالقصة ليست رغبات- أن يُدار بدولة مركزية، واستمراره هو نوع من العسف. وضع من هذا النوع يتطلب نظاماً فدرالياً يجعل المناطق المتطورة تحكم نفسها وفقاً لمستواها الثقافي والاجتماعي، والمناطق الأخرى تدير نفسها، وهذا سيخلق نوعاً من المنافسة باتجاه الأفضل والتعايش.
وبعد الوحدة دخل الجنوب، والجنوب لا يستطيع العيش إلا في دولة، ولأنه كذلك صبر 15 سنة (منذ 7 يوليو 1994) لأنه يشعر أن الخروج عن النظام والقانون...
>
تقصد أنه لم يعتد العيش خارج الدولة كما قد يحصل في بعض المناطق في الشمال؟
- نعم. هذا الواقع المتناقض يستحيل إدارته بدولة مركزية، لأن السلطة ستقسر الجميع على العيش داخل نظام واحد، بينما الواقع لا يسمح بأن يتجسد هذا النظام في كل المناطق.
إذا كان هذا هو الواقع فالمفروض أن تنبني السياسة على أسسه. بسبب الأفكار الاشتراكية والقومية العربية كان القادة يعتقدون أن الواقع تابع للسياسة، وكيفما تكون السياسة يكون الواقع. وهذا فكر إرادوي ليس له صلة بالعلم. السياسة تكون وفق الواقع، ولكن باتجاه إصلاحه، وهذا ليس موجوداً.
> هذا يعني أن تغيير طبيعة النظام السياسي قد يشكل مخرجاً من الأزمات؟
- نعم، ولكن من أين تبدأ؟ تبدأ من الدستور وليس من الأشخاص.
> لكن الحراك الجنوبي لم يعد يقبل الصيغة الفدرالية، وسقفه فك الارتباط. لعلك تذكر كيف أن الحكم المحلي قبل عدة سنوات كان بمثابة الكفر في وعي النخبة الحاكمة، والآن ينظر إلى الفدرالية على أنها كفر. هل تتصور أن تكون الفدرالية مخرجاً في الأمد القصير؟
- المسألة أولويات. الخطوة الأولى بالنسبة للمشترك هو أن يحدد موقعه من المشكلات. إذا هم يرون أن الحراك على حق والسلطة على باطل، فهم ملزمون أخلاقياً ووطنياً بأن يكونوا مع الجنوبيين. أما إذا رأوا أن الجنوبيين على خطأ فيمكن أن يكونوا بوضوح مع السلطة. وكذلك الأمر في ما يخص مشكلة صعدة. عندما يتحقق الوضوح في موقعهم وموقفهم، يستطيعون التفاهم مع الآخرين. إذا قالوا إن الحراك الجنوبي على باطل يكون في إمكانهم التوصل إلى لغة مشتركة مع السلطة. إذا هم مقتنعون أن الجنوبيين محقون والسلطة على باطل، فإنهم عندما يعلنون موقفهم سيجدون لغة مشتركة مع الحراك. هذه الخطوة الأولى، وإذا تمت ستأتي الخطوات اللاحقة، ولكن إذا تحقق الصدق وليس عبر تكتيكات.
> كما تعلم فإن لجنة الحوار الوطني وهي تصوغ رؤيتها للإنقاذ أجرت اتصالات ونقاشات مع منظمات وشخصيات، هل اتصلت بك اللجنة وتناقشت معك أو على الأقل استمعت لوجهة نظرك؟
- زارني بعض الإخوة من اللجنة وعرضوا عليَّ الفكرة. نصحتهم أن تكون الخطوة الأولي قبل إعداد الوثيقة هو اختيار لجنة من أشخاص قادرين على الحديث، وأن تطلب هذه اللجنة لقاء بالرئيس (علي عبدالله صالح)، ويقدموا أنفسهم للرئيس باعتبارهم أنداداً وليس مرؤوسين. واقترحت عليهم أن تطرح هذه اللجنة 5 قضايا على الرئيس هي: القضية الجنوبية، ومشكلة صعدة، وتنظيم القاعدة، وقضية الفساد، وأخيراً القضية الاقتصادية. هذه القضايا الخمس تهدد البلاد بالصوملة إذا لم تعالج. والسلطة أظهرت حتى الآن أنها عاجزة عن معالجتها. وعليهم أن يقولوا للرئيس: سنكون مع السلطة في حال كانت جادة في معالجة هذه القضايا. سألوني: كيف يتم طرح هذه القضايا على الرئيس؟ أجبت قائلاً: بخصوص القضية الجنوبية اطلبوا من الرئيس أن يعترف بها، بحيث يدعو الجنوبيين للحوار حول حلها. كذلك الحال في ما يخص مشكلة صعدة، بحيث يدعو الرئيس الحوثيين للحوار حول مشكلة صعدة، وهكذا. وأعتقد أنه إذا حُلت القضية الجنوبية فإن القضايا الأخرى جميعها ستُحل.
> تقصد أن القضية الجنوبية هي سبب عجز السلطة عن إدارة الأزمات الأخرى جراء غياب التوازن؟
- طبعاً. سألني الإخوة من لجنة الحوار بعد أن عرضت عليهم اقتراحي: وفي حال رفض الرئيس هذا؟ قلت: قولوا له بوضوح إن الوطن لنا كلنا، ولا يمكن أن نكتفي بالتفرج وأنتم تقودونه إلى الهاوية، ونحن سنقوم بواجبنا. اخرجوا من عنده، وادعوا الصحافة والهيئات الدبلوماسية إلى مؤتمر صحفي، وأعلنوا اعترافكم بالقضية الجنوبية، ووجهوا الدعوة إلى الجنوبيين للحوار على الحل، وكذلك في ما يتعلق بصعدة. وعندما يتم الاتفاق مع الحراك والحوثيين على الحل يمكن إعلان عصيان مدني يفرض الحل على السلطة.
> بماذا ردوا عليك؟
- غادروا منزلي وهم مقتنون بما طرحته، لكن الأمور سارت في اتجاه آخر.
> هناك من يرى أن المشترك لم يحسم خياره بعد حيال هذه الأزمات والقضايا، ولذلك يراوح حول إطلاق مبادرات، وهناك من يعتقد أن الأمور قد خرجت عن نطاق سيطرة المشترك عليها؟
- لا أعلم كيف يفكرون. إما أنهم لا يقرؤون الواقع بشكل صحيح، وإما أنهم غير جادين. لا أعرف ماذا يدور في رؤوسهم، لكني أقرأ ما يدور في الواقع.
> هذا النقاش جرى قبل إعلان وثيقة الرؤية؟
- صحيح. تم أثناء إعداد الوثيقة من قبل لجنة الحوار.
> دعنا نتحدث عن مواقف الأطراف المعنية بهذه الوثيقة. تعلم أن السلطة رفضت هذه الوثيقة فور إعلانها. بالنسبة للأطراف من خارج السلطة، فإن عبدالملك الحوثي أشاد قبل أسبوع بالوثيقة وأعلن ترحيبه بالحوار، لكن الأطراف الأخرى تجاهلتها، سواء مكونات الحراك أو القيادات الموجودة في الخارج سواءً علي سالم البيض أو علي ناصر أو حيدر العطاس.
- بالنسبة للحوثي فإنه تعامل بذكاء سياسي. هو كان يخشى انضمام المشترك إلى السلطة في حربها ضده. ولذلك بادر إلى الترحيب بالوثيقة لقطع الطريق أمام رهان السلطة على استمالة المعارضة إلى صفها. الآن وبعد موافقة الحوثي، فإن المعارضة لا تستطيع تأييد السلطة.
>
أيمكن القول أيضاً إن مطالب الحوثي لا تتصل بصميم النظام السياسي وتركيبته بقدر ما تتعلق بشؤون ذات طابع محلي (في صعدة وغيرها)، ما يجعله منفتحاً وأقل حساسية تجاه مبادرة المعارضة؟
- مشكلة صعدة غامضة. انفجرت فجأة ودون مقدمات، ودون أن يدرك الرأي العام أسبابها وحيثياتها، وتعمقت الشكوك عندما اتخذ الرئيس العام الماضي قراراً بوقف الحرب الخامسة، وكأن وقفها أو استمرارها رهن بطرف واحد، ولكن إذا اجتهد المرء يمكن أن يستنتج أن الحوثيين قلقون وكأنهم يستشعرون خطر طمس مذهبهم وتاريخهم، هذا ما أعتقده.
بالنسبة للجنوبيين فإن أي سياسي جنوبي لا يستطيع أن يتجاوز الحراك، ومن يتجاوز الحراك يحرق في الشارع. توجد أزمة ثقة بين الحراك والمعارضة، وهذه الأزمة سببها المعارضة واللقاء المشترك. صحيح أن المشترك يلاحظ أن بعض الشعارات (التي يرفعها الحراك) مزعجة ومقلقة وتخيفهم، لكنهم للأسف يقرؤون هنا النتيجة، ولو قرأوا الأسباب لوجدوا أن هذه الشعارات إفراز طبيعي، وهنا ستزول مخاوفهم. على سبيل المثال لو أن الحزب الاشتراكي اليمني تبنى القضية الجنوبية منذ البداية، لكان الحراك ظهر تحت قيادته، ولن يعود ممكناً أن يبحث عن قيادة غير الحزب الاشتراكي. وإذا كان هذا حصل هل كانت ستظهر شعارات تخيف المعارضة، وهل كانت ستظهر قيادات أخرى؟ بالتأكيد لا.
لنأخذ الحالة المعاكسة، لو أن الاشتراكي بعد حرب 1994 مباشرة أعلن رسمياً تخليه عن القضية الجنوبية كان سيظهر حامل سياسي لهذه القضية قبل أن يظهر الحراك، وكان الحراك الحاصل الآن سيظهر تحت قيادة هذا الحامل السياسي ولن يخرج عنه، وسيتوفر للحراك عندها قيادة موحدة وشعارات موحدة.
ما يحصل الآن هو نتيجة طبيعية سببها سياسة قيادة الاشتراكي تجاه القضية الجنوبية، ولذلك انفجر الشارع الجنوبي دون أن يكون هناك حامل سياسي يقوده.
> لكن الحراك يبلور حالياً صيغة قيادية؟
- بشكل حتمي سيأتي حامل سياسي للحراك يجمعه في قيادة واحدة وخطاب سياسي واحد وشعار موحد.
> واضح أنه ليس بوسع أي طرف أو قيادي أن يحتكر لنفسه قيادة الحراك. لكن لنعد للمشترك، لعلك تتفق معي بأن المشترك بدا فاعلاً في السنة الأولى للحراك، وذلك عبر فروعه في المحافظات الجنوبية الشرقية، غير أن حضوره انحسر تدريجياً حتى إنه صار غائباً كلياً عما يجري كما هو ظاهر في فعاليات الحراك أمس (14 أكتوبر 2009)، هل ترى أن تفاوت الأوزان والتقديرات داخل المشترك ومحورية التجمع اليمني للإصلاح داخله، جعل المشترك أقل حساسية تجاه التطورات في الجنوب، وأنا هنا لا أقصد نقد "الإصلاح" بقدر ما أريد تحليل الأمور بموضوعية؟
- لو عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء لنلتقط اللحظة التي انفجر فيها الحراك، مقدمات الحراك معروفة منذ حرب 1994، ولكن لماذا انفجر في 2007؟ لأن المشترك وقع على وثيقة (اتفاق مبادئ حول الانتخابات)مع السلطة تعتبر أن القضية الجنوبية قضية حقوقية. هذه الوثيقة فصلت تماماً بين المشترك والجنوب، لأن الشارع الجنوبي فقد الأمل تماماً في اللقاء المشترك معه.
> على ما أعتقد كان لديك حينها وجهة نظر نقدية حيال هذه الوثيقة، وبخاصة موقف الاشتراكي.
- وقتها كنت مريضاً في لندن، وعندما سمعت بخبر التوقيع على الوثيقة كتبت مقالاً وأرسلته بالفاكس إلى صحيفة "الأيام" التي نشرته. كان التوقيع خطأ، وبسببه بدأ الشارع الجنوبي يبحث عن حامل سياسي غير الاشتراكي وغير اللقاء المشترك، وهنا بدأت المشكلة، وأن يصحح المشترك الآن خطأه ليس عيباً. أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) اعترف أنه طلب تأجيل التصويت على تقرير جولدستون خطأ، وأعلن أنه مستعد لتصحيح هذا الخطأ. وعلى المشترك أن يعترف بأنه أخطأ، مافيش في هذا عيب.
> عندما يقول المشترك الآن في رؤيته إن القضية الجنوبية موجودة وينبغي معالجتها ويدعو السلطة إلى الاعتراف بها، فهو ضمنياً يتدارك خطأه، صحيح أنهم لم يقولوا علناً بأنهم أخطأوا لكن الاعتراف الضمني موجود.
Read more…
Yemen is such a thug regime: Where is Mohammed al Maqaleh?
Editor al Maqaleh Kidnapped by Yemeni Security Forces, Held Incommunicado.محمدالمقالح , كاتب وصحفي وعضو في مركزية الحزب الاشتراكي اليمني بمعزل عن العالم الخارجي خطفته "قوات الامن اليمنية' محمدالمقالح معزول عن العالم الخارجي.Read more…
Germany finally has a new government almost a month after Chancellor Angela Merkel’s conservatives and the pro-business Free Democrats won a convincing election victory between them and embarked on sometimes fraught coalition negotiations.
Merkel’s Christian Democrats (CDU) and their Bavarian sister party, the Christian Social Union (CSU) sealed the deal with the FDP in the early hours of Saturday morning after three weeks of tough bargaining. The agreement now paves the way for the new government to take office in Berlin next week.
One of the sticking points had been the extent to which tax cuts could be imposed despite a swelling budget deficit. While FDP leader Guido Westerwelle did not manage to secure the €35 billion ($52 billion) of tax relief his party had sought, the agreed €24 billion was still greater than Merkel had initially wanted.
After announcing the deal on Saturday morning, Merkel said that she was happy with the agreement and said the negotiations “were not always easy.” She said that both parties in the new government were committed to growth and that they would “bravely solve the problems that lie ahead of us.” At the joint news conference Westerwelle, who is expected to be named foreign minister, said the coalition agreement was a “great foundation for our country.”
Cabinet Posts
The make up of the new cabinet also emerged on Saturday. As expected the current Interior Minister Wolfgang Schäuble is to take the key position of finance minister, a difficult task as the new government attempts to balance tax cuts with a growing deficit. Before the election he had indirectly criticized his party’s plans to introduce tax cuts, saying there was little room for them given the country’s strained finances. Schaüble has earned a reputation as a hardliner on domestic security issues and is not likely to shirk from confrontation with his cabinet colleagues in his new role.
The cabinet’s rising star Karl-Theodor zu Guttenberg is to move from the Economics Ministry to Defense. At only 37 the young Bavarian conservative’s huge popularity may now be put to the test as he faces the task of overseeing the country’s unpopular mission in Afghanistan. However, his smooth communication skills and fluent English should help him in his dealings with Germany’s allies. He is replacing his fellow conservative Franz Josef Jung who will now be appointed labor minister. The new economics minister will be Rainer Brüderle, a member of the FDP.
Another star in the former cabinet, Ursula von der Leyen, is to stay on in the Family Ministry, although she had been tipped to take on the health portfolio. Instead that post is to go to the 36-year-old Philip Rösler of the FDP, who was born in Vietnam and will be Germany’s first Asian-born cabinet mister.
The new deputy chancellor and foreign minister, Westerwelle, reiterated his position that he wanted to see all nuclear weapons to be pulled out of Germany. During the Cold War the United States based nuclear weapons on German soil as part of the NATO deterrent against the Warsaw Pact forces. Since the fall of the Berlin Wall in 1989 it has removed 95 percent of those weapons. At the press conference on Saturday, Chancellor Merkel, who likes to maintain a strong presence on the world stage, said any withdrawal of the remaining the weapons would only be carried out “after talks with our partners.” – Spiegel OnlineRead more…
الحلوة دي قامت تعجن بالفجرية
و الديك بينده كو كو كو كو
يللا بنا على باب الله
يا صدا يا عيني
يجعل صباحك
صباح الخير
يا سعدية
صباح الصباح
فتح
يا عليم و الجيب ما جبش و لا مليم
بس الهوى رايق و سليم
دا بالامل بابك يا رحيم
الصبر طيب عاد
ايه غير الاحوال
يا اللي عندك المال
برض الفقير له رب كريم
الحلوة دي قامت تعجن بالفجرية
و الديك بينده كو كو كو كو
يللا بنا على باب الله
يا صدا يا عيني يصبح صباحك
صباح الخير يا سعدية
ايدي بايدك يا بو صلاح
مادام متوكل عالله تعيش مرتاح
خللي اتكالك عالفتاح
يللا بنا مهو الوقت راح
الصبر طيب راح ايه غير الاحوال
يا اللي معاه المال برضو الفقير له رب كريم
الحلوة دي قامت تعجن بالفجرية
و الديك بينده كو كو كو كوRead more…
بانتخابات أو بدونها مؤتمر بال سيعقد وسيفاوضنرفض الانتخابات تحت الاحتلال، نرفض الرئيس الذي قررها ابن الاحتلال، نرفض الديمقراطية تحت الإحتلال، نرفض المجالس التشريعية إخوان مسلمين أو شيوعيين أو مشيعين أو مشاعيين تحت الإحتلال، نرفض الأمر الواقع المكرس للتقسيم إلى ضفة وقطاع، نرفض التكتيك في استراتيجية البائع والمباع، نرفض القرارات التي تتم في الأقبية والدهاليز، نرفض الأوامر الآتية من البيت الأبيض أو تل أبيب، نرفض المؤامرات السياسية الدنيئة لتصفية القضية، نرفض التعهر الشريف لفياض وكل قواودة المقاطعة، نرفض الأبواق الصدئة الصائحة النائحة في قلاع الكذب، نرفض الطبول في أسواق إعلام الجمعة والسبت والأحد والإثنين... نرفض الرقص الشرقي في مساجد المنظمة، نرفض الظلال العملاقة لجوليات المال الممنوح، نرفض الظلال المسخة لداوود المال الفلسطيني شومان والصايغ وعايش وعطاطرة والحبتور، نرفض الأيدي القذرة للموساد الفلسطيني والموساد الإسرائيلي على حد سواء، نرفض الاستنكاح الشعبي، والاستهتار الثوري، والعبث خبزا للفصائل، نرفض الفصائل، نرفض الحاضر وليد الفكرة التي تنادي بتوحيد الفصائل، نرفض الوطنية كما يفهمها البعض، والتحرير كما يفهمه البعض، وفلسطين، تلك المسكينة فلسطين، كما يفهمها البعض، نرفض الجلد الذي لنا، والجذر الذي لنا، والماضي الذي كله عَفَن، نرفض الهوية، نرفض الذات، نرفض الحذاء الذي اهترأ على الرغم من كونه أشرف من عباس، وأشرف من مبارك، وأشرف من سوزان، وأشرف من كل مريدي هستيريا الدين عليهم الصلاة والسلام، نرفض القصص التي كتبنا، والمقالات التي دبجنا، والروايات التي ظنناها درع الوطن وهي كلها ابداعٌ للعدم، نرفض القارئ المستبد بجهله والشاعر المستبد بعلمه، نرفض الرموز، نرفض الشاورما وساندويتشات الحمص والفول التي تلخص حياة الإنسان عندنا من المهد إلى اللحد، نرفض المقدس المذل والمذل المقدس، نرفض صداح البلابل في الصباح وكأنها تغني فقط لعباس وكأنها جوقة نتنياهو العازفة لسيمفونية موتنا، نرفض الصداح مثلما نرفض النباح لغة ساستنا، نرفض أن نكون فلسطينيين لأننا غير جديرين بأنفسنا (أنقر على العنوان لقراءة باقي الإفتتاحية)...ها نحن نقولها لأسياد هذا الشخص المدعو عباس في تل أبيب وواشنطن فهو حشرة لن نتوجه إليه إن مؤتمر بال سيعقد بانتخابات أو بدون انتخابات لأنه عودتنا إلى أنفسنا ودولتنا وحريتنا، سيفاوض المؤتمر وسيضع حدا للاستهتار بمصير شعبنا، وسيكون البديل الوحيد لكل ما نرفض، سيكون ما يفرزه الفلسطينيون لأول مرة في حياتهم بإرادتهم من أجل شرفهم وشرف بلدهم.وها نحن نقولها لكل الصارخين في برية الإعلام ألا فاصمتوا لا فائدة من صراخكم أو التفوا من حول خطتي للسلام، حللوها، ونادوا بها أو امسخوها إن أردتم ولكن اعملوا من حولها، فهي البديل العملي والفعلي الوحيد لكل ما يجري على ساحة الدسيسة والمؤامرة، وهي الوحيدة التي تعيد لشعبنا كافة حقوقه وأمانيه.إن لم نقم بانقلاب فينا في تفكيرنا وفي أنفسنا، في تنفسنا وفي رؤيتنا لكل شيء عباس وكثيرون مثله سيتصرفون ما شاءوا بمصائرنا ومقدراتنا ولن ينفع رفض إلا إذا بدأ برفض النفس أولا، ورفض العفن، بالفعلِ والعمل، والفعل ليس فعل حماس وكل ما يعبر عنه هذا الفصيل من تصور إخواني ديماغوجي قديم ومناقض للواقع، وليس فعل فتح المتختخ التي تم ترقيعها على أحسن وجه في مؤتمر بيت لحم تحت سباط المحتل. الفعل هو مؤتمر بال للأكاديميين والمثقفين الفلسطينيين والعمل هو العمل بخطتي للسلام.Read more…
من كان يصدق أن يصبح الطفل اليتيم القادم من فيتنام بلا اسم أو عنوان وزيراً للصحة في ألمانيا؟ تتناول وسائل الاعلام الألمانية بدهشة وفخر اختيار فيليب روزلر وزيرا للصحة في الحكومة الجديدة بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، وألقت صحيفة "بيلد آم زونتاج" الصادرة أمس بنظرة على قصة حياة الوزير الذي يبلغ عمره 36 عاما فقط .
وقالت الصحيفة إن أسرة من شمال ألمانيا تبنت الطفل من أحد دور الأيتام في فيتنام ومنحته اسم فيليب عندما بلغ شهره التاسع، وأصبح والده بالتبني مثله الأعلى في الحياة حتى بعد انفصاله عن زوجته حينما كان الطفل فيلب في الرابعة من عمره . وعاش فيليب في كنف أبيه بالتبني، وحصل على الثانوية العامة والتحق بالخدمات الطبية بالجيش الألماني، وعمل بالسياسة بعد حصوله على عضوية الحزب الديمقراطي الحر .
ويتمتع فيليب من وجهة نظر أصدقائه بالذكاء الحاد وبروح الدعابة وبالإحساس بآلام الآخرين، وهو الأمر الذي دفعه لدراسة الطب، وبدأ نجمه يلمع بين شباب الحزب وتزوج من طبيبة زميلة له قبل 6 أعوام وأنجب منها طفلتين توأم .
وحاول العثور على جذوره في فيتنام، وسافر مع زوجته إلى هناك وعاد إلى ألمانيا ليحصل على درجة الدكتوراة، وبعدها بعامين يتم اختياره رئيسا لشباب الحزب في ولاية سكسونيا السفلى، ليتولى في فبراير /شباط الماضي منصب وزير الاقتصاد ونائب رئيس حكومة الولاية .
ويعترف فيليب الذي يصفه خصومه "بالصيني"، أنه أصيب بالدهشة وببعض "الدوار في الرأس"، عندما علم باختياره وزيرا للصحة في ألمانيا، وأضاف "اختياري وزيرا يؤكد أن ألمانيا هي بلد التسامح والتحرر والانفتاح على العالم".
الطريف أن الوزير الجديد أكد دائما عزمه اعتزال العمل السياسي بعد بلوغه الخامسة والأربعين، السن الذي يرى فيه أن الانسان يتغير في طموحه وسلوكه ونظرته في الحياة .
Read more…
The New York Times manages to dig deeper than a lot of the analysis about the Sa’ada War and brings out an important concept: aspects of the Yemeni military are beyond Saleh’s control. Many see the unending war in Sa’ada as a strategic maneuver on Saleh’s part to weaken General Ali Mohsen al Ahmar. Whenever Saleh is facing pressure, viola, there’s a new crisis to deflect and distract. Crisis as tool of domestic and foreign policy extends sometimes to “terror attacks” as well as war. The article also nails the roots of the growth and strength of the rebel forces- “The government’s bombing raids, and its use of thuggish tribesman as a proxy force, infuriated the local population in Saada.” The article also touches on “the government’s policy of using sectarian and tribal animosities to further its goals.” Saleh labels his opponents as apostates, and the takfiri ideology, not the constitution, underpins his authority. Saleh relies on fundamentalism and fundamentalists to survive and push back the forces of modernity, reform and progress.
Many in Yemen’s own government say the conflict is less about controlling terrain — always a tenuous prospect in this tribally splintered country — than about Mr. Saleh’s struggle to reassert his military powers, in the face of widening insurgencies and intensifying political rivalry in the capital.
“Saleh started this war mainly because he wants his son to succeed him, and many in the military and government do not accept this,” said one high-ranking Yemeni official who spoke on the condition of anonymity, echoing an analysis that is often heard here. “With a war, people rally around him, even the United States, because they fear chaos in Yemen if he falls.”Read more…
:خاص: عناصر من تنظيم القاعدة تقاتل مع الجيش في وادي آل ابو جبارة
أكدت مصادر مطلعة في منطقة القطعة مديرية كتاف أن محافظ المحافظة / حسن مناع ووكيل وزارة الداخلية إجتمعا بالقيادي المعروف في تنظيم القاعدة / عمار عبادة أحد مشايخ وادي آل أبو جبارة وأتفق الطرفان على أن تقوم السلطة بصرف أسلحة خفيفة ومتوسطة وتموين وإمداد عسكري على أن يقوم أتباع عبادة بالقتال مع الدولة ضد الحوثيين في جبهة القطعة في طريق البقع .
وأكدت مصادر متطابقة أن عَمّار عُبَادة عاد من المملكة العربية السعودية قبل عشرة أيام تقريبا بعد اجتماع عقده مع أمير منطقة نجران وكان الحديث حول المخاطر الحوثية التي تحيق بالسعودية في الشريط الحدودي وكيف يمكن للعناصر التابعة للسعودية أن تحد من ذلك المد .
والمعروف عن عناصر وادي أل أبو جبارة بانتمائهم لتنظيم القاعدة حيث كانت لهم زيارات متتالية إلى أفغانستان وزيارات لأعضاء القاعدة للمنطقة أبرزهم أسامة بن لادن في عام 98م تقريبا
وقد حبس من قادتهم الكثير ومنهم عمار عبادة الذي خرج بتوجيه رئاسي بعد أن ضغطت قبيلته على الرئيس بقطاعات قبلية ووساطات لمشايخ سعوديين من قبيلة يام
وخرج أحد قادت المنطقة من سجن الآمن السياسي من جملة المجموعة التي قيل أنها خرجت من تحت الأرض .
وفيما يؤكد متابعين لأخبار صعده أن هذا تحركا طبيعيا كون هذا التحالف هو في صالح الطرفين وتؤيده السعودية بشكل كامل حيث يرى أولئك المنتمين إلى تنظيم القاعدة أن الحوثيين كفار من حيث العقيده والسلطه والسعودية ترى في الحوثيين خطرا على مصالحهما في المنطقة حسب تفسير المصدر.
وقد بدأت المواجهات صباح هذا اليوم في جبهة القطعة من جهة وادي آل ابو جبارة بقيادة عمار عبادة وجماعته .
وتحاول السلطة إخفاء هذا التحرك بشكل كامل في المنطقة حتى لا يبرز هذا التحالف الذي قد يكشف السلطة على مسار قضايا حدثت في اليمن وفي محافظة صعده بالذات بجرائم وأعمال طابع تنظيم القاعدة يبرز عليها بشكل واضح .
الجدير ذكره ان وادي أل ابو جبارة يطل على الربع الخالي من الجهة الشرقية وله طرق كثيرة بمحافظة الجوف ومارب عبر الصحراء وفيها تنشط مجاميع مسلحة وتتمركز فيها الكثير من الشخصيات المطلوبة محليا ودوليا .
ولوادي آل أبو جبارة منفذ صحراوي عبر الربع الخالي مع المملكة العربية السعودية ما بين منفذ الخضراء ومنطقة شرورة السعوديتين .
وهو الطريق الذي يمر أعضاء القاعدة منه ما بين اليمن والسعودية وهي الطريق التي دخل منها العوفي الى المملكة السعودية عبر طريق آمن وبسيارات خاصة .Read more…
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى شعبنا اليمني الكريم لتوضيح موقفي من تعدي السلطة على حصانتي
الأخوة والأخوات أبناء شعبنا اليمني الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبــعـد
لا يزال علي صالح ودوائره التابعة له يخرج علينا كل حين بما يسميه سحب الحصانة البرلمانية عن عضو البرلمان يحيى الحوثي و محاكمته، حيث لم يعد له ما يقوله وما يظن أنه سيلهيه ، ويسلّيه عما هو واقع فيه من الفشل في السلطة وجر البلاد إلى متاهات الفوضى، وكراهية الشعب له وحتى لذكر اسمه، وانكشاف عمالته ومتاجرته بالبلاد والبشر والعرض اليمني الغالي أمام الجميع وتبعيته المطلقة للخارج ، ففي هذه الحالة المزرية التي وصل إليها إضافة إلى هزائمه المشهورة في عدوانه السادس على أهلنا في صعدة وسفيان، وخسائره الفادحة، هناك وفي الجنوب، وما يراه من عموم الفوضى وخروج البلاد عن السيطرة،وشعوره باليأس والقنوط حتى ممن دفعوا به وشجعوه وولعوا له اللمبات الخضراء والزرقاء والصفراء، لم يدر ماذا يفعل سوى رفع حصانة يحيى الحوثي، ومحاكمته ظنا منه أن ذلك سيحد من نشاطنا ضده وضد ظلمه وفساده وعمالته، أو أن ذلك سيعوضه ولو إعلاميا عما يعيشه من انهيار وشوه وحاجة، وعليه فإنا نحب أن نؤكد لكم ما يلي:
أولا: إن ما يرميني به من التهم ليست إلا بهتانا وتحاملا وكذبا، وقد عرف الناس أن علي صالح يرمي كل معارضيه بأكبر التهم ولا يتحرج لا من الكذب ولا من افتضاحه، ومن يتعمد قتل عشرات الأطفال والنساء في العادي وغيره، لا يتحرج أن يرميني أو غيري بأي تهمة ، مع انه هو المتهم بالخيانة والعمالة كما هو معلوم للجميع في الداخل والخارج،
ثانيا: إنني لا أبحث عن المناصب، ولا عن مال ولا عن سمعة، ولا تهمني كل تلك الأشياء، وما يهمني أكثر من أي شيء آخر هو المظالم التي تحصل على شعبنا اليمني من قبل هذا النظام الدكتاتوري الكريه، وما يقوم به طوال فترته من سفك الدماء المحرمة في عموم البلاد ومن كل المناطق والقبائل والمحافظات، ونهب أراضي الناس وممتلكاتهم، وإفقاره الشعب واستئثاره بالمال و السلطة وبجميع مقومات الدولة والوطن واختصاصه وأسرته بذلك كله، وتفريطه بالسيادة الوطنية لصالح جهات مغرضة تعمل على تدمير اليمن عبر هذا العميل الكريه، الذي أوصل البلاد جنبا إلى جنب الصومال الشقيق، وقد كانت تنعم قبل مجيئه بالخير والأمن وشيوع المحبة والسلام والطمأنينة،
إن ما نراه ويشاهده الناس في وطني من مظالم واسعة وشاملة لكل أبناء الشعب ومنها ما يعانيه الأطفال الأبرياء الذين ينامون في الشوارع ، ويعيشون من براميل القمامة، ويعانون من التشرد والمرض بينما أولاد الدكتاتور في رعاية واهتمام، وما تعانيه عوائل بأكملها من الجوع والعيش في الشوارع، للتسول والسكن، والنوم، حيث تقف على السيارات في الجولات وفي المساجد، طلبا للهبات والصدقات، بينما علي صالح يسرق كل حقوقهم حتى الزكاة والفطرة وغيرها من الواجبات التي أوجبها الله تعالى للفقراء والمساكين، ويحرمهم من نصيبهم من ثروات البلاد ومعونات الخارج،
مع ما يقترن بذلك من العدوان والظلم المتواصل على أبناء الشعب من القتل والفتن والدجل في الدين، وبيع التراث وتدمير الحياة ومصادر الرزق، ينسينا عن عضوية مجلس نواب أو التفكير في شأن شخصي ، وإن من يرى كل ذلك يعلم بأننا في معارضتنا لهذا النظام الجاهلي على حق وصواب، وأن ذلك يجب أن يكون أهم من كل المناصب، فإنقاذ الشعب من الظلم من أوجب الواجبات الدينية والإنسانية.
وأنتم تعلمون بأن مجيء علي صالح إلى السلطة كانت بخيانة مشهورة وعمالة مفضوحة، خان الرئيس اليمني المحبوب إبراهيم الحمدي، وتعامل في تنفيذ ذلك مع أعداء اليمن ونفذ عملية الغدر بأمرهم واصعدوه على كرسي الحكم بإرادتهم جزاء له على فعلته، وجريمته فهل ننتظر من عميل خائن خيرا؟ فهو أولى بأن يحاكم على هذا الغدر وتلك العمالة.
ثالثا: أنا في الخارج ولست في صنعاء بسبب ما هو معلوم من انقطاع طريق عودتي، ولذا فلم تسمح لي ظروفي من ممارسة عملي في مجلس النواب، والدستور يوجب على المجلس تذليل الصعوبات المانعة لي عن العمل وحمايتي من أي مخاطر، وهذا الحق لم يوفره لي مجلس النواب بل تجاهل وضعي وتآمر ضدي لسيطرة علي صالح عليه وعمله بما يمليه عليه علي صالح، الذي جعل نفسه فوق الدستور والقانون وفوق مجلس النواب وفوق الشعب، وأخضع كل مؤسسات الدولة له ولأسرته،إضافة إلى مخالفتهم للدستور والقانون في توفير حقوقي وحمايتي ،ومن هنا يتبين بأن رفع الحصانة والمحاكمة المذكورة كلها مخالفات دستورية وقانونية، وتدخل علي صالح وتحكمه في مجلس النواب مخالفة دستورية وقانونية، وفي نفس الوقت فإن شبهة النظام هذا كله ليس قانونيا ولا شرعيا، لأنه قد تجاوز المراحل الدستورية ـ فيما لو وافقنا على أن هناك مرحلة ما دستوريةـ بزمن طويل لا من حيث تأجيل الانتخابات ولا من حيث تحويل الجمهورية التي ينص الدستور فيها على التداول السلمي للسلطة كل أربع سنوات، إلى حكم دكتاتوري يسيطر عليه عميل مفسد منذ 31 عاما، ولا من حيث كون الدكتاتور عميل يتباهى بهذه العمالة أمام الجميع، ولا من حيث شيوع فساده وتطاير شروره، فأنا غير معترف لا بهذا النظام الدكتاتوري، ولا ببقية أدواته، ولا بأي إجراء من إجراءاته،ولا بهذه المحاكمة الصورية المخالفة للدستور في ذاتها وفي إجراءاتها وفي سيطرة الدكتاتور عليها، كما أن ذلك كله غير ضار لي ولا مؤثر علي في شيء، أصلا ولا حاد من نشاطي وعملي ضد الطاغوت والظلم الجاثم على شعبنا منذ 31 عاما.
رابعا: وهذا السلوك المشين مع عضويتي التي أوصلني إليها المواطنون عبر صناديق الاقتراع في دائرتي المظلومة وبمحض إرادتهم، وبخلاف ما كان يرغب فيه الدكتاتور المفسد،فإن ذلك كله دليل واضح على عدم اعترافه بحقوق من خالفه من أبناء الشعب، سواء كانت تلك المخالفة متمثلة في رأي الجمهور العريض، أم في آراء الشخص وقناعاته، بل وانه يتعدى ويتعاطى على ما ليس له حق التعدي والتعاطي عليه، فلست موظفا عند الدكتاتور علي صالح حتى يفصلني متى شاء، وليس له أي حق في شأن عضويتي أبدا، وليس لمحكمته الهزلية الباطلة العاطلة أي سلطة علي.
هذا ما رأينا توضيحه لكم ولكم خالص تقديري وتحياتي واحترامي.
أخوكم/ يحيى بدرالدين الحوثي
عضو مجلس النواب عن الدائر 269
25/10/2009
Read more…